أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمّادي - فرنسا و البوصلة المنحرفة















المزيد.....

فرنسا و البوصلة المنحرفة


محمد الحمّادي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغرب و البوصلة المنحرفة
لكمات قاسية نجح في توجيهها الملاكم الأرهابي جعلت الملاكم الفرنسي يترنح وسط الحلبة و يفقد سهم بوصلته تجاه خصمه و تاهت لكماته العشوائية خارج الحبال , هذا هو حال فرنسا بشكل خاص و معه الغرب و حلف الناتو بشكل عام بكل امكانياته الاستخباراتية و العسكرية و بدى واضحا ان بوصلة مخابراتهم انحرفت عن الهدف المطلوب و انهالت الصواريخ على تماثيل وهمية صنعها لاعب الارهاب الحقيقي .
ان وراء كل فعل غاية معينة خصوصا الافعال العسكرية أو الارهابية كتلك التي تحصل في الشرق الاوسط على هيئة مسلسل في حلقات أو التي تجري في اوروبا بين الحين و الاخر حسب التساهيل , كذلك احداث باريس الاخيرة التي من المؤكد كانت عبارة عن مخطط هادف تديره مخابرات دولة او اكثر لها مصالح مشتركة و ليس مجرد أرهاب أجرامي ذو غاية انتقامية هستيرية بل مخطط ذو ابعاد مستقبلية جرى تصميمه من قبل مؤسسة حكومية جندت أعداد من المرتزفة و أسست لهم نظام أداري تحركه بواسطة منتسبي سفاراتها حول العالم ليقوم بتجنيد العاطلين من أرجاء ما كانت تسمى بالمعمورة سابقا و المهجومة حاليا بحيث يغسلون ادمغة هؤلاء الصبية بأفكار تعصبية مسمومة ينتقوها من مصادر كتب مختلفة و يصنعون منهم روبوتات لتنفيذ أعمال انتحارية ارهابية تخدم المصلحة العليا للمخطط الرئيسي و يغدوا منفذي تلك الاعمال قرابين لاصحاب العمائم السود ,, و حسب المقتضيات تعمل ادارة الارهاب على تغيير عاصمة نشاط هذا التنظيم حسب الحاجة كما تقلدهم اسما جديدا يتماشى وفق المرحلة النضالية ضد شعوبنا المزدهرة .
ان الذي يدافع عن مبدأ أو يريد أن يلفت نظر المجتمع اليه بعد حالة من اليأس و الأحباط يقوم بعمل فردي غير منظم غالبا ما ينتهي بضحايا دون أن نفهم الغاية , لكن الرسالة وصلت هذه الايام حينما قامت مجموعات مسلحة و مدربة يجري بينها و بين قيادتها تنسيق رفيع المستوى كأحداث باريس الأخيرة , اذ نجحت حكومة رعاية القاعدة من لبس قناع البراءة و أيصال رسالة تضليل الى الغرب مفادها تكاتفوا معي ضد داعش و دفعهم نحو عدو من صنع يدها ثم جرهم الى تحالف مع دولة كبيرة شريكة في المخطط تشن منذ فترة غارات بهدف ضرب الارهاب بينما تضرب المتضررين منه لتوهم الغرب و تحقق مصالحها في حفظ نظام بشار ممثل طهران في الشام و هنا يتحالف الغرب مع عدو يعتقده صديق لهدف مشترك رغم الاختلاف في امور اخرى .
لو تتمعن فرنسا و الغرب معها و يسألون أنفسهم أين هي مطالب الأرهاب لقاء ما يقوم به, و لماذا جاء توقيت التنفيذ بعد ان اعلنت فرنسا عن موقفها المناهض لحكومة دمشق, و لماذا يستهدف التنظيم الأرهابي كل الشرق الأوسط عدا الحليفين النظام السوري و الأيراني دون الباقي خصوصا ان الطريق الى الشام أو طهران أقرب منه الى أوربا ؟
لقد ظهرت داعش بعد تنامي قوة الثورة الشعبية ضد حكم البعث في الشام الحليف العلني للسياسة الايرانية و وجهت اسلحتها ضد مناطق المدنيين لكي يربكوا الثوار بمصير عوائلهم و لولا مساندة هذا التنظيم و الميليشيات الاخرى المأمورة من طهران لكاد الثوار أن يطيحوا بالحكومة في دمشق , هذا لوحده دليل يكفي لأثبات أن داعش من صنيعة الثنائي المخابراتي الايرانى السوري و المعروف أن داعش لم يوجه اسلحته صوب عصابة بشار و لا صوب المليشيات المساندة له حتى اتت مفاجأة سيطرة هذا التنظيم على الموصل و غرب العراق هدية واجبة التقديم من خادم ايران في العراق نوري المالكي و يتغير اسم داعش الى الدولة الاسلامية عاصمتها الموصل بموارد تمويل نفطي ذاتي و ادارة مباشرة من طهران يخدم مصالحها بعيدا عن الشبهات و بتمويه أنطلى على الكثير و خصوصا الغرب على أعتبار داعش و سياسة ولاية الفقيه في طهران يتبنيان مذاهب دينية متضادة و لا يمكن ان ينضوي تحت قيادتها .
بالاضافة هناك الكثير من الادلّة تؤكد علاقة داعش و اخواتها بأيران منها أنفجارات تركيا ألتي لا تتماشى سياستها مع طهران و توجيه ضربات ضد حكومة اليمن و جيشها الوطني كما يفعل الحوثيون مليشيا ايران في اليمن بينما لا يوجه ضربات تجاه تلك الميليشيات رغم اختلاف المذهب العقائدي حسبما يتوهم البعض.
أمّا أذا ما تم ذكره أعلاه غير كاف لربط العلاقة بين ايران و تلك المنظمة الارهابية نوجه سؤال أخير ,, من هي الدول التي تتعاكس مصالحها ضد مصالح الغرب حول أمور الشرق الاوسط ؟
أليستا أيران اولا ثم روسيا تلك التي ورطتها ايران في الموضوع السوري ؟ و كيف تجري الامور بحيث أن داعش ضربت أوروبا و نصف الشرق الاوسط و لم ترمي ايران ولو بحجارة واحدة ؟ ثم لننظر الى دهاء مخابرات تلك الدولة في تعاقب توقيت العمليات الارهابية , أذ ضرب الدواعش مسجد للشيعة في الكويت و السوّاح الاوربيين في تونس و قطع رأس رجل في فرنسا في يوم واحد ثم تفجير في مناطق جنوب بيروت يستهدفون الشيعة ثم المجزرة في باريس لكي يتم تسليط الضوء على أن الغرب و بعض المتعاطفين مع سياسة ايران وحدهم ضحايا الارهاب و بذلك تصل رسالة التضليل تلك الى الغرب بواسطة ساعي البريد الداعشي تدعوهم بشكل غير مباشر للتعاون مع حكومة طهران ضد دول المنطقة خصوصا دول جزيرة العرب التي حسب ما يروّج له الاعلام الساذج تتعاطف مع داعش بحجة أن تلك الدول تشترك مع الفكر المتطرف في عدم اعتناق المذهب الشيعي و مع الاسف انطلى هذا المنطق الخاطئ على الكثير من وسائل الاعلام العربية و الغربية على حد سواء .
المفروض ان نحلل قبل توجيه التهم , لماذا دول الجزيرة تساند داعش, أو اسست له في سوريا و العراق ؟, أذا كان الموضوع يستهدف تغيير نظام بشار أو ما تسمى بشبه الحكومة في بغداد فأن داعش لم تستهدف اي منهما بل على العكس ضربت الاهالي في المناطق السنية في العراق و الثوار و أهاليهم في عموم سوريا و أستباحت اراضيهم , أما أذا كانت الغاية السيطرة على منابع النفط فأن لجزيرة العرب ما يكفيها لتعيش برخاء دون مشاكل , أما أخيرا, اذا كان الموضوع هو الحرب على الغرب فهذا من المستحيلات بسبب الصداقة الوثيقة و المصالح التاريخية و المستقبلية بين الطرفين ألّا اذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك جيوش جرّارة و تريد ان تجري تمارين عسكرية في اوروبا .
مبروك لطهران نجاحها في التحكم ببوصلة الغرب و سياستها الاعلامية في ابعاد التهم عنها و كسب التحالف مع القوى العضمى و توقيت موعد التخلص من داعش بعد ان أدّوا واجبهم بالكامل مشكورين , لكن أوجه عنايتها نحو المزيد من الفبركة و ذر الرماد في العيون خلال هذه الايام و ازالة اي شكوك في المستقبل, بأن تأمر داعش بتنفيذ اعمال انتحارية و تدعو كافة المتبقين منهم بحكم الميانة بتفجير انفسهم في مناطق مختلفة من ايران تختارها بعناية و طبعا لا تحتاج الى مشورة بحيث تتخلص من بعض اعداء الداخل و توصل لهؤلاء المساكين من مواطنين الدرجة الثانية نفس الرسالة التي وصلت للغرب بأن العدو مشترك و تجعلهم يتكاتفون مع الحكومة لكي تحميهم, و بنفس الحجر تتخلص من بقية الانتحاريين الفائضين عن الحاجة في الختام .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تداول فيديو توقيع ترامب على قميص نادلة بعد إقرار قانون الإنف ...
- كانوا بمخيم صيفي.. فقدان أطفال عدة وسط فيضانات عارمة اجتاحت ...
- مصر.. حادث طرق جديد يودي بحياة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين
- مواجهات مستمرة.. القوات الأوكرانية تستهدف قاعدة جوية روسية ف ...
- بوتين ربما يهزأ بواشنطن بشأن كييف، لكنَّ ترامب لن يفعل شيئا ...
- مصادر فلسطينية: مقتل العشرات بغارات إسرائيلية في غزة
- ألمانيا: تراجع طلبات اللجوء 50 % في النصف الأول من عام 2025 ...
- تشهد معارك شرسة.. ما الأهمية الإستراتيجية لمدينة بابنوسة بكر ...
- عرض مسلح لحزب الله يثير انتقادا حكوميا
- الطفلان شام وعمرو.. نماذج مؤلمة لحرب التجويع الإسرائيلية بغز ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمّادي - فرنسا و البوصلة المنحرفة