أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حضرت الأحلام وغابت الرّواية














المزيد.....

حضرت الأحلام وغابت الرّواية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 15:23
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
حضرت الأحلام وغابت الرّواية
صدرت رواية "يقظة حالمة"للكاتبة الفلسطينيّة الشّابّة شذا فاضل يونس عام 2012 عن دار راية للنّشر في حيفا، وتقع في 159 صفحة من الحجم المتوسّط.
القارئ لهذا النّصّ سيجد نفسه أمام حكايات متشابكة أكثر منها رواية، ويتمحور النّص حول أحلام الفتيات في الحبّ والزّواج وبناء أسرة، لكنّها تبقى أحلام يقظة لا تتحقّق، وإن تحقّقت فإنّها سرعان ما تفشل، ويلاحظ أنّ الكاتبة نقلت عدّة حكايات متداخلة، غاب عنها البناء الرّوائي، وكأنّها كانت على عجلة من أمرها؛ لتنقل هكذا حكايات دون أن تنتبه لتطوير الحدث ليكون مقنعا للمتلقّي. فعلى سبيل المثال ميساء أحبّت وتزوّجت وأنجبت "ميسون" وطلّقت خلال عام، وفي أقلّ من صفحة جاءت في صفحة 15 وفي الفقرة الأولى من صفحة 16! وسافر طليقها "وليد" إلى فرنسا لاستكمال تعليمه. وتعمل ميساء في مخيطة وتفتتح بعدها محلا لبيع الملابس النّسويّة دون أن يعرف القارئ كيف تطوّرت شخصيّتها، وحتى ابنتها "ميسون" التي درست الفنون الجميلة في جامعة النّجاح في نابلس، ومع تكرار وجودها في النّص وفي أكثر من حادثة وحكاية، فإنّ شخصيّتها بقيت في متاهة الحبّ والحياة، بل بدت في حالة اغتراب مع والدتها، وكأنّ العلاقة بين الأمّ وابنتها لم تكن في فلسطين التي تحكمها عادات وتقاليد وقيّم ودين، حتّى خلتُ أنّها تعيش في أوروبا أو في أمريكا، وكذلك أمّها التي ولدت في مدينة الخليل وتزوّجت وتطلّقت وبقيت وحدها في رام الله وكأنّهما مقطوعتان من شجرة، فلا أهل ميساء"الأمّ" ولا أهل ميسون"البنت" سألوا عن ابنتيهما، ولا هما سألتا أيضا! وهذا يتنافى مع الواقع. وكذلك وليد طليق ميساء ووالد ميسون سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته وبقيت أخباره مقطوعة؛ ليظهر فجأة في اتّصال هاتفيّ مع ابنته ليخبرها أنّه سيعود إلى البلاد "بعد أربعة أيّام" لكنّه لم يرد في النّصّ كيف جاء؟ وماذا عمل بعدها؟ وماذا كان مصيره؟
واضح أنّ الكاتبة هدفت إلى اظهار هموم البنات المراهقات وفي بدايات مرحلة الشّباب، ونظرتهنّ إلى نصفهنّ الآخر، وهذه قضيّة تستحقّ الاهتمام، وبحاجة لأكثر من رواية، وجميل أن يتمّ التعبير من فتاة عن احلام الفتيات، وطموحهنّ في الحبّ والزّواج؛ لأنّها الأقدر عن التّعبير عن بنات جنسها، وهذا يسجّل لصالح الكاتبة ولصالح نصّها أيضا، وكان الأجدر بها أن تأخذ حكاية ميساء وابنتها ميسون، وأن تطوّر هذه الحكاية، تاركة هاتين الشّخصيّتين لتعيشا الحدث كما عاشتاه فعلا على أرض الواقع، أو كما تتخيّله الكاتبة، وليس كما تريده الكاتبة، فتدخّل الكاتب في شخوص روايته يفشل النّص الرّوائيّ، ومن الممكن أن يتشعّب الحدث الرّوائيّ إلى حكايات وأحداث جانبيّة، لكنّها ذات علاقة بالحدث الرّئيسيّ بشكل وآخر. لكنّنا شاهدنا أحداثا وحكايات أخرى لفتيات أخريات، لكن لا علاقة لها بالحدث الرّئيسيّ. وكأن الكاتبة كانت مشغولة في تعداد وذكر أحداث لفتيات بغضّ النّظر عن علاقتها بالموضوع الرّئيسي، وكان بامكانها فعل ذلك من خلال ربط الأحداث الأخرى ولو بخيط شفيف ومقنع من خلال الحوار الذي غاب عن النّصّ بشكل كامل، مع أنّه عنصر مهمّ وضروريّ في كتابة الرّواية.
واضح أنّ الكاتبة قادرة على الرّويّ وكتابة الرّواية، لكن يبدو أنّها كانت مهتمّة بكتابة الحدث أكثر من اهتمامها بأسلوب الفنّ الرّوائي، تماما مثلما سيطر على ذهنها سرعة نشر النّص بذهنيّة وتسرّع ونزق الجيل الشّاب.
5-12-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف العقلاني من التراث
- دمعة احسان أبو غوش تخدع ظلها في اليوم السّابع
- يوميّات الحزن الدّامي- أنتم السّابقون...
- رواية -غفرانك قلبي- في ندوة اليوم السابع
- أحلام ماجد أبو غوش
- حضن الأمّ
- زغرودة
- قلب الأمّ
- رواية -زمن وضحة- لجميل السلحوت في اليوم السّابع
- فراشة الأديب عمر حمش
- رواية البلاد العجيبة لليافعين جديد جميل السّلحوت
- نتنياهو ورؤاه السّياسيّة القديمة المتجدّدة
- كاملة بدارنة في اليوم السابع
- جماليّات -صور كاملة- بدارنة الملونة
- احتجاز جثامين الشهداء انتهاك لحقوق الانسان
- رواية -غفرانك قلبي..- تطرق الماضي لفهم الحاضر
- رواية رولا لجميل السلحوت والقدس
- رواية الخطّ الأخضر باكورة رولا غانم
- -عيناك لا تراني- في اليوم السابع
- صدور رواية -رولا- لجميل السلحوت


المزيد.....




- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - حضرت الأحلام وغابت الرّواية