أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثم محمد علي موسى - ألمسافة بين ألقتل وألعقل















المزيد.....

ألمسافة بين ألقتل وألعقل


ميثم محمد علي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 10:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتزامن ألذكرى ألسنوية لمقتل ألمخرج و كاتب ألعمود ألصحفي ألهولندي تيو فان خوخ على يد متطرف أسلامي مغربي ألأصل (محمد ب) مع ذكرى مرور أسبوع على مآساة ألحريق ألذي شب في سجن مطار أمستردام ( سيخبهول) ألمخصص لسجن أجانب مقيمين بشكل غير قانوني في هولندا أو طالبي لجوء رفضت طلباتهم بأنتظار ترحيلهم ، وألذي راح ضحيته 11 مواطناً أجنبياً ، معظمهم مجهول ألأسم* ! هذا كله في ظل نظام هولندي متشدد ويزداد تشدداً ضد ألأجانب عامة ، و المسلمين بشكل خاص.
بعد ان اطلق قاتل فان خوخ ألرصاص على ضحيته (في 02-11-2004) طعنه عدة مرات بسكين ، وترك رسالة على صدره تؤكد أن دوافعه لأرتكاب ألجريمة ( ألبشعة ) هو ألأنتقام للمسلمين ألذين أهينوا جراء عرض فلم يسئ للأسلام ورموزه ، يعرض أمرأة عربية شبه عارية كُتبت آيات من ألقرآن على جسدها وهي تتحدث عن ألضرب ألمبرح و ألأغتصاب من قبل أرحامها. وألفلم(( ألخضوع)) من أخراج فان خوخ بالتعاون مع ألنائبة ألهولندية من أصل صومالي هيرسي علي . وهدد ألقاتل في رسالته هيرسي علي أيضاً بالقتل ، حيث شغلت مخاطبتها معظم ألرسالة ، و يسميها كافرة أصولية لاتؤمن بأن هناك قوة تسيّر هذا ألكون ، ولاتؤمن بوجود خالق !
ما أن مضت أيام حتى أندلعت أعمال أنتقامية متبادلة بأحراق مساجد ومدارس أسلامية ، وكنائس أيضاً ، وتعمقت أزمة ألثقة بين مواطني هولندا ألأصليين وألأجانب ، وما زالت تتعمق **. ويشترك معظم ألهولنديين أليوم بألرأي في أن ألحساسية و ألشعور بالعداء وألعزلة أزدادت بعد مقتل فان خوخ . هذا ألرأي يُسمع من ألمواطنين ألأصليين ومن ألأجانب أنفسهم كالسورناميين وألأتراك وألمغاربة ألذين يشكلون ألغالبية ألعظمى من ألأجانب وخاصة في ألمدن ألأربع ألكبرى في هولندا(أمستردام ، روتردام ، لاهاي ، أوترخت) .
تؤكد ألأحصائيات أن ربع ألأجانب فقط يشعرون بألأطمئنان وألعلاقة ألأيجابية أليوم بينهم وألهولنديين ، في حين كان أكثر من ألنصف يشعر بذلك قبل مقتل فان خوخ . ويلحظ ألمرء ألتوتر بين ألجاليات ألأجنبية وألهولنديين ، رغم ألمساعي ألمبذولة من قبل ألأحزاب وألساسة أليساريين خاصة( لترطيب) ألأجواء عبر ألحوارات ألمباشرة وألأنشطة ألأعلامية ألمشتركة .
ألملاحظ ، ورغم أدانة مقتل ألمخرج فان خوخ من قبل عدد من قادة مختلف ألطوائف ألأسلامية في هولندا وغيرها ، فأن هناك تعاطف غير قليل مع قاتل فان خوخ بحجة أن تلك ألجريمة ردة فعل مبررة على ألأنتقاص من ألأسلام ، وألقتل جزء من ألدفاع عن ألأسلام . و يغذي نزعة ألتعاطف هذه ألمستوى ألثقافي وألتعليمي ألمتدني لأبناء ألجاليات ألمذكورة ، ألتي يشكل ألأسلام بالنسبة لها (وراثة) أكثر منه( دين) ، وتمسك (بعادات) أكثر منه (بعبادات) ، و(تقليد) أكثر منه (فهم) . وأذا كان فان خوخ قد أستفاد من ديمقراطية بلده للتعبير عن آراءه ألحادة فهاجم بلاذع ألعبارة لا ألأسلام وألمسلمين وحدهم ، بل وكذلك شخصيات سياسية هولندية معروفة أيضاً ، فأن ألكثير من أئمة مساجد ألجاليات ألمسلمة تستفيد من نفس هذه أ ألديمقراطية وألحرية لتهاجم علانية ألغرب ومفاهيمه و (حتى ديمقراطيته ألتي تتنعم نفسها بها!) وتدعو ألى محاربته في عقر داره ، بل وتعلن صراحة عن تأييدها للأرهاب ، وبن لادن وألقاعدة ، بشكل واضح أومبطن .

قبيل قتله كان فان خوخ مشغولاً في أخراج فلم عن مقتل ألسياسي ألهولندي (بم فورتاون) ألذي شُبهُّت مواقفه وآرائه بجرنوفسكي الروسي وهايدار ألنمساوي ، وكان ألفلم يحمل أسم ((0605)) وهو تأريخ مقتل بم فورتاون في ألخامس من مايو عام 2002 في مدينة هلفرسوم ألهولندية بعد مقابلة أذاعية ، وعلى يد ناشط يساري هولندي . وبم فورتاون أول سياسي هولندي تجرأ علانية في ألأعلان عن موقفه ، وتحدث صراحة عن مشكلة ألأجانب ، وكيف أن قيمهم أخذت تطغي على قيم ألمجتمع ألهولندي ألسائدة ، ومشكلة ألثقافات ألأجنبية ألغريبة ، وألبطالة في صفوف ألأجانب ، وأنتشار ألجريمة بنسب عالية في صفوف ألعاطلين منهم عن ألعمل وألمستفيدين من ألمساعدات ألأجتماعية ألسخية ألمتاحة للعاطلين ، ألتي يضمنها ألقانون ألهولندي. كل هذه ألأفكار كانت تجري همساً بين ألساسة ، بل وبين ألمواطنين أنفسهم ، و يقود ألتصريح بها حالاً ألى تهمة ألتمييز ألعنصري ! فما كان من فورتاون إلا أن أفلت ألحديث من عقاله ألى ألشارع ألهولندي ، فأضحى ألناس أكثر جرأة في مس مشكلة ألأجانب وألتحدث عنها بعد أن كان ذلك مايشبه ألتابو.
وتشاء ألصدف أن يواجه فان خوخ نفس ألمصير لجرأته في نقد ما يعتقده عائقاً في أستقرار هولندا ، ولم يستقرأ ألنتائج ألدموية . وليس غريباً أن تكون ألنائبة هيرسي علي وألسياسي ألجديد (فلدرز) تحت حراسة مشددة خوفاً من مواجهة نفس مصير فورتاون وخوخ ، و ألتهديدات مستمرة حتى أليوم . وفلدرز أليميني ، ألذي يتبع نفس نهج بم فورتاون ألى حد ما ولكن بكاريزما متدنية ، ليس سوى صدى وردة فعل على ألتطرف وألتشدد ألأسلامي في هولندا ، أو هكذا يعتقد ألكثيرون. كما ولايزيد تهديد ألقاعدة لهولندا (من ضمن دول أخرى) بهزها بعمل أرهابي على ألنموذج ألأسباني إلا من تصلب أليمين وصعود نجمه ، كما حصل في دول أوربية أخرى.
وليس غريباً بعد ذلك أن تتعمق ألكراهية للأجانب ، وتنعدم ألثقة ، وتمعن ألحكومة ألحالية في سياساتها أليمينية وتتعامل ببرودة أعصاب مع مقتل 11 أجنبياً حرقاً ، في سجن مغلق ، كما لو أن ألحريق أتى على قطع من ألخشب وليس بشراً. صحيح أن ألتحقيق مازال جارياً في ذلك ألحادث ألمأساوي ، ولكن تأكيد بعض ألناجين من ألموت على أن ألشرطة أطلقت ألنار على ألسجناء عند محاولتهم ألهرب من زنازنهم لأنقاذ أرواحهم ، له دلالة مرعبة أن تأكد. فهل يبدأ ألعد ألتنازلي لليمين ؟ هل يتوقع ألمرء أجواءاً أكثر شفافية بين ألهولنديين وألأجانب؟
لعل أعلان حزب ألعمال ألهولندي عن رغبة للتقارب مع أليسار ألأخضر وألأشتراكيين في هذا ألوقت له دلالة.
----------------------------------------------------------------------------
*يتقدم ألكثير من طالبي أللجوء ألأجانب بأسماء مستعارة ، ولأسباب مختلفة ، ما يجعل ألتحقق من
شخصياتهم أمر في غاية ألصعوبة أحياناً ، أن لم يكن مستحيلاً.
** لم تحدث مثل هذه ألأعمال ألأنتقامية في أسبانيا بعد ألعملية ألأرهابية ألتي أستهدفت ألقطارات وراح ضحيتها ألعشرات من ألأبرياء.



#ميثم_محمد_علي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتب غاضباً..
- يوم أغتيال ألتأريخ / 8 شباط 1963
- إعادة حكم الإعدام في العراق /بين د.عبدالخالق حسين و ألأستاذ ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميثم محمد علي موسى - ألمسافة بين ألقتل وألعقل