أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسافير محمد - الأغنية السياسية: - إزنزارن نموذجا














المزيد.....

الأغنية السياسية: - إزنزارن نموذجا


مسافير محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 21:01
المحور: الادب والفن
    


عشق السوسيون بالخصوص أغاني إزنزارن حتى الصبابة، وتغنوا بها حتى الثمالة، وكثر الحديث عن الظاهرة الزنزارية كمغامرة من قلب سوس، في زمن تزمامارت ودرب مولاي الشريف ومعتقل قلعة مكونة، في زمن الشنق والاختطاف لكل من صدم بالحقيقة، ورغب في إيصالها بأي شكل من الأشكال.
الفن والسياسة شكلان متلازمان، فعندما تطفوا السياسة، وتصبح في متناول ألسنة غالبية الشعب، نتيجة هبوب ثوري أو صعود نضالي لفترة مديدة نوعا ما، كما هو حال المغرب في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، آنذاك وفقط تظهر الأغنية الشعبية الهادفة لتحمل على عاتقها القضية المعنية.
في مثل هذه الظروف، برزت مجموعة "إزنزارن" و "ناس الغيوان" و"أرشاش" وسعيد المغربي... وهذه ليست حال المغرب لوحده، فقد عم الهبوب الثوري مختلف البلدان، لتظهر فيروز في لبنان والشيخ إمام في مصر، وفرقة العاشقين ومارسيل خليفة في فلسطين وناجي العالي –الرسم الكاريكاتوري- مدافع شرس عن فلسطين وغيرها من أمثلة الفن السياسي الهادف.
وبعد الركود الطويل الذي عاشته الجماهير الشعبية، منذ بداية التسعينيات، لأسباب محلية ودولية، بدأ ما يمكن أن نطلق عليه ب"تمركز السياسة"، نتيجة الإنتصار الذي حققته الأنظمة الرجعية في كل بلد على حدة، وصاحب هذا التمركز احتواء للأغنية وتسخيرها لحاجات الرأسمال أي تسليعها، وكذا استعمالها لتركيع الشعوب وإخضاعها لمستبديها بإحاطة الحكام بوابل من المدائح، وتمجيد لأوطان ما فتئت تخرج من مخاض هزائم تلوى الأخرى.
في هذا السياق العام، يمكن أن نتناول الظاهرة الزنزارية، ولا عجب أن يكون آخر إصدارات المجموعة مؤرخ في سنة 1989. ربما كان لتأثير المجموعة في تأليب الرأي العام ضد النظام دور محدود، فأغاني المجموعة جد رمزية ومستقاة من الطبيعة، لذا يصعب نوعا ما فهمها، وهذا ما اعترف به قائد المجموعة، إكوت عبد الهادي، حينما طلب منه جمهوره المتتبع المزيد من الإصدارات، فكان دائما يواجههم بالقول، أنه لن يصدر أي جديد حتى يفهم الجمهور القديم.
وسأعرض هنا مجموعة من الأبيات الهامة في محاولة لتفسيرها، وعلى القارئ الرجوع إلى سياقها والقصيدة المقتبسة منها للتأكد من صحة التفسير.
تقول إحدى أغاني المجموعة:
WAHAN LAANBR AGH KOULLOU MOUN ISAFARN
IMMA GAR DWA TARAWAT TMGHI GH IGHARASN
ذكر هنا العنبر، وهي نبتة نادرة وصحية وشافية لمجموعة من الأمراض، ويقول على أن هذه النبتة هي التي تحمل دواء جميع الداءات، أما النباتات التي تنموى على قارعة الطريق فليست لها أية فائدة. في إشارة إلى أن الأفكار الثورية والتحررية – التي عبر عنها بالعنبر، هي نادرة وتتعرض للحظر والتعتيم، ويرمى بحامليها في غياهب السجون أو يغتالوا، وأن هذه الأفكار هي الدواء والحل لجميع معضلات المجتمع. أما الأفكار التي ينشرها الإعلام والجرائد الصفراء التي تدعمها الدولة، والتي قد تجدها على كل لسان بوفرة فإنها لا تحمل أي خلاص للبشرية.
وتقول المجموعة في سياق آخر:

ISLMAN RAN AGH AJARIF YATTUY
UDADN RAN LBHR DUNIT KMMLNT
طبيعيا فالأسماك تعيش في البحر، والغزال (UDADN) يعيش في البر، ويقف فوق المرتفعات أو الصخور العالية (AJARIF YATTUY)، لكن هنا يأتي تبادل الأدوار، نتيجة الغليان الشعبي الذي عرفه المغرب في تلك الفترة، ويشير البيتين على التنازع على السلطة التي رمز إليها بالصخور العالية بين قوى الشعب – الأسماك والحكام – الغزال.
NGA BUTFALA NNUDA NILI GH UGHARAS
KULLU M AYLAN AWRZ AR FLLATI TTAKLN
BUTFALA هو أحد أقوى الحيات، والكناية هنا تعود إلى الشعب، بمعنى أن الشعب في اتحاده ووعيه هو قوي كتلك الحية، لكن وضعه الحالي، أي في غياب الوعي والتنظيم، ينبع الإحساس بالضعف وبهذا فتح مصراعيه للظلم والقمع والتنكيل من طرف ذوو المصالح، إذا هي دعوة للإحساس بالقوة وإظهارها لهزم المتسلط.
LHAQ IMÐ-;-LT UQARIÐ-;- IG FLLAS ISMKAN
WANNA YAD IGAN IZM GIN FLLASN TIDDAF
يشير البيتين هنا إلى السبيلين الذين ينهجهما النظام في إسكات الأصوات الحرة، أولا طريقة الاحتواء بالإغراءات وشراء الضمائر ، أو اقتفاء آثار المناضلين بالجواسيس والمخبرين للزج بهم في المعتقلات.
AFUS GH UFUS AD NFSI IKRRAFN
بمعنى يدا في يد من أجل الإفراج عن المعتقلين.
IGGUT LBRIH IDRUS MAYSLLAN IS ISLH
INGID LBRIH N TKNDAWT YASI TIQBILIN
هنا تشير المجموعة إلى البروباغاندا الإعلامية المخزنية بحلول عهد جديد والديمقراطية والخطابات الرنانة، إلا أن القليل من الشعب هو من يصدق هذا الكلام، بالموازاة مع هذه الدعاية، تم إرفاقها بنشر الذعر والخوف والوعيد للمناضلين ولكل من سولت له نفسه الكلام.

AH INU S UNTTARFU NTTAN AF SAWLGH
IMMA LÂ-;-ARUÐ-;- N TGUSIN MLAD IS UFAN
ADASN IDUM RRWA FLA ILLIS IGH ITTUT
UR ThWULN WALA HSADNT IMT NIT NGH ISUL
هنا تحدد المجموعة الوجهة التي تسدد لها الهجمات، عبرت عنه ب UNTTARFU، أي الذي يظهر حياديا في الصراع، أي حكومة الظل أو المؤسسة الملكية - تقول- وليس العسكر أو البوليس الذي يظهر في الواجهة، لأنه حسب ما ذكرت، لا يهمها شيء في الصراع، لأنها لا تستفيد منه شيئا، همها الوحيد أن تبقى لها لقمة عيشها – مكره آخاك لا بطل.
وستتأكد الوجهة التي ذكرناها في أحد البيوت الموالية:
AFLLA N UDRAR AT TLKM TWALA S UBRRAH
أي أن الانتقاد أو الهجوم موجه إلى قمة الجبل، والذي تتربع عليه المؤسسة الملكية.
إلى غيرها من الأبيات.
والزحف الثوري الذي يعيشه العالم حاليا، يؤكد مدى صحة تحليلنا الذي ذكرناه في الأول، فقد بدى بشكل واضح مدى تأثر الفن بالسياسة، أو مدى تسييس الفن الذي طالما تغنى في العقدين الآخيرين للحب والمشاعر الكاذبة التي كان غرضها محض تجاري.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة
- صور عن جمال الحياة البرية ستذهلك
- فاس المغربية تستضيف مهرجان الموسيقى العالمية العريقة في دورت ...
- الرئيس المصري يطمئن على الفنان عبدالرحمن أبو زهرة بمكالمة ها ...
- المجلس الثقافي البريطاني يعلن عن 5 مشاريع إبداعية حاصلة على ...
- نزالات عالمية في بطولة -971- للفنون القتالية المختلطة بدبي


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسافير محمد - الأغنية السياسية: - إزنزارن نموذجا