أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ندى مرابط - النساء لسن اقليات














المزيد.....

النساء لسن اقليات


ندى مرابط

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 23:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سأظل اتحدث عن حقوق المرأة مدام لا حقوق لها. وحين اتحدث عن الحقوق لا أعني تلك التي ينص عليها القانون بل أعني تلك التي من المفروض أن يوفرها المجتمع.
يتساءل المرء كيف لنصف مجتمع بأكمله أن يعامل مثل الأقلية وليس أي نوع من الأقلية مثل الطبقة الراقية من المجتمع من أصحاب المال أو السلطة. بل تلك الأقلية التي لا جاه ولا قوة لها. تماماً مثل المثليين جنسياً أو اللادينيين أو الأشخاص ذوي الإعاقة. الإجابة هنا واضحة وبسيطة. المشكل ليس في كون أن المرأة مضطهدة من قبل الرجل والمجتمع. بل أن المرأة والرجل هما ضحايا العقلية الذكورية والمنظومة الأبوية. لذلك نجد نساء تقوم بقمع نساء أخريات ونجد رجال نسويين. لذلك نجد نساءً لا تدفعن عن بعضهن البعض. لذلك عندما تتعرض فتاة ما إلى التحرش في عربة المترو وتقوم الأخيرة بالدفاع عن نفسها تكتفي النساء الأخريات بالنظر إليها كما لو أنها عاهرة، كما لو أنها استفزته بشعرها العاري، كما لو أنها لو كانت محجبة لما تعرضت للتحرش. حتى أنه في بعض الحالات نجد نوعاً من التشفي والشماتة فقط لأن الفتاة جذابة وأثارت مشاعرهم السطحية من غيرة وغيره. من الواضح جداً أن الأمر ليس متعلقاً بالمفهوم البيولوجي للمرأة والرجل بل بفكر بأكمله أعتقد أنه قائم على الجنس. هكذا تصبح الأقلية ليست النساء بل النسويات والنسوين.
حتى يصبح مجتمعنا نسوياً ويعود إلى جذوره الأمومية المتوازنة والرافضة لكل أنواع العنصرية، على النسويات التونسيات أن ينشئن نظرية نسوية تتوافق مع الثقافة والهوية التونسية بدل التقليد الأعمى للنسوية الغربية التي لا تصلح لغير الغرب مع بعض التحفظات. هذا لا يعني أننا لا نستطيع الإستفادة منها بتاتاً. بل بالعكس. التحرر الجنسي (مثلاً) هو من أهم ركائز تحرر المجتمع من العقلية الذكورية (وليس تحرر المرأة من الرجل والمجتمع). وحين نتحدث عن الحرية الجنسية لا أعني حرية الأشخاص المتباينين جنسياً في إقامة علاقات خارج إطار الزواج بل أعني تقبل إختلاف وتنوع الهوية الجنسية التي تخص مختلف الأفراد الذين نعيش معهم في هذا المجتمع.
الأمومية وتقبل المثليين سيدفعنا إلى رؤية المرأة والرجل كإنسان لا جنس له. إذاً هنا يصبح الهدف من التحرر الجنسي هو أن نصبح كائنات لاجنسية بمعنى أنه آخر ما نفكر فيه وآخر ما يثيرنا ويثير اهتماماتنا هو الجنس.
حتى هؤلاء الذين يدعون الحرية الجنسية لم يفلتوا من شر شرك الكبت الفكري والأخلاقي حيث أن حريتهم هذه لم تطل غير أفعالهم والحرية الفعلية هي حرية العقل والفكر أولاً والجسد أخيراً وإلا تحول الأمر إلى حالة مستعصية من النفاق الإجتماعي. أما حرية الفكر فلن تتخذ مسارها الحقيقي إلا حين يصبح الإنسان شجاعاً بما فيه الكفاية حتى يواجه نفسه ويعيد تشغيل نظام عقله وتشكيل هويته خاصةً في علاقته بالدين والمجتمع. هكذا يتصالح عقله مع جسده وعاطفته. وهكذا يتحرر مجتمعنا من هوس غشاء البكارة وإثبات الرجولة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة
- الاعلانات التي يروج لها المؤثرون الاطفال على وسائل التواصل ا ...
- تناول العنب يوميا يحسن قوة العضلات لدى النساء بعد انقطاع الط ...
- هل إمتاع الذات هيؤثر على صحتك؟
- بالتزامن مع اليوم الدولي .. جلسة معرفية عن التعاونيات
- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...
- بيان تضامني مع سنية الدهماني واستهداف الناشطات في تونس


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ندى مرابط - النساء لسن اقليات