أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اماني محمود فلاح صعابنة - ميروتوشوب















المزيد.....

ميروتوشوب


اماني محمود فلاح صعابنة

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 18:30
المحور: الادب والفن
    


ميروتشوب

استيقظت نبأ من نومها متأخرة كعادتها ،وإذا لم تستخدم سحرها في تجهيز نفسها بسرعة البرق ، سوف تتأخر في دوامها المدرسي الجديد ، خصوصا بعد أن تم نقلها من مدرستها في كوكب المريخ الى مدرسة القمر ؛ كعقاب لها على فشلها في إنجاز مشروعها المدرسي الأخير.
أخذت نبأ عصاها السحرية وجهزت نفسها بواسطتها،وأمسكت جهاز التنقل السريع(الميروتل) وذهبت الى مدرستها الجديدة في القمر خلال بضع أجزاء من الثانية.
دخل الريبوت الآلي (المعلم في ذلك الزمن)وكتب عنوان الدرس على شاشة العرض ، لم يكن درسهم عن عمليات الضرب والقسمة ولا عن اجهزة جسم الانسان ولا عن تاريخ العرب المعاصر ، بل كان درسهم عن الميروتل(آلة التنقل السريع)وبداية صناعتها وأجزائها ،ثم طلب من الطلاب بالتعليق على الموضوع من خلال أجهزة التابلت ،ثم بدأ الريبوت الآلي يشرح لهم عن الفرق بين وسائل النقل الحديثة والقديمة .

ان هذه الآلة أو الجهاز المسمى بالميروتل لم يكن. بالحجم الكبير كما في السيارة او الطائرة ،بل كان بحجم كف اليد وعليه مجموعة ازرار وشاشة صغيرة ،والميروتل ينقلك الى حيث تريد في هذا العالم بسرعة البرق بل أسرع.
وفجأة فتحت نبأ عينيها واستيقظت من نومها واكتشفت أن كل هذا لم يكن سوى مجرد حلم ،وبدأت تتهكم على نفسها بهذا الحلم السخيف وتردد في نفسها :قال ميروتل وكواكب هه!!
ما هذا الهراء ، وصمتت ثم عادت لتقول : لم لا ? إنها فكرة جيدة ،إن مثل هذا الجهاز يمكن أن يسهل حياة الكثيرين ، وليس من الممكن أن يكون هذا مجرد حلم عابر ، ربما كان حلم رباني اصطفاني فيه الله دون سواي من البشر ،سأعمل جاهدة لتحري الأمر وتحقيقه.

وجهزت نفسها ليومها الدراسي كعادتها ،وكان يوما روتينيا كالعادة ،فقد ذهبت مشيا على الاقدام الى مدرستها ، وخلال وقت الفرصة عندما جلست مع صديقاتها وأخبرتهن عن ما رأته في منامها وما ستنوي فعله وأنها متحمسة لفكرة الميروتل التي لمعت في خيالها ، وقتئذ كانت نبأ تتحدث بلهجة حماسية وتتوقع ردود افعال ايجابية بهذا الخصوص من صديقاتها ،ولكن وبعد لحظات اثبت لها زملائها العكس تماما ؛ فقد بدأو بالاستهزاء والاستخفاف بقدراتها وعقلها الصغير ،واتهموها بالجنون.
قالت لهم نبأ بنبرة غضب : لم لا! لو عدنا لزمن الجاهلية وأخبرناهم انه في المستقبل يوجد جهاز تلفاز وهاتف نقال وواتس اب وفيس بوك وانترنت او سيارة او كل هذه الاجهزة الحديثة المتطورة التي أنارت وسهلت عيشنا ؛هل كانوا سيصدقوننا !؟ بالطبع لا ،سيسخرون منا ويتهموننا بالسحر والجنون ، ولكن الحقيقة تقول ان هذا كله ليس بسحر وانه أمر واقعي ، وهكذا بالنسبة للاختراع الذي حدثتكم عنه ،ولكن كان حديثها كله معهم عبثا ،فقد تركها اصدقائها تتحدث مع نفسها وحيدة واغبروا عنها ضاحكين.

انزعجت نبأ بسبب موقف أصدقائها غير المتوقع من حديثها ،وبدأت تعاتب نفسها على الحديث أساسا معهم قائلة لنفسها:يا عزيزتي نبأ يا غبية ، أنت تعلمين أنهم لن يقتنعوا بكلامك الخرافي هذا ، فلم أتعبت نفسك بالحديث معهم.
وإذا بهاتفها النقال يرن
-لقد وصلتني رسالة واتس آب جديدة ،ممن يا ترى ؟ اوه انها صديقتي يقين ،ماذا تريد.
-مرحبا نبأ ، أنا يقين ،أود أن أتحدث معك بخصوص اختراع الميروتل ،أود القول انني فكرت في فكرتك كثيرا ونالت هذه الفكرة اعجابي ، وأنا اتطلع لموافقتك على قبولي كمساعدة لك في مشروعك هذا.
أجابتها نبأ برسالة واتس آب أخرى : لقد أسعدني كلامك يا عزيزتي ،وقبول عرضك من دواعي سروري ، ومن الجنون رفض طلب كهذا ، وشكرا جزيلا.
واتفقتا في اليوم التالي على الذهاب لمكتبة المدرسة ،واستعارة بعض كتب الفيزياء والكتب ذات العلاقة ،وزيارة بعض المواقع الالكترونية ذات الشأن ، فلا يعقل صنع مثل هذه الالة دون دراية تامة بأساسيات الأمر .

وبعد جهد ومشقة كبيرتين واستنتاج قوانين كثيرة ذات العلاقة بالموضوع الراهن ؛ قررتا البدء بتنفيذ الأفكار والمخططات من محسوسة الى ملموسة.
وبمرور الايام ، ذهبتا الى المدرسة ، وكالعادة سمعتا كلاما من زملائهما أثقل كاهلهما ، ولكن يقينهما القائل بأن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة كان نور دربهما.
وفي نفس ذلك اليوم جاء مبعوث مديرة المدرسة طالبا من كلتاهما الحضور والمثول أمام المديرة حالا.
(في غرفة المديرة)
- السلام عليكم(قالت نبأ ويقين بصوت خافت (
-وعليكم السلام ،كيف حالكما؟
-بخير آنستي.
تصمت المديرة وهي تدقق بمجموعة اوراق مكومة أمامها ، وتتمتم بكلمات غير مفهومة ربما انجليزية ، ثم تقول : حسنا ، لقد لاحظت مؤخرا على كل منكما تراجعا ملحوظا في العلامات المدرسية ، وأرجو منكما توضيح السبب ، ألا تتابعان دراستكما في المنزل ، أم أنكما مشغولتان بالفيس بوك واليوتيوب ؟
يقين : نحن آسفتان على هذه الدرجات السيئة ولكنني ونبأ منشغلتان في هذه الفترة ،فاعذرينا.
المديرة : وما هو هذا الشاغل الأهم من دراستكما يا عزيزتي؟!
نبأ : انها مجرد تحقيق لأحلام تراودني في نومي، أحلام اقنعتني باختراع آلة تسهل على البشرية تنقلهم وحركتهم ، وتخفف من حوادث السير التي نسمع بها كل يوم بسبب سوء المواصلات وسوء الطرق.
المديرة مصغية لحديث نبأ بصمت
تتابع يقين الحديث قائلة : إننا نقوم بصنع آلة تنقل سريع ،هذه الالة تنقلنا الى اي مكان في العالم بسرعة البرق ، ونحتاج منك أن تدعمينا في مشروعنا هذا لو تكرمتي ،ونعدك برفع درجاتنا في الامتحانات القادمة.
المديرة بعد تفكير عميق : حسنا ، من الواضح أنكما طموحتين يا فتيات المستقبل ؛ وقد أعجبتني الفكرة ولا أرى أي مانع من التجربة ، وسأطلب من معلمة الفيزياء مساعدتكن فهي أعلم مني بهذه الأمور طبعاً، والآن هيا يا عزيزتي اذهبن الى الصف وانتبهن لدروسكن.
- شكرا (قالت نبأ ويقين للمديرة)
نبأ ويقين تشعران الان بفرح يغمر قلبهما ، ان سماع حديث المديرة جعلهما تطيران وتحلقان في جو السماء فرحا ، وشعرتا بأنها اول خطوة في طريق النجاح.
ومع مرور الأيام ، اقتنع باقي الطلاب بالفكرة ، وأيقنوا أن من واجبهم تقديم المساعدة ، واتفقوا جميعا مع مدرسة الفيزياء على تحويل حلم نبأ الى واقع ،ومواصلة الليل والنهار لصنع الميروتل..
. وبعد عدة أيام ،و العديد من المحاولات الفاشلة ، أقنعوا انفسهم باستحالة الأمر ،وبان ما يفعلوه مضيعة للوقت ومجرد أحلام لن تتحقق ، وذهب الجميع للبيت عدا نبأ ؛ بقيت ماثلة أمام هذا الجسم الضخم ،وحيدة وحزينة تتخبط أفكارها في سماء الاحزان ، ولكنها أقنعت نفسها بعدم الفشل فهي ليس من عادتها التراجع في منتصف الطريق ،وترجلت من مكانها وهبت فيها حميتها ،وحاولت تصليح الامور وتشغيل الالة ولكن للأسف لم يحدث أو يتغير شيء ، حينها حقا شعرت بالوحدة والفشل ، ايقنت ان ما تفعله ليس إلا مجرد أحلام فتاة طموحة ، يمكن أن يكون واقعا في يوم ما ولكن ليس الان ، فهل سيأتي هذا الزمان الذي سيصبح فيه حلم نبأ واقعا تعيشه البشرية ، هل سيأتي الزمان الذي سنتنقل به بين الكواكب خلال ثوان ، متى وعلى يد من ، من سيكمل ما بدأته نبأ ويخترع لنا الميروتل ؟ انها مجرد أسئلة سيتكفل الزمن بالإجابة عنها.



#اماني_محمود_فلاح_صعابنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهار مظلم(عطر من الماضي)


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اماني محمود فلاح صعابنة - ميروتوشوب