أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدوار فؤاد بورى - يا لبنان أنقذنا...بكائية وإستلهام














المزيد.....

يا لبنان أنقذنا...بكائية وإستلهام


إدوار فؤاد بورى

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امتدت حرب لبنان الأهلية من 1975 الي 1990 والبعض يمدها تاريخيا الي بعد ذلك، حتي وفاة رفيق الحريري وحرب 2006...أو بمعني أدق ضرب إسرائيل لمواقع حزب الله. الحرب التى انسحبت منها إسرائيل لأن خسائرها زادت عما تقبله قيمة الإنسان عندهم. أما نحن، ورغم كثرة موتانا، إعتبرناه انتصار وفداء بالدم.أى بؤس صار موتنا?!، فحتى استنكاف عدونا قتالنا، نحسبه نصرا.
فى لبنان بدأ الفلسطينيون تاريخ الضياع لقضيتهم...غفر لهم العرب أيلول الأسود فرفعوا السلاح فى وجه من آواهم من العرب ممن يسمونهم إخوتهم. واستمر مسلسل الضياع من بعد لبنان... مررنا بخيانة الكويت ثم خيانة مشعل لسوريا...ضاعت فلسطين وبقت حماس والبداية فى لبنان.
أما لبنان اليوم فحرب باردة...أو قل لا حرب ولا سلم. فكيف تريدون السلام في وطن إقليمه ممر بين دول تشتعل بحروب ساخنة أو باردة؟. فى لبنان تجد رايات داعش فى طرابلس و صور خمينى فى الجنوب ثم البكينى والويسكى وجبل المارون وضريح القديس شاربل في بيروت والجبل. تجد الخلاف والتباين وقد تجد حتي التعايش والمحبة. لا يهم..اللبنانيون تعودوا علي هذا الحال..يوم كانت حربهم هم ساخنة وبلاد الأفيال حولهم هادئة ولو ظاهريا. والحقيقة التي يعلمها الكل في لبنان ويعلمها أيضا من يفهمون من بلاد الأفيال حوله هي أن لبنان سيكون له إدارة قمامة، و إدارة لكل شئ آخر أو ما يعرف بحكومة يوم تهدأ حرب الأفيال. ولنرجع قليلا للحريرى ..
الحريري هو بطل إعادة إعمار لبنان....إعادة إعمار مباني بيروت بأكثر دقة. مقاول، لبناني، سني..منحه شيوخ النفط ثقتهم كعادتهم في الستينات والسبعينات حين يجدون عربيا ..مسلما..وكيلا..أمينا.
مات الحريري مقتولا فبدأ التغيير..لم يكن زلزالا فوريا بل تغييرا تدريجيا مدمرا أبشع من أي زلزال. تغيير تم حشد القوي له وتصعيده خطوة بخطوة..لننصرف عن معني التأييد الذي حظي به الحريري. وليس المهم أن الحريري كان مسلما أو سنيا أو حتي لبناني. الأهم أنه حظي بالتأييد..معني التأييد الذي حظي به الحريري في حياته..معني بسيط، لكنه الأهم لنا كعرب . التأييد الذي حظي به الحريري وهو تأييد كل اللبنانيين، بالتسامي عن طوائفهم، لعملية البناء والإعمار ، وضع تحت معني التسامي الف خط. هو تأييد وتأكيد أن أغلب الهوية الإنسانية تسكن في حب الحياة والتنمية والبناء وتكره الموت والتشرذم أي التخلف والحرب. . وصار الحريري شرارة الربيع والخريف.
و إن دققت أكثر ، المهم كلمة التسامي. التسامى هو الكلمة المحيية. وكعادة العرب..وعادة الشرقيين..تجسدت الكلمة...التسامي من أجل البناء..التسامي من أجل الحياة..فولد الحريري الولادة العذرية و نٌسيَ أصله و نٌسيَ ما فعل سابقا و نٌسيَت انتماءاته وعلاقاته والتى يراهن البعض بأنها كانت مخابراتية. آه... نسيت، معروف أن لبنان هو أيضا موطن مخابرات الجميع.
. يقولون الإجابة تونس...وأقول الإجابة لبنان. فإذا علمت أن تونس من لبنان، سهل إقناعك أن الإجابة في لبنان الأصل وليس في تونس الفرع. . لبنان هو معمل العرب لتطارح الهويات. هو ماكييييت مع إطالة الجر بالياء علي حسب اللهجة الشامية المحببه! من صنعه صنعه هكذا..معمل تطارح وتجارب وتحاور أحيانا..و تقاتل غالبا بين أبناء هذه المنطقة.
تقول الأسطورة أن ملكة الفينقيين ومؤسسة حضارة قرطاج..لبنانية، جميلة كلبنان، من مدينة بيبلوس الجميلة. ركبت البحر قبل أن يتعلم البشر ركوبه وهاجرت حين كانت الهجرة عزيزة...تونس خضراء كجبال لبنان..تونس مثقفة كبيبلوس..وتونس محبة للمرأة الجميلة ولكن ليس كلبنان. فإذا تونس الفرع وليست الأصل والإجابة لبنان وليست تونس
تقول الأسطورة أيضا أن حيرام، ملك لبنان، ساعد سليمان وبني له هيكله من أرز لبنان، أرز لبنان صار هيكلا و معبدا يهيوديا ثم تستمر الأسطورة ونقول بل صار الأقصي!...أفصار الأقصي من لبنان؟!! نعم الأقصي من لبنان فالإجابة لبنان.
...لو تصالح قادة لبنان سيتصالح العرب لو نما لبنان فسينموا الوطن...
لبنان موطن الصحافة وأول الصحفيين وأول المثقفين العرب. لبنان هو موطن جبران هو موطن جورجي زيدان كما هو الموطن الأصلي لمعلوف وسيظل موطن لكل من فكر بالهوية من متحدثى العربية. هو بوتقة الحوار والصراع ثم الإتفاق المسلم- المسيحي والمسلم- المسلم والمسيحي –المسيحي أيضا.
قد قيل الشرق والغرب لن يلتقيا أبدا ونسى القائل أنهما التقيا فى لبنان وامتزجا فى بيروت وأنجبا موسيقى فيروز وزياد وعبقرية الرحبانى.


نكرر :لبنان مخزن ألأوليات وأنبوب الإختبار والمعمل للشرق...لبنان موطئ الفرنسيين لما عرفوا الشرق ومنزل الإنجليز حين سموه الأوسط ومعسكر الأمريكان حين بدأوا لعبة شرطى العالم. لبنان الملاذ للكاتب الحر والملهى والمصرف للمقامر والنادى للمتآمر ومكان التوكيل للشركة العالمية ومكتب الطائفة الأجنبية والمنظمة الحقوقية بين العرب..لبنان كل شئ ونقيضة والمساحة المعروض فيها كل ما يهم بلاد الأفيال ومرآة كل ما يحدث عندهم.

لبنان كذلك وإحترس..موطن محمد رشيد رضا أستاذ البنا ومحب إخوان عبد الوهاب الذين صاروا إخوان قطب.. لبنان موطن نصر الله وبري..لبنان الجنوب الذي أهمله مسيحيو الماضي غرورا وعدوانا..وبنته إيران العصرية إحترابا وجهادا.
لا يهم ولا تتعب عقلك..أما قلنا كل شئ أولياته وتجلياته في لبنان..فيا لبنان أنقذنا أو إفننا. علمنا اللغة والبناء من الأرز والحب والمرأة الجميلة أو علمنا القتال والإحتراب والخيانة وإفننا. فقد اتعبتنا..نعرف أنك الأصل والمعني فتسامي وجسد لنا ألف حريري متصالح مع نفسه ومع تاريخه أو دعنا نموت...يا لبنان أنقذنا.

تحيات من بلاد الفرنجة
إدوار فؤاد بورى



#إدوار_فؤاد_بورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكري وفاة ناصر
- حادثة مكة وعقولنا
- منطق مرسي ومشاركة الإسلاميين في البرلمان


المزيد.....




- -المعجب غلطان شده من هدومه-.. نجيب ساويرس يعلق على -صفعة- عم ...
- شاهد: مظاهرة حاشدة لأمريكيين يدعمون فلسطين أمام البيت الأبيض ...
- السفر في إجازة برفقة روبوت الدردشة!
- بدء التصويت في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي
- افتتاح مراكز الاقتراع في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان ا ...
- مصر.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين جراء انقلاب سيارة محملة بع ...
- إيران تتوعد باستخدام كل قوتها لإلحاق هزيمة ثقيلة بإسرائيل وإ ...
- تذكّر بتدمير الأمريكيين لمدينة دريسدن الألمانية.. مشاهد صادم ...
- شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة
- فيديو يظهر لحظة هجوم قرش على فتيات يسبحن قرب شاطىء في فلوريد ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدوار فؤاد بورى - يا لبنان أنقذنا...بكائية وإستلهام