أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - غزوة داعش في باريس ونهاية عُشُّ الدبابير















المزيد.....

غزوة داعش في باريس ونهاية عُشُّ الدبابير


قصي فاخر الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غزوة داعش في باريس ونهاية عُشُّ الدبابير
لندن – 14 نوفمبر 2015
قصي فاخر الموسوي
دون الكثير من المقدمات يبدو أنَّ من أهم النتائج التي يمكن توقعها بعد الجمعة الدامية في فرنسا هو القناعة الجديدة التي سيتوصل إليها مخططوا السياسة الخارجية في واشنطن ولندن وسائر العواصم الأوربية بضرورة تغيير سءتراتيجيتهم إزاء الحركات الارهابية.
فالدول الغربية عموما هللت ورحبت بالخطة التي تفتق عنها أذهان دهاقنتهم في المكر والخداع لوضع عُشٍّ للدبابير في سوريا وليبيا والعراق وحتى مصر ومجموعة أخرى من الدول العربية والخليجية وتوظيفهم كأدوات قتل تكون سيفهم البتار الذين ينتقمون به وينتقمون منه لاحقا لتبقى الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية في مأمن من الارهاب والعمليات الارهابية.
فقد تبين يوم الجمعة الثالث عشر من نوفمبر عام 2015 خطأ تلك الحسابات وسذاجتها وإنَّها لم تكن إلا وهما وأنَّ عُشَّ الدبابير يوشك أن يتعرض للتخريب وعودة إنطلاق الدبابير مجددا في اتجاهاتٍ غير محسوبة وغير آمنة إطلاقا.
وعلى هذا الأساس نتوقع ان تشهد الخارطة السياسية الدولية والاقليمية النتائج المباشرة وغير المباشرة التالية:
أولا: انكشاف عورة أجهزة المخابرات في دول الغرب.
فإن من اول النتائج التي ستظهر على السطح هي أنَّ قناعةً ستتكون لدى واشنطن وحلفاؤها في الغرب من أنَّ ظهورها باتت منكشفة، وأنَّ كلِّ الأموال المسخَّرة لخدمة الاغراض الإستخبارية تبدو عاجزة عن توقع الضربات وتوقيتاتها ومواقعها.
نعم فقسوة الضربة التي وجهها الارهاب في فرنسا ليل الجمعة والتي تواصلت حتى فجر السبت وما أُعدَّ لها وطريقة تنفيذها وحجم الرعب المقصود فيها عبر السعي لإسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى وفي أكثر المواقع إزدحاما وحساسية في العاصمة الفرنسية، يشير الى فشل ذريع دون أدنى شك سيَّما خط دفاعها الاول إسرائيل التي كانت في الغالب سباقة في الكشف عن مخططات مشابهة.
لذا يمكن القول بأنَّ أجهزة الإستخبارات الغربية بكل إمكانياتها وإمساكها بخيوط كثيرة داخل الحركات الارهابية إلا أن الأمر خرج كما يبدو عن السيطرة وأضحت تلك الدول عاجزةً عن تحييد ذلك الخطر المرعب وتوجيهه.
وابعد من ذلك فإن ما كشفت عنه حادثة تفجير الطائرة الروسية وما رافقها من إدعاءات أمريكية وبريطانية بمعرفتها الخاصة ومعلوماتها المتخصصة في تحديد نوع العمل الذي تعرضت له الطائرة المنكوبة حتى قبل ظهور نتائج التحقيق الموسع الذي تشارك فيه اطراف مختلفة وواسعة القدرات، فقد تبين بان كل الادعاءات لا تعدو كونها ادعاءات فارغة وان المعلومات كانت لاحقة للحادثة وليست سابقة لها.

ثانيا: حل المعضلة السورية بما لا ينسجم مع الرغبة الامريكية.
وكنتيجة للحرج الذي أصبحت الحكومة الفرنسية فيه الآن أمام شعبها نتيجة ضخامة الخسائر التي أوقعها العمل الارهابي ليل الجمعة فان من المتوقع تخلى الادارة الامريكية عن عنادها فيما يتعلق بالمسألة السورية وتغيير الموقف الفرنسي بشكل دراماتيكي وقبل ان يصحو الشعب الفرنسي من الصدمة ليسأل حكومته عن الدور الحقيقي المفترض بها لعبه لحماية ارواح المواطنين.
سيتم في إجتماع فيينا يوم السبت التوافق وبعجالة على حلِّ المعضلة السورية وتوجيه وتركيز الجهد العالمي على محاولة تفكيك الإرهاب الذي تم توطينه فيها ومده بالمال والسلاح والعتاد كل هذه السنين لانه تحول الان الى ذلك المسخ الذي انتجه فرانكشتاين والذي سيتوجه الى ربه وخالقه للانتقام منه على سوء خلقته وإبداعه.
لا شك أنَّ الحكومات الغربية ومنذ الساعات الأولى لوقوع العمليات الإرهابية في باريس بدأ يفكر وبشكل جدي في إعادة ترتيب الاولويات والتخلي عن الخطط السابقة في محاولة جمع الارهابيين في بلدان الشرق وتمويلهم من اموال النفط الخليجي واشغال المسلمين بانفسهم وكسر النفسية الاسلامية.. لدفع شرورهم عن بلدان الغرب .. هذا الطموح أصبح الآن من الماضي الذي لن يتمكن الغربيون التفاخر به بعد الآن.

ثالثا: تزايد نشاط الحركات الارهابية في أوربا وأمريكا
نعم فمن المتوقع زيادة هذا النشاط وارتفاع إحتمال وإمكانية وقوع عمليات كبرى شبيهة بما حصل في باريس ليل الجمعة خلال الأيام وربما الأسابيع المقبلة. فمن الواضح ان العلاجات الامنية البحتة والركون الى الحالة الاكاديمية المضبوطة من قبل خبراء مكافحة الارهاب الغربيين حل تقليدي غير نافع بالمرة وان الامن الذي تكون الحرية ثمنه لن يتمكن من تحقيق الاستدامة المطلوبة إطلاقا.
وهذا سيتبعه ارتفاع فاتورة الجهد الامني والاستخباري في بلدان الغرب التي تعيش اقتصادياتها اصلا حالات مزرية وضعيفة قد تدفعها الى تبني وجهات نظر متطرفة تؤدي الى نتائج عكسية من خلال زيادة صادرات السلاح واشعال بؤر جديدة في مناطق مختلفة من العالم من اجل جبران الخلل الذي سيعاني منه الاقتصاد عموما.
هذا التتابع سيخلق دورة تشبة الدور الباطل في المنطق ويحرم المخططين من وضوع الرؤية اللازم لمواجهة الموقف والتدهور السريع فيه.

رابعا: نهاية الحرب الباردة الإحمائية بين واشنطنو وموسكو
فالحرب الباردة التي اندلعت منذ ما يزيد على العام بين واشنطن وحلفاؤها الغربيون من جهة وروسيا الاتحادية من جهة ثانية واندفاع الوضع باتجاه احد احتمالين لا ثالث لهما اما اشعال فتيل حرب اعلى وتيرة لاستنزاف روسيا وتغيير مسار الخطة الامريكية الاوربية الى بديل ينقذ الغرب برمته من حالة الحرج التي اصبحت فيها الحكومات امام دافعي الضرائب. أو محاولة الاتفاق على حلٍّ وسط بين العاصمتين لمواجهة التغير الدراماتيكي المفاجئ في سير الاحداث.
فبعد ان كان الموقف الاوربي – الامريكي عموما موقفا شامتا بالوضع الروسي بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء وجدت الدول الغربية نفسها فريسة لنفس العدو الذي فتح بالروس.

خامسا: بدء حرب باردة جديد بين جبهتين جديدتين.
ستؤدي الحادثة المروعة في باريس إلى فرز جبهات مواجهة جديدة بين اتجاهيين في الغرب:
الاول: يؤدي ويعزز ويدعم تزايد نشاط الحركات القومية والتطرف المسيحي والنازي والعنصري الاوربي ومحاولة خلق حد فاصل في أروبا بين المسيحيين الذي يعتبرهم البعض هوية أوربا وبين المسلمين المتواجدين هناك والذين اصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي ما سيؤدي الى فشل التجربة الديمقراطية برمتها، سيَّما إذا استجابت الحكومات الغربية الى ضغوطات الشارع وغضت الطرف عن ممارسات عنصرية هي في حالة تزايد مستمر.
الثاني: سيدفع باتجاه تعزيز فكرة عزل الإرهابيين والإرهاب ووضع تعريف واضح له لوضع الارهابيين في خانة واحدة وعامة الناس - مهما كانت اديانهم وانتماءاتهم - في خانة اخرى للبدء بانشاء النظام الدولي العالمي الجديد على انقاض ما ارادت واشنطن اقامته من نظام للعالم بدءا من الشرق الاوسط.
فالمشروع الذي تبنته وسخرت له أدواتها من الحركات الإرهابية التي كانت في بداية اأامر أداة طيعة في يد الامريكان للايغال بدماء المسلمين والتسويف في ضرب الارهابيين لتحقيق اقصى ما يمكن من النفع من وجودهم في المناطق الاسلامية عبر تسويق السلاح وكشف اكبر عدد ممكن من الارهابيين واساليب تفكيرهم وطرائقهم والحاق الهزيمة النكطراء بالنفسية المسلمة .. كل ذلك أدى الى ظهور جيل جديد من تلك الحركات يمثل الهجين المنقلب على الإرادة الغربية.
هذا المسخ الهجين هو الذي قام بالهجمات المرتدة والتي لا تسمح لاحد من اللاعبين الاساسيين من اختيار نوع وقدر الخسارة التي يمكنه تحملها فقد اضحت اغلب الاوراق في ايدي لاعبين غير منضبطين.
هذا الوضع الجديد سيقود - ربما – الى تعزيز الإتجاهات الداعية الى زيادة الضغوط على الحكومات الغربية لتوجيه الإنفاق في الإصلاح والتنمية بدلاً من الانفاق في تطوير السلاح وتكريس الفجوة بين الفقراء والاغنياء وبنسب مخيفة تكون فيها ملكية 300 شخصية من رجال الاعمال وملاك رؤوس الاموال الكبرى يمتلكون ما يمتلكة 3 مليارات من البشر.

سادسا: انخفاض وتيرة الهجرة الى الغرب.
وهذا امر طبيعي سيما مع تزامن موسم الشتاء مع الأحداث الاخيرة في فرنسا والتي ستفرز دون ادنى شك خارطة جديدة في الاتحاد الاوربي ومقررات جديدة وقوانين مشددة ازاء حملات الهجرة التي سيثبت من خلال التحقيقات اللاحقة – كما نتوقع – ان تكون قد حملت معها اعدادا واسلحة لا يستهان بها من الارهابيين وداعميهم.
كذلك فإن هذه الاحداث التي ستحتاج الى وقت ليس بالقصير من دول الاتحاد الاوربي لهضمها والاستعداد لما سيترتب عليها لاعادة ترتيب جداول اولويات متفاوتة بين الاعضاء. سيما مع توقع تزايد الهجمات المضادة من المتطرفين ضد مراكز ايواء المهاجرين او كل ما يمثل المسلمين في الغرب وهي أمور متوقعة بقوة خلال الأسابيع المقبلة نتيجة فداحة العمل الإجرامي الذي تعرضت له فرنسا ليل الجمعة المشؤومة.

سابعا: إعادة رسم خارطة التحالفات في الشرق الأوسط.
لن تجد الادارة الامريكية والروسية امامها من بد ولا خيار غير التعاون - وان كان بشروط - مع الحكومة الإيرانية لما تمتلكه من مفاتيح الحركات الإرهابية وامتدادات في داخلها وحولها وحواليها والتخلي نهائيا عن الدور السعودي – التركي - القطري الذي اثبت انه لا يؤدي اطلاقا الى اي نوع من الاستقرار سيما مع انخفاض اسعار النفط وتوقعات بانهيار سوق النفط خلال العقد القادم نتيجة ظهور بدائل انتاج طاقة فعالة ستبتلع الحرس القديم في الاقتصاد لإنشاء منظومة جديدة مختلفة تماما.
ومن النتائج العرضية المتوقعة خلال الاسابيع القليلة المقبلة هو تغير مسار المواجهة في اليمن وتلاشي الدور القطري والاماراتي والمصري في تلك الحرب ما سيضع السعودية في وحدة قاتلة لا يمكنها النجاة فيها ما لم تغير ستراتيجتها فورا.
ومن النتائج ايضا هو تقليم اظافر تركيا قطر في العراق وسوريا وليبيا التي تعتبر البوابة التي يتم من خلالها تصدير الإرهاب الى اوربا .. وهذا التوجه بالذات هو ما ستدفع اوربا باتجاهه خلال الفترة المقبلة.

ثامنا: إمكانية تحويل تنظيم داعش الى فاتيكان إسلامي.
لقد جرب الغرب تجربة الفاتيكان وتجربة دولة اسرائيل وها هو يستنسخ التجربة لاقامة كيان ديني اسلامي من المتوقع ان يتم الاعتراف به حتى يمكن عقد الإتفاقات معه على شروط معينة حتى لحالات الحرب المحتمل أن تطول وتتسع. والله اعلم.
قصي فاخر الموسوي



#قصي_فاخر_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفن الموت .. الحراك الشعبي والأمل في النجاة
- إلى السيد العبادي .. يا بنيَّ إركب الفلك معنا فالطوفان قادم
- إسرائيل وداعش .. وحدة المضمون وتعدد الأدوار ... والخديعة الك ...
- الطائرات المدنية في خطوط الاشتباك .. ماهي خطوة داعش المقبلة؟


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي فاخر الموسوي - غزوة داعش في باريس ونهاية عُشُّ الدبابير