إلى -المعلوم- في معقله

عبيد إميجن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 08:09
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

أولا يا أخي الغالي المعلوم أوبك
أتضامن معك لأنني أثق فيك وأعرف علم اليقين أنك صاحب قضية؛ ومن بعدها أعلن أنني لست أخاف عليك و اليحدث ما يشاء الإله لكلينا.
ثانيا هل تدركون معني قولة أدونيس)1930) والتي مفادها إن "أقسى السجون وأمرها تلك التي لا جدران لها" وهو ما يناقضه المناضل الراحل مالكولم إكس (1925-1965) حين يصدح قائلا : "أنا لا أقول أن السجون يجب أن تغلق. أنا أقول إنها يجب أن تكون بلا قضبان..!" ويجمع بين الموقفين المفكر الموريتاني محمد المخطار الشنقيطي فيعلق قائلا: " إن الخروج من السجون العقلية التي وضعنا فيها أنفسنا ليس بالأمر السهل ما دمنا نحن السجين والسجان".. ولأنك هنالك بالمعتقل حيث ترتاح ويطيب لك المقام فسأكتب لتقرأ علياء يوما أن أباها لم/لن يخضع سوى لضميره وأصوات الحقيقة من حوله.
أعرف أن الزنازين تأوي إلى جانبك رفاقا وشبانا عرفتهم فضاءات النضال السلمي وعرفت بعضهم على الأقل في ساحة أبلوكات إبان محاولاتنا الجادة للإطاحة بالحكم العسكري وأذنابه،..؟
إنهم خير جيرة لك الآن وقد تتبلور قوتك وجلدك من تآزر هؤلاء المناضلين، بمختلف اتجاهاتهم، ومن نعم الأيام أن الثائر الأكبر تشي غيفارا (1928 - 1967) خلف لجميعكم تساؤلا يلخص الدافع الذي يعتمل في نفوس كل راغب في التغيير"إن الطريق مظلم و حالك فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق.."؟، وكأني بالرفيق سيدي الطيب ولد المجتبى يرد من قاموس غسان كنفاني (1936 - 1972) "ليس المهم أن يموت أحدنا، المهم أن تستمروا"، وقد لا يجد الأخ عبد الوهاب ولد سيدي المختار من جواب يثير المونلوج أكثر من قولة نيلسون مانديلا (1918-2013) " إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها"!.
أووووف؛ أنتم المناضلون تقتفون تلك الاستثناءات التي تغيب دوما عن معامل العقل في هرم السلطة؟؟
* *
أشعر أنك -أيها المعلوم- رجلا شجاعا وقويا ومدركا للتحديات أمامك، لكــن لا تقـل لـي الآن أنا المعلوم الذي تحدى عزيزا وسط شبابه..! ولا تكرر لي أنا ولد أوبك الذي قطع الألف ميل كي يهمس في أذن حاكم القصر الرمادي بأن انواذيب لم تعد عروس البلد فتداركوها كي لا تسقط كلوح رخام مسه الصدأ..! فأنا أعرفك؛ أيها لغلادياتور في مدرسة العبيد إلى جانب سبارتاكيس!. وأنا عرفتك يقظا بالمفهوم الدريدي؟ وفوق هذا أشتم فيك رائحة محرر شعب الجبارين.
فقط.. ابقى شجاعاً! تحلى بالإيمان! واستمر نحو الخلاص.
* *
أخي المعلوم ارفض كل الإغراءات والتوصيفات فأنت اكبر من تلك المسميات وأنت داخل معتقلك، فمن يعرض عليك تلك المسميات أي كانت يريد أن يستخدمك لكي تقف إلى جانبه وتنفذ ما يريد، لقـد كنت ولا زلت وستظل أستــاذا رافضا للهوان والسقوط المذل، هل تتذكر أنك قلتها لي ذات يوم؟ هل تتذكر؟
* *
أيها الرفيق أحمد أبيه ؛
نعم .. يمكن للمناضل أن يذيب من حوله القضبان
وقد فعلتها بنفسي صائفة العام 2012.
أجل..أيضا فالسجون التي في مخيلاتنا أقوى وأخطر من تلك التي تحيط بها الجدران!
ببساطة؛ نحن نخاف السجن لأن هنالك من يريدنا أن نهرب من مسؤلياتنا تجاه البلد.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات