أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع / نحو عراق جديد - من أجل توحيد جهود الوطنيين العراقيين















المزيد.....

من أجل توحيد جهود الوطنيين العراقيين


تجمع / نحو عراق جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل توحيد جهود الوطنيين العراقيين

منذ احتلاله في 9 نيسان 2003، يمر العراق بمرحلة سياسية حرجة وازمات متعددة، تكاد ان لا تفارقه، وتُعرض كيانه كدولة مستقلة ذات سيادة للخطر، فضلا عن تمزيق بنيته الإجتماعية وتدمير ارثه الحضاري. ومما لا شك فيه، ان هيمنة الفكر الطائفي القائم على اساس ديني ـ عرقي "شيعي سني كردي" على مرافق الدولة ومؤسساتها، ولجوء قيادات الاحزاب والمليشيات التابعة لها، الترويج للتعصب الديني والقومي، قد ادى الى ظهور الارهاب وانتشار الفوضى وفقدان الأمن وتدهور الاوضاع الاقتصادية والثقافية. وفي ظل تفاقم الانقسام السياسي وتحوله الى صراع من اجل الغنائم والامتيازات بين القوى الطائفية والاحزاب الدينية والقومية "الشوفينية" المهيمنة على السلطة، تسعى دول إقليمية وعالمية الى زعزعة الوضع وتفتيت العراق من أجل السيطرة عليه ونهب ثرواته الوطنية.

وبسبب افتقار أغلب السياسيين النزاهة والإخلاص للوطن يعاني العراق من مظاهر تفكك سياسي وأمني وفكري شامل، الحق أشد الضرر بالبلاد واوقف عجلة التطور والنمو والابداع. كما وان العملية السياسية، التي جاء بها المحتل بحجة احلال الديمقراطية لم تكن إلا اكذوبة كبيرة، اذ لم تكن لديه أية خطة او برنامج لبناء دولة المواطنة العصرية. والدستور الذي جاء به، لا يصلح لتأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة، انما هدفه سلب الدولة العراقية كل مقوماتها واحلال مبدأ المحاصصة الطائفية بديلاً. بالمقابل ترسخ مفهوم "اللامبالات" عند الكثير من ابناء الشعب العراقي والنخب السياسية ووسائل الإعلام والمثقفين والمفكرين والمبدعين ازاء العديد من القضايا الوطنية المصيرية.

لقد ادى تفاقم الاوضاع واتساع حجم الازمات التي لا نهاية لها، الى اندلاع التظاهرات في عموم العراق للمطالبة باصلاح النظام وتحقيق العدالة المجتمعية. وأجبر السلطة على اتخاذ بعض القرارات غير الهامة والتي لا زالت قيد التنفيذ ولا تتعدى سوى وعود آجلة لا معنى لها، لنزع غضب الجماهير والحد من نقمة المواطنين ضد عمليات النهب على حساب الشعب ومعيشته. وعلى الرغم من استمرار الاحتجاجات واتساعها لتشمل المحافظات الشمالية ايضا، لم تجد مطالب المتظاهرين في كل انحاء العراق اذنا صاغية، على العكس فقد تعرض العديد من النشطاء للضرب والتهديد والاعتقال والاختطاف والقتل على يد مجهولين ومنتسبي اجهزة الدولة والقوى التي تشعر بان مصالحها باتت عرضة للخطر!.

إذن ما العمل؟

إن الحد من تردي الأوضاع السياسية وآثارها الوخيمة على مستقبل العراق واهله، يتطلب من كل مواطن أو حزب سياسي غيور له الرغبة في التغيير، البحث عن سياقات واقعية باتجاه حوار وطني جاد بين القوى الوطنية الديمقراطية لاجل توحيد الكلمة ومواجهة التداعيات الخطيرة التي يعاني منها المجتمع، وحماية مستقبل المواطنين والاجيال القادمة من الضياع والمصير المجهول. كما يتطلب بذل الجهود لصناعة اصطفاف وطني يُغلب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والصراعات الإديولوجية، ويقود الى تحقيق مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية والعيش المشترك بين جميع مكونات الشعب العراقي، ووضع مصلحة الوطن في مرتبة فوق عقيدة إلانتماء الحزبي والديني والقومي.

انه من غير الممكن معالجة هذا الواقع المرير ووضع الحلول الناجعة لاصلاح ما خربه الإحتلال والحكومات المتعاقبة التي جاء بها، ما لم يتم إلغاء نظام المحاصصة الطائفية وفصل الدين عن الدولة وتشريع القوانين الهامة كقانون الاحزاب وقانون الانتخابات وقانون الرقابة المالية. ارساء حكم القانون وتحقيق استقلال القضاء وتركه بعيدا عن نظام المحاصصة السياسية والطائفية، ليتمكن من ملاحقة من ارتكب الانتهاكات والجرائم السياسية، سابقا وحاليا. حل المسألة القومية على نحو يكفل الحقوق المشروعة لجميع القوميات، وتوزيع خيرات البلد بشكل عادل بين المحافظات لتتمكن من تحقيق النهضة التنموية وإحلال العدالة الإجتماعية. أيضا العمل لبناء جيش عراقي وطني، ينتهج مبدأ المهنية والاخلاص، ويقوم على أساس "الخدمة الالزامية" الذي سيؤدي عمليا الى انهاء وجود المليشيات الطائفية والعرقية داخل الجهاز العسكري وخارجه. علاوة على إتباع سياسة خارجية تقوم على أساس التفاهم والمصالح المتبادلة ومبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما يتطلب اطفاء الجنسية الأجنبية عن كل مَن يخدم في مؤسسات الدولة الحساسة واناطتها فقط بمن يحملون الجنسية العراقية وحصر المهام السيادية كالسياسة الخارجية والدفاع والأمن والمالية وحماية الثروات الوطنية النفطية والمائية، بيد الحكومة المركزية "الاتحادية". والغاء اللجان الاقتصادية التابعة للاحزاب داخل الوزارات والتي تمارس لحسابها نهب المال العام غير المشروع وتقديم المسؤولين عن ذلك للقضاء.

كما ويجب وضع استراتيجية شاملة بعيدة المدى لمحاربة الفساد الاداري والمالي وحماية الاقتصاد الوطني والثروة النفطية من النهب والاستهتار، ورعاية مشاريع الطفولة والامومة والصحة والثقافة والتعليم. ولتذليل الازمة المالية الخانقة يجب تطبيق قرار التقشف على المسؤولين الكبار في الدولة وايقاف قرار سلم الرواتب الجديد الذي ستعاني منه بالدرجة الاولى الطبقات المعدومة والوسطى واصحاب الدخل المحدود، وتشريع عوضا عنه قانون يحد من رواتب المسؤولين، من رؤساء ووزراء ونواب ومن بمستواهم، بما يتناسب وامكانيات الدولة ومستوى المعيشة والدخل العام للفرد. ومعاقبة الذين تسببوا في هدر المال العام وافلاس الدولة وخراب اقتصادها. الغاء الايفادات والامتيازات والمخصصات وتقليص فرق الحمايات الى حد الضرورة وحصرها بالرئاسات الثلاث فقط. اعادة أملاك الدولة كالعقارات والقصور والبيوت والبنيات والمصانع وفتح تحقيق بالسرقات والاموال المنهوبة وحجز الاملاك المنقولة وغير المنقولة وتطبيق قانون "من أين لك هذا" على كل من اثرى بسبب النهب ومنعه من السفر او اعادته الى العراق.

المشهد كما يبدو كالحا! ولكن عند التمعن نجد هذه المحنة يمكن ان تشكل فرصة للنظر بجدية ونقد لماضينا وحاضرنا، والبحث عن مقاربات وطنية يمكن عندها تحقيق حد ادنى من العمل المشترك البناء من اجل مستقبل اجيالنا القادمة. فمعظم البلدان مرّت بهزات سياسية واجتماعية وحضارية عميقة وخرجت منها معافاة بعد ان تعلمت الدروس من المحن، والعراق مرّ بكبوات كبيرة ونهض منها. ونظرة الى بلدان في منطقتنا، مثل سوريا ولبنان وفلسطين وشمال افريقيا والجزيرة العربية يتبيّن حجم الفوضى التي تعاني، وتكشف عن طبيعة ما يراد لها حسب سياقات المخطط الامبريالي الصهيوني.

اننا نعتقد، بأن الحوار وبذل الجهود لاجل تقارب وطني بين جميع القوى الوطنية على الساحة العراقية، سيساعد على تعبيد الطريق باتجاه إنهاء حالة الصراع الطائفي وحماية استقلال العراق والوقوف بوجه الهيمنة والتدخل الأجنبي. كما من شأنه تفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي والجغرافي وتخريب تراثه الحضري.. إن المسؤولية الأساس لتوجيه البوصلة نحو قيام مشروع نهضوي من أجل مستقبل أفضل، لا يكفله إلا تلاحم المجتمع برمته.

ولاستيعاب الأزمات التي تتصدى مستقبله، العراق يحتاج الى اصلاح جذري في هيكلة نظامه السياسي، الاداري والبشري، وترميم مؤسساته. واهم الخطوات على هذا الطريق هي تنمية الوعي الوطني المطلوب واعادة بناء اللحمة الوطنية بين جميع مكونات الشعب، والبحث عن نقاط اللقاء، بدل نقاط الخلاف. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود حضارة حوار متجذرة لدى كل من يسعى إلى ذلك.

ان ما تتضمنه هذه الوثيقة من وجهات نظر حول اهم القضايا التي تلامس مشاعر المواطن العراقي اينما وجد ازاء مصير شعبه ووطنه. تشكل امتدادا للحراك الجماهيري في العديد من المحافظات العراقية والذي فرض واقعا جديدا يواجه السلطتين التشريعية والتنفيذية لاجل الاصلاح والتغيير. ويبدو ان تحقيق الاصلاحات التي اعلن عنها سوف لن تتم بانسيابية تامة، لان المشرع لم يضع سقفا زمنيا، كما لم يشير الى الاليات التي وفقها كيف سيتم تحقيق مطالب الجماهير المنتفضة. لذا على المتظاهرين أن يتمسكوا بمواقفهم وان يستمروا لمواجهة من يريد ان يسلبهم حقوقهم العادلة ويحرف انتفاضتهم عن مسارها الطبيعي نحو الاصلاح والتغيير. وعليهم الضغط باتجاه حل مجلس الوزراء ومجالس المحافظات واقالة الفاسدين وتقديمهم الى العدالة وتشكيل حكومة بناء واعمار من التكنوقراط والخبراء النزيهين. أيضا تغيير الدستور واصلاح القضاء وتبديل رئاسته ومن فيه من الفاسدين.

نحن في "نحو عراق جديد" من العراقيين المقيمين في ألمانيا، شعورا منا بالمسؤولية الوطنية والاخلاقية، نعلن مع بدء "تأسيس تجمعنا"، عن تضامننا مع الحراك الشعبي ونضم صوتنا الى صوت الجماهير في كل بقعة من ارض العراق الحبيب، لاعلاء شأن الوطن وإظهار حضارته بأبهى صورة، احلال الأمن فيه وسعادة أهله. عراق تحفظ سيادته واستقلاله، خال من الموت ومن الجوع والفقر والمرض والقهر.

العراق بلدنا لا يمكن أن نراه يتدمر ونسكت!!

- لا للطائفية، لا للمحاصصة التوافقية
- لا لتقسيم العراق
- من أجل عراق ديمقراطي تعددي موحد
- من أجل بناء مجتمع مدني في العراق

الإجتماع التأسيسي لتجمع / نحو عراق جديد
برلين في تشرين الأول ـ أكتوبر 2015



#تجمع_/_نحو_عراق_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع / نحو عراق جديد - من أجل توحيد جهود الوطنيين العراقيين