أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بشار الزعبي - ضلال المنقذ من الضلال - ابو حامد الغزالي














المزيد.....

ضلال المنقذ من الضلال - ابو حامد الغزالي


بشار الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 08:34
المحور: سيرة ذاتية
    


مع أبو حامد الغزالي يستقر بك الامر في مجموعة من المكاشفات والنقلات النفسية لحياته، ففي كتابه الأخير المعنون بـِ "المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال" يسير بك سارداً مشواره المتخم بالتجربة ، فمنذ ان انسلخ عن التقليد شاكاً بمحسوساته ومن ثم بالضروريات العقلية –والتي أناب اليها بنورٍ قذفه الله في صدره لا بالبرهان والدليل على حد وصفه- ومتوجهاً بالدرس الى "أصناف الطالبين" مقسمّاً إياهم الى : متكلمون، باطنية، فلاسفة، وصوفية .. واصفاً خوضه غمار كل ميدان من هذه الميادين، جاحداً قدراتهم و قدرة علومهم على بلوغ الحق، حاصرا الطريق الحق الى الله في التصوّف –وفق طريقته- " شاملاً وصمة الكُفر الفلاسفةَ كافّة" مصنّفاً إياهم : دهريون، طبيعيون، وإلهيون .. مشيراً الى تخبيطِ وتخليطِ –الفلاسفة- الى الحدّ الذي معه يتشوش فيه قلبُ المُطالع حتى لا يفهم، -وما لا يُفهم كيف يُردّ أو يُقبل؟- " تُمّ ردَّ أرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن كان قبله من الإلهيين ردّاً لم يقصر فيه حتى تبرأ من جميعهم، إلا أنه استبقى أيضاً من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا لم يُوفق للنزع منها، فوجب تكفيرهم، وتكفير متبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين، كابن سينا والفارابي وغيرهما." !
يدخل بعدها "أقسام علوم الفلسفة" في ستة: رياضية، ومنطقية، وطبيعية، وإلهية، وسياسة، وخلقية .. معقّباً على كل واحدة موّضحاً آفة كل قسم أو رجاله على الدين ، فالرياضيات له آفتان : الأولى –بتبسيط مُخل- أنّ العامّة يعرفون الحقّ بالرجال، فإذا سُمِعَ أن رياضياً جحد مسألة دينية يجحدها السامع لوثوقه الأعمى برجل العلم أو الفلسفة ولكن "الحاذق في صناعة واحدة ليس يلزم أن يكون حاذقاً في كل صناعة" –وهذا صحيح كلياً- ، ولكنّ أبو حامد يخلص الى نتيجة باطلة كلياً ، وهي أنه يجب زجر كل من يخوض في تلك العلوم تجنباً للانحلال من الدين –مع انهما وكما يقول لا يتصلان- ، والآفة الثانية في الجهة المقابلة هي انكار ارباب الدين للعلوم الرياضية بوصفها تتعارض والدين وبما ان البرهان قائم على صحة العلوم الرياضية فلكياً –على سبيل المثال لا الحصر- فإن هذا يقود الى نتيجة خاطئة وهي ان الإسلام مبني على الجهل متعارضاً مع العقل، ويردّ الغزالي قائلا: ليس في الشرع تعرّض لهذه العلوم بالنفي او الاثبات، ولا في هذه العلوم تعرّض للأمور الدينية! –تناقض-.
ويعود ليشير في المنطقيات الى آفة تساهل النظر المنطقي في أمور ومقاصد الدين وينكر على أصحابه هذا التساهل، ويصل الغزالي الى الطبيعيات والتي تبحث في السماوات وكواكبها وما تحتها من الاجسام المفردة: كالماء والهواء والتراب والنار.. ومن الاجسام المركبة : كالحيوان والنبات والمعادن.. وعن أسباب تغيراتها واستحالتها وامتزاجها، ويردّ في هذا القسم على القول : أن الطبيعة تعمل بنفسها.. قائلاً: بل هي مستعملة من جهة فاطرها ولا فعل لشيء منها بذاته..
وحين يصل الى "الإلهيات" يعود الى كتابه "تهافت الفلاسفة" الذي أبطل فيه –على حد قوله- هذا المذهب في عشرين أصل، كفّرهم في ثلاث ، وبدّعهم في سبعة عشر، والمسائل الثلاث التي كفرهم بها تبدأ بقولهم أنّ الأرواح بدون أجساد هي التي تحشر وتعاقب وتثاب –أي مسألة غيبية لا هو ولا هم على معرفة يقينية بها- والثانية " أن الله يعلم الكليات دون الجزئيات" {...} وكفّرهم في قولهم بأزلية العالم... يشير أبو حامد الغزالي في كتابه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة" الى فساد رأي من يتسارع الى التكفير في كل ما يخالف مذهبه. –يا مرحباً-
ثمّ يأتي الى السياسات ويحصر أخذها من كتاب الله ومن الحكم المأثورة عن الأنبياء –وهذا باطل-، وفي الأخيرة وهي "الخُلقية" والتي تُعنى بالنفس وأخلاقها وذكر أجناسها وأنواعها وكيفية معالجتها ومجاهدتها والتي يحصر أخذها أيضاً من المتصوفة –وهذا باطل-.. وينكر الغزالي على "اخوان الصفا وخلان الوفا" ما مزجوه في رسائلهم بين تعاليم الإسلام والفلسفة اليونانية، ويوجب الزجر عن مطالعة كتبهم لما فيها من الغدر والخطر {...}
بحذاقة يردّ الغزالي على مذهب "التعليمية" وهو مذهب فرقة من فرق الشيعة –الإسماعيلية- الذين أسسوا الدولة الفاطمية {...}، وقد أبطل دعواهم وأفسد مذهبهم –على حد قوله- في مجموعة كتبه :المستظهري، حجة الحق، مفصل الخلاف، الدرج، والقسطاس المستقيم. –أضاعوا عمرهم في طلب المعلم ولم يتعلموا شيئاً- .
يبدأ أبو حامد كصاحب أقوال متصوف ويصل في عزلته التي استمرت احد عشر سنة الى ان يكون من ارباب الأحوال الصوفية، فيجزم إيمانا على مكاشفة الغيب والفناء بالكليّة في الله ومشاهدة الملائكة وأرواح الأنبياء، ويحصر في هذا طريق الخلاص والايمان الصائب بالذوق واقفاً الى جوار ابن العربي والحلاج والبيروني وجلال الدين والبسطامي وغيرهم، ويصف حال من يتعجب وينكر هذا –الهذيان- بأن الله طبع على قلوبهم فأصمهم وأعمى أبصارهم.
يعود الغزالي الى نيسابور ليحيي علوم الدين ويقتل علوم الدنيا، ويصف كل من ينحرف عن العقيدة خاصّته بمدعي الايمان الكافر –كالشيخ الرئيس ابن سينا والمعلم الثاني أبو نصر الفارابي وغيرهما- .. ويصر الغزالي على ان علوم الطب والفلك لا يضطلع بها الا الأنبياء فهي علوم فوق العقل برأيه ولا سبيل اليها بالتجربة –وهذا باطل-.
وأخيراً .. وعلى طريقة حجة الإسلام الغزالي –والتي لا يطبقها على نفسه- : "العاقل يعرف الحق ثم ينظر في نفس القول، فإن كان حقاً قَبِلــهُ، سواء كان قائله مبطلاً أو محقاً، بل ربما يحرص على انتزاع الحق من أقاويل أهل الضلال عالماً بأن معدنَ الذهب الرغام".. لكنه لم يأخذ حقاً ولا باطلاً ، ليس كل أرسطو باطلاً ولا كل الفارابي باطلاً ولا تشمل وصمة الكفر الفلاسفة كافّة على حد تعبيرك .. تداويت بجالينوس وابقراط لكنّك كفّرتَ قانون ابن سينا.. وعلى نهجك ساروا ! سنأخذ منك الحقّ ونترك لكَ الباطل.




#بشار_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد أيام من التوتر.. شيوخ السويداء وقادة الفصائل يصدرون بيان ...
- مصدر لـCNN: تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين أم ...
- إيلون ماسك باق على رأس تسلا: مجلس إدارة الشركة ينفي بحثه عن ...
- إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبو ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...
- هيئة البث الإسرائيلية: مئات الجنود الدروز يستعدون لتقديم مبا ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عملية مركبة في شارع الطيران بحي تل ...
- مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن
- مخاوف عراقية من حرب إيرانية أمريكية
- ترامب يهدد كل من يشتري نفطا من إيران بفرض عقوبات ثانوية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بشار الزعبي - ضلال المنقذ من الضلال - ابو حامد الغزالي