كريم القمودي
الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 15:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تركب إسرائيل على خازوق الأمازيغية !
من حين لآخر تطفو على صفحات التواصل الاجتماعي رايات يدعي أصحابها أنها رايات الشعب الامازيغي و تقرأ تصريحات و نغنغات وشطحات " ثقافية"
لا يمكن اتهام أصحابها بأن الوعي بالخطر الداهم على " هويتهم" قد دفعهم فجأة للسعي إلى خلخلة الرأي العام أو إنارته وتعليمه وتذكيره بما طواه النسيان
بخصوص حقبة تاريخية تتالت بعدها حقب و أطوار طبيعية أخرى في مسار التاريخ الذي هو تداول أطوار سواء كانت حضارية ( المظهر الملموس كالعمران و آثاره )
أو فكرية ( الأيديولوجيات) أو عقائدية دينية.
وحيث أن الكثير من المعاهدات الدولية وشتى مواثيق الأمم المتحدة تضمن حرية الشعوب في تقرير مصيرها و حقها الطبيعي في ارثها التاريخي ولغتها و ممارساتها
أديانها و معتقداتها، لا أحد ينكر حق الأمازيغ في هويتهم الامازيغية كما يرونها ويليق بهم لكن في اطار القانون و دون المساس من حق الشعوب الأخرى.
لذا فان إرادة بعث الحياة في روح الثقافة الأمازيغية والبحث عن الهوية الضائعة حق مشروع لهذا " الشعب " ولا جدال فيه لكن بشرط الا يكون خطرا حقيقيا
على البلاد مثلما هو الحال في تونس حيث الممول الرئيسي للحملاات الامازيغية في ظاهرها هو النظام الصهيو-أمريكانية العالمي أي على يد العملاء العرب
مثل دويلة قطرائيل والمزرعة آلوهابية الكبرى وحكامها البيادقُ مع حليفتهم اسرائيل ، وقد استغلت حالة انهيار العراق بعد تدميره الشامل وتقسيمه إلى مقاطعات
تحت سيطرة وحماية أصحاب المصالح وبالخصوص ايران و تركيا التي تحلم باسترجاع هيمنتها العثمانية على حساب الشعووب المجاورة مستغلة انهيار الاتحاد
السوفيتي من ناحية والواقع العربي المزري . سارعت اسرائيل الى سد الفراغ الحاصل فأصبحت المساند و الداعم للأكراد في الشمال تتقاسم فيه النفوذ مع تركية
و"الخلافة الداعشية" التي خلقتها أمريكا ولا زالت تدعمها في بلاد الشام بالمئونة والعتاد و السند المالي و الغطاء الجوي وتمدهم بالمعلومات التي تجمعها عبر الأقمار
الصناعية والدرونات ، و ينطبق نفس الوضع على القطر الليبي حيث استغلت إسرائيل حالة الفوضى و انخرام النظام وبدأت تتمركز في عدة نواحي من ليبيا
وهي تدعم عبر قنواتها في فرنسا ثورة "القبائل " و تسعى الى ترسيخ النعرات القبلية في الجزائر و المغرب الأقصى أي تنشيط الشعوبية و العنصرية الامازيغية
في كل بلدان شمال إفريقيا و تدعم "رؤوسهم " ماليا بل و تمنح حتى السلاح و توفر مراكز التدريب العسكري في منشآت داخل إسرائيل وجبال الأطلس حيث
هنالك تدريبات عسكرية جارية حاليا في الجبال وفي جهة الجبل الأخضر في ليبيا التي لا تبعد كثيرا عن حدودنا الجنوبية - تزامنا مع الخطر الداعشي واستعدادات
شراذم فجر ليبيا بقيادة عبد الحكيم بلحاج حليف الاخوان للانقضاض على تونس وتأسيس قواعد الخراب فيها.
وهكذا يصبح لتوقيت هذا" التحامل " الأمازيغي على العرب بسند اسرائيلي بدعوى الهوية الامازيغية معنى آخر ويتخذ بعدا سياسيا خطيرا بينما تُواصل
الدول العربية المعنية عدم الاكثراث به !
حسب علمنا لا احد منع أو يمنع اليوم " شعوب" الأمازيغ في البلاد التونسية أيضا من ممارسة طقوسهم و عباداتهم أو حتى من تأسيس الجمعيات والمراكز للثقافية
لالتقاط شظايا الإرث الأمازيغي لشكلنة هذه الهوية رغم أننانعرف أنه لا يمكن إعادة مسار التاريخ الى الوراء وهذه حتمية التاريخ ف كمسرح تتداول على مداه
الحقنات تأثيرها على أرض الواقع و هكذا تنأ و تضمحل الحضارات و تندثر !
أما ما يمكن استنكاره والتصدي له هو أن بعض الأمازيغ المتعصبين أصبحوا اليوم يذهبون عبر دعائم التواصل الاجتماعي إلى مشروعية طرد العرب وهذا ضرب
من ضروب الخيال والمستحيلات و كم يشبه حلم بعض العرب باسترجاع الأندلس او حتى القدس -
لا أساند التحركات الأمازيغية لتوظيفها قضية الهوية المزعومة سياسيا ولن تكون لها الا نتيجة واحدة وهي بث الكراهية و الضغينة و مزيد التقسيم و شرذمة التونسيين -
وكما قلت آنفا يجب الحذر من كذا استهداف للهوية التونسية عبر التقسيم إلى عربي و أمازيغي حيث المستفيد الخارجي الوحيد هو الصهيونية التي تستعمل كذا بيادق
أمازيغية مشبوهة لتنفيذ مخططاتها
لذا
أتحدى المثقفين الأمازيغ في تونس أن يعملوا مدارس خاصة بالامازيغ في اطار القانون الذي يخول ذلك لهم و لغيرهم ..
أتحدى الامازيغ أن ينظموا تظاهرة وطنية سنويا يُحتفل فيها بالتراث الامازيغي ويخفز فيها الامازيغي على التمزغ
نتمنى عندها أن تستفيق باقي " الأقليات" و تحتذي منوالهم: السود و الشيعة و الإباضية و المسيحيون و اليهود على قلتهم و التأكيد على أن تونس
مهد الحارات تمتاز اليوم بكونها مجتمع ثري بكل ألوانه متناسق متكامل بوطنيته بكل ما فيه من مكونات لغوية واثنيه وتراثية وإبداعات فنية !
----------------
لاحظ أن " تا " تعني = أرض في اللغة الامازيغية نجدها في بداية أسماء بعض المدن والجهات التونسية مثل تاكلسة و تاجروين وتبرسق و ثمغزة و بلبة وتستور وتازركة ...........
كريم القمودي - هولندا -
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟