أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الجنس والله: كيف يعكّر الدين حياتنا الجنسية [2] (أن تعيش كذبة)














المزيد.....

الجنس والله: كيف يعكّر الدين حياتنا الجنسية [2] (أن تعيش كذبة)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجنس والله: كيف يعكّر الدين حياتنا الجنسية [2] (أن تعيش كذبة)

# أن تعيش حياةً جنسية دينية معناه أن تعيش كذبة

الدين يعكّر حياتنا الجنسية وجنسانيتنا عندما تكون أغلبية الناس المتدّينين يعيشون حياةً معيّنة بشكلٍ عام وعلى مرأى من الناس، في حين أنّهم يعيشون حياةً أخرى خاصّة في الخفاء. من المستحيل أن يعيش اثنان حياةً زوجية _أو جنسية_ سعيدة وكاملة إذا كانا تعيسين في حياتهما الجنسية. وبصفتك إنسان مسيحي أو مسلم أو هندوسي أو مورموني صالح، عليك أن تنكر عادتك السرية وتتظاهر بأنّك لاتمارسها إطلاقاً، في حين أنك "تفسد نفسك" باستمرار وتمارسها في الخفاء. عليك أن تشجب المجلات _"السكسية" -;-_ الخلاعية مع أنك تستخدمها [وتستعين بها لإفساد نفسك]. عليك أن تناضل ضدّ أفكارك الدنسة والسيئة حتى إن كنت لاتستطيع تفاديها والتخلّص منها. عليك أن تنكر أفكار شريكك أو شريكتك أو أفكار الآخرين الجنسية، أفكار وخواطر قد تمتلكها أنت أيضاَ. عليك أن تخبر أولادك كم هو سيئ ممارسة الجنس قبل الزواج حتى إذا كنت أنت نفسك قد خضت عدّة علاقات مع عدّة شركاء قبل أن تتزوّج.

باختصار، أغلب الناس المتديّنين يعيشون حياةً مزدوجة. (عندما أشير إلى "أشخاص متديّنين"، أعني أولئك الذين يتّبعون التيار السائد من الأفكار والمعتقدات المسيحية أو الإسلامية أو المورمونية أو الهندوسية). نحن نعلم بعد عقود من البحث أنّ البشر المتديّنين لايختلفون بأي شيء عن العَلمانيين عندما يتعلّق الموضوع بمسألة السلوك الجنسي _كل ما هنالك هو أنّ النمط الأول من البشر يشعرون بالذنب تجاهه. والنتيجة هي حياةً غير نزيهة. في حين أنّ الأشخاص العلمانيين يمكنهم أن يتعايشوا بانفتاح مع جنسانيتهم وحياتهم الجنسية، وأن يتفاوضوا بشكل منفتح وصريح وأخلاقي مع شركائهم عن أفكارهم وخيالاتهم، ويستمتعوا بتجاربهم، فالمتديّنون غير قادرين عن الانفتاح والصراحة لأنّهم ينظرون للعديد من الأمور المتعلّقة بالجنس على أنّها خاطئة ودنسة. علاوةٌ على ذلك، إنّهم يفعلونها ويقومون بها، ثم يخفونها وينكرونها على العلن.

الديانات بجميع أنواعها تستغلّ دوافعنا الجنسية القوية لتنقل إلينا عدوى أفكارها التي تصبّ في مصلحة الدين في النهاية وتضرّ وتعيق قدرتنا على أن نكون بشراً أسوياء. هدف الدين هو نشر الدين. والجنس واحد من أقوى السبل لتحقيق هذا الهدف. وهذا هو موضوع هذا الكتاب.

الثمن الاجتماعي والسيكولوجي الذي يدفعه من يعيش في كذبة يتضمّن البرود تجاه موضوع جنسانيتنا وغالباً الغضب والثوران عنيف تجاه أولئك الذين يعيشون حياةً أكثر انفتاحاً وجنسانية أكثر وضوحاً وصراحة.

يستعرض المفكّر كريستوفر هيتشنز هذه النقطة بصورة أوضح عندما كتب قائلاً:
((لطالما اعتقدت من قبيل البديهة الوعظ الجنسي من قبل أحد الشخصيات العامة أنّه مجرّد نفاق أو أسوأ من ذلك حتى، ربما رغبة دفينة عنده في ممارسة نفس العمل الذي يعظ ضدّه وينكره. لهذا السبب، كلما أسمع ثرثاراً في واشنطن أو قلب العالم المسيحي يثرثر كلاماً فارغاً عن شرور اللواط أو مهما يكن، سرعان ما أدخل اسمه عقلياً في مذكّرتي وأضبط ساعتي منتظراً. وعاجلاً وليس آجلاً سيُعثَر عليه وهو راكعٌ على ركبتيه في نُزُلٍ كئيبٍ ما أو مرحاضٍ عمومي في مكان ما، ومعه بطاقة ائتمان منتهية الصلاحية، وهو يحاول أن يدفع ثمن خدمات شاذّة كأن تتبوّل عليه امرأة مخنّثة)) [Hitchen s memoir, Hitch-22 (2010)]

ملاحظة هيتشنز هذه تندرج على غير الشخصيات العامة أيضاً. فالأشخاص المتديّنين العاديين لايتصدّرون عناوين الصحف، لكنّ أزماتهم لها نفس المدى التدميري للأفراد والعائلات. فعندما تكتشف زوجة مسيحية صالحة أنّ زوجها يمتلك محلات خلاعية، قد ترتعب وتدرك أنّها لايسعها الاستمتاع بلذّة الجنس معه ثانيةً. عندما يكتشف زوج مسيحي صالح أنّ زوجته تخوض علاقة حميمية على الإنترنت مع امرأة أخرى، قد يغضب وتُجرح مشاعره وقد يطلب منها الطلاق في النهاية. عندما يكتشف زوجين مسيحيين أنّ ابنهما البالغ من العمر أربعة عشر عاماً يقبّل وشاباً آخر، قد يكون ردّهما قاسياً ويعاملانها بطريقة قاسية: قد يستخدمان العنف معه أو حتى يتبرّءان منه. أب مسلم، يعرف أنّ ابنته تكتب رسالة حب سرية لشاب ما، قد يستشيط غضباً، والنتيجة النهائية تكون إمّا الضرب المبرّح أو أسوأ من ذلك.

وتطول القائمة، ومع ذلك لاتبدو أياً من هذه التصرّفات المهينة خاطئة أو غير عادية باستثناء في ضوء الجنون الديني بشأن الجنس. كيف يمكن لأي إنسان أن يكون صريحاً أو نزيهاً بشأن السلوط تاطبيعي وغير المؤذي عندما يقود إلى قيود اجتماعية وإساءة نفسية باسم الدين والمعتقدات الدينية؟ المعتقدات الدينية تمّت صياغتها قولبتها من قبل الدين ولا أساس لها في الواقع. الإيمان والعيش حسب هذه الأفكار يقود في النهاية لزيجات مدمّرة، خلل جنسي، سوء معاملة للأولاد وأكثر من ذلك بكثير.

من دون دين، لن تبلغ أي حالة من هذه الحالات النهاية التي ذكرناها هنا. لن يشعر الشباب بعد الآن بالعار من ممارسة سلوك طبيعي جداً كهذا. سيجد الأزواج فرصة لمناقشة رغباتهم الجنسية فيما بينهم بطرق وأساليب تحترم كلا الطرفين وتقودهم إلى حياة مليئة بالحب والتفاهم والرضى. سيمتلك الآباء مفاهيم وأفكار صحية عن السلوك الجنسي وتطوّره الطبيعي والسليم وسيكونون قادرين على تعليم أبنائهم القدرة على اتختذ خياراتهم الخاصّة بشأن كل ما يتعلّق بأجسادهم.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس والله: كيف يعكّر الدين حياتنا الجنسية [1] (المداعبة ال ...
- أنا أعرف أنّ هناك حياة بعد الموت بفضل تجارب الاقتراب من المو ...
- أنا أؤمن بالغيبيات والماورائيات (من كتاب خمسون معتقداً شائعا ...
- صوت الله
- هل هناك دليل أخلاقي غير الكتب المقدّسة؟ [روبرت إنغرسول]
- يغالطونك إذ يقولون [2]
- ما الخرافة؟ [2] (روبرت إنغرسول)
- ما الخرافة؟ [1] (روبرت إنغرسول)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [15]: الأفضل أن أعبد الله على أن أ ...
- خمسون وهماً للإيمان بالله [14]: إلهي يسمع الصلوات ويستجيب له ...
- ما الدين؟ [روبرت إنغرسول]
- الدين عبارة عن اختبار رورشاخ
- الله قادر على كل شيء: حجّة الضعفاء عقلياً
- نشاة الكون: طبيعية أم ماورائية؟ [2]
- نشاة الكون: طبيعية أم ماورائية؟ [1]
- أسوأ 12 فكرة زرعها الدين ونشرها بين البشر
- يغالطونك إذ يقولون [1]: أنّ الانفجار الكبير خطأ، لأنّه لايمك ...
- هل تمّ إثبات نظرية التطوّر؟
- أيمكن أن يكون الله مطلق العدل ومطلق الرحمة في آنٍ معاً؟
- لماذا حرّم محمد على أتباعه التشكيك به أو بقرآنه؟


المزيد.....




- وصفتها لجنة نوبل بالتحفة النادرة.. رواية -جبل الروح- الصينية ...
- “أسعدي أطفالك اليوم بأغاني البيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- تنظيم الدولة الإسلامية: أرملة أبو بكر البغدادي تكشف تفاصيل ح ...
- المسيحيون يطالبون بتشريعات خاصة -بأحوالهم الشخصية-
- +++ تغطية مباشرة للانتخابات الأوروبية: المسيحي أولاً والبديل ...
- +++ تغطية مباشرة لانتخابات البرلمان الأوروبي: المسيحي أولاً ...
- من حرب غزة إلى حرب الرقائق.. لماذا تُعتبر إسرائيل -روح الروح ...
- مستذكرا لقاء جمع بيريز وعباس.. البابا فرانسيس يطالب إسرائيل ...
- البطريرك كيريل: روسيا تعيق انتشار الإلحاد في العالم
- حماس تدعو الدول الإسلامية لمواصلة جهودها للضغط على الاحتلال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - الجنس والله: كيف يعكّر الدين حياتنا الجنسية [2] (أن تعيش كذبة)