أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فاضل رضوان - لعبة الكراسي الصدئة,ما أحلى الإمارة و لو على الحجارة














المزيد.....

لعبة الكراسي الصدئة,ما أحلى الإمارة و لو على الحجارة


محمد فاضل رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو من الطبيعي أن يتم التداول في الأوساط الديبلوماسية العربية لقضايا تهم إصلاح شؤون الجامعة العربية, بالنظر لطبيعة الوضعية التي أصبحت عليها هياكلها و تنظيماتها و التي جعلتها على هامش مختلف القضايا الحيوية التي تشغل الفضاء السياسي العربي, إلى درجة اكتسب معها السؤال حول جدوائيتها شرعية حقيقية فحتى مواقف التنديد و الإدانة التي طالما ارتبطت بردود أفعالها تجاه الاندحارات المتوالية للوضع السياسي العربي أصبحت أكثر احتشاما. و الواقع أن شروطا كثيرة تظافرت لتحد من هامش الفعالية في تحركات الجامعة على المستويين العربي و الدولي فقد تشكلت هذه الهيأة في نهاية الأربعينيات بشكل مواز لمنظمة الأمم المتحدة و ذلك في سياق المناخ السياسي الذي أفرزه انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية و بجهود مجموعة من الناشطين العرب آنذاك و على رأسهم عبد الرحمن عزام أبرز مؤسسيها و أول أمين عام له و كان الغاية من تأسيسها استثمار المد القومي الذي اجتاح العالم العربي في توفير منبر عربي لتجميع الرؤية العربية و مواصلة مسيرة تحقيق استقلال مجموعة من الدول العربية التي كانت لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال, إلا أن ظروف ما بعد الحرب العالمية الثانية التي قسمت العالم إلى معسكرين شرقي و غربي إضافة إلى تكتلات كانت ذات قيمة في وقتها كدول عدم الانحياز حدت من فاعلية هذا الإطار العربي و فرقت ولاءات منخرطيه ما بين المعسكرين و التنظيمات الأخرى في هذا الإطار نذكر التحرك الفاعل لمصر جمال عبد الناصر في مجموعة عدم الانحياز ذات البعد الثالثي. و على امتداد مسيرتها كانت جامعة الدول العربية انعكاسا لطبيعة العلاقات السائدة بين الأشقاء العرب لتدخل تنظيماتها في حالة من الجمود لم تتمكن القمم العربية الباردة من أن تبعث فيها بعضا من الدفء.
اليوم و بعد التحييد شبه المطلق لجامعة الدول العربية من مسار الصراع العربي الإسرائيلي سواء تعلق الأمر بسياق المقاومة أم بمسلسل التسوية, و الغياب التام عن مجريات الأمور بالعراق رغم القمم الأخيرة التي كرست الفرقة العربية و كشفت المستور في طريقة تعاطي الدول العربية لخلافاتها الثنائية(العراق/الكويت في قمة البحرين العربية السعودية/ليبيا في قمة مصر) , تتعالى من جديد دعوات الإصلاح , غير أن المتأمل في برامج الإصلاح المتداولة هذه السنة لا يملك إلا أن يقف مندهشا أمام الأولويات المطروحة على أجندة الإصلاح فقد راج في كواليس الجامعة السنة الجارية مطلبين أساسيين يتعلق الأول بالتفكير في إنشاء برلمان عربي أما الثاني فيرتبط بمطلب تدوير منصب الأمين العام المرتبط بدولة المقربين مختلف الدول العربية.
الواقع أن الفكرة الأولى المتأثرة بالجيران الشماليون تحمل في طياتها الكثير من الطوباوية و التسرع فالبرلمان الأوروبي جاء تتويج لمسيرة اندماج متمرحل تكامل فيه الاقتصادي بالسياسي بالاجتماعي ما بين دول ديمقراطية تتوفر على مؤسسات تشريعية حقيقية منبثقة من إرادة الشعب من جهة و ذات صلاحيات حقيقية مؤثرة في سير الحياة السياسية, هكذا فإن استحضار حالة الوضع العربي الراهن يجعل من العبث تبني هذه الفكرة في الوقت الذي لا زالت الحياة التشريعية مغيبة في عدد من الدول العربية التي لا تجرى فيها انتخابات برلمانية أو جماعية ناهيك عن الرئاسية و هو ما يدعو للتساؤل عن طبيعة تمثيلية هذه الدول في البرلمان العربي المرتقب الذي من المفترض أن ينبثق من برلمانات الدول العربية نفسها, أما الدول ذات البرلمانات فإن الأمر لا يتعلق سوى بواجهات تجميلية للصورة الديمقراطية المروجة عبر أجهزة الإعلام الرسمي مادامت هذه الأجهزة غير ذات تأثير في الحياة السياسية في بلدانها, من هنا يحمل هذا التوجه الكثير من التهافت غير المدروس و الذي من شأنه الالتفاف على منتظرات جهاز يجمع أكثر من عشرين بلدا.
من جهة أخرى يبدو مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة الذي سبق تبنيه من طرف ممثلي الجزائر محاولة من الخارجية الجزائرية لتكسير الهيمنة المصرية على المراكز الحساسة على مستوى الوطن العربي و استرجاع الدور الفاعل للديبلوماسية الجزائرية في الساحتين العربية و الإفريقية و هو أمر غير مستغرب في ظل حكم دينامو الديبلوماسية الجزائرية في فترة الستينيات و السبعينيات عبد العزيز بوتفليقة, هذا المطلب يعيد إلى الأذهان لعبة التراشق حول الكراسي الصدئة التي ميزت مسيرة الأمة العربية على المستويات المحلية أم الإقليمية فضيعت جهود التنمية على موائد التناحر , في هذا السياق المرتبط بكرسي الأمين العام للجامعة العربية يكتسي المثل العربي القديم : ما أحلى الإمارة و لو على الحجارة دلالة حرفية, فالوضع السياسي العربي الراهن و محدودية هامش التحرك العربي الفردي أو الجماعي إضافة إلى الشلل الكلي الذي لحق بتنظيمات الجامعة يحصر هذا المنصب في كرسي صدئ يباشر الجالس عليه الإمارة على كومة من الحجارة التي لا منطق واضح لدورها أو فعلها .
إن الأفكار المتداولة داخل دهاليز الإصلاح بجامعة الدول العربية في ظل الوضع العربي الراهن الشديد القتامة على كافة المستويات تبدو أقرب إلى الهذيان, ما دامت لا تعكس بأي حال منتظرات الشعوب العربية من مؤسسة تمول من مالها الخاص و تقدم كممثلة لها .إلا أنها تسير في انسجام تام مع طابع التخبط و التضارب الذي يطبع الحياة السياسية العربية في شموليتها فمن غير المعقول أن تنتج مؤسسة منبثقة من دواوين الأجهزة الحاكمة في هذه البلدان صورة مختلفة عن مسار الأمور بها.



#محمد_فاضل_رضوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة و تسويق أنصاف الآلهة في الإعلام الأميركي
- في الشأن السياسي القروي, نخب الشواهد الابتدائية المزورة
- بين دعاوى الدمقرطة وواقع الابتزاز السياسي ,.التصور الأميركي ...
- . مثقفون ضد الأعراف الديمقراطية.-الهتيفة- في مصر
- شيزوفرينيا خطاب الشمال تجاه قضايا الجنوب , قراءة في السلوك ا ...
- الإعلام و التربية بين الحفاظ على الهوية و الانفتاح على النما ...
- بعض من ملامح اكتساح السياسي للنقابي بالمغرب
- قراءة في حيثيات مواقف عربية غير اعتيادية, هل الشارع العربي ب ...


المزيد.....




- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...
- بوريل: لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي -البقاء على هامش- الصر ...
- -الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران- – مقال في جيروزاليم بوست
- عشرات الإسرائيليين يهاجمون جنوداً في الجيش الإسرائيلي في الض ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 16 شخصاً بهجمات روسية على مبنى سكني ف ...
- خبير عسكري: الاحتلال يزيد ضغط عملياته بغزة مع احتمالية الذها ...
- موجة حر شديدة تضرب أجزاء من أوروبا وتحذيرات من حرائق
- مكالمة مسربة تثير غضب التايلنديين من رئيسة وزرائهم
- رئيس جامعة فيرجينيا يستقيل بعد ضغوط من إدارة ترامب
- عشرات القتلى في فيضانات بباكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فاضل رضوان - لعبة الكراسي الصدئة,ما أحلى الإمارة و لو على الحجارة