أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - مقال رائع يفضح مأساة الزواج فى مصر : لأن الحلال ليس أفضل فلا تنتظر















المزيد.....

مقال رائع يفضح مأساة الزواج فى مصر : لأن الحلال ليس أفضل فلا تنتظر


ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 21:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقال رائع يفضح مأساة الزواج فى مصر : لأن الحلال ليس أفضل فلا تنتظر

سأنشره هنا لأنه يعبر عن كل ما أريد قوله

لأن (الحلال) ليس أفضل فلا تنتظر

محمد زكي الشيمي

14 أكتوبر 2015

يقولون إن الحلال أفضل وأن عليك أن تنتظر، ولكنّهم لم يقولوا لنا ما هو بالضبط ذلك الحلال، ولا قالوا لنا من قال لهم إنه أفضل، ولا عرفونا بالسبب الذي يجعلك تنتظر من أجله حتى لو كان الحلال أفضل.

حسنا إذن فوجهات النظر تتفاوت، فأنا لا أرى أن ما يزعمون كونه أفضل هو في بلدنا أفضل فعلا  وذلك لأسباب متعددة.

لأن (الحلال) ليس أفضل فأنتَ لست مضطرا أن تعيش سنوات من حياتك في حياة مزدوجة تماما، ما تقوله في العلن غير ما تفعله في السر، ماتهاجمه بجنون وعصبية متحدثا عن الأخلاق والفضيلة والعفة وعن ناكح يده إلخ هو ما تقضي وقتك بالساعات بحثًا عنه بمنتهي الشغف والاهتمام. ولأنه ليس أفضل فلستِ مُضطرة للتمثيل على كل ذكر تعرفينه بأنه الأول والأخير، فيما هو في واقع الأمر مجرد استبن أو (فردة احتياطي) أو (عصفور في اليد) لحين توافر( الأكثر مالا ووسامة).

ولأن الحلال ليس أفضل فلن تضطر لملء صفحاتك الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بالأدعية والابتهالات والتواشيح والآيات والأحاديث والترانيم، بينما يمتلئ صندوق بريدك الخاص بمحاولات التحرش والإغواء لهذه وتلك، الغريب أنها تحرشات بمداخل دينية أيضا، ولأنه ليس أفضل فلن تضطري لإخفاء صورك الشخصية وإعلان أنك منتقبة وتفتخرين، أو أن حجابكِ عفتكِ، وأن الحجاب هو الفطرة، بينما كل صور صفحاتكِ هي صور لفتيات منطلقات غير محجبات من الفنانات والرياضيات بل وحتى شخصيات الكرتون.

ولأن الحلال ليس أفضل فلن تضطر لاحتقار الفتاة التي تحبك بصدق فتمنحك قلبها أو جسدها فقط لأنها تُحبكَ، بينما تحترم فتاة أخرى اعتبرت قلبها وجسدها لمن يرتضيه شيخ قبيلتها، والذي تصادف أنه أنت لأسباب مادية أو عائلية، ولأنه ليس أفضل فلن تقومي باستهجان من يُحبك بصدقٍ فقط لأنه غير قادرٍ على إكمال نفقات ما تعتبرينه زواجًا يليق بك.

الحلال ليس أفضل لأنك تأخذ القرار إليه، لا بعقلك بل بضغط غرائزك الحسية المباشرة التي تجعلك تعاني كبتًا دائمًا، والتي ما إن تتخلص منها حتى تكتشف أنك قد تكون في ورطة كبرى لن تخرج منها إلا بصعوبة شديدة وبتكلفة نفسية هائلة بخلاف التكلفة المالية، وهو ليس أفضل لأنكِ تتخذين قرارك إليه تحت ضغط المجتمع ونظرات الشفقة أو السخرية في عيون كبيرات العائلة وكلمات الاستفزاز وافتخار الصديقات الشابات بأنهن ماقعدوش كتير واتخطفوا (من السوق) بسرعة، ليس أفضل لأنكما تبحثان عما يرضي الجميع إلا ما يرضيكما بالفعل.

الحلال ليس أفضل لأنك لن تجد من تدخل عليك مطالبة إياك بالمهر والشبكة والقائمة والشقة والأثاث والديكورات والفستان بل وقد تطلب منك تأمين مستقبلها، وهو ليس أفضل لأن من يدفع كل هذا غالبا سيتعامل في قرارة نفسه على أنه اشترى جارية لخدمته ولمتعته الجنسية ولتربية أطفاله.

الحلال ليس أفضل لأن حلاله غير محدود بكِ ولأنه سيقول لك في يوم من الأيام الشرع حلل أربعة، ومادمت ارتضيتي الحلال أساسا فليس لك أن تعترضي (وكله بما يرضي الله)، وهو ليس أفضل لأنك لو خنتيه للامك الناس واحتقروك ولو خانكِ للامك الناس وطمعوا في جسدك تحت زعم مواساتك، ثم إذا نالوه احتقروكِ أيضا لأنهم مرضى.

لأن الحلال ليس أفضل فقد يُختنونكِ في سن مبكرة؛ ليمنعوكِ للأبد من الاستمتاع بحياتك فالحلال لا يكون إلا مرادفا للعذاب والقهر.

الحلال ليس أفضل لأنه يطالبك أن تتمتعي دائما بالسكينة والحياء والأدب والوقار، حتى لو عانيتي في حياتك العاطفية والجنسية لسنوات، فلا تتكلمي إلا بالرموز والألغاز وكأنك بلا مشاعر، وهو ليس أفضل لأنه يُمكنه أن يستعيض عن هذا كله بكلمة واحدة وهي (مش مريحاني)، دون حاجة لتفسير نوع عدم الراحة التي تقلق سيادته وحتى لو كانت فقط تبريرا لرغبته في مواصلة مهارات الإنسان الأول في الصيد والجمع والالتقاط ولكن لتلبية حاجاته الجنسية وليست الغذائية.

الحلال ليس أفضل لأنه يجعلكَ (كوبري) لمن تريد تحقيق حُلم الأمومة حتى لو لم ترغب في الزواج أو في الجنس وهو ليس أفضل لأنه يجعلكِ تقررين حياتك المستقبلية كلها على لحظات ومشاعر قابلة للتغير أو رغبات مكبوتة أو تصورات طفولية حالمة.

الحلال ليس أفضل لو كنتِ مسلمة لأنه قد يمنحكِ لاحقا لقب مطلقة، والذي يعني انفتاح أبواب جهنم عليكِ، وهو ليس أفضل لأنه يستطيع تطليقكِ بكلمة بينما قد تُطاردين المحاكم لسنوات لتحصلي على الطلاق أو قد تضطرين لرشوته للحصول على حريتك.

والحلال ليس أفضل لو كنتِ مسيحية لأنك ستضطرين لتحمل خطاياه على مضض على طول الخط، أو لتوثيقها لعرضها على كاهن لم يجرب المشاعر والجنس يومًا؛ ليقرر عنكِ كيف يجب أن تعيشي ولتفضحي الرجل الذي قد يكون والد طفلك لتحصلي على طلاق وعلى فرصة ذهبية لزواج ثان قد لا يحدث أبدا لتستمتعي بحرمانه من الاستمتاع بعلاقة شرعية بمن أحبها إلى الأبد وفق قوانين وتشريعات تملأها (النفسنة) إلى حد بعيد، الحلال هنا بالتأكيد ليس أفضل لأنه مرادف للحرمان والكبت والرغبة في الانتقام والتشهير في حدودها القصوى.

لأن الحلال ليس أفضل فستضحي بحياتك مع امراة لا تطيقها أو لم تعد تهتم لأمرها، فقط حرصًا على أطفالك؛ فتكون النتيجة أنك لو أنجبت البنات دون الولد فإنهن لن يحصلن على مقابل سنين تعبك من أموالك لهن وحدهن، أما لو أنجبت ذكرا واحدا لكفاك مؤونة العناء، وهو  ليس أفضل لأنك لو لم تكن قادرا على الإنجاب فلن تستطيع التبني أيضا، ولن تستطيع منح اسمك ولا منح مالك لمن تشاء فيشارك الآخرون من تحبهم في مالك قهرا وجبرا، بل وقد يحصل من تحبهم حقا على الفتات فهكذا قرر الحلال.

الحلال في بلدنا هو تجميعة لكل وسائل القهر والغش والمظهرية والازدواجية والنطاعة والنفسنة والحقد، ولأن الحلال ليس أفضل يا عزيزي فلا تنتظر، إذا جاءك الحب فلا تنتظر، إذا جاءتك السعادة فلا تنتظر، إذا هجرتك مشاعرك القديمة فلا تنتظر، إذا جاءوك قائلين هكذا قال الرب فلا تنظر إليهم ولا تنتظر.



#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيد نشر مقال الأستاذ محمد فتحى بعد حذف جريدة التحرير له : س ...
- خواطر متنوعة لصديقى سمسم المسمسم وبعض المقالات المفيدة - أكت ...
- رسالة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس الساسانيين إلى عمر بن الخ ...
- بمناسبة تكميم السيسى للأفواه .. الحريات الثلاث وشعب مصر اللع ...
- فى يد السيسى سيفان أو سورة السيسى .. لصديقى سمسم المسمسم
- الشيخ السعودى عبد الفتاح السيسى وقضاؤه السلفى الملتحى الشامخ ...
- نظرة السعوديين السلفيين للمصريات والسوريات فى الستينات حين ك ...
- حوادث التدافع كل عام ليست بسبب سوء التنظيم وحده بل أيضا بسبب ...
- الجنس هو لعبة الكبار
- الفيسبوك ومعايير المجتمع Community Standards .. رسالة مفتوحة ...
- صديقى يتساءل : لماذا لا تسمح أمريكا بزواج المحارم كما سمحت ب ...
- تحياتى للأستاذة دينا أنور صاحبة حملة البسي فستانك واستردي أن ...
- حادثة النصف كُمّ .. وسلفية وإخوانية الإبراشى وأحمد موسى مثال ...
- يستدرج حبيبته إلى الشقة بتخويفها من داعش ... نكتة ظريفة ، وب ...
- العلمانيون كالأطفال يفرحون بوزيرات ويتغافلون عن محجبات ومنقب ...
- هل الأقصى أهم من خراب سوريا والعراق على يد داعش ؟ وهل كان ال ...
- صديقى يتمنى لنفسه زوجة مسيحية
- عبد الناصر أراد اليمن جمهورية علمانية وأما السيسى فيريد اليم ...
- الأولى بالمصريين رفع دعاوى غلق شركات السجائر وليس حجب المواق ...
- حفلات أم كلثوم وسفور المصريات


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ديانا أحمد - مقال رائع يفضح مأساة الزواج فى مصر : لأن الحلال ليس أفضل فلا تنتظر