أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحسين عبدالله - طريقي الى الإلحاد الديني















المزيد.....

طريقي الى الإلحاد الديني


عبدالحسين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 17:49
المحور: سيرة ذاتية
    


نشأ في أسره مسلمه. فمنذ ان بدء الوعي والادراك يتماوج في عقلي كما تتماوج الموجه على سطح الماء وفيه رأيت والدي ووالدتي يؤدون الفرائض من صلاه وصيام وغير ذلك من الطقوس الاسلامية التي هم بدورهم ورثوها عن أبائهم وكذلك المجتمع الذي يعيشون فيه بشكل عام. والإنسان بطبعه لا يشك في والديه فيقول في باطنه لا بد انهم عَلى الحق ولا شك في انهم يريدوه لي ايضا. تمر الأيام والإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي اي يذهب الى المدرسه فيعلموه فيها ان الاسلام هو الدين الحق وان القران كلام الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل فيأخذ ذلك على محمل الجد وينفذ اليقين الى عقله ويقول انهم يقولون الحق. اذ ان الغالبيه تقول بذلك فلا بد ان يكون هو الصح. تسمع من أناس (هم قله) فكر مغاير لهذا الفكر السائد في المجتمع وتتسائل لماذا يعتقد هؤلاء بهذا الفكر المغاير ويسبحون عكس التيار وتقول في خلجات نفسك انهم لا شك على خطأ. إذا لو أنهم كانوا على صواب لكان فكرهم هو السائد. للحقيقه لم أكن في البدايه ممارس للطقوس الدينية من صلاه وصيام حتى بلغت الثامنة والعشرون من عمري وكنت خلالها في مدينه كارلسروه الالمانيه ادرس لنيل شهاده الدكتوراه في الكيمياء. اذ تعرفت في الجامعه على بعض الشباب الطلبه الدارسين لنيل الشهاده الاولى وكان منهم ثلاثه ينتمون الى حزب التحرير الاسلامي (مؤسسه هو تقي الدين النبهاني) وتجادلنا في كثير من الامور وللحقيقة كان جدال من طرف واحد اذ لم يكن لدي اطلاع واسع في هذه الامور بل معلومات عن كليات الدين. بالاضافة الى انهم يجادلون في ما هو راسخ في ذهني انه الحق من عقيده وحدود ومعاملات. ولكن كان هؤلاء الشباب على اطلاع واسع في الامور الفقهية والمطارحات الفكرية والوعي السياسي او هكذا تبدى لي الامر. بدأت اصلي معهم في غرفه صغيره في الجامعه مخصصه للصلاه. قدم لي احدهم كتاب "نظام الاسلام" لتقي الدين النبهاني للمطالعة. أخذت الكتاب ولم أبدأ بقرأتة الا في عطله عيد كرسمس (من 12/21 الى 1/5). لم يكن الكتاب ضخم بل كان من الحجم الصغير نسبيا. المهم في النهايه قرأت الكتاب والتقيت هؤلاء الشباب وبدأوا نقاشي فيه. في الحقيقه لم اجد في الكتاب ما يخالف الدين الاسلام بكلياته. فأعطوني كتاب"مفاهيم سياسية" ايضا للمؤلف نفسه. كان هذا الكتاب مكثف من الحجم الصغير وللحقيقه لم افهم بعض المصطلحات والمفاهيم السياسية. ناقشوني فيه وسألتهم عن معاني بعض المصطلحات فأجابوني بكل سهوله ويسر. وللحقيقه كانوا من اروع الشباب الذين تعرفت عليهم في حياتي. كانوا عَلى صدق وأمانه والتزام بالدراسه. مرت السنوات بسرعه وتخرجت وانتقلت الى مدينه كيل شمال مدينه هامبورغ لعمل (post-doc) لمده ثلاث سنوات. في البدايه تواصلت مع هؤلاء الشباب عبر الايميل ولكن بعد فتره انقطع الاتصال. تعلمت الكثير من هؤلاء الشباب وتعمقت في أمور الدين والدنيا ولم يكن لدي شك البته لا في الاسلام ولا في القران. انهيت العمل في مدينه كيل وقررت العودة الى فلسطين وعملت محاضر في جامعه الخليل. الخليل مدينه محافظه دينيا بكل ما تعنيه الكلمه. عملت في الجامعه ومرت ثلاث سنوات ثم انتقلت للسكن من قريتي ابوديس الى مدينه بيت لحم. مرت الأيام وكان لي صديق في بيت لحم لديه مكتبه وكان الطابق العلوي في المكتبه مخصص للكتب المتنوعه من دينيه الى فلسفية الى غير ذلك من الكتب. عندما انتقلت للعيش في بيت لحم كان عندي الكثير من وقت الفراغ بخلاف حياتي في قريتي بين اهلي وأقربائي واصدقائي. في مره من المرات وكنت في الطابق العلوي من المكتبه وقعت عيني على كتاب بعنوان "دين الانسان، بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني" للمؤلف السوري من أصول اسلاميه "فراس سواح" استعرت الكتاب وللحقيقة أردت ملئ الفراغ وخصوصا ليلا. بدأت اطالع الكتاب وكانت كل صفحه تدخل في عقلي ونفسي مثل السحر. الكتاب اكثر من رائع وهو يدلل بشكل تاريخي مقنع ان أصل الدين هو الانسان نفسه. الاستاذ سواح وبعد تتبعي لسيرته الذاتية هو باحث اثار (اركيولوجي) يبلغ من العمر الان 74 سنه. الكتاب كان الطبعه الرابعه لسنه 2002. الكتاب يتناول الحضارات القديمة من سومريه، بابليه، فنيقية، كنعانيه وفرعونية وموجوداتها الاثريه ويدلل على ان أنسان هذه الحضارات ولحاجته اخترع ألهه ليعبدها وقدم لها القرابين لترضى عنه ولا ترسل البرق والرعد والزلازل والبراكين. خلاصه الكتاب ان الانسان هو من اخترع الدين. استعرت كتاب اخر لنفس المؤلف بعنوان "تاريخ أورشليم والبحث عن مملكه اليهود" قرأته بتمعن وباهتمام. الكتاب رائع جدا. يدلل الكاتب على ان مملكه دَاوُدَ وابنه سليمان المزعومه لا اثر لها البته في فلسطين. بل المقنع في الكتاب ان الكاتب يستشهد بأبحاث لعلماء اثار يهود يؤكدون فيها انه لا اثر لمملكه سليمان ابن دَاوُدَ بالمره. وبعد البحث عن هؤلاء العلماء في الإنترنت تبين لي صدق مؤلف الكتاب. يتسأل المؤلف كيف لمملكه كمملكه سليمان المذكوره في الكتب الدينية والموصوفه بأنها مملكه عظيمه فيها قصور من ذهب ومرجان ويسكن فيها سليمان مع الجن المسخره له لا يوجد لها متروكات تاريخيه في حين ان حضارات ما بين النهرين والحضارة الفرعونية وهي اقدم زمنيا من مملكه سليمان المزعومه لها الكثير الكثير من الاثار والموجودات والمتروكات. هل يستقيم هذا تاريخيا بالطبع لا. قلت في نفسي ان عدم ثبوت واقعيه مملكه سليمان يعني ان قصته في القران غير صحيحه مما يعني ان القران فيه مغالطة تاريخيه. بعد هذا التسائل دخل الخوف الى نفسي وارتعدت فرائسي. كيف لهذا الامر ان يكون صحيح والقران كلام الله المنزل الذي لا يأتيه الباطل. قلت في نفسي يجب ان ادرس القران من جديد ( وللحقيقه كنت في ما مضى اقرأ القران فقط في رمضان لمده لا تزيد عن نصف ساعه في اليوم) وادرس التفاسير واسأل وابحث بتعمق. في طيله حياتي كنت أشك في أمرين حتى وانا متدين. الاول قصه المعراج الى السماء والتدلي الى سدره المنتهى وقصه فرض الصلاه وتبديل الله لرأيه عده مرات. اما الامر الثاني هو وجود الفرق "الاسلامية" واختلاف المفسرين حتى من الطائفه الواحدة. هذه الامور لطالما استثارت في نفسي الكثير من الاسئله والشك. وكل مره كنت أسأل احد المتخصصين يكون الرد وبقوه لا يجوز البحث في هذه الامور. المهم بدأت البحث في القران والتفاسير وأعطيت لنفسي مده سنتين للوصول الى قرار بهذا الخصوص. ولم تمضي السنه الاولى من البحث والدراسه الا ووصلت الى حقيقه مفادها ان القران فيه تناقضات كثيره وغموض كثير. هذا الغموض وعدم الوضوح في النصوص القرأنيه هو السبب في وجود فرق "اسلاميه" مختلفه وتفاسير للقران مختلفه. اذ ان كل فرقه من الفرق الأسلاميه استدلت على صواب منهجها من القران.
اذآ توصلت الى ان القران ليس بوحي منزل ويعتريه الباطل. سببت لي نتائج بحثي عن الحقيقه صدمه كبيره ليس لأَنِّي صليت وصمت في غابر الأيام لأَنِّي بعمل هذه الأشياء لم اخسر شئ ولكن هذه النتيجه فتحت أبواب كثيره وكانت البدايه وليست النهايه. تسائلت بعمق وتركيز اذا أين الحقيقه؟؟؟؟؟
أأتينا من العدم وسنؤول الى العدم. لم اصدق نفسي وقلت يا حبذا لو لم تقع عيني على كتاب "دين الانسان". وبدأ سؤال أين الحقيقه يخترق رأسي ليل نهار. أخذت اقضي اليالي بعد العمل في القرائه عن فلسفه الوجود. بحثت وبحثت وقرأت وقرأت ل برتراند راسل الملحد البريطاني الذي عاش 94 سنه وهو ملحد عنيد حاصل على جائزه نوبل في الفلسفة لسنه1950. قرأت المحاضره التي القاها بعيد استلامه لجائزة نوبل وكانت محاضره رائعه وهي متوفرة مجانا على الإنترنت. قرأت ايضا ل أنتوني فلو الملحد البريطاني العنيد الذي الف 30 كتاب ومقال في الالحاد ولكن في سنه 2004 ألف كتاب. "There is God" وتراجع عن إلحاده بمعنى إنكار وجود إله ولكن بقي على إلحاده بمعني نفي الأديان وقال انا لا أؤمن بإلاه الديانات الإبراهيمية المشخصن (Personal God). وقرأت عن برهان الرهان لباسكال الفرنسي. وقرأت لبعض الفلاسفة القدماء بما تيسر من الموجود مثل سبينوزا (هولندي)، كانت، نتشه (ألماني)، كوفكا (ألماني). وقلت في نفسي لماذا لا أقرا الأن لفلاسفة "الاسلام". قرأت ارأء ابو بكر الرازي، ابن سينا، الفارابي، ابن رشد، ابن الرواندي، ابو حامد الغزالي (صوفي). وأراء الشاعر العظيم ابي العلاء المعري. والعجب العجاب ان المسلمين يكفرون كل هؤلاء الفلاسفة. ومن كتاب العصر الحديث قرأت لطاهه حسين، نصر حامد ابو زيد، محمد عابد الجابري. وايضاً وجدت متأسلموا اليوم يكفرون هؤلاء الكتاب.
اتجهت من الكتب الفلسفية الى الكتب العلميه بسبب موضه الإعجاز العلمي في القران (زغلول النجار). اخواتي اخواني في الإنسانيه بكل أريحية وثقه أقول ان القران لا يحتوي على اي اعجاز علمي البته. المجال لا يتسع لدحض الإعجاز العلمي في القران ولكن للمهتم أحيله الى كتاب "وهم الإعجاز العلمي في القران" ل الدكتور خالد منتصر.
في الخاتمة وللامانة أني حزين ومتألم من كل هذا الذي ذكرت كنت أتمنى ان يكون هنالك دين سماوي يريح الانسان ويوفر له الاجابه المقنعة عن الاسئله التأليه: (1) سؤال الأصل (2) سؤال الغايه (3) سؤال المصير.
قال ابي العلاء المعري "رجل بعقل بلا دين. ورجل بدين بلا عقل"



#عبدالحسين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالحسين عبدالله - طريقي الى الإلحاد الديني