أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحبيب الحجامي - التعليم عطب الأعطاب بالمغرب














المزيد.....

التعليم عطب الأعطاب بالمغرب


الحبيب الحجامي

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت لأحد الماركسيين المصريين كلمة، أدركت فيما بعد مدى عمقها في الواقع، مفاد قوله أنه كلما كثر الحديث حول قضية معينة في مجتمع ما، فاعلم أن موضوع تلك القضية في أزمة حقيقية، واللغط الكثير عن إصلاح التعليم في المغرب لا يحيد عن هذه القاعدة، بمثل ما تغيب الديمقراطية مثلا في الدول الأكثر تشدقا وتداولا للمفهوم.
الحديث عن إشكالية التعليم بالمغرب، هو حديث ذو شجون، ويتطلب من المتتبع لهذا الشأن إحاطة تامة بجميع جوانب إشكاليته، وطرح الأسئلة الحقيقية التي تستوجب إجابات مستعجلة وغير متسرعة في نفس الوقت.
- مستعجلة لأن المنظومة التربوية، بكل مكوناتها، صارت على صفيح ساخن، وأصبح التعليم عنوانا يتصدر معضلات الألفية الثالثة بالمغرب، رغم كل المجهودات التي بذلت...
- وغير متسرعة لأن الانتكاسات المتتالية للقطاع سببها التسرع وغياب الرؤية والبعد الاستراتيجي لأي إصلاح، فمعظم البرامج الإصلاحية التي تم تطبيقها، كانت بمثابة عمليات قيصرية، كان هدف أصحابها إخراج مولود جديد (الميثاق الوطني للتربية والتكوين مثلا) قبل أن يستوفي شروطه، فكانت النتيجة، فشل جديد نضيفه لمسلسل إخفاقاتنا المتتالية، وتراجع كارثي لمكانة المغرب ضمن البلدان الأسوأ تعليما في العالم...
الآن يتناقشون مشروع اجتياز الباكالوريا باللغة الأجنبية، للحصول على باكالوريا فرنسية معترف بها دوليا في محاولة جديدة من خدام الأجندة الفرنسية لترسيخ التبعية للمتروبول، كلام مرتبك وغير واقعي، ويفتقد لأدنى درجات المسؤولية، وكأن هؤلاء المسؤولين ينتمون لكوكب آخر، هل استطعنا أصلا أن نكون تلميذا قادرا على الكتابة بلغة عربية سليمة ؟
بالأمس خرج علينا عيوش بنكتة التعليم بما يسميه اللغة الأم، أو "الدارجة"، متذرعا بكون اللغة العربية لا تمثل اللغة الأم بالنسبة للمغاربة، والحقيقة أن من يعرف عيوش وما شابهه، من أزلام البرجوازية المتعفنة، سيدرك حقيقة وغاية هذا المطلب، الذي يفتح المجال أكثر لاستمرار هيمنة الفرنكفونية على مقومات الوطن، باعتبار أن اللغة مفتاح جديد تستغله الامبريالية الحديثة لتقويض أي محاولة لانعتاق الدول المستضعفة... وعيوش لم يكن يهمه من الدارجة سوى مزيدا من التضييق على اللغة العربية التي يعتبرها لغة أجنبية بالنسبة للمغاربة، على حد قوله... عيوش ليس بباحث ولا متخصص في التربية والتعليم ليقترح أو يخطط لإصلاح المنظومة، فقط رجل من ذوي الامتياز والنفوذ الاقتصادي، الذين استفادوا من تبعية المغرب الاقتصادية والتعليمية لفرنسا...فبذل أن يساهم في تكريس لغة يتكلم بها أكثر من 300 مليون عربي، وأصبحت تلقى إقبالا حتى في الجامعات الغربية، غرد خارج السرب ورأى بنفاذ بصيرته ما لم تره أجيال من المفكرين والمختصين المغاربة المرموقين.
وما كدنا نطوي صفحة عيوش، حتى خرجت علينا جهات مسؤولة توجت نفسها منقذة للقطاع من المستنقع الذي غرق فيه، ولم تجد من حل للمنظومة التعليمية سوى الفرنسية من جديد...
ومن المستبعد أن مثيري هذا النقاش لا يعلمون بأن فرنسا أصبحت تعاني في ظل أنظمة تعليمية متخلفة مقارنة مع النماذج الأنكلوساكسونية والألمانية الناجحة، وهي بدورها في مخاض عسير للبحث عن حلول عاجلة لمشاكلها التعليمية، وإن كنا فعلا نبحث عن الجودة في شواهدنا، والاعتراف الدولي بها، فالأحرى بنا الاقتداء بالأفضل والأنجح، ولن يقنعنا أحد بأن الفرنسية أكثر ملاءمة من الأنجليزية لتحقيق هذه الغاية، الفرق فقط هو أن تبني النموذج الأنكلوساكسوني يتطلب إرادة قوية، وثورة جذرية في المنظومة التعليمية بالمغرب، فهل سيرضى المستفيدون من الوضع الراهن، ويضحون بامتيازاتهم في سبيل مستقبل الوطن، أم أنهم سيظلون يلهثون خلف مصالحم الشخضية، هذا هو السؤال الحقيقي الذي يتطلب إجابة مستعجلة...
إن الواقع المترهل المأزوم الذي يعيشه قطاع التربية والتعليم في المغرب، ليس سوى مرآة عاكسة لصورة أكثر قتامة لواقعنا الحضاري المتخلف، لا علاقة لها بغياب الكفاءة لدى الأساتذة، كما يدعى وزير التعليم، ولا بارتباطه بالتعريب كما يتصور البعض... فقبل أن يكون الأستاذ طرفا في هذا الوضع، فهو نتيجة له، لذا فتحميله مسؤولية الاشكالية التعليمية، يلخصه المثل المغربي القائل، " طاحت الصمعة علقو الحجام"، وهو مثل بليغ نصادفه بعد كل إخفاق...
إشكالية التعليم تتقاطع مع إشكاليات أخرى جوهرية وحاضرة بقوة في الواقع الاجتماعي المغربي، مشكل القيم وما تطرحه الالفية الجديدة من تحديات أمام البلدان المتخلفة لتضمن الاستمرار لبعض مقوماتها الحضارية في ظل عولمة القيم والغزو الثقافي الغربي، والهجوم اليومي الشرس على الهويات المحلية، مشكل التعدد السلبي للرؤى السياسية في التعاطي مع جل الاشكالات، ومن جملتها التعليم الذي تتقاذفه الاديولوجيات، طرف يتعبد في محراب التعريب، وآخر يبحث للأمازيغية عن حضور اكبر يتجاوز حدود المعقول أحيانا، وآخرون يخشون انبلاج غيوم الفرنكفونية، أمام سماء عالمية لا تعترف إلا بلغات العلم والمعرفة والتقدم التكنولوجي...
إن واقع التعليم في مغرب اليوم أعقد بكثير مما يتصوره المسؤولون، ونصيحتي للسيد الوزير أن يبحث عن حلول عاجلة، بذل تحميل المسؤولية لأطر تربوية، تؤدي رسالتها في ظروف يجهلها أولئك الذين خرجوا إلى الدنيا وفي فيهم ملاعق من ذهب، وليسأل عنهم المغرب العميق .



#الحبيب_الحجامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات حول مدرسة الحوليات التاريخية – النشأة و التطور-


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحبيب الحجامي - التعليم عطب الأعطاب بالمغرب