أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بان المالكي - داعش و الأنظمة الإسلامية















المزيد.....

داعش و الأنظمة الإسلامية


بان المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مُنذ دخول ما يُسمى الدولة الإسلامية " داعش " إلى العراق و الوضع العام في تأزمٍ مُستمر، ردود الأفعال مُتباينة،
فالبعض مُعارض والآخر مؤيد والبعض الآخر سار على مبدأ "صمٌ بكمٌ لا يفقهون " ما يُثير الأستغراب هو إعتقاد
الأغلبية إن داعش غريبٌ عن الإسلام أو بالأحرى الأنظمة الإسلامية "الأستبدادية" التي كانت تحكمنا مُنذ وفاة
الرسول إلى يومنا هذا، أن ما جاء بهِ داعش وإن كان غريباً عن الرسالاتِ السماوية فهو حتماً لم يكُن شاذاً عما كان
يُمارسهُ الساسة إبان العصور التي تَبِعَت صدر الإسلام فـ داعش ومن لف لفيفهم هُم نسخٌ مُصغـر لخُلفاء الدولة الأموية
و العباسية و العُثمانية و لكن هذهِ المرة بزمكانية مُختلفة تماماً عن السابق، فداعش بفكرهِ الدوغمائي مؤمنٌ جداً بفكرة
أستمرار "الخلافة" وإتباع الرعية للراعي" الخليفة" إتبـاعاً أعـمى تقديساً لما يحملهُ من إيمــانٍ وعلمٍ تميز بهِ عن سـائر
الناس "كما يدعـون" بالرغمِ من أن أغلب الخُلفاء نهجوا نهجاً مُخالفاً للشريعة الإسلامية بعد وفاة الرسول مُحمد صلى الله
عليه وآلهِ وسلم، و التأريخ الإسلامي كفيلٌ بأن يُخبرنا عن ماهية الصراعات السياسية التي حدثت وقتذاك في حادثة
الخميس حين أراد النبي كتابة وصية لِخُلفائهِ كي لا يظلوا من بعدهِ، ومن ثُم تبعتها الفتوحات الإسلامية التي أخذت على
عاتقها إراقة الدماء بإسم نشر الدين و بنزعةٍ إستعمارية أختفت وراء القُرآن الكريم و السيرة النبوية .

لستُ أدري ما الذي يدعو البعض للتقديس المُطلق للموروث الإسلامي المليء بالتناقضات ، و مُحاولة التجذيب و التجميل
المُستمرة من قبل رجال الدين على أعتبار أن الصحابة أو الساسة الذين حكموا إبان الحُقبة الزمنية التي تلت عهد الرسول
ساروا على نهجِ المُصطفى دون خطأ و بلا أدنى شك، مع أن الموروث الأسلامي الذي يُبَجل بهِ هؤلاء حافلٌ بأبشعِ صور
القتل و التعذيب و الحرق و السبي الذي بدأ بهِ خالد بن الوليد المُلقب "بسيف الله المسلول" بعد وفاة الرسول (ص) عندما
هاجم قبيلة مالك بن نويرة وطلب منهم البيعة ورفض مالك رحمهُ الله فقام خالد بقطعِ رأسه و طبخه في قدرٍ ثُم أعتدى على
زوجتهِ لانها كما يروى كانت من "جميلات العرب" و لم يتلقَ عِقاباً من أبي بكر حينذاك، و تلاها في عهدٍ آخر الخليفة
الأموي يزيد عندما سبى نساء الحُسين "ع" و سار على ذلك بقية الأموييّن والعباسييّن والمغول المُتأسلمين و هَلُمَّ جَرًّا،
مُستشهدين بالسيرة النبوية مع إنهُ لم يثبت و الحق يُقال أن النبي قاد حُروباً هجومية لنشر الدين الإسلامي دون سببٍ أو
مُبرر بأستثناء فتح مكة و الذي كان سببهُ إنتهاك قبيلةَ قُريش للهدنةَ التي كانت بينها و بين المُسلمين، أما بقية الفتوحات التي
حدثت في عهد الخُلفاء الراشدين وما تلاهم لم تُقدم سوى الإسلام الذي يقدمهُ داعش اليوم .

الجدير بالذكُر هُنا أن الجرائم البربرية التي حدثت قبل 1400 سنة لم تقتصر على التأريخ الإسلامي حصراً بل
سبقتها المسيحية بأعوامٍ مُمتدة مُتخذةً الدين المسيحي الذي بشر بالسلام و المحبة أداةً للظلم و الأستبداد و لستُ بحاجة
للتذكير بما عملهُ القساوسة ورجال الدين المسيحيين من مجازرٍ دموية تجاه المُخالفين سواء كانوا أتباع ديانات سماوية أو
أرضية وضعية أو ممن عاقروا الوثنية عقيدةً لهم في القُرون الوسطى وماقبلها، ناهيك عن الحملات الصليبية و ما خلفتها
من دمارٍ و فتك بكُل الأراضي التي اكتسحتها حتى وصولها الى القُدس، فكُل الأديان السماوية جاءت في بادئ الأمر مُبشرة
، هادية إلى سبيل الرب بالموعظة و الحكمةِ الحسنة و الدلائل القُرآنية و الإنجيلية كثيرة في هذا الصدد. لكنها أخذت نهجاً
آخر بعد أن أستحكمت قواها و نُفوذها بأسم الدين و السُلطة الأستعمارية طمعاً بمآرب سياسية و غريزية بحتة لا علاقة لها
بالرسالات السماوية لا من قريبٍ و لا من بعيد. المُثير للأهتمام هُنا أن التأريخ الإسلامي يُعيد نفسهُ اليوم بقوة في حين
أستطاع أبناء الديانات الأخرى تجاوز التأريخ المُلطخ بالدماء و العبودية و مُحاولة العيش بسلام ، أما نحنُ وإن أختلفنــا في
طريقـة الحُكم بصورة جذريــة ومغـايرة تمامـاً للســابق إلا أننــا لم نتمكن ليومنا هذا من تجاوز الصراعات الدامية بل و
أعتمدناها بأساليب أكثر أبتكاراً و أبشع همجية سواءً على الصعيد السلطوي في السياسات العربية أو الديني الذي ظّل يحفرُ
بأذهاننا طوال السنين الغابرة، مُتخذين من كُتب التُراث الإسلامي قُرآنا و نبياً مُرسلاً لا ينطقْ إلا بوحيٍ مُنزل، فلا تزال
النظرة الرومانسيــة لبعض عُلماء المُسلمين والمُفكرين منهـم تُخيــم على عقـول مُعظم النــاس من ضمنها الفكرة السائدة بأن
الطائفية التي تحدث والحقد الدفين بين المذهبين السُنـي والشيعي هي من صُنع "داعش" و بطبيعة الأمر داعش من صُنع
أمريكــا وإسرائيل ، أما نحن وبعد كُل ما يحدث كُنا مُستغرقين في سُباتٍ عميق وفجأة صحونا و وجدنا داعش..!!

إنهُ لمن الغريب حقاً إعتقاد البعض بأن الصراع الناشىء بين السُنة و الشيعة هو تخطيط إسرائيلي/أمريكي بحت حتى وإن
كانت أمريكا داعمة للنزاع بصورةٍ أو بأخرى بحسب سياستها الخارجية، مُتجاهلين تماماً خُطب المشايخ الرنانة بالقتل و
تكفير الآخر و الكُتب الموروثة التي جعلت من مُحمد "ص" يفوق هتلر و جنكيز خان في الإجرام، طبعاً أتكلم عن مُحمد
"داعش" لا عن مُحمد "الإسلام" عليهِ السلام مُحارب الكهنوت و الأفكار المشبوهة .

أعتقد بأن الصراع القائم الآن ماهو إلا نتيجة حتمية تُعيد نفسها وسط نظرةٍ سطحية للأحداث، و أُخرى مؤيدة، و أُخرى رومانسية
تكتفي بالإنكار أو الكذب و التنديد بكُل من يحاول الوقوف على المُشكلة لإيجاد حلولٍ جذرية من شأنها فكّ النزاعات القائمة أو على
الأقل حفظ ما تبقى من الدين المُحمدي الحقيقي، فالإسلام الموروث حالياً هو أشبه بدينٍ رابع لا علاقة لهُ بالرسالة الإسلامية الحقة.
لذا و منعاً لإنتشارهِ لا بُد من أمرين الأول تنقيح الكُتب الموروثة من الأحاديث ضعيفة السند و المُمارسات الإجرامية التي حدثت حينها
و إبقاء المُفيد منها، و الثاني تنشأة الأجيال القادمة بعيداً عن كُتب الدين المُمنهجة لصالح مذهبٍ ما، و أعتبار "الإنسانية" فوق كُل
الإنتمائات الدينية و العرقية. عدى ذلك فنحنُ نُهيأ من حيثُ لا ندري لأجيالاً مُلحدة و جاحدة للإسلام تعتبر الدين الإسلامي دين فتح،
و جزية، وسبي، و على النظير الآخر أجيالاً مُتدعدشة تهدرُ الدماء و تنكحُ النِساء بأسم الدين و تحت راية لا إله إلا الله مُحمد رسول الله .



#بان_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بان المالكي - داعش و الأنظمة الإسلامية