أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الشدادي عزالدين - ضرورة الفلسفة














المزيد.....

ضرورة الفلسفة


الشدادي عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 17:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ضرورة الفلسفة

إن أي دعوة للمعرفة في كنهها هي دعوة للتعلم بشكل عام ، ولا يحدث التعلم إلا بعد حدوث الأخطاء ، وانطلاقا من هذه الأخطاء تبدأ صيرورة البحث والتنقيب عن الأفكار والمفاهيم والمصطلحات ، فتصبح عملية البحث ضرورية لبلوغ جبال المعارف الشاهقة ويكون الخيار بين اثنين : إما المعرفة وإما الجهل ، فلا ترابط بين الخيارين ، بل كل خيار منفصل عن الاخر تمام الانفصال ، قال سقراط قديما " أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك " وهو يعلم أن الإنسان يحمل بداخله أفكار جنينية تحتاج إلى توظيفها واستغلالها بالشكل المطلوب ، وهو ما يسميه بتوليد الأفكار فقد بعثته السماء لتوليد الأفكار كما بعثت أمه لتوليد النساء .
لكن كيف يعرف الإنسان نفسه ؟ وكيف يصل إلى هذه المعرفة ؟ وما شكل وطبيعة هذه المعرفة ؟ وهل هذه المعرفة ضرورة أم اختيار ؟
كل هذه الأسئلة تنصب في اتجاه واحد هو اتجاه المعرفة بغض النظر عن شكلها مع الإقرار بضرورتها ، فشعوب ومجتمعات المعرفة تختلف بكثير عن مجتمعات اللام عرفة ، فالأولى تنتج الأفكار وتبدعها ، والثانية تتلقفها بدون وعي وبتقليد نمطي موغل في التراجع والتقهقر ومن بين هذه المعارف الأولية المعارف ذات الطابع الفلسفي المتسمة بالتجريد والواقعية والمثالية التي تسلك الفلسفة طريقا خاصا لمعالجتها ومناقشتها ، ومن هذا المنطلق أصبحت الفلسفة اليوم ضرورية كما كانت من قبل ، بل أكثر من ذلك أصبح تعلمها لا محيد عنه في بناء مجتمعات المعرفة والفكر ، فلا تقدم ولا وعي بدون تفلسف وفلسفة خاصة في ظل رواج أفكار معتمة تعطي لنفسها الحق في تخليص الإنسانية من أمور تعتبرها شرا عليها.
يقول أرسطو في كتابه " دعوة للفلسفة " الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالإنسان " وعلى الانسان ممارسة التفكير وخصوصا المرتبط بما هو فلسفي فأسمى أنواع التفكير والمعارف هي المعارف الفلسفية التي تنير طريق المجد الذاتي وتحارب كل أشكال الثقافة التنميطية المرسخة لقيم التخلف والتراجع ، وتعلم الفلسفة أو التفلسف رهين بالتحرر من ربق كل الأفكار الخاضعة لمعايير العادة والعرف التي تمارس إكراهها علينا بحجة أنها متعالية علينا وسابقة في وجودها لوجودنا ، كما ان تعلم الفلسفة وفهم قضاياها يعد الطريق المنشود نحو تحقيق نهضة شاملة على مختلف المستويات ،إذ أن تعلمها يحقق نوعا من الوعي الفردي والجماعي الذي ينطلق من الذات تجاه العالم الخارجي راسما ملامح الفهم والاستنباط والبرهان ، ولتحقيق هذا لا بد أولا من التصالح مع الكتاب والذات وتصحيح العديد من التمثلات الخاطئة حول الفلسفة ، وتصحيح نظرة الناس إليها بعيدا عن كل اتهام أو تزييف للحقائق والمعطيات ، والعمل بهذا الشكل سيحقق لنا الخروج من الكهف لاستشراف نور الشمس التي هي نور المستقبل .
لكن في خضم مجتمعنا التقني المتسم بالغزو التقني والتكنولوجي الذي جعل الانسان يعيش في عزلة واغتراب ، كيف يتسنى لنا تعلم الفلسفة ؟
إن ما ارتكزت عليه الفلسفة هو ما بنى العلم ومن العلم ولدت التقنية والتكنولوجيا فصارت منتشرة في كل أرجاء العالم مع اختلاف في التعامل من مجتمع لأخر ، وللخروج من عزلة هذا الانسان لا بد من تقريب الفلسفة من الناس من خلال تقديم كتب سهلة وبسيطة ، وتوفير المراجع وأعمال الفلاسفة ، وترجمة النصوص الفلسفية وربطها بواقع المتعلمين والباحثين ، وبتوفير هذا ستصبح الفلسفة :
-;- محبة الحكمة ( بيتاغور)
-;- علم الموجود بما هو موجود ( الفارابي)
-;- بحث عن الحكمة وتوق إلى تملكها (ديكارت)
-;- صيرورة البحث عن الحقيقة ( هيغل)
وبناءا على هذه الدلالات تصبح الفلسفة درس في الحياة والوجود الانساني ، ومحراب بتعبير نيتشه نتعلم فيه كيفية تجاوز المعتقدات الباطلة .



#الشدادي_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة إبن رشد
- نيتشه وتلميذته
- نيتشه مرحا...
- الفلسفة درس في الوجود


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود ...
- بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم ...
- إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر ...
- قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي ...
- -كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
- بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج ...
- -لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح ...
- الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا ...
- وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الشدادي عزالدين - ضرورة الفلسفة