أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحسين الهنين - التجربة الايرانية















المزيد.....

التجربة الايرانية


عبدالحسين الهنين

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم اقصد التماهي اوالمحاكاة مع عنوان الفيلم الهابط للممثل الشهير عادل امام ( التجربة الدنماركية ) , بل ان زيارتي الاخيرة جعلتني مجبرا ان اكتب مشاهداتي عن التجربة الايرانية لسبب رئيس وجوهري وهو ان اكثر من 75% ممن يديرون شؤوننا منذ 2003 ولغاية الايرانية كانوا يسكنون ايران او انهم موالون لها او انهم معجبون بنظامها السياسي ,, مما ولد سؤالا في داخلي هو مالذي يمنعهم ان يقلدوا ايران وينقلوا بعض ما عملته خصوصا بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ؟؟ , هل هم اذكياء ولايرغبوا في بناء العراق ؟ أم هم اغبياء وعمي البصر والبصيرة ولم يروا حلقات التقدم الحضاري في ايران ؟ أو انهم كانوا يسكنون في جحور ولم يتجولوا في مدن ايران المهمة ( طهران , اصفهان , شيراز , تبريز ,, الخ ) ..
خرجت ايران من الحرب نهاية 1988 منهكة جدا باقتصاد متهالك فمثلا في مجال الطاقة كانت مجموع ما تنتجه لايزيد عن 4000 ميكاواط و ناتج محلي محدود جدا , بينما تنتج الان اكثر من 65000 ميكاواط وتصدر الفائض الى الخارج , وكانت تعاني من شح المنتجات النفطية المكررة كالبنزين وزيت الوقود الديزل بينما تكرر الان ثلثي انتاجها النفطي ( 2000000 برميل يوميا ) وتصدر اكثر من مليون وتنتظر زيادة الانتاج الى 4000000 برميل في غضون ستة اشهر بعد رفع العقوبات فيصبح التصدير اكثر من مليونين برميل يوميا , اما استهلاك الطاقة الذي يعد مؤشرا للنشاط الصناعي في العالم فهي ضمن العشرين الكبار في استهلاك الطاقة حسب بيانات عالمية , ويعزز دورها العالمي في مجال الطاقة هو إكمال خط أنابيب نفط ممتد عبر كازاخستان إلى الحدود الصينية والذي بدأ العمل فيه منذ عام 2006 ,وتقف الان في المركز السابع عاشرا عالميا في مقدار الناتج المحلي لتدخل عمليا نادي العشرين الكبار ( G20) بانتظار دخولها الرسمي البروتوكولي بعد تطبيع العلاقات مع الغرب .
وفي الصناعة التي تعد اهم المؤشرات في قياس تقدم الامم بسبب تولد قيمة مضافة , فهي الان تصنع اغلب المنتجات المستخدمة في الحياة ابتداءا من الاواني المنزلية وانتهاءا بالسيارات ومرورا بجميع الصناعات الغذائية , ومن خلال زيارة لاحد المصانع الخاصة , تفاجئت بالمستوى التقني العالي الأمر الذي جعل من هذا المصنع ان يجد زبائن وشركاء اوربيين لاسيما في المانية الاتحادية .
وفي الزراعة فقد شهدت دعما حكوميا واسعا بحيث جعلت من ايران سلة غذاء جميع دول الخليج دون استثناء ويمكن مشاهدة السفن المحملة بالبضائع الزاعية المتجهه من ميناء بندر عباس الى كافة دول الخليج , واما العراق فالبضائع الايرانية الغذائية تدخل اليه من اكثر من خمسة منافذ حدودية ممتدة على طول الحدود العراقية الايرانية ومع ذلك رفضت دول الخليج طلب ايران للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي بينما تم قبول ايران بصفة عضوا مراقبا في تجمع اقتصادي عالمي كبير هو منظمة تعاون شنغهاي ( SCO) الى جانب دول مهمة في آسيا كالصين والهند و روسيا الاتحادية .
في المجال العلمي فقد تم التاسيس لقاعدة علمية تساهم في النهوض بشكل متسارع, إذ تدل البيانات المختلفة على أن إيران تحتل المرتبة الأولى عالميًا في معدل النمو في الإنتاج العلمي المنشور، ويتضاعف إنتاجها كل ثلاث سنوات، كما أن معدل نموها في الإنتاج العلمي يصل إلى 11 ضعف المعدل العالمي، كما تحتل مرتبة متقدمة في الفروع العلمية ( رياضيات , فيزياء , كومبيوتر , الطب , التكنولوجيا النووية , تكنولوجيا الفضاء , الكيمياء والنانوتكنولوجي ) وتقف جامعتين ايرانيتين ضمن قائمة افضل الجامعات العالمية هما ( الجامعة التكنولوجية في اصفهان ) و ( جامعة طهران ) بحسب تصنيف (US NEWS & WORLD REPORT EDUCATION) الامريكي .
وفي النظام المصرفي تستطيع ان ترى حجم التبادل والتحويلات الالكترونية الداخلية ( لازال النظام المصرفي تحت العقوبات الدولية ) والعدد الهائل من المصارف التي تستخدم التكنولوجيا في التعامل المالي بما يشبه اية دولة اوربية متقدمة , وينتظر هذا القطاع رفع العقوبات المصرفية الغربية بعد اشهر قليلة لنرى انطلاقه هائلة للتبادل التجاري الواسع مع العالم وعلاقات مصرفية واسعه مع افضل واكبر البنوك العالمية وفي مقدمتها البنوك الامريكية .
ان تطور النظام السياسي الإيراني يستند الى فلسفة الضبط والتوازن (check and balance) التي مكّنت النظام من قدرة تكيّفية عالية في مواجهة و امتصاص الضربات والصدمات التي وجهت اليه من كل حدب و صوب حيث تم ضبط أي اختلال في بنية النظام من خلال توازن ذاتي تساهم فيه مؤسسات تكبح جماح بعضها البعض عبر ثنائية مصممة بشكل هادف و مقصود , ورغم أن هذا الضبط يبدو نظريًا في بعض الأحيان لكنه فاعل في أحيان أخرى، مع إقرار بدور مركزي للمرشد الأعلى لاسيما في القضايا الإستراتيجية العليا كما حدث في مفاوضات 5+1 ..
ان المخاطر التي تحيط بالنظام السياسي الايراني جعلت منه ان يركز على عاملين : الأول: هو الضغط الدولي عليه بسبب برنامجه النووي، وإذا كان هذا البعد يؤثر اقتصاديًا على المجتمع الإيراني بشكل متزايد، فإن المجتمع يساند نظامه في هذه المواجهة مع البيئة الدولية نظرًا لاقتناع قطاع واسع من الإيرانيين بحقهم في امتلاك الطاقة النووية بل وحتى التسلح النووي لدى شريحة أقل، وهو ما كشفته العشرات من استطلاعات الرأي الغربية والإيرانية في إيران
أما العامل الثاني فهو الضغط الداخلي لاسيما في نطاق الحريات السياسية حيث يظهر للمراقب أن الطبيعة الدينية في النظام السياسي أقوى منها في المجتمع، وهو أمر يمهّد لتباعد تدريجي بين الطرفين لكن يبدوا ان
سسياسات الرئيس( حسن روحاني ) الاخيرة ساهمت بردم الهوة بين الجانبين ( النظام والمجتمع ) وسمحت ببعض الحريات وخصوصا في الجانب الاجتماعي فيما يتعلق بملبس النساء او شيوع سماع الموسيقى والاغاني في الاماكن العامة وبشكل واسع ومكشوف لقوى النظام .
ان هذا الامر يدل على أن إيران دولة تمتلك بوصلة متزنة و رؤية إستراتيجية تصرّ على بلوغ هدفها المركزي وهو تحقيق مكانة الدولة المركزية في فضائها الإقليمي المتعدد (غرب آسيا) رغم ما يبدو من كرّ وفرّ في علاقاتها الدولية والإقليمية، وان نضوج ايران كدولة مهمة وكبيرة اكدته مؤشرات دولية اعطت لايران درجة 64% في قياس معدل الاستقرار الذي يعبر عن مدى نجاح النظام السياسي في إدارة متغيرات قوته، بمعنى إن النظام حقق نسبة من الاستقرار توازي ذات النسبة في مدى نجاحه في إدارة متغيرات القوة الاخرى .



#عبدالحسين_الهنين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة النفطية , والدخول في نفق مظلم
- الفوضى الخلاقة


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحسين الهنين - التجربة الايرانية