أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان ماجد - هل حارب الإسلام الرق















المزيد.....



هل حارب الإسلام الرق


سرحان ماجد

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 16:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنبدأ بالنصوص القرآنية المصادقة على شرعية الرق : (...الحر بالحر و العبد بالعبد ..) البقرة( 178 )
(و انكحوا ما طاب لكم من النساء ... و إن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ...) النساء( 3 )
(و الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) المعارج( 30) ــ المؤمنون( 5 ، 6 )
( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ...)النساء (24)

هل هناك فظاعة أسوأ من الرق ؟ و هل هناك جرم أسوأ من أن تسترق الأطفال بعد هزيمة الكبار و تسبي النساء و تنكح المسبية من غير مراعاة لمشاعرها في فقد الزوج أو الأب أو الأخ أو كلهم ؟
نقرأ كثيرا أن الإسلام جاء لحفظ كرامة الإنسان و حريته و سعادته في الدنيا و الآخرة .. نعرف إن أبشع و أشنع ما يلاقي الإنسان هو قتله لمجرد أنه يخالف قاتله الرأي أو سلبه حريته و جعله عبدا أو سبية ، و ربما يصعب القول أيهما أكثر بشاعة القتل أم العبودية .
الحجج الإسلامية التي تدعي بأن الإسلام جاء ليحرر الإنسانية من الرق كثيرة من نوع : جاء الإسلام و وجد الرق أمرا واقعا فما كان بمقدوره انهاؤه ، و إن الإسلام شرع العتق و لم يشرع الرق و أنه أغلق كل الأبواب التي تؤدي إليه عدا بابا واحدا هو الحرب و أنه جاء للمعاملة بالمثل و أنه سبق كل الحضارات بمحاربته بالتدرج والتضيق عليه و أنه عمل على القضاء عليه عبر العتق .
سنتناول هذه الحجج كلها . لنبدأ بملاحظتين : صحيح أن الإسلام جاء و وجد الرق فأقره أي لم يكن هو الباديء بتشريعه،لكن كانت أعداد الأرقاء قليلة فلم يكن يملك الرقيق إلا السأدة و الأغنياء ، و لنا أن نتساءل: ما قيمة أي دعوة إذا كانت تقر الظلم ؟ الملاحظة الثانية أن الإسلام لم يكن أول من شرع العتق فقد كان معمولا به و يعد من كريم الخلق ، فنعرف مثلا أن أبا لهب أعتق خادمته التي بشرته بمولد محمد .. و هذا القول (الإسلام شرع العتق و لم يشرع الرق) جاء به الإسلاميون في القرن العشرين و سنرى قيمة هذا القول في الواقع و هل أعتق النبي محمد و الصحابة و على رأسهم العشرة المبشرين بالجنة رقيقهم . ناتي لمقولة إن الاسترقاق و السبي جاء للمعاملة بالمثل ، هذا قول لا دليل على صحته ، فالذي نعرفه ان النبي بدأ بالسبي و الاسترقاق في غزوة بني المصطلق و لم يحدث قبلها ان تم استرقاق أو سبي أحد من المسلمين ، بل و طيلة عهد الغزوات (بني قريظة ، خيبر ، هوازن ...الخ) ثم في عهد الفتوحات بعد النبي لم يسترق قوم أحدا من المسلمين ، بالعكس كان أهل البلاد الموطوءة (كما يسميها خليل عبد الكريم) آمنين في ديارهم يأتيهم المسلمون بدين غريب عليهم وعلى مزاجهم الروحي و يخيرونهم إما بقبول شيء لا يعرفونه و إلا فالإذلال بالجزية أو السيف ، و تكون النتيجة القتل و الاستعباد و السبي و خراب الديار ...
أما القول إن الإسلام سبق كل الحضارات بمحاربة الرق بالتدرج والتضييق عليه فهو قول عار من الصحة . الحقيقة أن البشرية قبل الإسلام لم تكن عمياء البصيرة و ارتقت قمم سامقة في قضية الرق و الأمثلة كثيرة فالمدرسة الكلبية في اليونان القديمة استهجنت الرق قبل ألف عام من الإسلام و قورش الذي حكم فارس في القرن السادس قبل المMمaشE1اد أي قبل الإسلام بأكثر من ألف عام أيضا وُجِد مكتوب في أسطوانته الشهيرة (إن عساكري العديدة تسير بسلام في بابل ، وليس لسومر وأكـد أن تخاف شيئا. انا أريد سلامة مدينة بابل وجميع مقدساتها ، وان سكان بابل جميعا الذين لا يطيقون العبودية سوف لن تفرض عليهم (. (أسطوانة قورش اكتشفت في عام 1879 م في أطلال مدينة بابل ، وهي اليوم هو في حوزة المتحف البريطاني) .
لنتناول حجة أن الإسلام أغلق كل الأبواب التي تؤدي إلى الرق عدا بابا واحدا هو الحرب . هذه الحجة ساقطة فالإسلام أبقى أغلب الأبواب التي تؤدي الرق مفتوحة ، فقد قبل النبي محمد هدية المقوقس و هي عبارة عن بضاعة بشرية (مارية و سيرين و ابن عمهما مابور) .. لماذا لم يرد مارية و اختها و مأبورلأهلهم الذين كانوا بلا شك مكلومين عليهم ، طبعا لم يتحصل عليهم بالحرب، وطأ مارية و أهدى سيرين لشاعره . و غير سيرين كان يهدي البضاعة البشرية و يقبلها ، فقد أورد أحمد بن حنبل في مسنده حديثا للنبي محمد يروي فيه أن محمدا أعطى خالته غلاما، فقال: " لا تجعليه، قصابا، ولا حجاما ولا صائغا .".. أيضا أورد البخاري (و ورد أيضا في مسلم) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ:خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)... وَقَدْ أُهْدِيَ لِرَسُولِ (ص) عَبْدٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ:مِدْعَمٌ ..).... "... وعن أنس بن مالك: كان رسول الله في سفرٍ وكان معه غلامٌ له أسود يقال أنجشة يحدو....." (البخاري مجلد 8 كتاب 73 ـ الأدب ـ فصل 95 عدد 182 صفحة 117) "عن أنس بن مالك: كانت أم سليم في الثّقلِ وأنجشة غلام النبيّ يسوق بهنّ..." (البخاري مجلد 8 كتاب 73 ـ الأدب ـ فصل 111 عدد 221 صفحة 142) . بل و يهدي ثلاثة غلمان و جارية للشيماء نقرأ : بعد غزوة حنين و النبي بالجعرانة جاءته من ادعت أنها أخته في الرضاعة (الشيماء) فسألها عن مؤيدات صدقها فقالت : عضة عضتني لها في ظهري و أنا متوركتك . فطلب منها النبي أن تريها له فعرفها ، فبسط لها رداءه و خيرها بين البقاء عنده معززة مكرمة أو أن يمتعها و يعيدها لقومها ، حسبما أورد ابن سيد الناس في عيون الأثر في فنون المغازي و الشمائل و السير ، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي دار الآفاق الجديدة بيروت 1980 م الجزء الثاني ص 252 ، قالت :( بل تمتعني و تردنى إلى قومي . اسلمت و أعطاها النبي ثلاثة أعبد و جارية و نعم و شاة و سماها حذافة و قال : الشيماء لقب .) انتهى ... (أعطاها النبي ثلاثة أعبد و جارية ..) ، لم يعرف أخته من الرضاعة إلا بالعضة ! و أهداها مع النعم و الشاة بضاعة بشرية : أربعة عبيد ، ثلاثة ذكور و جارية فانعم به من تكريم للبشر .
و كان النبي يصطفي السبايا الجميلات بعد الغزو و قتل المقاتلة : ورد في صحيح البخاري(أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون ، وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل مقاتلتهم ، وسبى ذراريهم ، وأصاب يومئذ جويرية . حدثني به عبد الله بن عمر ، وكان في ذلك الجيش .الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 254خلاصة الدرجة: [صحيح]
و في غزوة بني قريظة اصطفى ريحانة : و ذلك بعد قطع رؤوس بني قريظة الذين استسلموا و عددهم حوالي سبعمائة و بينهم الصبيان الذين نبت لهم شعر العانة فقد كانوا يكشفون عوراتهم (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنافة إحدى نساء بني عمرو بن قريظة ...)
و في غزوة خيبر اصطفى صفية : (قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ، فلما فتح الله عليه الحصن ، ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب ، وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ، فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت ، فبنى بها ....) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2235 خلاصة الدرجة: صحيح .
.. ليس ذلك فحسب فقد كان النبي يفضل إهداء الجارية للاقارب على عتقها ، اقرأ معي : عن ميمونة بنت الحارث : أنها أعتقت وليدة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه , قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أو فعلت ؟ قالت : نعم , قال : أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك( متفق عليه ... و يرى النبي محمد أن بيع العبد لسد حاجة سيده أفضل من عتقه : (حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألك مال غيره فقال لا ، فقال من يشتريه مني ؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك (… (صحيح مسلم) و رواه النسائي أيضا ، و هكذا فدعاوي أن القصد تحرير الرقيق لا ظل لها من الحقيقة. أما بيع البضاعة البشرية نساء و أطفالا فحدث و لا حرج : نبدأ بأكبر و أبشع بيع تم في عهد النبوة ، بيع أطفال و نساء بني قريظة بعد تلك التراجيديا و كشف عورات الصبيان (حديث عطِية القرظِي: عرِضنا على النبى صلى اللَّه عليه وسلم يوم قريظة وكان من أنبت قتل ، و من لم ينبِت خلي سبِيله ، فكنت ممن لم ينبت فخلى سبيلي(رواه أبوداود والترمذي والنسائي و ابن ماجه وغيرهم ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال ابن حجر في (التلخيص): له طرق أخرى عن عطية، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم وقال: على شرط الصحيح. وهو كما قال اهـ. وصححه الألباني.) و عن بيع سبايا بني قريظة حدثنا الشافعي في الأم ، دار المعرفة ، سنة النشر: 1410هـ/1990 م قال : (.... و قد باع رسول الله سبي بني قريظة من أهل الحرب والصلح فبعث بهم أثلاثا، ثلثا إلى نجد وثلثا إلى تهامة.. وقتل أعمى من بني قريظة بعد الإسار...) ...قال ابن إسحاق : (ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين ... ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأنصاري أخا بني عبد الأشهل بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد ، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا) .
و روى البخاري في صحيحه عن التصريح ببيع البضاعة البشرية : ( ‏عن النبي ‏قال ‏ ‏إذا زنت الأمة فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها ثم إذا زنت فاجلدوها في الثالثة أو الرابعة بيعوها ولو بضفير ) . و روى أبو داود في سننه )عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون ‏ ‏واكسوه مما تلبسون ومن لم يلائمكم منهم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله ( .
هل للعبد حق في الهرب من العبودية في الإسلام ؟ لنقرأ : (أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم . قال منصور : قد والله روي عن النبي (ص) . ولكني أكره أن يروي عني ههنا بالبصرة . الراوي: جرير بن عبدالله - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6 ) و أيضا : ( إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة وإن مات مات كافرا فأبق غلام لجرير فأخذه فضرب عنقه . الراوي: جرير بن عبدالله البجلي - خلاصة الدرجة: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند) - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 11/136.
لا يمكن الكلام عن الرق و السبي و الهوان دون المرور على قصة سبايا أوطاس ، دعونا نقرأ القصة من الطبري فقد أورد في تفسيره لسورة النساء : (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : حَرَّمْت عَلَيْكُمْ الْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء , إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ ...ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , عَنْ أَبِي الْخَلِيل , عَنْ أَبِي عَلْقَمَة الْهَاشِمِيّ , عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ : أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حُنَيْن بَعَثَ جَيْشًا إِلَى أَوْطَاس , فَلَقُوا عَدُوًّا , فَأَصَابُوا سَبَايَا لَهُنَّ أَزْوَاج مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَأَثَّمُونَ مِنْ غِشْيَانهنَّ , فَأَنْزَلَ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذِهِ الْآيَة : { وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } أَيْ هُنَّ حَلَال لَكُمْ إِذَا مَا اِنْقَضَتْ عِدَدهنَّ . ..... عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ , قَالَ : لَمَّا سَعَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْل أَوْطَاس , قُلْنَا : يَا رَسُول اللَّه , كَيْفَ نَقَع عَلَى نِسَاء قَدْ عَرَفْنَا أَنْسَابهنَّ وَأَزْوَاجهنَّ ؟ قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } ... - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , عَنْ شُعْبَة , عَنْ مُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْأَمَة تُبَاع وَلَهَا زَوْج , قَالَ : كَانَ عَبْد اللَّه يَقُول : بَيْعهَا طَلَاقهَا , وَيَتْلُو هَذِهِ الْآيَة : { وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } *.انتهى اقتباسنا من كلام الطبري و حديث أبي سعيد الخدري أورده مسلم في صحيحه كتاب الرضاع... و نورد قصة عثمان بن عفان مع الجارية التي أصابها يوم حنين في سبايا أوطاس التي اوردها البيهقي في (دلائل النبوة) ص 198 .. دار الكتب العلمية 1988 بيروت تحقيق د. عبد المعطي قلعجي... روى البيهقي : (أن عثمان كان قد أصاب جاريته فخطبت إلى ابن عم لها كان زوجها و كان ساقطا لا خير فيه ، فلما ردت السبايا ساقها فقدم بها المدينة زمان عمر أو عثمان فلقيها عثمان فأعطاها شيئا بما كان أصاب منها ، فلما رأى عثمان زوجها قال لها : ويحك هذا كان أحب إليك مني ؟ فقالت : نعم زوجي و ابن عمي.) تدل القصة أن الصحابة قد استمتعوا بفروج نساء هوازن قبل ردهن إلى أهلهن ...
هل كان الحصول على السبايا من أهم محفزات الغزو ؟ كل الدلائل تشير إلى أن الإجابة نعم .. نقرأ تفسير الطبري للآية 49 من سورة التوبة (منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني ألا في الفتنة سقطوا و إن جهنم لمحيطة بالكافرين) يشرح الطبري : (حدثني محمد بن عمرو .... قال رسول الله (ص) اغزو تبوك تغنموا بنات الأصفر و نساء الروم ..... قال رسول الله (ص) العام نغزو بني الأصفر و نتخذ منهم سراري و وصفاء ...)
نقرأ في البداية والنهاية الجزء الثالث ، فصل في عرض رسول الله (ص) نفسه الكريمة على أحياء العرب : (.... وقال الكلبي: فقالوا: أجئتنا لتصدنا عن آلهتنا وننابذ العرب، الحق بقومك فلا حاجة لنا بك ." فانصرف من عندهم فأتى بكر بن وائل فقال: "ممن القوم؟ قالوا: من بكر بن وائل فقال: "من أي بكر بن وائل؟ قالوا: من بني قيس بن ثعلبة ، قال : " كيف العدد ؟" قالوا : كثير مثل الثريا ، قال : كيف المنعة ؟ قالوا : لا منعة ، جاورنا فارس فنحن لا نمتنع منهم و لا نجير عليهم . قال:" أفتجعلون الله عليكم إن هو أبقاكم حتى تنزلوا منازلهم و تستنكحوا نساءهم و تستعبدوا أبناءهم ..." انتهى الاقتباس و يهمنا منه (تنزلوا منازلهم و تستنكحوا نساءهم و تستعبدوا أبناءهم) و هي من مشهيات و محفزات الغزو .
نأتي لحجة يكثر تردادها كلما جاءت سيرة الرق و هي كما قلنا حجة نبتت في القرن العشرين فلا تجد لها ذكرا قبله ، و هي حجة ان العتق يحرر البشرية من الرق . نلاحظ أنها لو كانت صحيحة لحدث ذلك في عهد النبوة و الخلفاء الراشدين ، لكننا نلاحظ العكس تماما إذ ان أعداد الارقاء زادت بصورة مهولة و أن الصحابة امتلكوا من العبيد أعدادا تزيد كلما كانت مرتبتهم أعلى عند المسلمين . كيف يكون الإسلام يدعو لتحرير الأرقاء بالعتق و عندما مات النبي ترك خلفه أربع سراري، قال ابن القيم : قال أبو عبيدة : كان له أربع : ماريه وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. " زاد المعاد- 1 / 114 ).أما الشعراوي ففصل الأسماء : 1-مارية 2 – ريحانة 3 - جميلة 4 – نفيسة .. من كتاب زوجات النبى صلى الله عليه و سلم لمحمد متولى الشعراوى... و عن عمّارٍ قال: "رأيتُ رسول الله وما معه إلا خمسةُ أعبدٍ وامرأتان وأبو بكر." (البخاري مجلد 5 كتاب 57 ـ فضائل الصحابة ـ فصل 6 عدد 12 صفحة 8) وترك نبي الرحمة عبيدا أيضاً، وكان مجموع التركة حوالي 20 رأساً من العبيد.ولم يقتصر امتلاك العبيد على النبي محمد فقط بل أن نساءه امتلكن الكثير من العبيد، وحررت زوجته عائشة 40 عبدا عندما نشب خلاف بينها وبين عبد الله بن الزبير فنذرت أن لا تُكلمه أبدا. ... لكن في النهاية كلمته... وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة .. (البخاري ج 7 ص 118)... أما الصحابة فلا يتسع الحيز لتفصيل أملاكهم من البضاعة البشرية فنأخد أمثلة منها .. نقرأ : سيدنا عثمان بن عفان لما مات ترك خلفه ألف مملوك (المصادر:الطبقات الكبرى لأبن سعد- السيرة الحلبية- مروج الذهب) و ذكر ابن تيمية عن الإمام علي بن أبي طالب أنه ( استشهد وعنده تسع عشر سرية وأربع نسوة وهذا كله مباح ولله الحمد ) . النكاح وآداب اللقاء بين الزوجين - ص 29 . ونقل ابن تيمية قول ابن حزم مستدلا بقوله عن الإمام علي : ( ومات عن أربع زوجات وتسع عشرة أم ولد ) . منهاج السنة النبوية - 130 / 4 و بقية العشرة المبشرين بالجنة ماتوا عن مستعبدين فالزبير بن العوام توفى عن ألف مملوك (المصادر : الاستيعاب في معرفة الصحاب لابن عبد البر المجلد الثاني ص 514 ... الرياض النضرة ص 774 .. أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري طبعة 1970 كتاب الشعب بمصر المجلد الثاني ص 252) و عبد الرحمن بن عوف قال الحافظ في الفتح : جميع ما خلّف بعد وفاته ملايين و ألف دينار ... و تزوج عشرين امرأة بينهن خمس أمهات ولد (الرياض النضرة للمحب الطبري ص 772 ، و جمهرة أنساب العرب لابن حزم الاندلسي ص 131) أما ملكات يمينه فحدث عنهن و لا حرج ، وعن بن برقان قال (بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيتا - يعني من الرقيق) .... فكم كان يملك من الرقيق ؟
الرق ظل ساريا حتى القرن العشرين ، يحدثوننا عن أن العتق و الكفارة وسيلة الإسلام لجعل البشرية تتخلص منه و لو كان ذلك صحيحا لتخلص النبي و الخلفاء الراشدين و بقية العشرة المبشرين من الأرقاء بعتقهم و لانقرض الرق قبل أكثر من ألف سنة ، لكن العكس صحيح فقد تزايدت أعداد الأرقاء بصورة مخيفة بمتوالية هندسية حتى بلغت سبايا القبط أعداد مهولة في عهد عمر بن الخطاب ، و اتفاقية البقط في عهد عثمان بن عفان ألزمت النوبة بدفع 360 عبدا إناثا و ذكران...و بلغت سبايا القوط عشرات الآلاف في عهد عبد الملك بن مروان .
كانت الأسواق عامرة بالرقيق منذ عهد النبوة حتى عام 1962 م في الديار (المقدسة) ، فحكاية العتق و الكفارة تحرر الرق لا ظل لها من الحقيقة تاريخيا ، اقرأ ما روي عن عبد الله بن عمر عندما كان يشتري الجواري من السوق :انظر (مصنف عبد الرزاق ج1 ص 286 وسنن البيهقي ج 5 ص 37 عن الأسواق العامه للعبيد: "عن عبد الله بن عمر إذا أراد أن يشتري جاريه تحسسها، فوضع يده على عجيزتها ونظر إلى ساقيها وبطنها ووضع يديه بين ثدييها ثم هزهما")
نقرأ عن أحداث العهد الزاهر في معاملة الرقيق و اشتراك السادة في وطء أمة (كما يتشارك الرعاة في البهيمة): "... وعن زيد بن أرقم قال: أتي علي في اليمن بثلاثة نفر وقعوا على جارية في طهر واحد فولدت ولدا فادعوه فقال علي لأحدهم: تطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا. قال: أراكم شركاء متشاكسين، إني مقرع بينكم، فما أجابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة وألزمته الولد، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أجد فيها إلا ما قال علي." (الرياض النضرة في مناقب العشرة- ج1 ص269) .
جاء في صحيح البخاري حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم .).. و علق صاحب فتح الباري : قَوْله ( جَلْد الْعَبْد ) ‏ :أَيْ مِثْل جَلْد الْعَبْد ...) فالعبد يضرب بجلده المثل .
تعالوا لنرى هل قال أحد من الصحابة أو التابعين إن الإسلام جاء لتحرير الأرقاء ، أي منذ عهد النبوة و السلف الصالح حتى القرن العشرين ... سنختار أمثلة من الأئمة و كبار الشيوخ منذ بداية عهد التدوين :
نعرف رؤية الإمام مالك (93 ــ 179 هـ) للرق من كتابه الموطأ و نعرف آراءه التي جعلت نشطاء مورتانيين محاربين للرق يحرقون كتابه لما يحويه من آراء تؤبد الرق و لا ترى الأرقاء إلا بضاعة بشرية لا تستحق أي تعاطف . و لا يختلف عنه أبو حنيفة و لا ابن حنبل ، لنقرأ في كتاب الام فصل النكاح للشافعي (150 ــ 204 هـ) :( اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال في أم الولد يتوفى عنها سيدها قال تعتد بحيضة ...) هذه يسمونها علما و هي من كتابات الشافعي في الرقيق فهل ترى له أي استنكار أو استهجان ؟
يكتب ابن حزم (384 ــ 465 هـ ) في شرح أحكام من أحل لآخر فرج أمته (ابن حزم في المحلى (مجلد 11 صفحة 257 ) "مسألة – [من أحل لآخر فرج أمته] - قال أبو محمد رحمه الله : سواء كانت امرأة أحلت أمتها لزوجها ، أو ذي رحم محرم أحل أمته لذي رحمه ، أو أجنبي فعل ذلك ....."..... " قال ابن جريج : واخبرني عطاء بن ابي رباح قال : كان يفعل يحل الرجل وليدته لغلامه وابنه وأخيه وتحلها المرأة لزوجها ، قال عطاء : وما أحب أن يفعل وما بلغني عن ثبت قال : وقد بلغني أن الرجل كان يرسل بوليدته إلى ضيفه ."
و ابن حزم ينقل عن مالك : " وقال مالك وأصحابه لا حد في ذلك أصلا " انتهت خطرفات الفروج و إهداء الجواري (العلم الشرعي!) فهل ترون استنكارا و لو من بعيد للحالة المزرية من العبودية ؟
وفي المغنى لابن قدامة (ابن قدامة 541 ــ 620 هـ ) ج8 ، كتاب العدد ، مسألة أعتق أم ولده ، فصل كانت الأمة بين شريكين فوطآها) يحدد احكام العبدة (الامة) إذا وطأها شريكين. "فصل : وإذا كانت الأمة بين شريكين فوطئآها لزمها استبراءان . ...." الأمر عادي عند ابن قدامة حتى القرن السابع الهجري .
و إليك قصة عمر الفاروق رضي الله عنه الذي كان ينكح جارية فيعزل (اي يقذف المني خارج عضو المرأة) خوفا من الانجاب : (..روى سعيد حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن فتى من أهل المدينة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعزل عن جارية له فجاءت بحمل فشق عليه وقال اللهم لا تلحق بآل عمر من ليس منهم فإن آل عمر ليس بهم خفاء فولدت ولدا أسود فقال ممن هو فقالت من راعي الإبل فحمد الله وأثنى عليه ..) . هذه القصة في (المغني 12 / 489 الطبعة الأولى دار الفكر بيروت) وايضا في كنز العمال 45898 وأيضا مصنف عبد الرزاق:ج7/ص136 ح12536 كان يستمتع بالبضاعة و يهمه النسب .
ويخبرنا المقدسي (القاضي شمس الدين أبي عبد الله المقدسي توفي 763 هـ) في كتابه الفروع كتاب (( الفروع ) للمقدسي ج5 ، باب أحكام أمهات الأولاد، مسألة وطىء أمة بينه وبين آخر) : أحكام (من وطئ أمة بينه وبين آخر) (يتقاسمانها) وما حكم الأولاد ... وقيمة الولد وهل مازال عبدأ أم حرا أم نصف حر ؟ (ومن وطئ أمة بينه وبين آخر أدب قال شيخنا : ويقدح في عدالته ويلزمه نصف مهرها لشريكه ... إن وطئ شريكه فأحبلها لزمه مهرها وإن جهل إيلاد الأول أو أنها مستولدة له فولده حر ويفديهم يوم الولادة وإلا فهم رقيق ... .) وفي المقدسي أيضا (في الكتاب المذكور بأعلاه ، باب أحكام أمهات الأولاد، مسألة وطىء أمته الحامل من غيره يشرح بالتفصيل حكم من وطئت أمته الحامل من غيره (بالاعارة) ....." وهذا المقدسي في القرن الثامن الهجري لا يخبرنا عن أن الإسلام جاء لتحرير الأرقاء بل يرى إعارة فرج الأمة عاديا .
و يخبرنا المرداوي(817 ــ 885 هـ) (كتاب الإنصاف للمرداوي ج7 ، كتاب العتق ، باب أحكام أمهات الأولاد في حكم من أولد أمته (أي من رجل آخر)) " في من أولد أمته المزوجة : أنه لا يلحقه الولد . فائدة : في إثم واطئ أمته المزوجة جهلا : وجهان ، وأطلقهما في الفروع . قلت الصواب عدم الإثم . وتأثيمه ضعيف ." انتهى .
قرابة تسعمائة سنة حسب ما أوردناه لم يستبشع احد من علماء الإسلام الرق بل كانوا يناقشونه كما يناقشون قضايا بيع الحيوانات و أنواع الأطعمة .. و لو واصلنا الاستشهاد بمزيد من المراجع لوصلنا للقرن العشرين و لن نجد أحدا أدان الرق أو طالب بإنهائه بل العكس اجتهد العلماء في القرن العشرين بكل الحجج الشرعية لمقاومة الغاء الرق و استعباد الإنسان لأخيه الإنسان . لن يخفى على الإنسان العادي أن المجتمعات الإسلامية هي الأكثر استحضارا لروح العبودية و الاسترقاق في معاملتها لأحفاد من كانوا عبيدا ، انظر للسعودية و دول الخليج و مورتانيا كنماذج ... لم ير المسلمون بشاعة الرق إلا بعد زمن من رؤية البشرية المستنيرة له و للغرابة راح الكثيرون منهم يدعون أنهم كانوا يعرفون حقوق الإنسان قبل أن تعرفها البشرية بأربعة عشر قرنا ... يا لها من أكذوبة .



#سرحان_ماجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان ماجد - هل حارب الإسلام الرق