أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر















المزيد.....

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:55
المحور: القضية الكردية
    


توقفت عندي لغة الكلام وانا اتابع وقائع مراسم نقل جثامين الشهداء الابرياء من ضحايا الانفال من البارزانين حيث جرت هذه المراسم بحضور شخصيات كثيرة وكان في المقدمة منها سيادة رئيس الجمهورية مام جلال الطالباني وسيادة الاخ الرئيس مسعود البارزاني وسيادة الاخ نيجرفان البارزاني رئيس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان وبحضور عدد من الشخصيات وعوائل الشهداء الابرار . وشاهدت هذه المراسم من على شاشة فضائية كوردستان صباح يوم 17 اكتوبر 2005 اي قبل يومين من محاكمة صدام عن جرائمة التي لا تعد ولا تحصى ومنها جرائمه ضد العرب الشيعة وضد الحياة و ضد الشعب الكوردي الذي قدم قرابين على مذبح الحرية ضد اشرس نظام عنصري وشوفيني لا يقل في بشاعته عن نظام النازية بل كان نظام صدام وفكر البعث نموذج لجرائم النازية العربية.



وانا اتابع هذه المشاهد المؤلمة كواحدة من فصول التراجيديا من تاريخ الكورد , تذكرت خطابا للاخ الرئيس البارزاني يوم 14 ديسمبر 2002 في لندن والذي اشار فيه الى ان نظام صدام - البعث غيب 188 الف كوردي في حملة الانفال سيئة الصيت ومنهم 8 الاف من بارزان و37 شخصا من اقارب الرئيس البارزاني من اخوته وابناء اخوته واقاربه المباشرين من الدرجة الاولى والثانية من درجات القرابة هذا عد جرائم النظام في حلبجة وضد الكورد الفيلية وفي بازيان وزيوه وكرميان وقلعة دزه وكركوك وغيرها من مدن كوردستان الحبيبة التي تخضبت ارضها بدماء الكورد الطاهرة الزكية والمقدسة.
وقال سيادته انه بالرغم من كل هذه الجرائم التي لم يتعرض الى مثلها اي شعب في العراق ولا اي قائد عراقي من قادة المعارضة العراقية انذاك الا انه يمد يده الى فصائل المعارضة العراقية وزعمائها لبناء العراق الديمقراطي التعددي الفيدرالي وتثبيت حقوق الشعب الكوردي كشريك في الوطن ولغرض اقامة المؤسسات الدستورية لكي لا تتكرر مأساة الحروب في العراق .

الجريمة والعقاب
ثم جرت يوم 19 اكتوبر وقائع محاكمة صدام وبعض اركان نظامه المجرم في جسلتها الاولى برئاسة قاض كوردي ومحكمة تتمتع بكفائة ونزاهة ومثل بعض هؤلاء المجرمون امام القضاء العراقي وكانت قضية الدجيل التي حاول فيها شباب أبطال من حزب الدعوة اغتيال الطاغية كواحدة من بين عشرات الجرائم وكنا نأمل ان تكون قضية الانفال من اولى هذه الملفات التي ينظرها القضاء العراقي بسبب بشاعة هذه الجريمة وخطورتها وعدد الضحايا الذين قتلوا عمدا في جريمة تشكل من الناحية القانونية ابادة للجنس البشري , ولعل السبب في تاخر عرضها على القضاء هو ضخامة هذا الملف وحجم الضحايا وما يتطلبه من الاستماع للشهود والاطلاع على الادلة المتوفرة وغيرها . وقد ظهر المتهم الاول صدام – كعادته – ومثل اي دكتاتور على الارض متوهما ان السلطة باقية له بتخويل الهي الى ابد الابدين لكي يحكم الشعب حسب اهوائه ومزاجه المريض ناكرا هذه الجرائم واصفا نفسه بانه برئ منها وكان هو واعوانه مثل ذئاب خائرين للقوى ....

و لا ادري أي صنف من البشر يرتكب كل هذه الجرائم ضد شعب لم يسجد لبشر ؟ واي نموذج من الطغاة يحرقون الحرث والنسل بكل هذه البشاعة ؟ واي فكر يقود الى مثل هذه الجرائم التي يعجز الخيال عن وصفها لوحشيتها ؟ وأي عقاب يستحقون ؟

لم استطع تناول طعامي حيث فقدت شهيتي وأحتبست دموعي وانا اشاهد اعلام كوردستان تلف هذه الاجساد البريئة التي ازهقت ارواحها من دكتاتور يعيش الذل والاحتقار بين شعبه فقد تذكرت عوائل هؤلاء الابرياء ومصائبهم واحزانهم في بيوتهم ومما زاد في وجعي واحزاني ايضا انني تذكرت ما نقله لي احد زملائي في الجمعية الوطنية العراقية عن قضية لا يمكن ان تفارق مخيلتي مادمت حيا تتعلق بضحايا الكورد في الانفال حيث تتلخص القضية التي اوردها لي بما يلي :

(( في عام 1982 او 1983 مرت سيارات كثيرة كبيرة ناقلة للاشخاص والعوائل محروسة بعدد من ذئاب السلطة الصدامية عبر مدينة النجف ربما متوجه الى عرعر في البادية السعودية وقد تعطلت احدى السيارات وبقيت وحدها داخل مدينة النجف الاشرف وقد استدعى وحوش السلطة المرافقين للركاب احد المصلحين للسيارة وقام فعلا بتصليحها ثم سارت مسافة وتعطلت ثانية بينما استمرت مسيرة باقي السيارات قاصدة صحراء السعودية ونودي مرة اخرى ذات الميكانيكي لتصليح السيارة مرة ثانية .وهنا انفرد احد الضباط بالميكانيكي بعيدا عن الذئاب الصدامية المرافقه قائلا له: هؤلاء اكراد مدنيون سيذهبون الى الموت في صحراء عرعر هل تستطيع ان تنقذ ما تستطيع من الاطفال والنساء وتهربهم الى بيتك لتخلصهم من الموت وانا سوف اقوم بمشاغلة الوحوش الصدامية بعيدا عن عيونهم ؟ ثم مرت الايام واذا بهذا الشخص الميكانيكي يلتقي بعد سنوات طوال بالسيد عضو الجمعية الوطنية جلال الدين الصغير ويروي له ماحدث بمرارة وألم ...)) .

اننا نأمل ان يكون هذا الميكانيكي حيا يرزق ليكون احد الشهود على جريمة ابادة الجنس البشري ضد الشعب الكوردي الذي تعرض الى كل هذه الجرائم من طاغية مجنون ومن اركان نظامه الذين يجب ان يحاسبوا وفقا للقانون .
ولم تكن هذه الجريمة الا واحدة من سياسة النظام السابق في كوردستان , فلقد شاهدت حلبجة وسجدت على ارضها من هول ما رأيت من جرائم بسبب قصفها بالسلاح الكيماوي وطلبت من الصديق رزكار محمد امين – رئيس المحكمة الجنائية المختصة بجرائم النظام – ان يرافقني في زيارتي الى مسرح الجريمة وحين كنا في الطريق الى حلبجة روى لي قصصا عن ما حدث وبين لي طرق هجرته ماشيا على الاقدام في منطقة قره داغ القريبة من حلبجة ابان مقاومة النظام وتذكرت ان في حياة كل كوردي قصصا مأسوية وبطولية في مقاومة البعث وصدام من اجل الحرية واتمنى ان تدون هذه القصص لتكون جزءا من سفر بطولات الشعب الكوردي يرويها التاريخ .

أيها الميديون الابطال ...
يانسور الكورد ...البشمركة الاشاوس ....
لقد صنعتم التاريخ بتضحاتكم الكبيرة ....من أجل كوردستان
بل انكم تصنعون تاريخا جديدا للعراق , لقد ورد اسمكم في الوصايا القديمة ( التوراه ) بانكم ابطال واشداء في مقارعة الخطوب وقدمتم مئات الالاف من الشهداء من اجل الحرية ولم تتمكن كل الوسائل الوحشية ان تنال منكم ومن عزيمتكم ,و لم يتمكن الطاغية ان يجعلكم تسجدون له رغم القصف بالسلاح الكيماوي والغازات السامة ورغم استخدام كل وسائل التدمير والابادة الجماعية , وبقي الكورد مثل جبال كوردستان وظل البشمركة الابطال مثل النسور يحرسونها من الغربان .

ايها الكورد
انكم تصنعون التاريخ من جديد
انكم تصنعون فجرا جديدا وتبنون بتضحياتكم فجر دولة كوردستان
انه تاريخ شعب يبحث عن ذاته ويصنع امجاده
أحييكم ...ايها الميديون الابطال
اسجد معكم على ارض كوردستان الحبيبة احتراما لشهدائها ورموزها الوطنية والقومية
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر..
وقد استجاب لكم القدر ايها الاحرار ...
تحية الاعتزاز والتقدير للقادة الكورد الذين يقودون العراق وكوردستان
تحية للشهداء الذين سقطوا على مذابح الحرية من أجل الحياة الحرة الكريمة
وويل للذين ظلموا من حكم القانون في محاكمة تاريخية في هذا العصر








#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمى السياسي في حكم البعث
- تطورات كتابة الدستور وعلاقة الدين بالسياسة
- تطورات عملية كتابة الدستور ضمن اللجنة الدستورية
- رؤية قانونية سياسية حول المبادئ الاساسية للدستور في العراق ا ...
- مقابلة مع الدكتور منذر الفضل عضو الجمعية الوطنية وعضو لجنة ك ...
- رد وتعقيب على مقال مشكلة كركوك بين الحل الوطني والمداخلات ال ...
- تضحيات شعب يصنع التاريخ
- حول البرنامج الانتخابي لقائمة التحالف الكوردستاني
- الحقوق الكوردية ومستقبل العراق
- رؤية عربية من حركة الاستفتاء الكوردستانية
- مدينة كركوك - المشكلات الاساسية والحلول القانونية
- المبادىء الاساسية للدستور الدائم في العراق الجديد
- الدولة الكوردية وثقافة الاختلاف
- تعقيب على مقال للاستاذ الدكتور عدنان الطعمة
- الوضع القانوني لمدينة كركوك في ظل العراق الفيدرالي
- الفيدرالية في جنوب العراق
- ثوابت للشراكة العادلة بين العرب والكورد
- من الاستبداد القومي الى الاستبداد الديني مخاطر جدية على الدي ...
- غدر بالجار وهدم للديار سياسة عدوانية صدامية – بعثية لن تتكرر ...
- حقوق الانسان والمجتمع المدني


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - منذر الفضل - اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر