أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جميل السومري - هل تحالف محمد مع الامويين ؟















المزيد.....

هل تحالف محمد مع الامويين ؟


صادق جميل السومري

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المقال يستند الى قراءة الباحث سليمان بشير وكتابه (مقدمة في التاريخ الاخر ) وقراءة التحالفات في ضوء المنهج النقدي التفكيكي للرواية الاسلامية واعادة تقعيد الرواية الاسلامية على اساس تاريخي حقيقي .
يقول سليمان بشير :
( ان تطور الاسلام كدين مستقل ومميز ينعكس في وجود روايات , ربما متاخرة تنسب الى الرسول قوله( لايرث المسلم الكافر ) . وهذا التحول يرتبط في الرواية الاسلامية باسم عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز بشكل يوحي انه لم يكتمل عمليا الا في زمن هذا الاخير ).

ان الرواية الاسلامية تبحث عن هجرات ومغاز داخل الحجاز نفسه , وهو يفسر بحسب رؤية كاتب المقال عدم رغبة الرسول في التوسع خارج شبه الجزيرة العربية ,واولى تلك المغازي كانت يوم بدر الذي يسميه القران (يوم الفرقان ), اي يوم الخلاص ( سورة الانفال – 41).

تتضمن الرواية الاسلامية بحسب سليمان بشير عبارات ورموز تجعلها اقرب الى الجانب الاسطوري واللاهوتي منه الى الجانب التاريخي .
اولى الرمزيات ان معركة بدر حدثت يوم (17 ) رمضان , وهو اليوم الذي قيل ان القران قد انزل فيه . وهي تشبه رمزية خلاص بني اسرائيل من جيش فرعون الذين اغرقهم الله في البحر . كما ان تسمية قتلى قريش في يوم بدر ب (اصحاب القليب )يتشابه مع معجزة موسى والبحر .

وهنالك من الروايات ماشبهت الرسول يوم بدر بطالوت .وكان شعار اتباع محمد يوم بدر ( يامنصور امت ) , وهي اضافة عباسية متاخرة .ان شعار المختار عندما ظهر في الكوفة كان ( يامنصور امت ) ايضا .

حيال الاضطراب الواضح في الرواية الاسلامية تبرز عناصر لافتة للانتباه في الدور الذي تخصصه الرواية لابي سفيان . حيث تعرض الرواية الاسلامية غزوة بدر وكانها اول تصادم هام لمحمد مع قريش . والغريب,كما يقول سليمان بشير ,انها تترك باب التقرب الى الامويين مفتوحا .اذ يلاحظ ان ابا سفيان لم يشارك في المعركة اضافة الى ذلك حاول ان يمنع قريش من ان تخوضها .

موقف الرواية الاسلامية من ابي سفيان يبدو موقفا مترددا . وتفسير سليمان بشير يحيل الى الاعتقاد انه ينبع من التحالف الذي عقده الرسول مع بني امية في مرحلة متقدمة من صراعه مع قريش .كما ان هنالك الكثير من عناصر الشبه بين معارك الحرة والخندق .حيث وقعت معركة الحرة سنة 63 هجرية .

فقد اعتبرها يزيد بن ابي سفيان ثارا لقريش من الانصار يوم بدر .وان بعض ماقيل من شعر المفاخرة في اثناء حروب يزيد في الحجاز يحمل اصداء غامضة لتمييز النسب الاموي عن قريش . وبالنسبة لاهل المدينة , هنالك روايات تتحدث على انهم دافعوا عنها يوم الحرة في نفس خندق الرسول .

وفي اطار التقابل الرمزي تذكر الروايات ان الذين قتلوا من المشركين في بدر كانوا سبعين قتيلا , وقد روت المصادر في المقابل ان من قتل من الانصار يوم احد كان سبعين رجلا ايضا .
ان ترك المقاتلين المسلمين لسفح الجبل يوم احد يشبه نكوص بني اسرائيل الى عبادة العجل حين خلفهم موسى عند الطور مع اخيه هارون . وهي محاولة للرفع من مكانة المدينة وتشبيه جبل احد بطور سيناء .

يقول سليمان بشير اننا لانستطيع تقبل القصة السائدة حول صلح الحديبية الذي وقع خلال فترة قصيرة من معركة الخندق والذي روي فيه ان الرسول بعث عثمان بن عفان الى اشراف قريش :
( انه لم يات لحرب وانما جاء زائرا ومعظما لهذا البيت ). وهو انعطاف حاد في الرواية الاسلامية والذي لاتحاول الرواية تبرير وجوده .

هنالك اوجه شبه بين قصة الحديبيبة وقدوم محمد بن الحنفية في ( 900 )رجل وقد ) احرم بعمره وقلد هديا ) ومنع ابن الزبير من دخول مكة . كما ان قصة رجوع ابن الحنفية من مدين الى مكة وبقاءه فيها ليلتين او ثلاثا واخراج ابن الزبير اياه عنها تشبه قصة عمرة الرسول بعد عام من الحديبية .

يلاحظ سليمان بشير ان الامويين يشكلون الطرف اللين والسهل في كل من صلح الحديبية وفتح مكة .وفي فتح مكة ذاتها هنالك مايبعث على الشعور بوجودتحالف سري بين محمد وابو سفيان بواسطة العباس . وقد اشار الاب لامنس الى ان ابا سفيان قد تذرع بتجديد اتفاق الحديبية وذهب الى المدينة لمقابلة محمد والتوصل معه الى اتفاق بخصوص فتح مكة .

ثم يستنتج الاب لامنس ان الاتفاق كان ( ان تعهد ابو سفيان سرا بتسهيل دخول محمد مكة وذلك بان يكفل الا يقوم المكيون باتخاذ خطوات عسكرية ) .
يقول سليمان بشير انه من العبث تقبل هذا الراي في الاطار التاريخي للرواية الاسلامية .اذ لماذا يعقد ابو سفيان اتفاقا سريا اذا كان بالفعل زعيما لقريش؟ ومن هم ( المكيون ) الذين يشكلون طرفا ثالثا ؟

ثم ان شروط الصلح الاخرى التي يشير اليها الاب لامنس تدل على تحالف واتفاق لاقتسام النفوذ داخل مكة اكثر منه استسلام طرف امام طرف اخر والا فانه لايعقل التسليم بما تذكره الروايات من ان القرشيين قد خفوا لمشاركة محمد في غزوة حنين خلال ثلاثة اسابيع فقط من فتح مكة وهم على شركهم مع اعطاء كل غنائم المعركة , بخلاف ماجاء في سورة الانفال , الى قريش ولم يحصل الانصار على شيء من الغنائم رغم اعتراضهم على الرسول (كاتب المقال ).

بالنسبة لابي سفيان يلاحظ الباحث الفلسطيني الدكتور سليمان بشير انه , اي ابو سفيان لم يتردد في النطق بشهادة التوحيد , وفي الوقت نفسه نجده ترددفي الاعتراف برسالة محمد . وان ذلك قد شكل عقبة امام الصلح . الامر الذي ينبه الى ان الامويين كانوا يؤمنون باله واحد . وهو يتناسب مع الاجواء الدينية في بلاد الشام ولا يتناسب مع الفكرة الشائعة بان ابي سفيان زعيم مكة بلد الشرك والوثنية .

يبدو ان الاتفاق بين ابي سفيان ومحمد قد تضمن ان يتسلم الامويون الحكم في مكة والا يتخذها محمد مقرا له , والا يستعيد ماصودر من املاك اتباعه فيها . الامر الذي يشكل خلفية اوضح لفهم مقولة محمد يوم فتح مكة ( من دخل دار ابي سفيان فهو آمن ).

والرواية تحمل صدى غير مباشر على موافقة محمد تسليم حكم مكة للامويين وذلك بما نسب الى العباس من وساطة في قوله :
( ان ابا سفيان رجل يجب الفخر فاجعل له شيئا ) .غير ان الرواية الاسلامية تصور الرسول وكانه الطرف الاقوى في التحالف مع ابراز ضعف وتذلل الامويين في شخص ابي سفيان . وهو يتعارض وسيطرة الامويين الفورية على مقاليد الامور ليس في مكة فحسب بل وفي الدولة الاسلامية ككل .



#صادق_جميل_السومري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بيئة طاردة للتنمية وللاستثمار الاجنبي
- بيئة حاضنة للفساد وطاردة للبيئة
- المساكنة واباحة الجنس
- المسيح لبنانيا من جبل الكرمل
- المسكوت عنه في قصة الغرانيق
- ضياع اصول معاني الكلمات واختفاء الاثر


المزيد.....




- تركيا: توقيف أربعة من موظفي مجلة -ليمان- على خلفية رسم كاريك ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي المميز 2025 لأروع الأغاني وأ ...
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- TOYOUR EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل س ...
- الإخوان المسلمون.. سيرة مئة عام من الفشل
- فرنسا: مدرسة -نوتردام دو بيتارام- الكاثوليكية.. ممارسات وحشي ...
- الاحتلال يهدم منازل وصوبات زراعية ويقطع أشجار الزيتون في طول ...
- “لا تفوتوا المتعة” تردد طيور الجنة بيبي 2025 الجديد جاهز لضب ...
- أغاني إسلامية تعليم المبادئ والأخلاق لطفلك “تردد قناة طيور ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جميل السومري - هل تحالف محمد مع الامويين ؟