انتهت مشكلة الطلاق هل تملك الكنيسة الرد

عاطف عبد الملاك

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اولا. احب ان اوضح ان كل ما اكتبة الان هو ليس نتيجة مجهود شخصى فانا بحثت كثيرا فى موضوع الطلاق ولم اصل لاى نتيجة

- مر الان اكثر من عامان وانا اخشى الحديث عن تجربتى خوفا مما قد ينالنى من بعض الذين قد لا ياتى كلامى على هواهم من استهزاء وتشهير .

ولكننى الان اشهد اللة على ما اقول

- منذ فترة حدث خلاف بينى و بين زوجتى قامت على اثرة بترك المنزل قرابة عام .وفى هذا العام لم يكن لى من اتحدث الية ليكسر عنى الملل و الوحدة .

فكنت اتحدث يوميا الى صورة السيد المسيح .احكى لة ما حدث واسالة ان كنت مخطئا .

ولما طالت المدة اصبحت اتكلم معة فى كل شئ .

كنت اشعر انة يعيش معى . يعتنى بى .

ولا احد غيرة قد يسال عنى ان خرجت يوما من المنزل ولم اعد الية

- وذات يوم حلمت باولادى . وعندما استيقظت كنت مشتاقا لرؤيتهم جدا .

وفعلت كل ما استطيع لرؤيتهم دون جدوى

فرجعت اتحدث لصورة المسيح . وظللت اسالة ان ارى اولادى .

ولا استجابة

فتحت الانجيل فوقعت عينى على الاية القائلة

- تعالو الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الاحمال وانا اريحكم -

فنظرت الية و سالتة . تريحنى من ماذا . ان اكبر همومى هى بسبب وصاياك .

لقد اتيت لتهبنى الحياة . ولكنك بالصدفة كدرت عيشتى وحرمتنى من اولادى بلا سبب

ان كنت اخطات بشئ عرفنى اياة .

ولكننى الان ايقنت اننى اتحدث اليك قرابة عام وانت لا تسمعنى ولا تعرفنى ولا تشعر بى .

وكانت هذه اخر مرة اتحدث الية

- وبدات تراودنى افكارا

ان كانت كل هذه التوسلات الى اللة ان يغفر لى غلطة بسيطة وهى اننى اسات اختيار الشريك ولا يستجيب

فكيف اصدق انة يغفر لى ان اسات الية شخصيا ؟

وكيف تكون وصايا اللة بهذا الجفاف و القسوة وهو خالق البشر ويعرف ان طبيعتهم هى الخطا وطبيعتة هى الغفران؟

وبدات اتاكد انة لا يوجد من يسمعنى او يرانى او يهتم بى . ولم اتحدث الى المسيح من وقتها . ولم افتح الكتاب مرة اخرى

وعقدت النية اننى فى الصباح سانزل تلك الصورة التى اتحدث اليها .

فانا الان ميقن تماما اننى اعيش بمفردى فى المنزل

وغفوت قليلا وانا اشعر انة لا يوجد بالعالم من هو اكثر منى حزنا و ضياعا

- وعندما نمت رايت و كاننى فى مكان تنمو بة الحشائش . وتجرى وسطها جداول المياة . وعدد قليل من الاشجار على مسافات متباعدة

ورايت شخصا يجلس حولة اخرون يتحدث اليهم .

وعندما اقتربت سمعتة يحدثهم ولكننى لم افهم ماذا يقول . وهو لم ينظر لى . والجالسون لم يشعروا بى .

وعندما هممت لاسالة استيقظت .

- نظرت جانبى فوجدت الكتاب مفتوحا .

وعندما امسكتة وبدات اقرا . وجدت شعورى وفهمى للكلمات مختلفا تماما

كل ما حاولت البحث فية شهورا هو لا يحتاج للبحث اصلا .

كل شى مفهوم بكل بساطة . ويستطيع ان يفهمة ابسط الناس

ان كل ما يقال هو تجنى على المسيح وجهلا برحمتة

والان ساتحدث عن امرين فقط كان قصد المسيح منهم رحمة بالناس

وحولتهم الكنيسة الى لعنة على المجتمع ككل

1- موضوع صناعة المسيح للخمر

2- موضوع الطلاق

اولا - فى صناعة المسيح للخمر

الغريب فى هذه الواقعة ان شريعة العهد الجديد التى اتى بها المسيح لا يتخللها شرب الخمور .فلماذا صنع المسيح خمرا ؟

وهذا السؤال هو ما تخشاة الكنيسة .

وتبررة بانة طالما ان الخمر الذى صنعة المسيح غير مسكر تنتفى عنة صفة الخمر . ويكون ما قدمة المسيح ليس خمرا .

وبهذا لا يكون المسيح قد كسر الوصية التى اتى بها .

ولكن

المدعوين اللذين صنع لهم المسيح الخمر لم يكونوا يعرفون عن مسالة نفاذ الخمر . ولا عن صناعة المسيح لة . ولا يعرفون ان الخمر غير مسكر .

فهم فى نيتهم انهم يشربون خمرا مسكرا اشتراة العريس من افضل انواع الخمور

- حسب كلام رئيس المتكا -

ومعرفتنا نحن بان الخمر غير مسكر لن تغير من واقع الحدث . وهو ان هناك قوما جالسون يشربون خمرا مسكرا - فى اعتقادهم - صنعة وقدمة لهم المسيح قبل ان يعطينا وصيتة على لسان بولس - لا تسكروا بالخمر الذى فية الخلاعة --

وعلى ضوء هذا يكون السؤال للبابا بصيغة اخرى

- ترى .ما هو السبب الحقيقى الذى لاجلة كسر المسيح الوصية قبل ان ينطق بها ؟

ثانيا . فى موضوع الغاء الطلاق

حينما تحدث المسيح عن وصايا الناموس قال

- سمعتم انة قيل لا تقتل . اما انا فاقول لكم .....

- سمعتم انة قيل لا تزن . اما انا فاقول لكم ......

ولم يلغى المسيح وصية القتل او الزنا

واما عندما تحدث عن الطلاق سبقها بمقدمة طويلة قال فيها ان زوال السماء و الارض ايسر من ان تزول نقطة من الناموس - الذى يسمح بالطلاق -

- اذا كان زوال نقطة من الناموس بهذه الاستحالة . فكيف نفسر زوال وصية كاملة من الناموس وهى - من طلق امراتة فليعطيها كتاب طلاق -

ولماذا قال المسيح هذا و اكد علية قبل ان يتحدث فى الوصية الوحيدة التى الغاها من الناموس ؟

- وما معنى قول المسيح - من طلق امراتة يجعلها تزنى ؟

- وما معنى قول المسيح - ليس الجميع يقبلون هذا الكلام . بل اللذين اعطى لهم -

ومن هم اللذيم كان يقصدهم المسيح بهذا الكلام ؟

- لكى تجيب على كل تلك الاسئلة يجب ان تعرف ما الذى كان يدور بعقل المسيح عندما قال هذا .

-- كان السيد المسيح يعرف ما سيحل بالناس فى بداية انتشار المسيحية من اضطهاد . وحتى اليهود كان المسيح يعرف ما سيحل بهم و بمدينتهم .

حتى انة بكى على ابواب اورشليم قائلا انة لن يترك بها حجر على حجر لا ينقض .

وقال لهم - صلو لكى لا يكون هربكم فى الشتاء

- وما قالة فى موضوع الطلاق لم يكن الا اجراء وقائى مؤقت رحمة بالناس فى عصور الاضطهاد الاولى .

- ولانة اجراء مؤقت كان المسيح يصر على التاكيد بان الناموس قائم الى قيام الساعة

اشفق المسيح على امراة واطفالها فى مواجهة وحشية اريانوس والى انصنا بدون زوج يتقدمهم . ويتحدث عنهم . وياخذ قرار الاستشهاد .

او يقويها . ويعزيها ان هناك حياة افضل تنتظرهم بعد الاستشهاد .

فالغى الطلاق فى عصور الاضطهاد الاولى رحمة بالنساء والاطفال . وتمريرا لعدل اللة .

- الا يؤكد بطرس هذا الكلام حينما يقول للمراة ان تكن مطيعة لرجلها . حتى و ان كان هذا الرجل ليس على القدر الكافى من طاعة اللة

- وحينما يوصى النساء بان يكن غير خائفات خوفا البتة - 1بط 3 .6 -

ولم يذكر سبب خوف النساء ولا سبب طاعتها لرجل غير مكتمل الصلاح . لان فى رحيلة موت و ارتداد مؤكد

- اشفق المسيح على امراة تركها زوجها ولا عائل لها من ان تذهب الى سوق الزناة لتربى اولادها ولهذا قال - من طلق امراتة يجعلها تزنى -

- انظروا الى الاية الغريبة التى قالها بولس فى ( 1 كو 7 : 25 )

اظن ان هذا حسن لسبب الضيق الحاضر . انة حسن للانسان ان يكون هكذا . انت مرتبط بامراة فلا تطلب الانفصال . انت منفصل عن امراة فلا تطلب امراة --

- لقد قالها بولس صريحة . لسبب الضيق الحاضر انت مرتبط بامراة فلا تطلب الانفصال

- والذى يزرع الريبة بداخلى من تواطئ الكنيسة هو اننى لم اجد تفسيرا لهذة الاية وبعض الايات الاخرى باى من كتب التفسر الحديثة او القديمة

- ويؤكد بولس كلامة عن ضيق الوقت الحاضر اذ يقول عن المتزوجين

- ولكن مثل هؤلاء يكون لهم ضيق فى الجسد . واما انا فانى اشفق عليكم - ( 1 كو 7 : 28

ولا اظن ان من لة امراة تؤنسة وتسهر على راحتة هو الذى يعانى ضيقات جسدية الا اذا كان مطاردا هو وزوجتة

- ولا اظن انة يحتاج للشفقة اكثر من الاعزب الا للسبب ذاتة

والا لكان اللة اشفق على ادم ولم يخلق لة حواء

- اى ان كلام بولس لم يكن الا اشفاقا منة على المتزوجين من مواجهة الاضطهادات وخلفهم امراة و اولاد .

ويشغل القلق تفكيرهم عما سيحل باسرهم ..

وليس كما تفسرة الكنيسة على انة تاكيد من بولس على محبة اللة للبتولية وعظمة الرهبنة والرهبان

لقد فسر بولس موضوع الطلاق فى مواقع كثيرة نكتفى منها بما ذكرناة

- واما حول الايات الى اقتصتها الكنيسة من كلام المسيح وصنعت منها جبلا حال بين الاقباط والحياة الادمية كل هذة القرون .

فان الانجيل نفسة يثير هذا الجبل ويكشف فساد التفسير

وان كل تلك الحجج التى صنعتها الكنيسة لاحكام السيطرة على حياة الناس اقل من ان يرد عليها باكثر من سطر واحد

1- يكون الاثنان جسدا واحدا

يصر المفسرون على ان الاثنان يصيرون جسدا واحدا بسبب اتحاد الزوجين بالروح القدس

ولكن بولس يقول - ام لستم تعلمون ان من التصق بزانية هو جسد واحد معها . لانة يقول - فى اشارة للمسيح - يكون الاثنان جسدا واحدا - 1كو6 .16-

وبالطبع لا يحل الروح القدس على الزناة ومع ذلك يكونون جسدا واحدا

ويتضح من هذا ان قول المسيح كان مقصودا بة ان العلاقة الزوجية بين الرجل والمراة تجعلهم جسدا واحدا ولا علاقة للامر بالروح القدس او الطلاق كما تدعى الكنيسة

2- ما جمعة اللة لا يفرقة انسان

صحيح ان المسيح قال هذا . ولكن بولس يقول - ليست كل زيجة هى من اللة -

حتى المسيح نفسة لم يقل ان الجميع جمعهم اللة. ولكنة قال . ما جمعة اللة

والوحيد المقتنع بان كل الازواج جمعهم اللة ولا يجوز انفصالهم هى الكنيسة فقط

3- الذى خلق منذ البدء خلقهم ذكرا و انثى

- حينما قال للفريسيين ان الذى خلق منذ البدء خلقهما ذكرا وانثى كان يرد على كلام المجربين هل يجوز الطلاق لأى سبب

.

- لو كان رجلا متزوج من امرأة صالحة . ثم اعجبتة امرأة اخرى فطلق امرأتة و تزوجها . يكون هذا الرجل قد تزوج امرأتين وكأن اللة قد اعطاة الحق فى ان يرى النساء فيختار منهم من يريد و يترك من يشاء بدون اى سبب مقنع الا شهوتة

وهذا ما لم يفعلة الاباء فى العهد القديم . فابراهيم تزوج لآن سارة كانت عاقرا . ويعقوب تزوج راحيل بعد ليئة لآنة من الاساس كان يريد راحيل ولكن خالة خدعة وزوجة ليئة . واذا بحثت ستجد ان كل لة اسبابة المعقولة امام اللة

- واما حينما تزوج داود بسبب شهوتة لآمرأة اوريا الحثى عاقبة اللة اشد عقاب

وسليمان ايضا لم يقل الكتاب ان اللة كان راضيا عن كثرة زيجاتة بدون اسباب

وهذا ما كان يريد المسيح قولة

ان طلقت امرأتك لسبب رغبتك لآمرأة اخرى - لأى سبب - فأنت اذا تختار بين النساء ولكن اللة لم يخلق لآدم نساء يختار بينهم

واما ان كانت زوجتك سيئة الطباع فلا يحق ان نتخذ ادم مثالا لآن الكتاب لم يقل ان حواء كانت سيئة الطباع و ارغم اللة ادم على العيش معها

- وحينما قال المسيح كلمتة ان من طلق امرأتة وتزوج بأخرى يزنى . وجد التلاميذ صعوبة فى هذا الكلام وقالوا للمسيح ان كان هكذا فعدم الزواج افضل

ولكن السيد المسيح اجابهم ان هذا الكلام لا يجب ان يقبلة الجميع . ولكنة لناس بعينهم

.

واخيرا دعوتى الى اللة اننى اذا كنت مخطئا فلا ارجو منة سوى المغفرة لآنة لا قصد لدى الا رحمتة

وان اصبت فلا رجاء لى الا عفوة عما اخطأت سهوا فى كلامى

#عاطف_عبد_الملاك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات