أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فرات عزمي - الحزب الشيوعي العراقي و العهد الجديد















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي و العهد الجديد


فرات عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 17:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الحزب الشيوعي العراقي و العهد الجديد
فرات عزمي
لم يمض وقت طويل على وصف الحزب الشيوعي العراقي الوضع العراقي بعد 2003 بالعهد الجديد، حتى انتفضت الجماهير في كل انحاء العراق و كان في المقدمة منها جماهير المحافظات الشيعية قبل غيرها ضد هذا "النظام الجديد".
و فيما يكون نظام الحكم الحالي في العراق الذي تأسس بعد 2003 اسوأ انظام حكم منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 لو اخذنا أي معيار بنظر الاعتبار، مثل الفساد و انعدام الامن و الولاء لدولة اجنبية اعتبرت بغداد عاصمة لامبراطوريتها، لو اخذنا المؤشرات العالمية للفساد و تدني التعليم لمستوى القتل على الهوية و الهجرة غير المسبوقة، يجد الحزب الشيوعي نفسه و لفترة طويلة بشكل غير مسبوق منذ 13 عاما مرتاحا مع نظام الحكم الحالي.
لقد ناصب الشيوعيون العداء لكل انظمة الحكم التي نشأت في العراق منذ تأسيس الدولة و كانت كلها افضل من هذا النظام أو ان بعضها اقل سوءا منه. فلقد كان اسوأ نظام مر على العراق هو نظام صدام حسين و كان حكما ديكتاتوريا دمويا، و لكن حكم ما بعد 2003 و خصوصا فترة المالكي تجاوزت سيئات صدام بأشواط الا لدى الطائفيين الذين يرون أن حكما شيعيا هو في كل الاحوال افضل من حكم "سني" كما يصفوه و كما يرى شيوعيون يفترض انهم معنيون بالتحليل الطبقي.
يصف الحزب الشيوعي النظام الحالي في رده على احد المارقين عليه بأنه عهد جديدو لكنه في عين الوقت يصرح و على الماشي بأنه نظام محاصصة و فساد و لكنه لا يفعل شيئا ضد نظام المحاصصة و الفساد هذا و لم يقدم اي برنامج يؤدي الى تجاوزه بل العكس تماما كان دائما جزءا من بنية النظام و شارك قياديوه في الحكومة و البرلمان طالما كان ذلك متاحا حتى قررت الاحزاب الدينية اخيرا ان هذا الحزب لا ضرر منه في كل الاحوال قبّلوه احتضنوه ام ضربوه و ركلوه فهو قد بات مواليا تماما و غلبته عقدة مازوخية.
و لكن حتى هنا تخلت عن قيادة الحزب الشيوعي فطنته و صدقه المعهود فمنذ تولى المالكي السلطة و سماحه لداعش بتخطيط و دراية من احتلال الموصل ثم الرمادي ثم قيامه بشكل ممنهج و مقصود بتدمير الجيش لكي تحل محله الميليشيات، أقول منذ ذلك الحين لم يعد النظام في العراق نظام محاصصة و فساد ، بل نظام مليشياوي ـ مافيوي ـ فاسد.
و بدلا من التشخيص يتخلى الحزب الشيوعي فورا عن شعاره حصر السلاح بيد الدولة و يشارك في الحشد الشعبي الذي وصف بأنه "مقدس"!!!
لماذا؟
لانه حضي بمباركة السستاني و ليس ماركس.. اقول اصبح الحزب الشيوعي مذها شريكا في مخطط تحطيم مؤسسات الدولة الممنهج و منها الجيش.
جاءت المظاهرات الاخيرة لتعري كل الطبقة السياسية في العراق و قيادة الحزب الشيوعي على وجه الخصوص و رغم المادحين فإن الحزب الشيوعي العراقي بقيادته الحالية و رغم قواعده المخلصة هو اسوأ حزب على الاطلاق على الساحة العراقية.
فلا حزب الدعوة و لا المجلس الاعلى و لا غيرها من الاحزاب الماسكة بزمام السلطة قد خالفت برامجها و معتقداتها فهي احزاب دينية طائفية و هذا ما هو معلن لديها دون مواربة و لم تفعل هذه الأحزاب بعد ان وصلت الى السلطة الا على نفس المنوال المعلن، الا قيادة الحزب الشيوعي التي تخلت عن كل ما يمت بصلة للشيوعية ناهيك عن الوطنية فأصبحت ذيلا للاحزاب الدينية الحاكمة و ارتزقت و فتحت المشاريع و اثرت : مستشفيات و فنادق و اثراء غير مشروع و قبضت اعلى الرواتب و لم تطالب كما يتوقع من شيوعيين تحديد رواتب الرئاسات بطرح رقم محدد و لم تطالب بالشفافية لمعرفة رواتب البرلمانيين و لا يزال الشعب يجهل فعلا كم يصل الرقم الفعلي لرواتب البرلمانيين و اعضاء الحكومة و الرئاسات اذا اخذت جميع المخصصات و الاضافات بعين الاعتبار .
و خلال الكوارث التي جلبها المالكي لم تنطق قيادات الحزب الرسمية (مكتبه السياسي و لجنته المركزية) بكلمة واحدة ضده و لم يعتبر الحزب الشيوعي نفسه حزب معارضة ابدا حتى بالمعني السلمي للكلمة و برنامجه خال من الاقرار بأنه علماني ارضاء للمرجعيات التي باتت مرشدا بدلا من الماركسية اللينينية و سكت على تشريع الحكومة لقانون الاحوال الجعفري الذي يجيز اغتصاب الفتاة في التاسعة و سكت على علميات الفساد و لم يشر لها الا بشكل عام و بهذا كان شريكا في كل هذه الجرائم.
و حين قرر الشعب ان ينتفض ركب الحزب الشيوعي الموجة و قرر ان يشارك في المظاهرات و هو لم يكن ابدا المبادر في الدعوة الى اية مظاهرة منذ عام 2003 صادرة من مكتبه السياسي او لجنته المركزية ضد نظام المالكي او غيره ابدا.
و مع ذلك و ياللسخرية ، يخرج بعض من الشيوعيين بقيادة عضو في المكتب السياسي لكي يطرحوا شعار "هي هي! احنه البديناها" .. أي " نحن الذي بدأنا بهذا الفعل الشعبي..
لقد تحمل ابناء الشعب من الفقراء و المهمشين الالام و الفقر و الجوع و القتل و التشريد و طغيان المليشيات و تفجيرات القاعدة و عاني ابناء المحافظات المقصية على يدي المالكي المتواطئ مع داعش اعمال داعش الاجرامية الوحشية و اعمالها الدموية و كانت البصرة اول من انتفض و الحزب الشيوعي نائم في العسل حتى اصبحت الأمر جدا، و اضطر حتى السستاني الى دعمها شارك فيها الشيوعيون ثم : هب!! و اذا بهم يهتفون هم الذي بدؤوها..
اي شعار هذا بحق ماركس!؟ "هي هي ، نحن البدأناها"
بدلا من الحديث عن محتوى الاحتجاجات و المطالبة بحل المليشيات و اعادة الاعتبار للجيش و محاسبة الفاسدين و بالاسم في مقدمتهم المالكي و رئيس مجلس القضاء يحاول الشيوعيون تحديد موقفهم بأقصى قدر من الابهام.
كان الشيوعيون الفيتناميون في مقدمة المقاتلين ضد الوجود الامريكي في جنوب فيتنام و حين تسألهم وسائل الاعلام: هل الذين يقاتلون هم من الشيوعيين يجيب الشيوعيون الفتناميون في منتهى نكران الذات و الحس الوطنى فيقولون : لا ، ليس الشيوعيون هم المقاتلين... الشعب كله يقاتل ...
اما الشيوعيون فهم يكذبون و يقولون نحن الذي بدأناها
هذا هو التعبير الاشد على الانانية و محاولة الكسب الرخيص و هو في نهاية المطاف منتهى الانتهازية.
ان القائلين بالايدي النظيفة للشيوعيين يكذبون على انفسهم قبل ان يكذبوا على الناس : كيف يقبل ممثلو الحزب اذن ان تكون رواتب البرلمانيين و اعضاء الحكومة و الرئاسات هي الاعلى في العالم قياسا بالدخل الوطني و أن يسكت الشيوعيون على كل المهازل و يبقون في بنية النظام و حلفاء المالكي على المستوى الوطني و على مستوى المحافظات.
ليعطيني شيوعي دوغمائي واحد أن الحزب قد طالب بالحد الاعلى من الرواتب و ان يحدد مثلا بـ 10 ملايين دينار عراقي؟
ان المرء ليندهش من العجب حين يرى ان الشيوعيين هم المدافع الاكثر صلابة عن المالكي و بطانته بل و اكثر كثيرا من بعض اعضاء حزب الدعوة...
سيتصدى الشيوعيون الجامدون طبعا بما عرفوا به من ديماغوغية لكل انواع النقد التي توجه الى الحزب الشيوعي العراقي الذي بكل تأكيد لم يعد حزبا شيوعيا بأي معنىً من المعاني.



#فرات_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا تورد الابل ايها الزميل عدنان حسين
- المثقف الشيعي العراقي و النووي الايراني


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فرات عزمي - الحزب الشيوعي العراقي و العهد الجديد