أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي














المزيد.....

أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


لم ينظروا في عينيك جيدا

أو ربما تحاشوا

كي لا يروا قلبك النائم

وهو يحرك جناحيه المنكمشين بوهن

بين فترة وأخرى

كطائر عجوز

يحلم في غفوته العميقة

بسماء تحترم شيخوخته

لم ينظروا في عينيك جيدا

إلا ليفتشوا عن أماكن آمنة

تصلح للنوم

ولأحلام تحرك أجنحتهم

بين فترة وأخرى

* * *
أنام

كحكاية مملة يرويها كل ليلة

عجوز ثمل

أراد أن ينسى العالم

وبنية حسنة

لطفل صغير

وهو يضاجعه

* * *
من الذي درب الحياة على القسوة

وربى الموت على الحماقة ؟!

من الذي جعل ابتسامتك الساخرة

مشطورة لنصفين

نصف خائف

ونصف لا يعرف نهاية الخوف ؟!

* * *
ـ هل تعرفني ؟

ـ لا

ـ لماذا أنت هنا إذن ؟

ـ لا أعرف

ـ هل يمكنك أن تساعدني ؟

ـ ها ها ها ها ها ها ها

* * *
الأشياء التي أحببتها

دونتها غيمة عجوز

لم تكن مدربة بما فيه الكفاية

على الولاء للانفجار الكوني

كشروط لتربية الأصابع

في معدة الكراهية

الغيمة التي أفنت حياتها

في التعرف على مقادير الخيانة

جهزت فراغا بحجم شتاء مذبوح

ليؤدي مهمته في تحديد التشابه

بين استيقاظي من النوم فزعا

والانتصار للحس الإنساني

هي التي أفنت حياتها

في طهي مطر صحي

لترضع به الأنا الميتة

في حديقة الخلود

التي لا تطل عليها

سوى نافذة واحدة

* * *
لم أقف وحيدا أمام البحر

ولم ألتقط زجاجة فارغة

كان يلهو بها طفل ساعة الغروب مثلا

ولم أكتب اسمي معكوسا فوق ورقة هكذا :

( حودمم قزر )

ولم أضع الورقة في الزجاجة وألقيها في البحر

كأنني أتمتع بثقة عمياء

في الكوميديا السوداء للموج

ذلك الذي كان سيعيد لي نفس الزجاجة

ونفس الورقة

ومكتوب عليها من الخلف

( ءامسل ا و ضرأل ا )

* * *
أفتح بابا

أغلق بابا

كم من الأبواب ينبغي أن تفتح ؟

كم من الأبواب ينبغي أن تغلق ؟

أنا هنا

أقف فوق نقطة ضئيلة

تشبه حذاءا قديما

مقلوبا على وجهه

تركته روح رجل بدائي

ظل طويلا داخل كهف

يرسم وجوها

ويمسح وجوها

بينما العابرون في الخارج

وبكناية عن المودة

ينسجون خرافة عاجلة

ليغطوا بها جثته

وحينما أنهكه الرسم والمسح

قرر أن يفتش في غابة بعيدة

عن مطلق الخواء

محتفظا بأمل يشبه طلسما حجريا

أنه ربما سيرجع إلى كهفه

بقدرة على منع تعاقب الليل والنهار

من تحويل يديه إلى فضاء فانتازي

وحينما أراد بعد وقت طويل

أن يجرب إمكانية الاستفادة

من صرخة عادية

فتح فمه

الذي لم يخرج منه سوى تأوها خافتا

فأكلت المرارة قدميه

وأعادت الصمت إلى مكانه

* * *
في منتصف المساحة الشاسعة

تحت ضوء مشروخ لقمر أعمى

أثر قدمين هائلتين في الرمال

وزجاجة خمر فارغة

وسكون

حيث كانت السماء مهيأة

للون الداكن

وللظلام الذي يتثاءب أسفلها

ولضحكات عالية

أخرجت الدود من منازله

كي يوفر لطقس البهجة القرابين المطلوبة

من أوراق الشجر المرتعدة بقوة

لكنهم تعمدوا في النهاية

ترك ورقة شجر واحدة

فوق الرمال

وبالفعل

وبينما السماء زرقاء

طفل ما عبر صدفة

ولم يلحظ أثر القدمين الهائلتين

ولا الزجاجة الفارغة

فقط .. التقط ورقة الشجر الوحيدة

وظنها صالحة لأن يحتفظ بها

بين صفحات كتاب يحبه

فأخذها

ومشى .

* * *



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي
- عرض بطيء للتخلص من نفاية
- طاولة صغيرة لا تفسد عتمة المقهى
- علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان


المزيد.....




- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي