تلاشي بلدان الرّبيع العربي: من دعاة” الثّورة”أم من غزاة”الثّروة”؟

بشير مصدّق

الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 18:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

تلاشي بلدان الرّبيع العربي: من دعاة” الثّــورة”أم من غزاة”الثّــروة”؟
بقلم: بشير مصدّق
تنوّعت مظاهر الحسّ الثوري في البلدان العربيّة بصورة تكاد أن تكون سمة من سمات تحرير الوطن وإعادة بنائه.
فهناك جبهات مختلفة وأشكالًا متعددةً، خصوصًا بعدما تنامت وتيرة الصراعات بين أبناء الشعب: واحدة قتاليّة، وأخرى سياسيّة، وثالثة ليست توافقيّة، ورابعة بمجموعتها الإرهابيّة وتجمّعاتها الحزبيّة، ومع هذا التنوّع من مختلف البيئات والنضالات يتبيّن أنّ أغلبيّة من دعاة الثورة في كل شبر يطمعون، ولا القناعة يعرفون.
أكلّ حامل سلاح ثائرا؟
أكلّ حامل خطاب ثائرا؟
تتالت موجة الثورات نحو إرساء مبادئ الديمقراطية وإرجاع حقوق الشعب من أجل بناء مؤسسات تضمن تفكيك محاولات الإرهاب وتنهض ببناء دولة رسميّة.
ناهيك أنّ، غياب الفجر مع غياب الصبح مع فقد الضياء أصبح وهم الظلام والظلم يشيّد قصوره ويمتدّ الغدر ممّا أدّى إلى إيقاف سيرورة بناء الدّولة وعطّل كل محرّكاتها من جرّاء مليشيّات جائعة تنهش ثروة البلاد: أموال سُرقت، وجرائم اُرتكبت، وديار أُسقطت، ونيران أشعلت، وقذائف أُطلقت، ورقاب ذُبحت، ونساء اغتصبت، وحريّة الصحافة اُسكتت، (……).
و قد ازداد الاستيلاء على مخازن الأسلحة والمدرّعات العسكريّة وزاد في تعقيد الأمن والسلم ممّا يساهم في تلاشي البلاد وتمزّقه بين الطامعين والحاقدين.
وحسبك، قليل من يتحمّس حرصا في حبّ الوطن، كثير من يعشق طمعا في سرقة ثروات الوطن وذلك مِنْ ( نفط، و…، و…، و…).
هل الكرامة سعرها بعض القروش؟
لا…!لم يُفلـــحْ غُزاة الثّــــــروة!بل “زادوا الطين بلّة”! وزادوا البلد ألما.
لا…!لم يُسْلِـــمْ دُعاة الثّـــــــــورة !بل تأسلموا! والإسلام من هذه الجماعات – دعاة الثورة- براء.
فلا عمليّات التخاصم والتناحر تمثّله وهي في مجموعها ظاهرة مرضيّة تدّل على حبّ السيطرة والوصول إلى السّلطة بأيّ الطرق.
فقد استقرّ أنّ دعاة الثورة باستثناء “بعض الشرفاء “جماعات من الذّل والعار على طبق مفروش ولا تمثل كلّ أبناء الوطن.
صرت لا تدري من يتبع من؟
هل يفلح كلّ من طمع في سرقة ثروات البلاد؟
لماذا الوطن تلاشى قطعا قطعا، ومُزّق إربا إربا؟
ممّا لا شك فيه وجود تيارات متشددة يمارسون التجارة لدعم مسلحيهم “تستغل هذه العائدات في التسليح وتمويل عملياتها الإرهابية”.
وتعتمد المليشيات الضغط على المواطنين والعمّال والديبلوماسيين والصحفيين.
ومن جانب آخر، يتضح أنّ الصراع والتكالب على السلطة من جرّاء النفوس الجائعة للوصول إلى السلطة فلا يحسبون من قبيل الثوّار بقدر مايصنفون من قبيل غزاة الثّروة .
لا…!لم يُفلـــحْ غُزاة الثّــــــروة!بل “زادوا الطين بلّة”! وزادوا البلد ألما.
لا…!لم يُسْلِـــمْ دُعاة الثّـــــــــورة !

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل