أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابتسام الحاج زكي - في رحاب الذاكرة














المزيد.....

في رحاب الذاكرة


ابتسام الحاج زكي

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 22:59
المحور: سيرة ذاتية
    


يا من تسائل فيمن تفكيري، حسنا سأحاول وأن آمنت سلفاً بعقمها إجابة يشتتها ضجيج المارقين في رحاب أرضك الموصوفة بالسواد يا وطن تأبى النوائب إلاّ انكسارا عند تخوم قدسيتك التي ستطّهر الكون من أدرانهم أولاء المارقين.
أفكار وأفكار تجول برأسي المتألق بحبك أيها السيد يا عراق فها أنا أتذكرها جيداً أمنية لطفولة أرعبها ذعراً تقافز الصيحات المحذرة والمعبئة في آن للتعايش وقرع طبول الحرب: إياكم والأنوار، عليكم وزوايا الغرف، الانبطاح أرضا... و و و تتوالى الإرشادات انه أيلول العام 1980، الشهقة الأولى لحرب ولود حيث صافرة إنذار البداية والنهاية لغارة أزيز طائراتها تمكّن وبجدارة أن يمحو صباحاتنا الفيروزية ، ويخنقها بضوضاء الزمر والتطبيل تحت مسمى التحشيد للحرب، قرأت ذات مرة لشاعر يتهكم سخرية من غباء الحرب ومريديها*:
عندما قامت الحرب
أعتقد الناس
أنّ إقامتها لن تطول
فشرعوا بجمع التذكارات منها،
قطعة من جناح طائرة
خرطوشة فارغة
شظية قنبلة
رصاصة فاسدة... الخ الخ
لكنها مكثت طويلا
طويلا
أسموها حرب الثمان سنوات وما أدراك أي سنوات تلك التي أحالت أيامنا إلى كابوس يجثم وبقسوة على حياة أُستبيحت أنفاسها.
كلما حاولت الانكفاء على الفكرة واحتوائها أرجع وقد أرهقني تجوالها أفكار رأس تتجاذبه ضغوطات الجهات الأصلية والفرعية للأفكار، أعود لأمنيتي المسكينة بإيجاد وطن بديل عن العراق بل تراني تجاوزت الحد في التمني حين قلت: ليتني لم أطلق صرخة البداية على أرض وطن يهدينا حربا لا نقوى على تحمّل أعبائها، أمنية من السذاجة حينها لكنها الطفولة تسوّغ ما لا يمكن تسويغه ولا سيما وأنّ تقنية صناعة الخوف كانت تعيش أوجّها ، أضحك الآن بملئ شدقيّ وأنا أتذكرها تلك الأمنية التي أُرغمت عليها بلحظة عابثة، قد تكون ولادة هذا الحديث الذي نحن بصدده بإيحاء من حالة الهلع الباحث عن وطن بديل واللوذ بمناف قصية التي صار يطبّل لها حسنو النية وسيئووها، من المؤكد أنه لا يحقّ لأحد أن يفرض قناعاته على الآخر وأن اختلقت المعاذير لذلك، لكن هو رأي لا يعدو أن يكون شخصيا بانّ ما يجري الآن من تشجيع على الهجرة والسفر خارج الوطن إن هي إلّا محاولة لمحاكاة الهجرة التي أفرغت العراق من الكثير من أبنائه أبان الحكم البعثي للعراق بعد أن فرّ الملايين هربا من الجوع والخوف، وأكيد يتحمل وزر هذا النفير الحالي حكام ما بعد 2003 الذي ينهج الغالبية منهم نهج أسلافهم من البعثيين.

*جمال جمعه، كتاب الرسم بالمدن، من نص شجرة الحرب، تذكارات، منشورات الصوت، الدنمارك،1990.



#ابتسام_الحاج_زكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذ بعد...
- لذاكرتي لحظة صفاء كدرة
- اشارة لابد منها
- سيرتي حين اكتنزها الحاج


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابتسام الحاج زكي - في رحاب الذاكرة