أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد كاظم الغزي - شبقية الصراع وعتمة الضياع في نص حفريات على جبين القمر للشاعرة المغربية أمينة اغتامي















المزيد.....

شبقية الصراع وعتمة الضياع في نص حفريات على جبين القمر للشاعرة المغربية أمينة اغتامي


عواد كاظم الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4911 - 2015 / 8 / 31 - 06:10
المحور: الادب والفن
    


(شبقية الصراع وعتمة الضياع
في حفريات على جبين القمر للشاعرة أمينة اغتامي)
.للدكتور عواد كاظم الغزي/جامعة ذي قار/ العراق.
********************************
في حفريات على جبين القمرللشاعرة المغربية أمينة اغتامي، ثمة أنساق تطفح في النص من أول قراءة:
1-----1
يحاول النص أن يؤنسن الأشياء ويؤثث الفضاء بوساطة الامتياح من الثقافة الشائعة والمرجعيات الثقافية للمتلقي , إذ. شاع في أفق المتلقي أن القمر قد يؤنسن، ونسجت الثقافة العربية الشعبية مقولات حوارية كان القمر قد تلفظ بها.
كما أن القمر يعد رمزا للجمال والعطاء والخير، وذلك ماسيجعله واهبا كالإنسان ومانحا كالشئ.
والألفة بين الإنسان والقمر بعد زمني آخر يجعل القمر محسوسا وجوديا ويقوم على بنية زمنية تتكلف بنبوءات غيبية يتلقاها الإنسان على أنها محددات حياتية وجودية.
1-----2
وذلك ماأباح أن يكون للقمر جبين، ولانسلم بتلك الحقيقة مالم نقلب الثيمة النسقية النصية تأويليا على وجوه عدة .
ذلك أن تجسد القمر وألفة وجوده وجمالية مثاله تجعل منه بؤرة ذات قيم دلالية تتعدد تجلياتها بحسب ظهورها السياقي.
ولايمكن في التحليل النصي الوصول الى حقيقة التأويل أو مصداق وجوده مالم يكن في النص انساق أخرى تحقق التكاملية التأويلية.
إذ من شأن القمر أن يكون دالا على الوضوح تارة،أو دالا على الصدق تارة أخرى أو دالا على الطهر المقدس أو الرمز النقي أو الآخر الثابت. وكل تلك الدلالات لايمكنها الظهور الا بوساطة النسق او التركيب.
وقد تكون هناك دلالات أخرى يؤديها ترابط المتن بثريا العنوان، فالعنوان قد يستـل من المتن بحسب بعض النقاد أو أن يأتي مفارقا بنائيا لمتنه.
2----1
لقد كان القمر في نص الشاعرة أمينة اغتامي يتجسد بهيئة انـوجادية وموجودة.
ذلك أن الانوجاد يتجلى قمريا في(وتر / يتكور ملاءات الليل /حلمة الشمس).
وكل ما جاء في أول النص يحقق انوجاد القمر على أنه رمز الوضوح .
والايقونة التي تماثل الانسان في انوجادها له شبق وله لواعج وله رعشة وطين أصفر وسغب.
وأما دلالته على أنه رمز خالد هوأحد طرفي ثنائية كونية( الشمس والقمر)ِ فيحقق وجوده الأبدي.
وبذلك يغدو الانوجاد مكلفا بدلالات تغاير دلالات الوجود.
ومابين دلالات الانوجاد ودلالات الوجود يتجلى القمر فاعلا نصيا ،وبنية رامزة تؤدي وظائف في مستويات تركيبية مختلفة.
وفي الانوجاد يأخذ حيز الزمن نسق المحدودية ،وأما في الوجود فإن نسق الزمن يستدعي الديمومة والأبدية.
2----2
إن تجسيد القمر على أنه وِتر يشي بصورة زمنية محدودة التشخيص، وتسري تلك الصورة المحدودة في تكوره وفي ظهوره مسعورا.
كما أن الطين الأصفر هو دلالة زمنية تحقق البعد الزمني المحدود في الظهور، على حين يشكل الليل والشمس دلالة الوجود فلا قمر بلا ليل..
وكما أنه لاقمر من دون شمس ،وقد رشح في الثقافة العربية التغليب بقولهم (القمران والشمسان) وإن كان تغليب القمر على الشمس أكثر تداولا وذلك مما يحقق الوجود الأبدي والديمومة الأبدية على حساب الانوجاد المحدود.
على حين يشكل الليل والشمس دلالة الوجود، فلا قمر بلا ليل ،مما يعني أن الانوجاد بنية زمنية نصية والوجود بنية ثقافية فكرية.
ومابين البنيتين يحدث تواشج حياتي فيكون القمر رديف الشمس والشمس قرينة القمر في الوجود:
(رعشة البلل
تجرر سغبه
لحسوة خمر
من حلمة الشمس).
إذ تكون خمرة الشمس ايهابا للقمر في لحظة انوجاده،
ذلك أن دلالة (الحسوة)على القلة والارتشاف والطلب جعلت من القمر في هذا السياق انوجاديا، كما أنها مايزت بين تأنيث الشمس وذكورة القمر، وهو مايقع ضمن حيز الانوجادية بمخالفة الشائع في الموروث الثقافي العربي من تذكيرهما وتأنيثهما.

3-----1
وبتحول القمر من مانح وواهب الى محتسٍ خمرة حلمة الشمس يكسر أفق التوقع وينزاح الى الانوجادية الزمنية المحددة.
إذ تحول القمر من مانح الى ممنوح ويشي التحول بنكوص زمني دال على تحول الحياة في زمن النص الى حياة ناكصة يغدو فيها الواهب ممنوحا:
(فيعود قلبه ....سقما).
وفي هذا السياق النصب تتجلى أهم صور القمر وتشيئاته الصورية والدلالية.
فهو انوجاد شخصاني بقلب آدمي، وهو تحول ناكص من مانح الى مشخصن يرتجي المنح من قرينه.
وفي ذلك ثمة دلالة تبؤر تحول الحياة من حياة آمنة تهب السلام والشفقة للانسان، الى حياة ناكصة تترجى أن توهب مايقوم وجودها الانوجادي ليكون علة وجودها الوجودي الدائم.
3-----2
ويأتي التناص في نص حفريات على جبين القمر ليؤدي دورالتماثل:
(واحر قلباه...
ممن قلبه
شبم...)
ليشقق عن لحظة النكوص في نسق الانوجاد.
فشبم القلب وسقمه يتجلى شعورا ناكصا في القمر المشخصن صوريا.
مما يصيره:
(لاوهج
يلوح في شفق الحب
حين تدك الشمس
مضارب القمر...)
ويعد الشفق من مكملات الانوجاد الزمني المحدد ذلك أن ظهوره المؤقت صيره ذا سمة زمنية دالة على المحدودية نوعا ما.
ويقع التناقض بين الوجود القمري والوجود الشمسي في :
(حين تدك الشمس).
فالفعل دك يشي بقساوة الوقوع وإرغامية الحدث. مما يعني أن الدك يزيل الوجود ويحقق الانوجاد،
وبتكرار الدك يتكرر الانوجاد المحدد زمنيا وهو ماتوحي به دلالة السياق:
(لاوهح
يلوح في شفق العشق
حين تدك الشمس
مضارب القمر).
إن الانوجاد يذهب بالوهج والعشق كناية عن الوجود الرامز للحياة ،وهو تناقض بين زمني البناء النصي..
.4----1
ويشيع زمن الانوجاد في آخر النص:
(في مملكة الغلس الازرق
تسطو الحوريات).
ويتحقق في ذلك انوجاد تنقلب في موازين الحياة صوب السطو والانطفاء .
(تسطو الحوريات
........
عندما تصاب بالغباء
........
في خبائها....تطفأ الشموع)
إن السطو والغباء وإطفاء الشموع والغروب والأبواب الموصدة كلها دلالات تشيع زمن الانوجاد المحدد على حساب زمن الوجود الدائم.ومن ثم تأتي شخصية السلطان لتكون أيقونة دالة على القساوة والنكوص الحياتي ،فغياب الزمن بأمر السلطان يعني شيوع زمن آخر بأمر السلطان أيضا ،وذلك الزمن الشائع بأمره هو زمن النكوص والانوجاد.

4----2
وأما في محاولة ربط الدلالات والإمساك بخيوط الترميز، فإنه يشي بدلالة القمر على الأمن والسلام والرفاه والحرية والإنسان ،ذلك أنه مانح الوجود بفعل أنسنته.
وأما ارتشافه حسوة من خمرة حلمة الشمس، فذلك زمن نكوص وتحول يعاني منه الانسان بفقد أقانيم الآدمية.
ومن ثم دلف النص الى ثيمة الظلام والغياب والتسوير السلطاني، وذلك دلالة على فقدان الحرية ورمزية على التفرد وعدم التماهي بالاخر.
وفي تلك الدلالات تؤجل الأمنيات وتصغر المنى.

حفريات على جبين القمر..
.....................................
قمرٌ وِترٌ...
يتكوَّرُ مسعوراً
في مُلاءاتِ الليل..
رعشةُ البلل
تسكنُ لواعج شبقه
لافتراس الطينِ الأصفر
تجرجرُ سغَبهُ
لحَسوةِ خمرٍ
من حلْمة الشمس
فيعودُ قلبه..سقِماً
(واحر قلباهُ..
ممن قلبه
شِبمُ...)
لا وهجَ
يلوحُ في شفقِ العشقِ
حين تدُكُّ الشمسُ
مضاربَ القمر..
في مملكة الغَلسِ الأزرق.ِ.
تسطو الحورياتُ
على صبايا الجان..
لتظفر بجوهر الفطنة
عندما تصاب بالغباء
قلاعُها المسحورة..
في خِبائها..تُطفَأ الشموعُ
عند قوس الغروب
والأبواب تُوصدُ..
بأوامرِ السلطان..
.............
أمينة اغتامي.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد كاظم الغزي - شبقية الصراع وعتمة الضياع في نص حفريات على جبين القمر للشاعرة المغربية أمينة اغتامي