أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وائل زمو - الكاتب -الدكتاتور-














المزيد.....

الكاتب -الدكتاتور-


وائل زمو

الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 30 - 21:26
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو أن مشكلة الدكتاتورية في عالمنا العربي متأصلة في تكويننا النفسي و الاجتماعي و لا تقتصر على الحاكم فقط. فما إن يجلس معارض على كرسي الحكم حتى يتقمص "شعائر" العظمة والاستعلاء. وهذه الحال تبدو أيضاً في كل خلية اجتماعية من مجتمعنا فالاب في البيت والمدير في مؤسسته لا تختلف تصرفاتهم عن اي دكتاتور.
لكن المشكلة الحقيقة هي فيمن اخذ على عاتقه "قيادة" التغيير لهذا الواقع. هذا الشخص الذي استل قلمه تحت مسمى فيلسوف أو عالم أو واعظ يحارب الدكتاتورية و اثارها في مجتمعاتنا, وداعيا للديمقراطية وحقوق الانسان. هؤلاء عندما سمحت لهم وسائل التواصل الاجتماعي التقرب من جمهورهم أخذتهم "العزة" بكثرة المتابعين حتى أصبحوا وكأنهم في قصر عاجي لا ينتظرون الا المديح.
لقد خلقت لنا وسائل التواصل الاجتماعي بيئة لممارسة الديمقراطية اسلوبا حياتيا كما ذهب في تعريفها ديوي: "الديمقراطية هي زيادة التفاعل الى الحد الأقصى". اذاً سمحت وسائل التواصل الاجتماعي لهؤلاء الذين انبروا يحملون لواء التغيير منادين بالديمقراطية في وجه الدكتاتورية الحاكمة توصيل افكارهم عمليا. ومعلوم للجميع ان انخراط المتعلم في التجربة اكثر فائدة من الحديث النظري. هكذا يمكن لكل من قال عن نفسه بانه عالم و لمن قرر متابعته يتلقى منه علومه ومعارفه أن يخلقوا بيئة تواصلية تزيد خبرات المتلقى منه من النقاش و الاخذ والرد بمقدار ما تزيد من معارف ذلك المتلقي. بل اكثر من ذلك فالرد من المتلقي هو اعظم ما يتلقاه الشخص سواء أكان معلما, او كاتبا او خطيبا فهي التغذية الراجعة لافكاره و صدى لاقواله فيما اذا وصلت الفكرة ام لا وهي بذلك اداة تعليميه تسمح له بالتطور و الارتقاء. هكذا تصبح الديمقراطية اسلوبا حياتيا - كما ذهب ديوي فالنقاش والتفاعل يقتضي الاعتراف بالاخر, والمساواة, و الحق في التعبير والنقد - تزيد من تجربة كل من الملقي و المتلقي فيتطور ويترقي كل منهما و يرتقي بهما المجتمع في النهاية.
لكن واقع الحال ان بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اعتقد ان افكاره و كتاباته صنعت له قصراً عاجياً لا يسمح لنفسه بالنزول منه الى "عامة" الشعب للنقاش. بل اخذ ينتظر "الهتاف بالاعجابات" على اي كتابة يخطها على صفحته حتى صنع من نفسه دكتاتورا" افكاره لمؤيديه و مريديه "ملهمة"و قراراته "تاريخية" و لمعارضيه "الاعدام" من صفحته بالحظر في تعبير عن "ضعفه" الشديد مثله مثل اي دكتاتور عنفه نابع عن ضعف.
الغريب في كل ذلك ان جل كتاباته موجهة اساسا لمحاربة الاستبداد والدكتاتورية.
فمتى نكون اوفياء لمبادئنا ؟ ليس فقط لاعطاء صورة صادقة عن انفسنا بل ايضا لأن الوفاء للمبادىء هو احترام للذات ترتقي برقي و احترام الاخر الذي نكتب له و الذي غالبا ما يكون حاضرا في وعينا وذاتنا و نحن نخاطبه سواء بالكتابة او بالكلام.



#وائل_زمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة على اساس المواطنة : قراءة موجزة في نماذج غاليشيه
- حول خطاب الأسد في جذور الأزمة السورية : دور المدرسة تثقيف أم ...
- بين الجنسية والمواطنة وروح القطيع


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وائل زمو - الكاتب -الدكتاتور-