أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن جاسب العرمش - بانوراما الاحتواء والترويض الطويلة















المزيد.....

بانوراما الاحتواء والترويض الطويلة


حسن جاسب العرمش

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 28 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انا غير مؤمن بنظرية (المؤامرة)التي يتعكز عليها الكثير من الخائبين ،ولااجد أن امريكا او الدول الغربية حين يخططون لتحقيق مصالحهم في اية منطقة من العالم ،لاينطلقون من مبدأ العداء لهذا الشعب او لتلك الدولة او لإعتبارات دينية او عرقية كما يرى الخائبون المرضى ،كالعداء للعرب او الاسلام والمسلمين لابل ان احدهم وجد ان الاحتلال الامريكي للعراق جاء لمحاربة (جيش الامام المهدي)،بل هم ينطلقون دائماً من مصالح بلدانهم ،وتحقيقها بكل الوسائل ،الشرعية منها وغيرالشرعية،حتى لو تطلب الامر ابادة جماعية لشعب ما .فبريطانيا العظمى حين غزت العراق بداية القر ن المنصرم، جاءت (محررة) لاغازية كما قال الجنرال (مود)،وهو حقاً تحرير وفقاً لمعطيات احوال العراق البائسة آنذاك ،وهذا الغزو اوالتحرير انهى الاستبدادالعثماني المقيت ،وادخل العراق في حضيرة القرن العشرين ،اذ جلب لنا الطاقه الكهربائيه والقطار والطائرة والمستشفى الحديث والمدرسة النظاميه والماء النقي ونظم الادارة والحكم ...الخ بعد ان كانت تفتك بنا الاوبئه والامراض ويتسيدنا شيوخ القبائل ولانعرف القرائه والكتابة الامن خلال (الملالي )ونتداوى( بالعوذه والكوي وشارة السيد ),ونجهل خارطة وطننا اذلانعرف من العراق اكثر من مد البصر ,وجعلوا لنا كيانا واضحاً من خلال (سايكس بيكو ),واستكشفوا النفط واستثمروه (وهوبيت القصيد )اذ لولاهم لكنا(نبول عليه)كمايقول الممثل الكوميدي الكويتي الكبير(عبد الحسين عبد الرضا)في احدى مسرحياته .كل هذا وغيره من بركات التحرير او الغزوا لم تفعله برطانيا لنا او لسواد عيوننا ولا لانا شعب عريق يجب مساعدته مجددا ليرفد الحضارة الانسانيه الجديدة ليعلمها الابجدية او الكتابة المسمارية او الفلك والتنجيم ولا صناعة (الهمبركر او البيتزا)بل هي مصلحة بريطانيا العضمى لتطوير مستعمراتها بما يتواءم مع مصالحها العليا كل هذا بديهي ومفهوم ,لكن اللافت للانتباه هوان بريطانيا غيرت من ستراتيجياتها المخصصه للعراق بعد ان تفاجأت بزلزال العراق في العصر الحديث وهو ثورة 14تموز 1958 ,هذه الثورة التي حطمت حلف بغداد الذي انشئ لحماية مصالح الدول الاستعمارية انذاك واستعادت الثروة النفطية من الشركات الاحتكارية من خلال قانون رقم80 .(وقيل ان عبد الكريم قاسم حين وقع هذا القانون قال للمقربين له انه وقع على وثيقة اعدامه )فوجدت في العراق بلدا مشاغبا وخطيراوهو في موقع القلب من منطقة بحيرات النفط الهائله .لذا كان من الضروري والضروري جدا تحجيم هذا البلد (الخاص)ولا اريد افتعال هذه الخصوصيه لاني عراقي بل ان كل الدلائل تشير الى ان هذا الشعب عصي على الموت رغم الاهوال التي مرت به طيلة اكثر5عقود.
فبدأت خطة سريعة لاجهاظ هذه الثورة الزلزال فجاء انقلاب 8 شباط 1963 محاولا وأد الثورة وبشكلٍ دموي وهمجي ,والذي اعترف بعض مدبريه قائلا (اننا جئنا بقطار انكلوا امريكي)وحين تلكأ هذا القطار في الوصول لمحطاته المرسومة له اعيد مجدداً الى سكته من خلال عودة البعث للسلطة عام 1968 بدبابة النايف والداوود المعروفين بعلاقاتهم المشبوهه باطراف انكلوا امريكيه وخليجية باعتراف البعثيين انفسهم ببذلك, ورغم ان تجربة البكر في السلطة كانت ايجابية لكنها يبدو انها تمهد لتقبل الفترات اللاحقة لاستكمال اعادة التأهيل .فقيام الجبهه بين البعثيين والشيوعيين مثلا كانت خطوة لضرب بقايا المتمسكين باهداف ثورة 14تموز1958 ,فاستكملو ضرب الشيوعيين وكسبوا ود العسكر الاشتراكي انذاك .وجاء صدام مزيحا البكرمتزامنا مع قيام الثورة الاسلامية في ايران كمصد كبير لمنع تمدد الاتحاد السوفيتي انذاك وقيام حكومة مدنية خلفاً لشرطي الخليج الشاه العجوز .
وانفتحت صفحة اخرى دامية باشتعال الحرب المجنونه كما اطلق عليها (بريجينيف )انذاك في عام 1980 والتي احرقت الاخضر واليابس في العراق وانهت منجزات فترة (البكر )وقضت على خيرة ابنائه وكبلته بديون كاذبه كديون دول الخليج التي دفعتها له كمساعدات للتصدي لشعارات تصديرالثورة التي اطلقتها حكومة الخميني انذاك وبعد ان استمرت هذه الحرب لمدة ثمان سنوات عام 1988توقفت بعد اجتماع (ريكان وغورباتشوف )في في (يالطا)باسبوعين تجرع الخميني السم حين وافق على اطفاء نارها , الذي وجد في اسمرارها مصلحة له في تثبيت دعائم حكمه لايران . ولكنها توقفت ,وخرج العراق مديونا ومنهك الاقتصاد والمعامل مخربة واعدادهائلة من المسرحين من الجيش والعاطلين عن العمل واعداد مثلها من الارامل والايتام وتضييق دول الخليج عليه والخناق مطالبينه بديون افتعلوها اكتشف صدام حسن حينها أن دوره قد انتهى بانتهاء هذه الحرب وأن حكام الخليج حاكوا هذه المؤامرة المرعبه لضرب مجموعة عصافير بحجر واحدٍ دون ان تمسهم النار .لكن بقي العراقي جيش لازال يمتلك القوة فيجب ان ندمر .فاعدت مصيدة الكويت باحكام ودخل هذا البائس (صدام)المستميت من اجل بقائه في كرسيه الكارثي ,دخل الكويت غازيا ولكن بنفس المتأمل في اعادة النضر ببقائه في الحكم ليكون شرطياً للخليج ,بعد ان شغرت هذه الوضيفه برحيل الشاه دون ان يدرك ان امريكا لاتحتاج الى شرطي يحمي مصالحها كالسابق ,فالاتحاد السوفيتي قد تفتت وحكام الخليج بقرات سمان حلوب وشعوبها مترفهه مستهلكة ومروضه ,فكان خطابه دالاًعلى نواياه بعددخوله للكويت مباشرةً اذ قال (ليعلم الغرب ان العراق اصبح يمتلك 25 %من احتياطي نفط العالم وعلى الشركات الغربيه ان تاتي لتستثمر في هذا الاحتياطي )ولم تشفع له توسلاته واغرائاته اذ ان الهدف هو انهاء ماتبقى للعراق من قدرات احدها (الجيش)وجائت,عاصفة الصحراء وتحرير الكويت فدمرت ماتبقى من الجيش الا قوات الحرس الجمهوري والنخبة تركوها ترجع سالمة للعراق لاهداف مستقبلية اخرى .ورجعت بعض طلائع المنكسرين من مششتته مرعوبه وكان العراق وقت ذاك كبرميل بارود يحتاج لاي عود ثقاب لينفجر فاشتعلت انتفاضة عارمة شملت اكثر محافظات العراق وكانت وقتها وطنية فجرها الغضب الوطني .وكانت القوات الامريكية على بعد اقل من ساعتين من مخبأ(صدام)في بغداد فادركت بريطانيا انه في حالة سقوط (صدام) على ايدي القوات الامريكية التي كانت مندفعة نحو بغداد فسوف لاتضمن مصالحها في مستعمرتها السابقه,وهي احق من امريكا في هذه المستعمرة المشاغبة ,فاندفعت فجأةً مجاميع كبيرة من ايران حرفت الانتفاضه عن مسارها الوطني ,وارتدت طابعاً طائفياً (سريعاً) فضهرت شعارات وهتافات طارئة(ماكو ولي الا علي ونريد حاكم جعفري)(بالروح بالدم نفديت ياحكيم)ثم قامت هذه المجاميع باهانة الجيش اهانة منكرة اذ نزعت رتب الضباط وملابس الجنود وتركتهم حفاة عراة حتى لاياخذ الجيش زمام المبادرة والاستيلاء على السلطة ,رغم ان اول من اشعل فتيل الانتفاضة هو الجيش حين صوب قذيفة دبابته لاحدى صور صدام المنتشرة بكثافة في كل مدن العراق .
وفككت الانتفاضه واجهظت بذكاء وخبث كبيرين مما حدى ببوش الاب ان يعلن بشكلٍ مفاجئ وقف اطلاق النار في ساعة من فجر عراقي محترق,وسمح لصدام بالابقاء على الطائرات ذات الجناح المتحركواستخدامها لقمع الانتفاضه رغم وقف اطلاق النار وتنفس صدام الصعداء وادعى انه انتصروهو منتصرٌ حقاً اذ بقي في السلطة ودارت عجلات القتل تحصد المنتفضين بالطائرات ذات الجناح المتحرك وبدبابات الحرس الجمهوري واستبيحت المدن المنتفضة وتنفست معه كل من ايران التي رغبت في بقاء صدام في العراق كرجل مريض انعش ضعفه اقتاصدها فجارٌ ضعيف محطم خير من جارٍ قوي .وكذلك بريطانيا التي اعادت ترتيب اوراقها بما هو قادم من صفحات الترويض لهذه المستعمرة المشاغبة ,مع ان احد الستراتيجيين يرى ان (بريطانيا تخطط بدهاء وتجعل امريكا رأس الرمح في التنفيذ.
وتيقن صدام انه ورقةُ محترقة بلا رجعة ولكنه سوف يبقى في السلطة حتى استكمال ماتبقى من المخطط الاحتواء والانهاء والترويض للعراق وشعبه فانشغل ببناء القصور الخيالية والشعب اصبح بقايا اشباح يتضور جوعاً ويتشبث بالحياة باي شكل من الاشكال ووصلت الاوضاع حدود الابادة الجماعية لشعب الرافدين المشاغب وتعمد صدام تاجيل التوقيع بمذكرة التفاهم المسماة (النفط مقابل الغذاء) لاكثر من 5 سنوات كعقوبة جماعية لكل الشعب الذي خرج ضده في انتفاضة 1991 . واصبحت الارضية ممهدةً باسقاط النظام بعد ان استكملت دورات التدمير الممنهج لهذا البلد حلقاتها واصبح العراق ممهداً لدخول قوات التحالف الدولي بثيادة الولايات المتحدة الامريكية لكن هذه المرة بمشاركة فعالة من بريطانيا التي تريد ان تضمن لها موطئ قدم جديد في مستعمرتها السابقة المشاغبة فاعدت نفسها بريطانيا هذه المرة لاحتلال جنوب العراق فنسقت مع حوزات وتيارات وذات هوى بريطاني وبموافقة سرية من ايران على هذا الاحتلال بضمانات لايران منة امريكا وبريطانيا لها لانعرفها. وادرك العراقيون ماجرى لبلدهم لكن بعد فوات الاوان اذ انهم حين اسقطوا صفحات البعث المتوالية منذ 1963 فتحوا صفحة حكومات العملية السياسية المقدسة تحت مضلة (العراق الديمقراطي الفدرالي الاتحادي ) وهي صفحة اخرى من صفحات الترويض والاحتواء اذ اعتقدوانهم انتضروا اخيرا بجعله خانعا ومروضا كما هو حال شعوب شقيقة متخمة ومسطحة ومروضة ولكنهم لم يدركو ان هذا الشعب لا يروض ولا يموت ولا يحتوى
ملاحظة هامة ..بعض الوقائع والتواريخ سردتها معتمداً على الذاكرة دون توثيق محكم



#حسن_جاسب_العرمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اياد علاوي العلماني الحالم
- حكومة انقاذ وطني


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن جاسب العرمش - بانوراما الاحتواء والترويض الطويلة