أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مليكة نايت لشقر - الإلحاد الأخلاقي














المزيد.....

الإلحاد الأخلاقي


مليكة نايت لشقر

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإلحاد الأخلاقي، عداء للإنسانية، وربما كان الإلحاد عن توحيد الله أخف في ميزان الجزاء الإلهي عن الإضرار بالإنسان، صحيح أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك، لكن رحمة الله واسعة، فربما يغفر لمن لم يوحده، ولا يغفر لمن أشرك بالإنسانية سفكا وسبيا وهتكا .
فالله تعالى خلق الإنسان وكرمه وأسجد له سائر المخلوقات، وجعل روحه عزيزة، فمن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، وإنما بعث الرسول عليه السلام ليتمم مكارم الأخلاق، وكل حضارة أو "خلافة" لا تحتكم إلى الأخلاق الكونية والمبادئ الرفيعة الحامية لنفس وعرض وعقل الإنسان فهي خواء، لأن جوهر الإسلام يقوم على فقه القلوب ونقاء الأرواح، فالله لا ينظر إلى الأجساد والأموال ولكن ينظر إلى القلوب السليمة من الحقد والعنف،"يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"..
إن امتداد الإنسانية على الأرض ارتبط بدور الدين في ترقية السلوك الإنساني، وتنظيم العلاقات الاجتماعية على أساس الأخلاق، فكل الرسالات السماوية أكدت على القيم والأخلاق وعلى قيمة الإنسان داخل محور الوجود، وأن رفعته تفوق سائر الماديات التي تهيأت لوجوده على الأرض، وها نحن الآن في هذا الزمن "السرائبي" ترتفع قيمة المصالح المادية على قيمة الإنسان، بأن أضحى ثمنه أرخص في سوق النخاسة المادية، وأهون من روح عصفور بدأ يَفُكُّ أبجديات الحياة.
لقد أصبحت ديانة الإلحاد الأخلاقي تهدد وجود الإنسانية وتحد من استمراريتها، وذلك باسم شعارات متعددة، كإرهاب الدين والعقيدة، وإرهاب الفكر، وإرهاب الحياة، وإرهاب الحرية، وإرهاب المال، وإرهاب السلطة... ولكل دولة في العالم نصيبها من هذه الشعارات، إلا أن النصيب الأكبر منها يرجع إلى المساحات والفضاءات العربية، من خلال اعتناق فلسفة الدم ولغة الدمار لفرض وَهْمِ السيطرة، وهي لا تعلم أنها تسير لحتفها، وتجعل من أوطانها أسوارا بدون هوية، وتنبت من تربتها نباتا مختلفا أسماؤه الداعشي والطائفي.. بمذاقات سَامَّة لا يسلم الحجر ولا الشجر ولا حتى المنطوي على فكره ودينه، ولا الصبي والمجنون ..
إن الإلحاد الأخلاقي جُوعٌ لا يَشْبَعُ حتى يأتي على الأخضر واليابس، ولا يَعترف بنقطة النهاية حتى تنتهي أسبابه، ولا تحده إلا جغرافيا القيم الدينية والكونية .
الأستاذة مليكة نايت لشقر



#مليكة_نايت_لشقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية أغلى وأرفع أم الدين؟
- فلسفة الصراع وإشكالية الأفضلية
- الجمعيات النسائية وزيف الأقنعة


المزيد.....




- ليس دينيًا فقط.. إليكم سبب النزاع التاريخي بين الهند وباكستا ...
- البابا لاوُن يرد على سبب اختياره هذا الاسم ويبين ما هو أكبر ...
- فرنسا تُحيي ذكرى العبودية وبايرو يدعو إلى مواجهة -تاريخ رهيب ...
- كولومبيا تمنح اللجوء السياسي للرئيس البنمي السابق مارتينيلي ...
- أمسية نارية تتحول إلى لغز.. رموز غامضة على قبعة هاري تكشف تف ...
- -بلومبيرغ- : ترامب يهمّش مجلس الأمن القومي
- ترامب يشيد بقيادتي الهند وباكستان ويتعهد بالعمل على حل أزمة ...
- رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق يقبل قرار حزبه عدم ترشيحه ل ...
- نائب بوليفي: المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا ستنتزع ا ...
- فيدان يحدد أولويات تركيا في سوريا ويدعو لدعم غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مليكة نايت لشقر - الإلحاد الأخلاقي