أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالفتاح العمدة - لغز جرأة الشيطان على الله.. حرب الخالقين!















المزيد.....

لغز جرأة الشيطان على الله.. حرب الخالقين!


عبدالفتاح العمدة

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما سألت نفسي، لماذا ساق لنا الله في القرآن أمثلة الخلق من العدم، أو الخلق بغير أسباب، كما في نفخ الروح في آدم، وخلق حواء من آدم، وميلاد عسى، وكبش إسماعيل، وإذا كان الله يريد أن يثبت من ضرب تلك الأمثلة أن الخلق دون توافر أسبابه ممكن، ليدلل على قدرته التي لا أنكرها، فإنه هناك خالق لا شك، هو الذي خلق هذه المخلوقات بلا أسباب، وهنا أدعوك لتتأمل معي، قوله حين قال (فتبارك الله أحسن الخالقين)، كأنه اعتراف من الله – إن جاز لي ذلك القول – يثبت أن هناك خالقين غيره، ولكنه أحسنهم، وهو ما ذهب إليه القدرية في كتاباتهم.

وكثيرا – بل أكثر - ما استوقفني لغز شديد الإثارة، وهو مشهد معاندة الشيطان لله، ورفضه السجود لآدم، وهو ما جعلني أتساءل أيضا: هل نحن أكثر معرفة ويقينا من إبليس بقدرة وعظمة هذا الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، ويتحكم في زمام كل هذا الكون، بالطبع لا، إذن فمن أي أتت تلك الجرأة لإبليس الذي رأى النار رأي العين، وعاش في الجنة، بل ورأى الله جل وعلا، ياله من بائس تعيس، رأي الله، ورأى كل ذلك، ثم جاءته تلك الجرأة لأن يعصيه، إذن فنحن معذورون، وربما أفسر هنا، السر وراء كل هذا الحلم وهذه الرحمة من الله علينا، حتى أنه أعطانا فرصة التوبة حتى قبل الغرغرة، فنحن بلّغنا عنه فقط، وعن عذابه ونعيمه، لكننا لم نر شيئا من ذلك كما رأى إبليس، كأنني بنفسي أقول لإبليس، أنّى لك بتلك الجرأة.. أعتقد أنها ليست من فراغ، من المؤكد أن الشيطان لديه أسرار كثيرة، عن أحداث وقعت قبل أن نأتي.

ويخُيّل إلىّ أن حوارا دار بين إبليس وأحسن الخالقين، وفيه أن إبليس اللعين الجريء، حين رفض السجود لآدم، قال لله: ما هذا الذي تريدني أن أسجد له، طين، وأنا المخلوق من نار؟ أنت تعرف أنني أفضل عبيدك هنا في الجنة، فهل هذا جزائي، ما أرى ما تأمرني به الآن، إلا مجرد إذلال لي، لا سبب له ولا حاجة، ثم سحب شهيقا عميقا، وبنظرة ماكرة قال هكذا هي العروش تغيّر من يعتليها..! ثم نظر إلى الله نظرة عبد نسي نفسه، وقال لن أفعل، وأقسم بعزّتك لأغوين هذا الطين ونسله إلى يوم الدين، ولأخبرنهم بما لا يعلمونه، ولا تنس أنّي أعلم من الأسرار الكثير، وقد أسند عن حجاج، عن ابن جريج قال ابن عباس: كان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، وكان له سلطان الأرض.

مثال بسيط، وهو حقيقي بالمناسبة، كان لي صديق لديه كل سري، ثم بدافع السياسة اختلفنا، وتخاصمنا، وإذا به يفشي كل أسراري لأحب الناس لي، ما كان السبب في حرماني منه للأبد، ليس موضوعنا ولكني أعتقد أنك فهمت، والسؤال، هل ما أكتبه الآن وما أفكر فيه، وما فكّر فيه كثيرون منهم علماء لا أبلغ معشارهم.. هل هذا كله غواية عادية من الشيطان، غير مقصودة أعني، أم إنه تحدٍ صارخ ومحاولة لإفشاء سرٍ ما، ولمّا كانت عظمة الله لا توصف ولا تضاهيها عظمة، فكيف لم يمنع الشيطان أن يوسوس لنا بهذه الأشياء، هل من قوة أخرى خلف الشيطان، أو أعطته وعدًا بشيء ما، وخلال فترة ما، خوفي أن ندفع نحن بني آدم هذا الثمن، فيأتي زمان نكون عبيدا لمخلوقات أخرى..!

أرى أن قصة الشيطان في القرآن وراؤها شيئا ما لا يريحني، بل وأرى أنها لم تذكر في الكتب السماوية إلا حين أراد الله أن يحصّن نفسه ضد افتراءات الشيطان، أو محاولاته للتشويش على أحسن الخالقين، فبدأ بالتحذير منه، واستخدم لفظ غوى معه للتدليل على ضلاله، ولكني تساءلت في نفسي، هل تعامل الله مع إبليس بمنطق الهجوم خير وسيلة للدفاع، فحينما رأى منه العناد والعصيان والغرور، بدأ بمهاجمته، وتحذير العالمين منه، حين أيقن بعلمه الخارق أنه تمرده يمثل خطورة لابد من استئصالها قبل أن تقع.

ندخل في نقظة حين يأتيها بعضكم سيقول أنّي بلغت حد الكفر، الحقيقة أن خيالي الذي ربما سيلقي بي في نار جهنم، ذهب بي إلى مكان زاره كثيرون قبلي منهم من عاد ومنهم من لم يعد، وضاع في دهاليز الشك والإلحاد، لكنني حريص جدا، وينما أطأ ذلك المكان أردد في قلبي انه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحقيقة أنه من المعقول – وغيرذلك ليس – أن المادة هي كل ما يشغل حيزا من الفراغ، الكون الذي نعيش فيه، أين يقع، هل يقع في لا شيء، لا.. ولن تدخل عقلي هذه الجملة، هل الله مخلوق من عدم، فكان الله هكذا وبدون مقدمات؟ ولذلك ساق لنا أمثلة الخلق، لكنها أمثلة تثبت أن الخلق هنا تم دون وجود أسباب له، لكن الخالق موجود، ولأن قدرته عظيمة، استطاع أن يخلق، وماذا يعني خلق السموات والأرض في ستة أيام، أي أرض، كوكب الأرض، "أيوه اشمعنى يعني"، لماذا لم يجعلنا على المريخ مثلا، وكان قادرا على ذلك، ما الحكمة من خلق كوكب جديد، هل الكواكب الأخرى فيها مشكلة من نوع ما مع آخرين، أو بمعنى آخر هل كان خلق الأرض تحديًا ورهانا مثلا؟

يخُيّل إلى أن أصل الحكاية يعود إلى حرب آلهة، أو خالقين، دارت في ازمنة أخرى وعوالم أخرى، ثم انتهت بأن انتصر الخالق الأعظم، الذي نعبده، واستطاع بقدرته وعظمته أن يحكمهم، فصاروا كالولاة يأتمرون بأمره، لكنهم في مجرات أخرى، أو أكوان أخرى، ويحكمون مخلوقات أخرى، ويهيأ لي أن المسلسل لم ينته بعد، ولكن النهاية غير المتوقعة، أو غير المحسوبة أصلا، أن يصعد للعرش خالقا من أولئك الذين الله أحسنهم، فالكثرة تغلب الشجاعة، وحينها يستنجد به المعذبون في النار، ويخبرونه أنهم يدفعون ثمن مواجهتهم ومعارضتهم للإله السابق، وأن المنعمين في الجنة هم الوشاة، الذين ارتضوا بحكمه بسبب جبروته وخشية عذابه، فتتبدل الأحوال حينئذً، ويصير هؤلاء مكان أولئك، هذه الحرب طرف الخيط فيها ذلك اللغز الأعظم.. جرأة الشيطان على الله.

بشيء من العقل، والتروّي ردد معي، مخلوق يقف أمام خالقه، ويدخل في تحدٍ صارخ، محسوم قبل أن يبدأ بحساباتنا نحن البشر، ولكن.. هناك لغز محيّر، من أين تلك الجرأة للشيطان، ليس عندي مراجع أو أقاصيص مثبتة، لكنني كتبت ما دار بخلدي، وسيأتي يوم يقولون فيه، إن أول من أشار إلى هذا اللغز فتى منذ زمن بعيد - ويذكروني باسمي - وحينها رماه الناس بالكفر، وكان كلما ذكر اسمه في ملأٍ استعاذوا بالله من الشيطان الرجيم، اللغز الأعظم..!



#عبدالفتاح_العمدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يارب؟


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالفتاح العمدة - لغز جرأة الشيطان على الله.. حرب الخالقين!