أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - - انا العراق ... مَن انتم ؟ -















المزيد.....

- انا العراق ... مَن انتم ؟ -


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المظاهرات والإحتجاجات التي تعم بغداد وكثير من المحافظات العراقية التي تبلورت عنها ثورة الساحات السلمية الحضارية الواعية، تبتكر يومياً اساليب نضال جديدة يعبر بها الشابات والشباب المشاركون بها عن مدى الوعي الحضاري والحس الوطني الذي يتمتعون به والذي يعبرون من خلاله عما يجول في افكار هذه الفئات الشابة من بناتنا وابناءنا واخواتنا واخوتنا الذين اصبحوا فخراً يعتز به وتاريخاً يصبو اليه ليس جيلنا فقط، بل والأجيال القادمة التي ستحصد ثمار ما يزرعه هذا الجيل الواعي الذي بدأ عصراً جديداً في تاريخ العراق الحديث.
ومن هذه الأساليب النضالية الجديدة برزت في مظاهرات شباب محافظة البصرة بشكل خاص ظاهرة توظيف الفن كاسلوب للتعبير عن الشعارات التي يرددها هؤلاء الأبطال. لقد انبرى بعض هؤلاء الشباب من مُغني الراب ليعلنوا للملأ وإلى السياسيين خاصة بان هذا الجيل الجديد لم يعد يأبه بما يردده تجار الدين ومزوري القيم الأخلاقية الداعين الى وضع الفن بما فيه الغناء ضمن محرماتهم التي لم يشملوا بها كل ما سرقوه من مال الفقراء وكل ما مارسوه من فساد الأخلاق وانتهاك القيم الإنسانية والدينية. مغنو الراب الذين طرحوا كل ما يجول بافكار العرااقيين اليوم من صور كئيبة وممارسات دنيئة لتجار الإسلام السياسي معمميه وافنديته سواءً بسواء، من خلال تعابير موسيقية جميلة وكلمات ذات معان عميقة وهادفة، استطاعت سرعة ترديدها من ايصال اكثر ما يمكن من الشعارات التي يطرحها المتظاهرون تعبيراً عن مطالبهم المشروعة في الدولة المدنية الديمقراطية الخالية من ارجاس تجار الدين ومنتهكي الحرمات الذين اثبتوا من خلال اثراءهم الفاحش وكذب احزابهم على الناس لأكثر من عقد من الزمن بانهم في واد والدين الذي يتبجحون بالإنتماء اليه في واد، وما هم إلا إمعات كفرت بدين السماء، مآلها مزبلة التاريخ الذي سيضعهم الشعب فيها لا محالة.
ومن الترديدات النغمية المؤثرة التي اطلقها مغنو الراب والتي صدحوا بها بملئ حناجرهم اغنية :
" انا العراق ... مَن انتم ؟ "
سؤال اجده مشروعاً مشروعية الأسئلة الكثيرة الأخرى الموَجَهة إلى سياسيي الصدفة الذين تسلطوا على حكم العراق منذ سقوط البعثفاشية المقيتة وحزبها المجرم وحتى يومنا هذا، والذين اكملوا مشوار دكتاتورية البعث وبهمة ونشاط اكثر في خراب الوطن وهلاك اهله وسرقة امواله وانحطاط موقعه وسمعته بين دول العالم. سؤال مشروع مشروعية الأسئلة والطلبات التي لم يزل يرددها المواطن العراقي طالباً الإجابة عليها من تجار السياسة وسارقي خيراته باسم الدين، مثل " من اين لك هذا؟ " و " ربي المخ قبل ان تربي اللحية " او " الحرامي وزير ... والخريج اجير ... لماذا؟" والكثير من الأسئلة والإستفسارات التي يطرحها المتظاهرون امام قادة العملية السياسية، تجار الدين ولصوص الوطن.
نعم سؤال يحتاج إلى جواب . الشباب العراقي يسألكم " انا العراق فمَن انتم؟" اجيبوه ان بقيت قطرة حياء على جباهكم التي سودتموها بايديكم خادعين الناس حتى في مظاهركم العبادية. فهل يستطيع الإجابة بصدق على هذا السؤال مَن يخدع الناس حتى في تدينه؟
من انتم ؟ اجيبوا الناس إن كنتم تستطيعون الإتيان بدليل واحد، حتى وإن كان تافهاً، على انكم تنتمون إلى هذا الوطن الذي بعتم هويته في اسواق نخاستكم واشتريتم بثمن بيع هذه الهوية هوياتكم الطائفية والعنصرية التي جعلتموها مخابئ للأموال المنهوبة والخيرات المسلوبة التي لم تتخل لصوصيتكم حتى عن اقلها قيمة وابخسها ثمناً طيلة اكثر من اثنتي عشر سنة من حكمكم الأسود وتسلطكم على رقاب الناس، إذ ان نهمكم وجشعكم وفسادكم لا حدود له .
مَن انتم ؟ امام هذه الجموع الهادرة التي خرجتم عليها لتتهمونها بالخروج عن الدين والقضاء على الحكم الديني والرجوع بالوطن إلى الحكم اللاديني. إن كانت ممارساتكم البذيئة وسيئاتكم المتراكمة طيلة هذه السنين التي تسلطتم فيها على رقاب الناس ديناً، فهو بالتأكيد دينكم انتم وليس دين السماء. إن ديناً كهذا الذي تلصقونه بدولتكم هذه هو الذي يبرر خروج هذه الجماهير الغفيرة من اهل العراق عليكم وعلى دينكم المزيف هذا ودولتكم التي لا تنتمي إلى ارض العراق وشيم اهل العراق.
من انتم ؟ الذين لم يخجل صغيركم ولا كبيركم من جعل مطالبة الجماهير الغاضبة بالدولة المدنية الديمقراطية مناسبة يتهجم فيها على مريدي هذا النهج الحديث في بناء الدولة المدنية الحديثة التي يستطيع الشعب من خلالها الحياة بشرف وإباء ورخاء مع شعوب العالم الأخرى. ان هجومكم على التوجه العلماني في شعارات المظاهرات وربطكم ذلك بالكفر والإلحاد، تماماً كما فعل مَن سبقوكم ولم يزل يرددها بعضكم اليوم عن الشيوعية واعتبارها كفر وإلحاد، لا يقنع العراقيين بانكم تدافعون عن الدين وعن القيم الدينية، إذ ان سرقاتكم ولصوصيتكم تدل عليكم. اما بالنسبة للعلمانيين والشيوعيين داخل وخارج المؤسسات الحكومية فالعكس هو الصحيح.
من انتم ؟ لكي يتجرأ بعض حكمائكم من تجاهل مئات الآلاف من المتظاهرين والذين يزداد عددهم كل يوم ليختزلهم ببضع عشرات لا هدف لها، حسب لغو هؤلاء المعممين، سوى الإخلال بالأمن وإضعاف القتال ضد عصابات داعش الإرهابية. اجيبوا على هذا السؤال ان لم تكونوا انتم، بسياستكم الطائفية والعنصرية، مَن اوجد الإرهاب بكل صوره المذهبية وبكل ما تمخض عنه من منظمات رفعت راية الدين سالكة نفس طريقكم بالتجارة بهذا الدين الذي اصبح كدمية بايدي مَن يجهلون او يتجاهلون ابسط مبادءه بالأخلاق والعدالة والحفاظ على الأمانة. وحينما يقاتل ابطال العراق عصابات ما يسمى بالدولة الإسلامية دفاعاً عن ارض العراق، فإن المتظاهرين الأبطال يطالبون برحيلكم ورحيل كل الفاسدين اشباهككم حفاظاً على خيرات اطفال هؤلاء المقاتلين وضماناً لمستقبلهم الذي تهدمون اسسه كل يوم من وجودكم على قمة السلطة السياسية في وطننا الذي يدافع عنه وعن اهله هؤلاء المتظاهرون.
مَن انتم ؟ حتى يخرج بعضكم على الملأ ليدعو إلى الحفاظ على قدسية يوم الجمعة وجعله للصلاة والتعبد وليس للتظاهر. هل حافظتم على قدسية الإنسان قبل ان تدعون للمحافظة على تعبد الإنسان العراقي الذي انتهكتم كرامته وسرقتكم امواله وكذبتم عليه بكل وعودكم العرقوبية التي نشرتموها عليه طيلة هذه السنين الإثني عشر العجاف؟ اكاذيبكم هذه المرة لن تنطلي على الشعب الذي سئمكم وسئم كل تصرفاتكم التي عرضتم الدين من خلالها كتجارة فاسدة وبضاعة كاسدة.
مَن انتم ؟ لتواصلوا اكاذيبكم واطروحاتكم الغبية على الناس حينما تصفون هذه المظاهرات بانها اعمال مدفوعة الثمن. يا لغباءكم الذي لا حدود له. ان ادعاءكم هذا لا يعبر إلا عن مكنون فكركم المنحرف الذي لا يعير للمواطنة ومسؤولياتها اهتماماً بقدر ذلك الإهتمام الذي يوليه لما تعودتم عليه من اعمال مقابل رشاوي او هدايا او اختلاس او ما شابه من الجرائم التي اقترفتموها ولم تزالوا تقترفونها بحق هذا الوطن واهله. وحملاتكم الإنتخابية وما مارستموه من رشاوي خلالها، او عمليات البيع والشراء للمناصب الوزارية، خاصة في الوزارات الدسمة الميزانية، او آلاف المشاريع الوهمية التي لطشتم المليارات من خلالها، والكثير الكثير من سرقاتكم ولصوصيتكم تشير إلى ذلك بكل وضوح، يراها حتى البصير من الناس.
الأسئلة التي يطرحها المواطن عليكم كثيرة وكثيرة جداً. وسيظل يطرحها عليكم وهو يعلم علم اليقين بان لا جواب لديكم عنها، إذ انكم لم تفقهوا لغة هذا الشعب. اللغة الجديدة التي كسرت الحواجز التي شيدتموها حولكم جاعلين واجهاتها ديناً تاجرتم به اكثر من عقد من الزمن. فاكتشفكم الشارع العراقي واكتشف خفاياكم وخداعكم وسوف لن يستقيم له امر إلا برحيلكم ووضعكم في المواقع التي تستحقونها في اسفل اعماق مزبلة التاريخ.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واخيراً نطقوا بما كانوا له يكتمون ... فهنيئاً للعلمانيين وال ...
- ضياع العراق ... بين القبانجي والعلاق
- علمانية ... علمانية ... لا شيعية ولا سنية
- - بسم الدين باگونا الحرامية -
- الصوم الذكي
- قراءة في كتاب ... القسم الثاني
- قراءة في كتاب . . .القسم الأول
- افكار جديرة بالتامل في كراس - اليسار في امريكا اللاتينية- *( ...
- افكار جديرة بالتامل في كراس - اليسار في امريكا اللاتينية- *
- مآل الطائفية والطائفيين
- في مملكة الأقزام ...
- إلى متى سيظل العراق حقلاً لتجارب احزاب الإسلام السياسي الفاش ...
- العمق الأسود
- الرهان الخاسر . . .
- يا مُهَمَشي العراق ...... إنتفضوا
- ثالوث الجريمة
- النازيون بالأمس والإسلاميون اليوم يحققون حلم الصهيونية العال ...
- ابشع خلف لأقبح سلف
- سماسرة البترودولار
- القضاء العراقي بين المسؤولية الوطنية وتناطح السياسيين


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - - انا العراق ... مَن انتم ؟ -