أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من التركيب الاجتماعى الى أثر التصوف الاقتصادى















المزيد.....

من التركيب الاجتماعى الى أثر التصوف الاقتصادى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 08:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من التركيب الاجتماعى الى أثر التصوف الاقتصادى
كتاب : أثر التصوف الثقافى والمعمارى والاجتماعى فى مصر المملوكية
الفصل الرابع : أثرالتصوف فى الحياة الاجتماعية فى مصر المملوكي
من التركيب الاجتماعى الى أثر التصوف الاقتصادى
مقدمة
لاشك أن البحث فى الأثر الاقتصادى للتصوف فى مصر المملوكية يستحق أكثر من رسالة دكتوراه ، وما نقدمه فى هذا الكتاب هو مجرد فتح الباب أمام الباحثين الجادّين للتعمق فى النقاط التى وردت فى هذا الكتاب لتكون مبحثا مستقلا ، وخصوصا عن الأثر الاقتصادى للتصوف فى الدولة المملوكية .
وهنا ــ فى الموضع الاقتصادى ــ نضع فقط بعض إشارات وبعض نقاط فوق بعض الحروف كإشارات ضوئية للباحثين المهتمين . وقد سبق عرض بعض موضوعات تتداخل مع موضوع الاقتصاد مثل العمران الدينى الذى توسع فى العصر المملوكى بآثار سلبية وإيجابية ومثل القيم لاجتماعية التى نشرها التصوف والداعية للتواكل والتبطل ، وما نتج عنها من تضخم طوائف المتسولة ، ولهذا تأثير إقتصادى فى توسيع دائرة الفقر ، ولا ننسى أن مصطلح ( الفقر ) كان يعنى ( التصوف ) وأن ( الفقير ) إصطلاحا هو الصوفى ، ومعلوم أن ( الفقر ) الاقتصادى بمعنى ( العوز والحاجة ) يستند الى ثقافة تجعل الفرد سعيدا بفقره راضيا به ، وتزداد خطورة هذه الثقافة ( الفقرية ) إذا إرتبطت بالدين ( الأرضى ) وكان لها دُعاة مثل ابن عطاء السكندرى الذى جعل السعى والنشاط فى تحصيل المعاش شركا بالله عزوجل ، فهنا تداخل بين القيم والأقتصاد . والموالد وزيارة القبور لها تأثير فى الرواج الاقتصادى ، فهنا تداخل بين العادات والاقتصاد .
مسئولية التصوف فى نشر ثقافة الفقر تشمل أيضا قدوم وفود وجماعات صوفية الى مصر ، إحترفوا التسول ، وكان أكثرهم من الأعاجم ، كما أن التصوف خلق طوائف مهنية فى المجتمع المصرى ، وهنا يتداخل أثر التصوف فى التركيب الاجتماعى مع أثره الاقتصادى . والنشاط الاقتصادى جزء هام من التاريخ الاجتماعى ، ونعرض مجرد لمحات تجمع بين التأثير الاجتماعى ( فى التركيب الاجتماعى ) والتأثير الاقتصادى :
أولا : التركيب الاجتماعى والأثر الاقتصادى
طوائف الأعاجم ..
1 ــ تكاثر عددهم في مصر المملوكية بزيارة القادمين من الصوفية لمصر ، حتى لُقّب الصوفي بالأعجمي . ويقول ابن بطوطة عن الصوفية (وأكثرهم اعاجم ) واحترف أكثرهم التسول ، لذا فكثير ما كان يحدث النداء لهم بالطرد او النفي والضرب ، خاصة في الاضطرابات السياسية التي كانوا عنصرا فيها، ثم يعود الحال إلى ما كان عليه بالشفاعة فيهم ..
2 ــ وبالتالى كان أثرهم الاقتصادى سلبيا ، فلم يكونوا عنصرا منتجا ، بل حتى لم يقتصروا على التسول والحياة عالة على المجتمع بل كانوا عنصر شغب وفساد . وفى النهاية تم توطينهم فى مصر وصاروا جزءا من أهلها وعنصرا من نسيجها الاجتماعى والطبقى ..
طوائف مهنية بأثر التصوف
هذه الطوائف أثرت سلبيا على الاقتصاد ، فقد تركت العمل وإحترفت البطالة و أحيانا البلطجة ، وصار لهم نفوذ فى الشارع ، وتنظيمات ورؤساء ، أرغمت الدولة على التدخل لكفّ فسادهم . وأهم هذه الطوائف :
الجعيدية
1 ـ هم طائفة صوفية ظهرت في العصر المملوكي تحترف التسول كقيمة اجتماعية نشرها التصوف في المجتمع، حتى أصبح لقب الجعيدي علما على بعض الصوفية يطلقه على نفسه كما فعل المتبولي .. وقد دخل في هذه الطائفة ــ مع الصوفية المتسولين ــ أرباب العاهات والمحتاجون .
2 ـ وبانتشار التصوف وتسيده في نهاية العصر ضمت طائفة الجعيدية بعض المتبطلين القادرين على الكسب ، الذين استمرأوا سهولة الكسب بالتسول مع التواكل والتبطل. وكانوا بما أتوا من قوة ينتزعون الأموال من يد متولى الصدقة ، يقذفون به من فوق فرسه حتى أثاروا السلطان برسباي فطلب ( سلطان الحرافيش و شيخ الطوائف ) وألزمهما بمنع الجعيدية من التسول في الطرقات وألزمهم بالتكسب في الحفير ، فامتنعوا مؤقتا عن التسول، ولم يبق إلا أرباب العاهات . وقد اعتبر أبوالمحاسن ذلك من أكبر المصالح ( لأن معظم الجعيدية كان يترك الحرفة ليتسول ، ويقسم على الناس بالأنبياء والصالحين شاكيا من قسوة القلوب..) وتفنن أخرون في السؤال وإيذاء الناس بالقول( فما كان أحسن هذا ــ يقصد منع الجعيدية ــ لو دام واستمر ) ..وكالعادة ..ففى مصر : ( كل شىء يُنسى بعد حين ) و ( تعود ريمة الى عادتها القديمة ).
3 ــ وقد علا شأن بعض الجعيدية حتى تزعم الدهماء والعوام ( الحرافيش ) في وقته ، فذكر ابن إياس أن الشيخ على الجعيدي ن 793 كان سلطان الحرافيش في عهده ، وكانت له عليهم (حُرمة وافرة ... فلم يخلفه بعده مثله ) .وواضح مما قاله أبو المحاسن وابن إياس أن للجعيدية رؤساء شأن الطوائف الأخرى .
4 ــ واستمرت الجعيدية كطائفة بعد العصر المملوكي وحتى عصر قريب ...
الفقراء الطوافون
1 ــ ظهروا في نهاية العصر كمظهر لامتداد تيار التسول والتصوف فكانت طوائفهم تطوف على البيوت بزي التصوف تسأل الناس ، فعرفوا بالفقراء الطوافين ، واشتهروا بالإلحاح في السؤال مع القدرة على الكسب والتبطل .
2 ــ ومع ذلك فقد أجهد الشعراني نفسه في الدفاع عنهم، فطالب بألا ينكر عليهم احد لانهم ــ في زعمه ــ يريدون أن يحملوا عن الناس ذنوبهم وبلاءهم ، وأن العهود أخذت عليه ألا يمكّن احد من القول أنهم قادرون على الكسب لأن ذلك حجة في البخل . واعترف الشعراني أن احد الأولياء الصوفية كان منهم ( فكان يسأل ويتصنع السقوط حتى يظن من لا يعرفه أنه حشاش ) ..وربما كان وجود ذلك الولي الصوفى دافعا للشعراني في دفاعه عنهم مع كثرة انكاره على الصوفية في عهده..
الفقراء الذاكرون
1 ــ وهم صوفية احترفوا الذكر فى المناسبات وخصوصا الجنازات، ويتبعهم المريدون والغوغاء فتصير الجنازة في (غوغاء وتلخبط) كما يقول ابن الحاج ، وقد ذكر ان (لكل فرقة منهم طريقة مختلفة في الذكر تختص بها عن غيرها ، فيقولون هذه طريقة المسلمية وهذه طريقة كذا، كما جرت عادتهم في اختلافهم في الأحزاب التي يقرأونها ، وكل واحد لا يشبه الأخر غالبا ) .
2 ــ وقد استمر الاعتماد عليهم بعد العصر المملوكي حيث يتقدم الجنازة طائفة من العميان في ثلاثة صفوف ينطقون بالشهادتين بطريقة خاصة...)
الزوالق
1 ـ بانتشار التصوف وتنافس الصوفية فيما بينهم على استحواذ النفوذ ببين الجماهير والحكام ظهرت طائفة من ( الفتوات ) أو ( القبضايات ) لحماية الولى الصوفى ، وتسمى :(الزوالق). هم عُدّة كل ولي في مواجهة منافسيه من باقي الأولياء . أى تحول شيوخ الصوفية فى أواخر العصر المملوكى الى شيوخ عصابات باسم الدين ، بحيث يمكن أن تقول عنهم ( شيوخ قطع الطرق ) بدلا من ( شيوخ الطرق ).!!
2 ــ ويحس الشعراني بالرهبة من الزوالق يقول: ( إياك ومعاداة الناس ولاسيما الزوالق ، ومن يحب الانفراد بالصيت في بلدك ، فإنهم يكدّرون عليك العيش ، ولوكنت من أكابر الأولياء ) وقد عد من المنن عدم وجود أحد من الزوالق حوله . ونعرف عمل الزوالق من قول الشعرانى كأنه يشكو : ( وقلّ فقير إلا وحوله كل واحد يخلي له الإقليم. ومن مفاسدهم انهم يُطرون ( أى يمدحون ) من يكونون حوله ويبالغون في تعظيمه ورفع مقامه على سائر فقراء بلده ، ويقبلون يده ورجله، ويقفون بين يديه كما يفعل بالأمراء ... ومن مفاسدهم أيضا أنهم يؤذون من كان في صحبة شيخهم اذا اجتمع بغير شيخهم، وربما يضربونهم بالقباقيب والنعال ، ومنهم من يؤذي الناس بلسانهم ، ويبالغون في تعظيم شيخهم بحضرة من لا يعتقده ..... وهم في الولائم لا يميلون لسماع القرآن ، ويحبون الغناء . وربما قال أحدهم : ابطلوا القرآن واسمعونا ما يبسطنا ) ..
مشايخ الزيارة
1 ــ وهم صوفية أكثروا من زيارة قبور الأولياء بالقرافة حتى عرفوا مسالكها كما قيل عن الغمري (أكثر من زيارة الأولياء والصالحين حتى صار أحد مشايخ الزوار بالقرافين واشتهر ذكره ) وقد وجدت هذه الطائفة فى البداية على نطاق ضيق، فالشيخ الكاتب أحد مشايخ الزيارة كان ( الجنيد ) أبرز رواد التصوف الأوائل يعظمه ، ومات الشيخ الكاتب بعد عام 340
2 ـ إلا انها ازدهرت كطائفة في العصر المملوكي ، يُرشد أربابها زوار القرافة . وابن الزيات صاحب (الكواكب السيارة) كان من مشايخ الزيارة ، فهو يتحدث عن بعضهم بلقب (شيخنا) وتتردد أسماؤهم في كتابي المزارات (تحفة الأحباب) للسخاوي ، و(الكواكب السيارة) . وقد أورد فيه ابن الزيات بعض كراماتهم وحكاياتهم وأنهم كانوا يقومون بعملهم ليلا . وتابعه السخاوي فيما قاله ....



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبقة الأشراف فى مصر المملوكية
- ابن خلدون في مقدمته : العلاقة بين السلطة والثروة
- القاموس القرآنى : عسى
- طائفة المجاذيب فى مصر المملوكية
- صراع العباسيين مع القبائل العربية فى مصر
- أثر التصوف فى التركيب الاجتماعي فى مصر المملوكية : الطرق وال ...
- هذا التلاعب بدين الله جل وعلا
- أثر التصوف في الزى وفى القهوة
- السهو ( فى الصلاة ) والسهو (عن الصلاة )
- أثر التصوف في المبالغة فى الحزن، والنوم فى المساجد وفي التسم ...
- القدرة على الاستغناء
- أثر التصوف في العادات الاجتماعية فى مصر المملوكية : زيارة ال ...
- ( ولا يُسأل عن ذوبهم المجرمون )
- أثر التصوف في العادات الاجتماعية فى مصر المملوكية : الولائم
- العثور على الكنوز الأثرية في مصر بعد الفتح العربى
- أثر التصوف في العادات الاجتماعية فى مصر المملوكية : الموالد
- لقاموس القرآنى : الحيوان والأنعام والوحوش والحيتان
- أثر التصوف فى المعتقدات الاجتماعية : في الاعتقاد فى التنجيم ...
- القاموس القرآنى : إمام / ائمة
- أثر التصوف فى المعتقدات الاجتماعية : الاعتقاد فى التفاؤل وال ...


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من التركيب الاجتماعى الى أثر التصوف الاقتصادى