أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - العثور على الكنوز الأثرية في مصر بعد الفتح العربى















المزيد.....

العثور على الكنوز الأثرية في مصر بعد الفتح العربى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 17:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاولات العثور على الكنوز الفرعونية
1 ــ ترقد مصر على كنوزها القديمة ، والبحث عنها كان ولا يزال الشغل الشاغل للمصريين وغيرهم ، والدول التي حكمت مصر قبل الفتح العربى كانت حريصة على الوصول إلي الكنوز والدفائن المصرية ، وكما تفنن المصريون القدماء في إخفائها وفي إشاعة الأساطير التي تهدد من يقترب منها فإن أولئك تفننوا أيضا في طرق الوصول إليها ، ولا شك أنهم نجحوا في الحصول على بعض تلك الكنوز . ولا شك أن الروم البيزنطيين حملوا معهم تلك الكنوز إلي عاصمتهم القسطنطينية، وحملوا أيضا تجاربهم في الوصول لتلك الدفائن.
2 ـ ونشأ فن جديد اسمه " المطالب " تخصص في معرفة الكنوز الفرعونية وفك الطلسمات السحرية ، ومن الطبيعي انه يقوم على الادعاء والتحايل ، وإن كان يتمتع بتصديق الناس في العصر المملوكي بالذات، ولا يزال بعض البسطاء يعتقد بإمكانية العثور على الكنوز باستخدام علم المطالب ، والمثل الشعبي المصري يقول " أجرب ولقي مطلب ..!!".
من عمرو بن العاص الى عبد الملك بن مروان
1 ــ وقد لفتت الكنوز والآثار المصرية نظر العرب المسلمين منذ عهد عمرو بن العاص . ويذكر المقريزي أن عمرو بن العاص عثر على كنز وجد فيه اثنين وخمسين إردبا من الذهب المضروب نقدا ، وهذا عدا كنوز أخرى لم يذكر قيمتها .
2 ــ وقيل إن رجلا جاء إلى عبد العزيز بن مروان – والي مصر الأموى ـــ فأخبره أنه تاه في صحراء مصر الشرقية فوصل إلى مدينة أثرية خربة لا تزال فيها البساتين والثمار ، فقال رجل مصري لعبد العزيز : إنها مدينة هرمس وفيها كنوز كثيرة ، فأرسل إليها عبدالعزيز بن مروان حملة استكشافية ظلت تطوف بالصحراء الشرقية شهرا فلم تعثر عليها .
3 ــ وقد أحاط المصريون تراثهم المدفون بالأساطير التي تهدد من يقترب منه ، وقد ذكر بعض هذه الأساطير البيروني والمسعودي والمقريزي ، وهي تؤكد على وجود طلسمات تحرس تلك الكنوز وتهلك من يقترب منها ، وكانت تلك الأساطير مسئولة – إلى حد ما – عن نجاة الكثير من الآثار المدفونة وبقائها حتى الآن في جوف الأرض برغم أن البحث عنها كان مسموحا لكل من المصريين والأجانب في العصور الماضية .
4 ــ وبعض الولاة لم يعط اهتماما لتلك الأساطير فاهتم بالبحث عن الكنوز واستغلال الآثار استغلالا اقتصاديا ، وكان منهم الوالي الأموي على مصر أسامة بن زيد في خلافة عبدالملك بن مروان ، وقد اشار على الخليفة أثناء أزمة حدثت في معدن النحاس الذى تُصنع منه العملة النحاسية ــ بأن يحصل على النحاس من مجسم مشهور في الإسكندرية يشرف على الميناء يشير ناحية القسطنطينية . وكان ذلك المجسم من النحاس الخالص ، وعيناه من الياقوت وحجمه ضخم على درجة أن حجم قدمه يساوي حجم الرجل العادي. وقد اشترط الخليفة عبدالملك على الوالي أسامة ألا ينزل ذلك المجسم وألا يضربه فلوسا إلا بحضور أمناء وشهود يبعثهم إليه من دمشق .. ونجح ذلك المجسم في أن تجتاز الدولة أزمة النحاس والفلوس المضروبة منه .
كنوز الأهرام في عصر الإخشيد:
1 ــ ويقول المسعودي في القرن الرابع الهجري في كتابه " مروج الذهب " " ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد من ذخائر الملوك التي استودعوها الأرض وتدعى بالمطالب ..".
2 ــ وقد ذكر المسعودي الاعتقاد في وجود " مطلب" أو كنز عظيم بالقرب من الأهرام ، واهتمام أصحاب المطالب بالكشف عليه ، وقد اخبروا حاكم مصر محمد بن طغج الإخشيد بذلك ، وكان المسعودي يعيش هذا العصر، ويقول إنه أمرهم بالحفر، فحفروا إلى أن انتهوا إلى صخر مجوف منقور فيه مجسمات مطلية ولها صور مختلفة لأطفال وشباب وشيوخ وفي أعينهم أنواع من الجواهر وفي وجهها ذهب وفضة ، ويقول إنهم كسروا بعض تلك المجسمات فوجدوا في أجوافها جثثا أدمية – أي موميات – وقد طليت بنفس الطلاء – أي التحنيط – وعندما وضعوا مواد التحنيط على النار فاحت منها روائح طيبة ، وقال أن تلك المجسمات كانت مرتبة على حسب العمر ، وحول كل مجسم مجسم آخر من المرمر أو الرخام الأخضر وعليه أنواع من الكتابات التي لم يستطع أحد قراءتها، ويقول المسعودي إن تلك اللغة المكتوبة انتهى العمل بها منذ أربعة آلاف سنة !! وكان ذلك الحادث سنة 328هـ. وكتب المسعودي ذلك الخبر في كتابه سنة 332هـ
الكنوز الفرعونية في الدولة الطولونية :
1 ــ وقبل الدولة الإخشيدية أسس أحمد بن طولون دولته في مصر وكانت له مع الآثار والكنوز الفرعونية قصة طريفة .
2 ــ يذكر البلوى مؤلف " سيرة أحمد بن طولون " أن ابن طولون كان يسير في الصحراء فعثر الفرس في الرمل وساخت قدمه فيه ، ونزل ابن طولون ونظر في موضع القدم فإذا بفتق مفتوح في الرمل ، ففتحوه فإذا بداخله كنز كان مقداره ألف ألف دينار ، وشاع الخبر ، وأرسل ابن طولون إلى الخليفة العباسي (المعتمد على الله ) يستأذنه في صرفه في وجوه البر فوافق، فبنى منه المستشفي الطولوني المشهور أو البيمارستان بلغة ذلك العصر .
3 ــ وعثر ابن طولون على كنز آخر في جبل المقطم فبنى منه جامعه المشهور والذي لا يزال في القاهرة حتى الآن متميزا بفنه المعماري ..
4 ــ واعتاد ابن طولون البحث عن تلك الكنوز ، وأثناء تجواله في منطقة الأهرامات عثر حراسه على قوم يلبسون الصوف وفي أيديهم المعاول وأدوات الحفر ، فجاءوا بهم إليه، فسألهم فقالوا : نحن قوم نطلب المطالب . فأمرهم ألا يبحثوا إلا بتصريح ، وعين رجلا من عنده يكون مشرفا عليهم ، وقد أخبروه أن هناك مطلبا في الهرم قد أعجزهم العثور عليه لأنهم يحتاجون إلى أموال ورجال ، فأمر ابن طولون بتوفير احتياجاتهم ، وأقام القوم على الحفر ومعهم الرافقي مندوب ابن طولون ، ثم أخبروا ابن طولون بأنهم وصلوا إلى علامات مشجعة ، فجاء ابن طولون فوجدهم قد كشفوا عن حوض كبير مملوء بالذهب وعليه غطاء مكتوب عليه باللغة القديمة .ويقول مؤلف سيرة ابن طولون أنهم أحضروا شخصا ليقرأ المكتوب فقرأ الآتي " أنا فلان بن فلان الملك الذي ميز الذهب ونقاه من الغش والدنس ، فمن أراد أن يعلم فضل ملكي على ملكه فلينظر إلى فضل عيار ديناري على عيار ديناره ، فإن مخلص الذهب من الغش مخلص في حياته وبعد وفاته.." وحيث أن اللغة المصرية القديمة لم تكن معروفة في ذلك الوقت فإن الأرجح أن المصري الذي ادعى أنه يفهم الكتابة المصرية القديمة قد ترجم للأمير أحمد بن طولون " المطلب " الخاص به وبالمصريين في إصلاح العملة الطولونية، بالإضافة إلى أنه أعطاه درسا آخر في أن أسلافه من الفراعنة كانوا أعظم وأقوى وأشد ثراء وأكثر اهتماما بتنقية العملة الذهبية. وجدير بالذكر أن ابن طولون تأثر بما سمعه من المترجم المصري فعمل الدينار الطولوني المشهور بعياره وباسمه " الأحمدي" وقد تشدد في دقة العيار وجودة الطلاء ، ويذكر المقريزي في كتابة " شذرات العقود عن النقود " أن ابن طولون ضرب بمصر دنانير عرفت بالأحمدية وكان سبب ضربها تلك الحادثة السابقة . وقد قال ابن طولون عندما قرئت عليه الترجمة " الحمد لله، أن ما نبهتني عليه هذه الكتابة على الكنز أحب إلى من المال " .
فى خلافة المقتدر بالله العباسى
وانقرضت الدولة الطولونية بمصر سنة 292 وعادت مصر للسلطة العباسية المباشرة تحت ولاية الوزير ابن الجراح ، إلا أن البحث عن الكنوز الفرعونية لم ينته ، إذ يذكر ابن الجوزي في أخبار الدولة العباسية سنة 299 في خلافة المقتدر بالله أنه وردت إليه أربعة أحمال من مصر تحتوي على كنز قديم وكان معه مومياء طولها أربعة عشر شبرا ، وكان مبلغ المال خمسمائة ألف دينار .
والخلاصة
أن نهب الكنوز الفرعونية عادة سيئة ، كانت ولا تزال .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر التصوف في العادات الاجتماعية فى مصر المملوكية : الموالد
- لقاموس القرآنى : الحيوان والأنعام والوحوش والحيتان
- أثر التصوف فى المعتقدات الاجتماعية : في الاعتقاد فى التنجيم ...
- القاموس القرآنى : إمام / ائمة
- أثر التصوف فى المعتقدات الاجتماعية : الاعتقاد فى التفاؤل وال ...
- القاموس القرآنى : ( صرف ) ومشتقاتها
- أثر التصوف فى المعتقدات الاجتماعية : فى التداوى والاعتقاد فى ...
- تعليم الطفل حقوق الإنسان
- أثر التصوف في القيم الاجتماعية فى مصر المملوكية : من التواكل ...
- أثر التصوف في القيم الاجتماعية فى مصر المملوكية : عدم الاعتر ...
- بعض آثار إيجابية لبعض المتصوفة في العصر المملوكي
- القاموس القرآنى : (يمترون ) ( تمترون ) و( ممترين )
- علاقة الصوفية بطوائف المجتمع المصرى المملوكى
- الوباء السلفى فى الجزائر : ردا على رسالتين من المرضى بالسلفي ...
- أثر التصوف في الفنون المعمارية والزخارف المملوكية
- أثر التصوف فى المغنى والغناء لغير الصوفية
- أثر التصوف في الموسيقى فى العصر المملوكى
- أثر التصوف في الشعر في العصر المملوكي :
- أثر التصوف فى الأدب المملوكي : فى النثر والقصّة
- القاموس القرآنى : ( وَيْلٌ )


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - العثور على الكنوز الأثرية في مصر بعد الفتح العربى