أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - الكتابة المسرحية المعاصرة - مسرح ما بعد الحداثة -















المزيد.....



الكتابة المسرحية المعاصرة - مسرح ما بعد الحداثة -


هاني أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 00:59
المحور: الادب والفن
    






مصطلح ما بعد الحداثة Post Modernism

يعنى تجاوز الحداثة نفسها لغوياً ولأن " الحداثة Modernity هى تجاوز الماضى بأرائه وافكاره , وممارساته والتطلع الى الجديد , وبذلك يكون معنى مصطلح " ما بعد الحداثة Post Modernism هو ( تجاوز التجاوز ) لذلك فمصطلح ما بعد الحداثة يعنى انه تيار دائب السعى والتجديد لإعادة اكتشاف أسس الفكر والممارسة بهذا المعنى فهو يمثل معارضة لتيار الحداثة , وبذلك يعتبر مفهوم مركب ومتعدد الاوجه يتجلى فى عدد من الظواهر التى يجمع بينها هدف واحد وهو محاصرة وتخريب فرضيات الحداثة.
ومع ذلك لا يمكن القول بأن تيار" ما بعد الحداثة " فد تحرر تماما من تيار " الحداثة " فالحداثة هى الارض التى تقف عليها " ما بعد الحداثة " فلا يمكن معرفة خصائص تيار ما بعد الحداثة الا عن طريق الخوض فى خصائص الحداثة , فما بعد الحداثة تيار فكرى نشأ فى الاصل فى كثير من جوانبه ردة فعل ل " الحداثة " حيث ان ما بعد الحداثة من التنوع والتباين بحيث يصعب ايجاد تعريف دقيق ومحدد لها . وتكاد تجمع المراجع على عدم إعطاء تعريف ل " ما بعد الحداثة " لصعوبة تعريفها , وبدلاً من ذلك تقوم بتوصيف هذا التيار ( اى توضيح اتجاهه الفكرى وممارساته وسماته الشائعة ) وذلك بمقارنته بنقيضه وقاعدته الأساسية الحداثة
مفهوم ما بعد الحداثة يرتبط بمفهوم الحداثة نفسها , ولعل السبب فى ذلك :
1. ان ما بعد الحداثة مفهوم متسع وغامض , فهناك صور متعددة لأعمال فنية تنتمي الى تيار ما بعد الحداثة وتختلف فيما بينها شكلا ومضموناً وقد تتفق في الاتجاهين (الشكل والمضمون) على انتمائها للتيار . وتيار ما بعد الحداثة يرفض الذاتية والفردية ويتجه الى روح الجماعة والموضوعية بالرغم من انه أحيانا يقتبس من الكلاسيكيات والتيارات الفنية السابقة التي بالفعل اتسمت ممارستها الفنية بالذاتية التي يرفضهما بعد الحداثة (الشيء ونقيضه ) مما حدا بأنصاره الى الكف عن توضيح ما هي : ما بعد الحداثة " والانصراف بدلاً من ذلك الى توضيح ما يرفضه تيار ما بعد الحداثة.
2. يمكن ان تعرف ما بعد الحداثة بأنها اتجاه فكرى , يضم خليطاً من التيارات ويجمعها رفض الاسس الانطولوجية ( نسبة الى الانطولوجيا Ontology ) أى الخاصة بطبيعة الوجود والمعرفية والمنهجية التى قامت عليها الحداثة او على الاقل يجعلها محل شك , وظهر مفهوم ما بعد الحداثة بشكل واضح فى السبعينيات من القرن العشرين الميلادى , فى كتاب الفيلسوف الفرنسى جان فرنسوا ليوتارد jean francois Lyotard (1924– 1998) ** وكان عنوان الكتاب " علم ما بعد الحداثة " ** وعنى بهذا المسمى التعددية الثقافية ( الدمج بين الثقافات المتنوعة ) وتعدد أنماط الحياة .
اشتمل الكتاب الذي وضعه " جان فرنسوا ليوتارد jean francois Lyotard " على محاور اساسية منها بإيجاز :
1. المعرفة فى مجتمعات الحاسب الالى knowledge in computerized societies
تحت هذا المحور وضع ليوتارد فرضية العمل لدية هو ان الحاسب الالى سوف يغير الوضع القائم فى المعارف لدى المجتمعات , وقد تم هذا التحول منذ نهاية على الأقل من 1950 وسمى بعصر ما بعد الحداثة , شهدت هذه الفترة النهضة المعمارية فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وانه على مدى السنوات الأربعين الماضية كانت العلوم والتقنيات ممتزجة مع اللغة مثل : علم الأصوات ونظريات علم اللغة , ومشاكل الاتصال والتحكم الآلي والنظريات الحديثة في علم الجبر والمعلوماتية , وأجهزة الكومبيوتر ولغاتهم , مما كان نتيجة لذلك حدوث مشاكل فى الترجمة والبحث عن مجالات التوافق بين لغات الكومبيوتر ولغة البشر , مشاكل تخزين المعلومات ومصارف البيانات . لذا يمكن التسليم بأن لغة الحاسب الآلي زادت من معرفة المجتمعات عن طريق توافقها مع اللغة البشرية وإثراء المعرفة بشكل أوسع مما سبق.
2. التورية اللغوية ( التلاعب بالألفاظ ) Language Game
فى هذا المحور يتحدث ليوتارد عن استخدام اللغة فى التلاعب بالالفاظ والشفرة المزودة بحيث ان كلمة تحمل اكثر من معنى مع استخدام رموز مجازية تحمل اكثر من معنى ايضاً والجملة تعطى اكثر من فهم واحد للمتلقى مما يؤدى الى التباس المعنى , هذا الاسلوب اعتمد عليه تيار ما بعد الحداثة فنياً و أدبياً .
3. المنظور الفكرى لحركة ما بعد الحداثة post Modernism Intellect
تناول فى هذا المحور فكر الحركة والجوانب المتصلة بما بعد الحداثة , وعلاقتها بما يحيط بها من أبعاد مختلفة اجتماعية واقتصادية وسياسية.
نشأة تيار ما بعد الحداثة وسماته
مما لاشك فيه ان كل حركة او اتجاه جديد فى اى نوع من انواع الفنون ماهو الا نتاج ظروف جديدة يمر بها المجتمع مما يتطلب شكل او اسلوب جديد فى التعامل معها , ويعتبر تيار ما بعد الحداثة هو رد فعل للحداثة فكان على الفنان العودة الى التراث ليعيد صياغه اعماله الفنية مع إدخال تقنيات شكل فنى فى تقنيات شكل فنى اخر , وكذلك ابتكرت اعمال يستجيب لها الجمهور فيتفاعل معها وكذلك تم الخلط بين عدة انظمة فنية من : نحت , عمارة , موسيقى , تصوير فوتوجرافى وغيرها من الفنون . ليتحول العمل الفنى التشكيلى الى عمل متعدد الاساليب الفنية والتقنية , ويعتمد على مشاركة المتلقي له فلا يصبح دوره سلبياً بل ايجابياً متفاعلا مع العمل. حيث تحرر الفن من مفهومه على انه مهارة حرفية لتحل محلها رسالة غامضة موجهه من الفنان الى جمهوره يطرح فيها قضايا هامة حول وظيفة الفن وعلاقته بالمشاهد من خلال التركيز على فكرة العمل الفنى ودروها الفاعل فى احداث علاقة جدلية بين المشاهد والعمل مما ادى الى ان هجر الفنانين قاعات العرض والمتاحف ولجئوا الى ابتكار اعمالهم فى الخارج وأماكن جديدة يشارك فيها الجمهور , وبذلك اعتمد الفن على مفاهيم جديدة وعلى توحد العمل مع البيئة والطبيعية
بدأ تيار ما بعد الحداثة فنياً من خلال فن العمارة وذلك عندما اقيم فى عام 1980بينالى فينيسيا لأول مرة من خلال معرض فنى لمجموعة من الوجهات صممها ثلاثون مهندساً معمارياً وكان عنوانه " احدث طريق Srada Novissima " طرحت اعمال المعرض اسلوب جديد يقوم على مبدأ توظيف الصورة ويتسم بخاصة التلاعب الساخر بالاساليب الفنية السابقة وتقاليده المعمارية واستخدامها لايجاد مفارقات وتورية بصرية , وجاء فى هذا المعرض دليلاً على فقدان الثقة فى تيار الحداثة التي تساوى بين ألمتعه والجمال , وبين سلامة البناء وبين القيمة الجمالية , وظهر التيار فى فن العمارة كثروة على هذا القاموس المعمارى المحدود الذى ما فتىء يتقلص ويقلص مساحات الإبداع لدى الفنانين , ويكبل خيال المبعدين وطرح هذا التيار الجديد أسلوبا بديلاً يتبنى مبدأ التلاعب الواعى بالصور , وبالرموز والمعانى , وتبعها العديد من المجالات التى أثر فيها التيار الجديد ليعطى تطوراً صريحاً وفعال للفن برؤية وافكار جديدة مبنية على المشاركة الفعالة للمشاهد مع العمل
من المعروف ان هذا التيار نشأ مع فن العمارة كما سبق الذكر , وقد اتضح اثره بشكل كبير على المبانى والوحدات السكنية وطرق توزيعها فمنها ما هو يوحى بالتضاد بين الكلاسيكية والايقاع السريع للحياة العصرية مما اعطى الفنان المعمارى حرية كبيرة فى تصميماته مواكبة للروح العصرية والاستخدام الوظيفى و تحقيق فكر وسمات التيار
يقول تشارلز جينكس Charles Jenks* فى كتابة ما بعد الحداثية : الكلاسيكية الجديدة فى فن العمارة " يرى ان اسلوب الحداثة هي فن العمارة : فرأى انه اسلوب يقوم على مبادىء " الوحدة " , و " البساطة " , و "الوظيفية " وفى مقابل هذا الاسلوب تبنت ما بعد الحداثة مبدأى " التشظى " و " التنافر " فطرحت من خلالهما اسلوباً يتخلى عن النموذج المثالى القديم للعمل الفنى المتكامل الذى لا يمكن الاضافة اليه او الحذف منه دون الانتقاص من قيمته , ويتوسع جينكس Jencks فى وصفه لفن ما بعد الحداثة وما تضمه من قائمة خصائص هذا الفن من ناحية استخدامها بشكل شائع ولكنه لم يحدد لها قالب او مسمى بعينة . فمن السمات الملاحظة على هذا التيار بوجه عام هي إحداث الالتباسات ومحو الفردية مما يجعلها اكثر غموضاً , وفى كثير من أعمال ما بعد الحداثة يكون معرفة تفسير محدد لها بدقة يكون احياناً قابلاً للشك وذلك عندما تختفى احدى العناصر فيختفى ربطها بعنصر اخر مما يسبب الحيرة والاستثارة الذهنية.
كذلك من الواضح أن مفهوم ما بعد الحداثة هذا يرسل صداه خارج حدود فن العمارة وممارساته ليصل الى الأدب , والموسيقى , والنحت , والسينما , والفيديو , والتليفزيون , والرقص , والمسرح وفنون خرى استحدثت نتيجة لظهور التيار الجديد .


السمات الشائعة فى ما بعد الحداثة :
• * المحاكاة الساخرة Parody
هى احدى السمات المستخدمة حديثاً فى الفن المعاصر بشتى اشكاله كالموضوع , والاسلوب والتشكيل فى الادب وذلك عن طريق السخرية من تقليد ما او اسلوب ما يتصل بالمصدر الاصلى ( المراد السخرية منه ) بهدف فكرة معينة أو رؤية معينة , ويمكن الاطلاع على هذا فى الفنون التشكيلية , والمسرح والموسيقى والسينما والافلام المتحركة , ولكن كبداية للمحاكاة الساخرة فقد بدأت بدأت فى الاعمال الادبية أو الفنية من ارسطو Aristotle (348 ق.م – 322ٌ ق.م) " فى عمله : المسيطر على تاسوسHegemon of Thasos ساخراً من نصوص معرفة فى الادب اليونانى القديم , وتحدث المحاكاة الساخرة عندما يتم رفع جميع العناصر من عمل واحد اصلى خارج سياقها , واعادة استخدامها بشكل اخر يخل من العمل الاصلى شكلاً ومضموناً وقد تضمن استخدام ما بعد الحداثة لذلك فى المعارضة الادبية فى النصوص والكتابات , ودمج شخصيات تاريخيه لا علاقة لها بسياق العمل المسرحى واقحام اساليب من تيارات فنية سابقة داخل عمل فنى ما بعد حداثى وغيرها من اشكال المحاكاة الساخرة .

•* العودة الى الماضى Nostalgia ( نوستالجيا)
مصطلح من اصل يونانى مكون من شقين nostos وذلك بمعنى "العودة الى الديار " والشق الثانى algos بمعنى : الالم كشكل من اشكال الحزن ويصف حالة طبية آنذاك " , وغالباً ما يتم استخدامها كحنين ما يذكر الفرد يحدث او عنصر من ماضيه وهذا يفسر اقتباسات متعددة فى تيار ما بعد الحداثة لشخصيات واحداث وتراث واساليب من الماضى داخل الاعمال الفنية والادبية .

•* دمج الأساليب Pastiche
سمه من ضمن سمات ما بعد الحداثة وفيها يتم استخدام عدة اساليب داخل العمل الواحد سواء فى الادب أو الفن , وذلك بدوره يؤثر على الوحدة والهيكل الموجد للعمل ويزيد من الغموض للمتلقى , وهذا يفسر ايضاً رفض ما بعد الحداثة لوضع الحدود والمعايير الثابتة للتيار.

• * استعادة الأحداث Anamnseis
تشبه سمة العودة الى الماضى , ولكن هنا تختلف لفظياً فتعنى المساعدة على تذكر احداث مضى عليها فترة زمنية داخل الاعمال المنتمية لتيار ما بعد الحداثة.

• * الإلغاز بتوظيف قصص رمزية غامضة Enigmatic .
تعنى لغوياً انها نوع من اللغز ومرتبط بشكل مجازى أو رمزى بموضوع ما فيتطلب براعة فى التفكير والتحليل لاكتشاف ذلك , وقد استخدمت الحركة تلك السمة لزيد من استثارة ذهن المتلقى بإلغاء اى سبيل للوصول الى تفسير واضح .

• الشفرة المزدوجة Double Coding بمعنى استخدام الفاظ أو رموز مجازية تحمل اكثر من معنى .

• * اقتراح (سرد قصة ) Suggested Narrative
سرد قصة داخل عمل ما كما هو الحال فى : الادب , كذلك فى الصور وفى الاغنية والصور المتحركة والتليفزيون والمسرح والرقص , وذلك بوصف سلسلة احداث خيالية , أو احداث غير مكتملة يتم سردها وتعترض مسار العمل فلا يكون من الضرورة ان ترتبط به , وفى الاعمال و النصوص الادبية هو وضع راوية الراوى بشكل مكتوب بحيث يصل مباشرة للقارىء.

• * التورية الساخرة Irony
صراع على اثنين من المعانى على ان يكون لديهما بنية درامية غريبة كرسائل كتبها مؤلف تحمل فى مظهرها شكل موجد ولكن فى سياق المعنى فتنكشف الحقيقة انها متضاربة تحمل السخرية او معانى متعددة كما هو الحال فى ادب وفن ما بعد الحداثة .

•÷ الغموض والتباس المعنى Ambiguity
الغموض لغوياً هو : فهم او تفسير المعلومات بأكثر من طريقة واحدة وينم عن عدم الدقة الواردة او المتاحة فى المعلومات ( تتكون فى تقريرها وجود اكثر من معنى واحد فى اللغة التى تنتمى اليها الكلمة), و تعتبر احدى السمات الهامة فى التيار لارتباطها الوثيق بعدم الكشف عن التفاصيل الدقيقة والكيان الواضح لأى عمل منتمى لما بعد الحداثة : مما يثير المزيد من الحيرة والتساؤلات من الجمهور والنقاد.


• * التناقض Contradiction
بحيث التناقض نتيجة لاستخدام هذا الشىء وضده من خلال عدم التوافق بينهما , فقد قام تيار ما بعد الحداثة بأستخدام هذا النوع من السمات للتضليل والتباس المعنى وكذلك للسخرية عند التعرض الى اساليب قديمة من تيارات فنية سابقة واستخدام الضد معها فى الوقت ذاته وكان لهذا اثاره ايضاً فى شتى المجالات الفنية والادبية كما سيعرضه الباحث لاحقاً.
• الاتساق القائم على التنافر ( هارمونيا النشاز ).

* التناسق القائم على التنافر :
يقصد بها التناسق القائم على التنافر , وهذا من خلال استخدام اكثر من تضاد فى العمل الواحد بذلك ينشأ نوع من التناسق فى الشكل العام ( لأنه عمل يجمع فى داخله عدة انماط متناقضة فينشأ التناسق ) .
.
• * الاقتباس الانتقائي Adaptation Eclectic
بمعنى الاخذ من الاعمال الفنية والادبية السابقة التى سبقت الحركة قد يكون نصا كاملا, او جزءاً منه انتقائياً وربما اجزاء منتقاة من عمل تشكيلى متكامل لفكرة ما او رؤية خاصة بالفنان.
بعد تناول سمات حركة ما بعد الحداثة فيما سبق بإيجاز , يلقى الباحث الضوء على التغييرات التى قام بها تيار ما بعد الحداثة فى مجالات المعرفة والفن بعد عقد المقارنة بين فنون الحداثة وفنون ما بعد الحداثة.


مقارنة بين فنون الحداثة وفنون ما بعد الحداثة
و وجه المقارنة فنون الحداثة فنون ما بعد الحداثة

افلسفة اتجاه الحداثي :
تعتبر الحداثة اتجاها ثقافىا انتشر فى الغرب خلال القرن العشرين ( فيما قبل عام 1968) , و هو اتجاه يقوم على مناهضة الواقع و الطبيعة حتى وصل الى العدمية والعبث . وللحداثة دور مهم فى نشأة ما بعد الحداثة حيث انها مستعدة من الاخرى نوعاً ما ولولاها ما نشأت و شكلت بفلسفتها إيداعات جديدة اثرت فى تغيير شكل الاعمال الفنية ما بعد الحداثة مصطلح معقد او مجموعة من الافكار يعتبر تيار فنى ظهر فى اواخر القرن العشرين ( تحديدا بعد ربيع براغ تقريبا عام 1970 ) وقبل هذا التاريخ كان هناك إرهاصات وبدايات لما بعد الحداثة ) فى طائفة واسعة من التخصصات او مجالات الدراسة .
ا تأسست الخصائص المرتبطة باتجاه الحداثة بالتركيز على الانطباعية والذاتية فى الكتابات الأدبية والنقدية وكذلك فى الفنون البصرية أيضاً . كذلك تبتعد عن الموضوعية .
خاصة في اعتمادها على تفنية السرد الشخصي و على الفكر الخاص بأصحاب التجربة الفنية أنفسهم ، بغض النظر عن صدي تلك الأعمال لدى الجماهير ، أو مشاركتهم فيها . فضلا على عدم وضوح التمييز بين الأنواع , والأساليب ؛ فاستخدام العلاقات المتناقضة . فالتمييز بين الأنواع والأساليب لا وجود له بشكل ظاهر ، على نقضي ذلك فى فنون ما بعد الحداثة . حيث جمع تيار ما بعد الحداثة بين العلاقات المتناقضة كالقديم والحديث معتمداعلى رؤي خاصة وفكر جديد فى شتى مجالات الفنون بدءا من فن العمارة ، مع توظيف التكنولوجيا بشكل تفاعلى يضمن ربط المتلقى لمثل تلك الفنون مع العمل الفنى نفسه ويشارك فيه . وبالإضافة إلى ذلك فمن سمات ما بعد الحداثة تؤكد علي عملية المعارضة الأدبية , والمحاكاة الساخرة .
فنون ما بعد الحداثة تفضل ردود الفعل الانعكاسية ووعى الذات واستثارة الذهن عن طريق أسلوب الصدمات الفنية وتقطيع العمل الفنى إلى شذرات ( قطع صغيرة ) لتترك علامة استفهام لدى المتلقى .

الابعاد المرتبطة بالأعمال الفنية لكلا الاتجاهيين :

هناك معايير ارتباط بين فنون الحداثة وفنون ما بعد الحداثة إذ بين الاتجاهين ما يتفقان عليه وبينهما ما اختلا حوله

المعايير المرتبطة بالحداثة :
* ارتبطت الحداثة وفكلرا وفنا بالعقلانية , والحرية , والذاتية ؛ مما ادى إلى فتح آفاق جديدة للمعرفة عن طريق اتباعها لمنهج التفكير العلمى .
وا* ارتبطت الوسائل بكل ما يخص ذاتيه الفنان وتصوراته الخاصة وإن اختلفت الأساليب ؛ لكن جاءت تحت معيار الذاتية . وفلسفة الفنان قامت بالبحث عن وسائل جديدة للتعبير , وأماكن مختلفة ليتعايش فيها المتلقى مع العمل الفنى وربطه به .
* هجر فنانو ما بعد الحداثة لقاعات العرض الفنية التقليدية , وجابوا الميادين العامة ، وأصبحت تلك الفنون أكثر قريبا من المجتمع ، بتقديم الأعمال التى كانت لها جذور منذ فن الهابننج ( الحدث ) , مع ظهور فنون مستحدثه من تيار ما بعد الحداثة * اعتمدت فنون ما بعد الحداثة على الدمج بين أكثر من أسلوب وأكثر من فكرة , ووعلى توظيف الكثير من الخامات واستخدام التكنولوجيا لمزيد من التفاعل , دون اعتبار للتحديد والتصنيف ؛ بحيث يصعب أن تدرج تحت فن العمارة أو فن النحت .
* اعتمد أسلوب الفنان على حرية التعبير والتمرد على التقارير , تبعاً لرؤيته فزادت هوة الفصل بينه و جمهوره .
و* تأكيد مفهوم الذاتيه حيث تبنى الفنان اتجاها فنياً مستقلا عن غيره ، يعمل على تفرده وتميزه .
* التحرر من مبدأ " أسلوب الفنان " . و إنتهاء سمة التفرد بشكل لا يقضى على خصوصية الفنان ؛ مع إعتبار الفكرة أساس العمل ؛ وليست مادته هي الأساس .
* استبدال مفهوم المحاكاة بفكرة المونتاج .
* التأكيد على تفاعل الفنان الحداثي مع المجتمع بإعتباره محور الاهتمام لديه..

مما سبق يتضح لنا أن فنون ما بعد الحداثة ، تدمج بين أساليب متعددة، ارتبطت بسماته السابق ذكرها . فتلك الأساليب الفنية المتعددة والمتضادة فى العمل الفنى الواحد نفسه تجمع بين العنصرالبسيط والمعقد فتخلط بعضها بعضا ؛ ليبلور كل ذلك اتجاها فنىا جديدا يستخدم التفكيك بدلا من الاتحاد أو الوحدة العضوية ( وحدة النسق أو البنية الدرامية والفنية ) فمن خلال وسائل التكنولوجيا المتاحة مع الاقتباس من أعمال فنية متعددة يحقق الفنان المابعد الحداثي التفكيك بكشف متناقضات الخطاب الدرامي أو المضمون . وعن طريق توظيف وسائل التكنولوجيا المتاحة مع الاقتباس من عمال فنية متعددة ، لم يعد العمل الفنى مقصوراً على أسلوب معين ، ولم يعد يمثل شكلا ثابتا مميزا لأسلوب الفنان أو لقالب أدبي أو فني معروف فلقد أصبح من الممكن أن نرى العمل الفنى لفنان ما بأسلوب يختلف عن عمله الفنى السابق ، نفسه ؛ من حيث الفكر والأداء والتقنية والخامة - وهو ما بعد إعادة إنتاج العمل نفسه ( ريبرتوار).

أطوار ما بعد الحداثة :

على نقيض الحداثة .. رفضت فنون ما بعد الحداثة التأكيد على الذات , ونادت بتنمية روح الجماعة والارتباط بالمجتمع . كذلك قام فنان ما بعد الحداثة بالجمع بين العلاقات المتناقضة كالقديم والحديث , كما مرت ما بعد الحداثة فى عدد من الأطوار . فقد ظهرت أولاً فى مجال العمارة ثم انتقلت إلى النقد الأدبى ثم إلى الفلسفة . بيد أن التطور البالغ الأهمية لها كان انتقالها إلى العلوم الاجتماعية ، حيث ظهرت تطبيقات مهمة لأفكار فى علم السياسة وعلم الاجتماع وبدأت تظهر مساهمات نظرية ومنهجية , وظهرت دراسات وتطبيقية تستوحى المبادىء الأساسية لحركة مابعد الحداثة.

.
جول فنون ما بعد الحداثة :

كان مبتدأ ظهور ما بعد الحداثة فى الفن من خلال فن العمارة ، خاصة . وبالتحدبد مع بينالى فينيسيا عام 1980 وعرض نماذج فنية لأعمال المعماريين الثمانية المشاركين مقرونة بالشرح والتحليل ؛ للتدليل على ملامح ما بعد الحداثة فى أعمالهم.
ثم تأثرت فنون الكتابة الأدبية والمسرحية بسمات حركة ما بعد الحداثة ، واشتغل بعض الكتاب والمؤلفين بتوظيف تقنيات الكتابة المفككة الأنساق والبني ، والؤسسة على كشف تناقضات الخطاب الأدبي والدرامي والفني لأعمال سابقة ولثقافات تراثية .

الكتابة فيما بعد الحداثة :

يمكن التطرق بعد هذه المقدمة التأصيلية لموضوع التأليف المسرحي الحداثي بإعتبار التأليفالحداثي ، وما بعد الحداثي فنا من الفنون التى خرجت على القواعد الدرامية التقليدية العامة وعلى خطوطها الأسياسية التى يشترط المسرح التقليدي توافرها فى المسرحية , بحيث إذا غاب شىء منها أو ضعف , تأثرت بذلك المسرحية كلها . فالتأليف المسرحى التقليدي مثله مثل أى مجال فيه إبداع يحتاج إلى وعى عميق بكل تقنياته وأسراره وحيله , وترجع أهميته إلى عدد الشخصيات ونوعياتها , إلى جانب اللغه التى تعبر بها عن نفسها والأفعال والنتائج المترتبة عليها وغير ذلك من عناصر العرض المسرحى , إذ لا يمكن أن تبدأ عناصر العرض المسرحى غير الحداثي وما بعد الحداثي عملها قبل توافرعناصر التأليف . وليس ذلك أصلا من أصول مسرح مابعد الحداثة.

تأسس النص المسرحى غير الحداثي على مبدأ السيادة على مجمل العملية المسرحية بمختلف عناصرها ؛ بحيث لم يكن دور المخرج أكثر من إدارة إيصاله إلى المتلقى , ولم يكن الممثل أكثر من قارئ لدوره , والخشبة مجرد مكان لإلقائه , فتصبح كل تلك المهمات مسخرة من أجل تجسيد النص الدرامى . ونتيجة لذلك أصبح النص المسرحى محملاً بأعباء كبيرة ومسؤوليات عناصر أخرى ضعيفة الحضور أو غائبة ؛ حيث يحتوى النص المسرحي على أوصاف مطولة للمناظر والأجواء وعلى امتداد سنوات طويلة ظل النص المسرحى يسمى رواية ويصدر فى كتب , وله نظامه واشتراطاته وخصائصه , إلا أن العمر الطويل للمسرح ومروره بمدراس وتجارب وتراكمات وبيئات مختلفة .
مع التقدم التقنى ومنظومات العناصر الأخرى كالاخراج والتمثيل ومستجدات تكنولوجيا وسائل الصوت والإضاءة والديكور والملابس والموسيقى والماكياج وغيرها , وتأهيل الأشخاص العاملين عليها من أجل إبراز أهمية أدوارهم ، وسعيهم فى تحقيق حقهم فى طرح رؤاهم ؛ جعل النص المسرحى يتراجع ويتخلى تدريجياً عن الكثير من مسئوولياته القديمة ؛ وأن يتحلى بروح ديمقراطياة ، فى تقبل حضور العناصر الأخرى التى انفصلت عنه حتى صار النص المسرحى مجرد عنصر آخر من عناصر العرض المسرحي .
أما اليوم مع الكثير من التجارب المسرحية التى تقوم على قصيدة شعرية أو على قصة أو رواية أو حكاية شعبية أو طرفة أو حالة يومية عادية أو مقالة أو اغنية أو حلم أو خبر فى صحيفة وما الى ذلك , بل واحياناً بلا نص ناطق على الاطلاق كما هو الحال فى العروض المنمية لتيار ما بعد الحداثة التى اصبح فيها النص المسرحى بطل ثانوى والاعتماد الاساسى على الصورة ( مسرح الصورة ) فمن هنا يوضح المسرحى البولندى " جوزيف شاينا Jozef Szajna " ( 13 مارس1922 – 24 يونيو 2008) هذا الامر لقوله : " ان المسرح يبدأ حيث ينتهى الادب وهناك فرق بين الدراما الادبية والمسرح , فى المسرح اريد ان احول الكلمات الى صورة . والمسرح الحقيقي هو الحركة داخل هذه الصورة . لم اكن ابداً المخرج الذى يقدم اعمالاً ادبية , حاولت دائما أن ابدع عروضاً لا يكتفى الانسان بالاستماع اليها " . وهناك حركات وتيارات فنية قد تجاوزت الجانب الادبى فى المسرح معلنة الرفض التام للنص المكتوب كما هو الحال فى تيار ما بعد الحداثة , وقد عبر عن ذلك الامريكى ** جوزيف شايكن Joseph Chaikin (16 ستمبر 1935 – 22يونيو 2003) يقوله : ان ارقى شكل للتواصل على المسرح هو السكوت والصمت". انطلاقا من تلك الجزئية يبدأ التأليف المسرحى نقطه تحوله نحو تيار ما بعد الحداثة من الكلاسيكية الى التحرر والتفاعل مع الجمهور , والتبشير ببدايات السمات الجديدة والتطور الذى طرأ عليه.
ولكن على الرغم من كل تلك الاشكالات او الاحوال التى اصبح يعيشها النص المسرحى الا فلا نريد ان نعلن موته بوصفه جنساً ادبياً له تاريخه العريق , ودوره الفاعل فى صياغه الذهن الانسانى الواعى على مر العصور ومهما تكن الصعوبات التى يواجهها فى توالى فقدانه لخصائصه , الا ان ثمه ما لا يمكن انكاره فى امكانية تمييزه عن غيره من الاجناس الادبية الاخرى , تلك الروح الخاصة بالكلمة المسرحية وبالحوار المتعاشق مع الاحداث وبصلابة وحدة النص , وبمباشرته بقصد الهدف ووضوح طرح الموقف تجاه القضية المعنية وبحرارته وبحيويته شكلاً ومضموناً , حيث الاستعداد العالى لتقبل اختلافات زوايا التناول , حيث الغوص بعيداً فى مسيرة استكشافاته العميقة , وذلك ليس على صعيد العرض المسرحى فحسب, وانما فى كونه نصاً صالحاً للقراءة كما هو صالح للعرض المسرحى.
الكتابة والنصوص المسرحية من منظر تيار ما بعد الحداثة
(مقارنة بين الحداثة وما بعد الحداثة )
وصلت الصورة الى احتلال مركز عظيم الاهمية فى المسرح فى إطار تجديد هيكلة المسرح , وتغيير دورها ووظيفتها , وتغيير ادواتها وتغيير لغتها ومعجمها, وتجديد طريقة التأثيث لفضائها فأصبحت الاحداث تستبدل بالصور والشخصيات تستبدل بالاصوات , والحركات والاشارات بدلا من المواقف والحالات . وفى هذا السياق طال هذا التغيير جسد النص ايضاً وكذلك طريقة الكتابة للمشاهد مما اسفر عنه تراجع الحوار واصبح الانسان عنصراً مادياً من بين كافة العناصر الاخرى التى تؤسس المشهد فى شموليته وكليته واصبح ممكناً التعبير عن اشياء كثيرة دون الحاجة الى الكلمة ولهذا من الضرورى فى المسرح التأكيد على البعد البصرى كاثر من التأكيد على اللغه المشهدية . لهذا كان من الممكن الغاء دور الكلمة فى المسرح وفى الاتصال بصفة عامة فإن صورة برسائلها لايمكن تجميدها وايقافها من النفاذ والوصول الى المتلقى
فعادة ما تتأثر اساليب الكتابة المسرحية وانواعها طبقا لهدف الكاتب ومفهومه للمضمون ومعالجته لمادته , اما بالنسبة لهدف الكاتب فهناك مسرحيات تكتب لتناقض قضايا سياسية أو اجتماعية وذلك بتجسيد عناصرها فى شخصيات ومواقف متبلورة بحيث تنتقل من مجال الجدل المجرد الى نطاق الحدث المادى الملموس , فتسعى المسرحية الى إقناع المتفرج بوجهة نظرها ذلك فى النص المسرحى فى ظل فنون الحداثة , ولكن على النقيض فى ما بعد الحداثة عندما تغيب بعض العناصر فى الاحداث فيكتنفها الغموض( النص مفكك والاحداث غير متسلسلة ) , ويصبح الجمهور احدى الركائز الاساسية للعروض التفاعلية وتمتزج الاساليب فعندئذ تتغير المفاهيم الثابته بأنتقالها الى النص المسرحى الما بعد حداثى بسماته الشائعة
ومن خلال استخدام المنهج المقارن بعقد مقارنه لتوضيح الفرق بين كلا من النص المسرحى فى ظل الحداثة وما حدث له من تغييرات فى ظل ما بعد الحداثة و يمكن بذلك التعرف على المراحل التى تعرض لها النص المسرحى والقاء الضوء على تلك التغييرات الجذرية التى ظهرت من خلال اعمال متعددة ومختلفة الاساليب لرواد ما بعد الحداثة فى مجال التأليف المسرحى
أوجة المقارنة نصوص الحداثة نصوص ما بعد الحداثة
تعريف النص المسرحى من خلال التيار النص فى الحداثة يعد العنصر الاول والرئيسي على مجمل العملية المسرحية بمختلف عناصرها , بحيث لم يكن دور المخرج اكثر من ادارة ايصاله الى المتلقى والممثل اكثر من قارىء له , والخشبة مكان لإلقائه فتصبح كل المهمات مسخرة من اجل تجسيد النص الدرامى الذى من خلاله امكن معرفة هدف لعمل ككل من النتائج المباشرة التى يصل اليها المتلقى فى ختام العمل المسرحى ويتضمن البداية للمواقف , ومن ثم ذروة الصراع وبعدها النهاية التى يتضح فيها جوانب العمل المسرحى ككل وخلاصته النص فى ما بعد الحداثة هو مجرد خطوط عريضة يتم العمل منها , ويعتبر النواة الاولى للعمل ولكنه عنصر قابل للتغيير وان يحل محله عناصر اخرى جديدة تضمن تفاعل الجمهور الذى لم يصبح متلقياً فى للعرض فقط , بل مشاركاً فيه مع المؤدين والممثلين داخل الحيز المسحى , وبعيد كل البعد عن عملية المحاكاة والتجسيد الكامل لما وضعه المؤلف ويحمل رؤى وافكاراً جديدة يتم توظيفها بأساليب جديدة مختلفة كما يمكن تفسيرها بعدة أوجه ومن ثم تتولد المعانى وربما تتداخل فى بعضها البعض فتجعل الجمهور متقد الذهن مشاركاً فى الاحداث
استراتيجيات وضع المادة الفنية للنص المسرحى المادة الفنية تتضمن كافة التفاصيل الخاصة بالنص وعلاقته بما حوله من عناصر اخرى حتى يتمكن تجسيد العمل , وتوضيح كافة جوانبة للمتلقى من خلال فكرة او هدف عام مسيطر على العمل يتم الوصول اليه فى النهاية او يمكن استنتاجه من خلال دلالات ومواقف مختلفة يمكن تفسيرها بسهولة للوصول الى توقعات شبيهه الى حد كبير بالنهاية التى طرحها المؤلف فى النص من قبل ان يتم تحويله الى عرض مسرحى لا تكتفى بوضع المادة الفنية التى يتضمنها العرض ولا تعيد إنتاجها ايضاً , بل توظف البناء وتقوم بتغيير منظور العمل ككل لإثارة التناقض والصراع بين العناصر المختلفة بحيث تعرقل اى محاولة لتكوين فكرة عامة , او قراءة متسقة واحده للنص فنتيجة لذلك العروض لا تحمل دلالة سياسية أو اجتماعية واضحه رغم توظيفها الدائم لمادة تحمل اشارات سياسية واجتماعية صريحة , وتتسم استراتيجية النص المسرحى بأسلوب البتر وعرقلة وجود اى بداية لتفسير الاحداث
مراحل الدراما النصية تتمثل فى مراحل التى ترتقى اليها الاحداث من خلال هيكل بنائى للدراما داخل النص المسرحى وهو معد مسبق بواسطة المؤلف فيبداء بمدخلات العرض(التمهيد للعرض).
وتلك المدخلات هى عبارة عن مقدمة منطقية وفكرة اساسية يبنى عليها العمل والغرض الذى يستهدفه المؤلف من كتابته وتعتبر كمرحله اولى , ومن ثم تبدا المرحلة الثانية المسماة بـ"تصاعد الاحداث "Rising Action ثم قمة الهرم فى الشكل التوضيحى وهو " ذروة الاحداث "Climax ثم تبداء بالانحدار تدريجيا لتصل الى النهاية Action to End falling كما بالشكل الموضح .
لا يتطلب العمل المسرحى وجود المراحل السابقة باكملها حيث ان العمل مبتور وغير متسلسل الاحداث , كما يعتمد على التباس المعانى , وتداخل النصوص القديمة والحديثة معا اتباعا لسمة الحنين الى الماضى.
فلا يوجد كيان موحد او تسلسل منطقى للاحداث حتى يمكن للجمهور ان يتبع بدايته و ذروة الاحداث ليصل بها الى النهاية المتوقعة كما هو الحال فى النصوص المسرحية فى الحداثة , فنصوص ما بعد الحداثة تعتمد على عنصر المفاجأة للجمهور , والدمج بين العديد من الاساليب داخل النص الواحد منها السرد ومنها الاستعارة.

الوحدة العنصرية داخل النص
هى الوحدة الشاملة المتناغمة الخاصة بالنص بصرف النظر عن نوع مضمونه تاريخيا او دينيا او سياسيا او اجتماعيا او تراثيا او اسطوريا او حربيا او خليطا من هذا وذاك فان مبدأ الوحدة العضوية والوظيفية الدرامية يحكمها فى النهاية فلا ياتى الاحساس بالوحدة العضوية الا من خلال الحدث الرئيسى الذى يؤدى الى لحظات حرجة او مواقف شائكة او مأزق غير متوقع وما يترتب عليها من نتائج مثيرة وغير متوقعة.
والنصوص الحداثة تسعى نحو الوحدة العضوية والقوالب الثابتة وتجسيد النص الى الواقع بتفاصيله على المسرح ؛لذا كان لزاما على المؤلف فى هذه الحالة ان يتبع قواعد فى كتابة المسرحية وهى قواعد ذات اسس ومعايير لضمان الوحدة العضوية داخل النص . فكان هناك فكرة أساسية و هدف للكاتب , كذلك الصراع منذ التمهيد له ثم البداية والذروة وصولا الى نهاية القصة او النص او الرواية الأدبية .
ومادام الامر كذلك فيجب ان تكون فكرة المسرحية فكرة واضحة ناصعة لا غموض فيها , كما يجب ان تشتمل على عناصر الصراع الأزمة و عوامل الحركة النابضة .
مثال:
مقدمة مسرحية روميو وجولييت " ان الحب العظيم يتحدى كل شئ يقف فى سبيله ولو كان الموت نفسه " , فالكاتب الذى لا يؤمن بفكرة مسرحيته لا ينفك ان يسير فى ظلام يتخبط فيه. فيجب الا يشع فى كتابة هذه المسرحية الا وان قام بترتيب افكاره عنها والتى تخمرت فى ذهنه واصبح اول المتحمسين لها.
لا وجود للوحدة العضوية فى اعمال ما بعد الحداثة فى مجملها و لكن يلاحظ على تلك النصوص انها ذات اقوال مبتورة بين حوار الشخصيات . فى حين عندما يقرآها القارئ او يشاهدها كعمل مسرحى لا يجد ان هناك علاقة بين ما قيل سابقا وما يقال حاليا داخل المسرحية الواحدة , وكأنه كلما زادت الاقتباسات و الحالة الغموض التي يوظفها العرض كلما زادت الحاجة الى مقاومة اى اثر كلى يسعى الى تحقيق الوحدة العضوية والوصول الى اى تفسير واضح او مباشر.
وتشير النصوص ما بعد الحداثة الى حكايات قديمة او اعمال اخرى كلاسيكية بداخل النص الما بعد حداثى نفسه كالاقتباس من عبارات لاعمال شكسبير الكلاسيكية على سبيل المثال وكذلك فى بعض الاحيان استخدام اسلوب الكولاج فى وضع حكايتين معا فى نفس الوقت جنبا الى جنب , وإعادة إنتاجها وتغييرها وتمزيق الروابط التي تنظم تلك الصور والحكايات وبها ينفصل العمل ككل عن اى إطار يمكن ان يتم تحديده او بنية اساسية له .
مثال :
من عرض " راسا على عقب " لجوان جوناس Joan Jonas (1936-) نموذج واضح لتداخل حكايتين فى النص عن طريق تسجيل صوتى لها تحكى به ولكن بطريقتها الخاصة حكايتين من " حكايات الاخوين جريم "Grim .

الشخصية فى النص للشخصية فى النصوص الحداثة مقومات لكيانها وتنقسم تلك المقاومات الى :
- الكيان الجسمانى ويقوم على الشخصيات ذكر او انثى ثم السن والطول والوزن ولون الشعر والعينين والجلد والقامة والمظهر الى كل ذلك وما يتصل بالحالة العضوية لدى الإنسان .
- الكيان الاجتماعي ويقوم على الطبقة الاجتماعية ونوع العمل ( المهنة ) , والتعليم والديانة والنشاط السياسى ان وجد الذى تمارسه الشخصية .
- الكيان النفسى وهو عند المؤلف ثمرة الكيانين الاخوين فنفسية الشخصية هى التى تتم الكيانين السابقين.
ومن ثم يكشف العرض عن الموضوع الرواية وشخصياتها للجمهور بتهيئة الجو النفسى , والذهنى , وجو العام والاساس الذى تقوم عليه الرواية قبل ان يبدا الفعل اى قبل ان يبدأ الكاتب الموضوع نفسه لذا فالعرض ليس جزء منفصل بموضوعه ولكنه يجب ان يندمج مع الكل منذ لحظة ظهور الشخصيات تاثيرها على المتلقي , وحتى انتهاء الرواية بتسلسل تمر به الشخصيات وتتاثر بمراحل الصراع داخل النص فيصبح الهدف واضح والشخصيات واضحة يمكن بسهولة التعرف على الاطار الخاص بكل شخصية ومعرفة التمييز بينها ( شخصية شريرة , طيبة .... الخ ).
الشخصية فى النصوص ما بعد الحداثة غير محددة بمقومات او معايير ثابتة حيث ان عروض ما بعد الحداثة استعان روادها فيها بمؤدين , وبممثلين وراقصين وشخصيات من عامة الشعب احيانا ليس لها دراية بالتمثيل فخضعت بعض الاعمال الى الارتجال ( حوار ومواقف يعرضها المؤدى من تلقاء نفسه تكون بمحض الصدفة او لإثارة الذهن وأحيانا ليشارك فيها الجمهور وتكون خارج النص ).
وكنتيجة لذلك لم يتوحد الحوار فبالتالي لا يجد كيان مستقل يدل على الشخصية.
فالشخصية داخل نصوص ما بعد الحداثة :
- غامضة وغير معروفة رد الفعل تجاه مواقف معينة داخل النص (تترك تساؤلات كثيرة لدى الجمهور).
- تقوم باداء العديد من الحركات والاشارات واحيانا تكون غير موجودة بكيانها ولكن بالتسجيل الصوتى فقط ممثلا فى عروض كلا من : جوان جوناس Joan Jonas* ,
وجماعة ووستر Wooster Group و روبرت ويلسون Robert Wilson .
- يطلق العنان لها لاستحضار حالة نفسية معينة يهدف الوصول الى اقصى درجات التطهير النفسى (بخروج اكبر كم من الانفعالات دون القيد بنص او باطار خارجى احيانا للعمل ).

الحوار داخل النص يجب ان يكون حوارا جيدا معبرا عن الشخصية و ردود فعل كل الشخصيات تجاه الاحداث (الممثل فى الصراع ونوعه) فالحوار ينمو من الشخصية ومن الصراع ثم هو بدوره يكشف لنا عن الشخصية ويحمل لنا الفعل نفسة وهى وظائفه الاساسية. يحمل سمة هارمونية النشاز (لما يجمعه فى متنه من معانى واحداث متضادة مجتمعة معا تحت سمة النشاز) , وعبارة عن مزيج من النصوص المتداخلة مع بعضها فيحمل فى طياته التباس المعانى . فالحوار هنا لا ينمو بشكل تصاعدى او متسلسل بل متقطع .
العوامل المؤثرة فى كتابة النص المسرحى
من العوامل المؤثرة فى النصوص الحداثة عند تاليف تلك النصوص مفهوم المؤلف لمضمون العمل , او منظوره للقضية او الموضوع المطروح فى مسرحيته فهناك الكاتب الذى يشغله الشكل الفنى والاتساق الدرامى , وهناك الكاتب الذى تشغله الفكرة بشكل يجعل من مسرحية اداة عابرة لتوصيله . فليس هناك فكر او مضمون مطلق ومستقل بذاته فبالرغم من اختلاف اساليب الكتاب والمؤلفين الا انهم متفقين فى اعمالهم التى اندرجت تحت عصر الحداثة فى التجانس داخل العمل الواحد . لا يوجد عوامل ثابتة مؤثرة داخل العمل ولكن يضمن فاعلية العمل مشاركة الجمهور فيه , و من ثم لا يصبح هناك رايا واحدا مستقلا لدى الكاتب او المؤلف بل يخضع العمل لكثير من المتغيرات تبعا لروح الجماعة او لرؤية وافكار جديدة مجتمعة فى ان واحد ترسم الشئ ونقيضه لتبرز فلسفة معينة تجعل الجمهور متقد الذهن لها ومتابعا لها اكثر لاثارته عندما تتنوع الاختلافات فى النص الواحد.

السمات العامة من منظور الادبى
- التركيز على الذاتية فى الكتابة الادبية (وفى الفنون البصرية كذلك) , بدلا من التركيز على ما يتصوره.
- البعد عن الموضوعية فاصبح البعد منها سردا لراى الكاتب من وجهة نظر خاصة به وحده .
- عدم الوضوح التمييز بين الانواع فى الإعمال الأدبية والشعرية كذلك.
- رفض التلقائية او العفوية فى الاحداث بحيث تترك للقارئ او المتلقى مساحة لحرية ذهنه فى تخيل باقى الاحداث ولكنها جاءت متوقعة واضحة مفسرة لكل ما يجئ فى النص.
ويمكن التعرف على الملامح العامة لحركة ما بعد الحداثة من خلال نقيض خصائص الحداثة فى النصوص المسرحية وإرساء قاعدة جديدة أساسها نبذ معتقدات الحداثة ويمكن توضيح الملامح العامة فيما يلى :
- المحاكاة الساخرة والتاكيد على المعارضة الادبية للحداثة.
- عدم الاستقرار فى السرد وجعل الحوار متقطعا وغير مرتبط ببنية عضوية واضحة للملتقى او القارئ .
- تقديم وجهات نظر عامة وقضايا احيا تكون خاصة برأى عام او جماعة وتنبذ الفردية.

- التماسك بالمعايير المعروفة والاسس المتبعة فى كتابة النص الادبى , والرواية والقصص وغيرها من إشكال الأدب .
- إرساء فكرة التفتيت والتنافر والتشظى وهى مصطلحات تعتبر كسمات عامة لحركة ما بعد الحداثة فى مجملها ولكن طبقت ايضا فى الادب وفى النصوص المسرحية التى انتمت للحركة .
- استخدام الشفرة المزدوجة ( تحمل اكثر من معنى ) فى الحوار يولد المعاني المختلفة التي قد تحملها الجملة الواحدة بالنص مما يترك مساحة من الغموض فيثير عقل الملتقى لهذه النصوص .
- التجديد والتحرر من المعايير والاسس التقليدية فى كتابة النص المسرحى فاصبح هناك مساحة تخص الممثل و المتفرج معا ليقوم كلا منهما بدوره فى النص المسرحى.

النصوص المسرحية تحت تيار ما بعد الحداثة
تبدو مهمة التمييز بين الحداثة , وما بعد الحداثة صعبة أحيانا نظرا لاستخدام سمات الحداثة داخل حركة ما بعد الحداثة نفسها لانها القاعدة التى بدأت منها , وان كانت تقف ضدها فى اوقات اخرى فتنبذ قواعدها وأسسها المتعارف عليها , ففى الادب نجد ان هناك مقارنة قام بها الناقد الامريكى " جون بارث John Simmons Barth( 1930-)"* بين كلا من ادب الحداثة وادب ما بعد الحداثة هى الاكثر وضوحا او الاسهل فهما , اذ يعتبر ان ادب الحداثة قام على تفضيل التجربة الشخصية والذاتية على حساب العامة كما هو الحال بالنسبة لفنون الحداثة , اما ادب ما بعد الحداثة فقد انتقل بالرواية الى مستوى اعلى فادب ما بعد الحداثة لا يهتم بالناحية الشكلية و لا المحاكاة ولا التسلسل المنطقى للاحداث فحبكة الرواية الحصول عليها فى صيغة اقتباس من حكايات اخرى , بالاضافة الى تنمية روح الجماعة ونبذ الفردية.
فادب ما بعد الحداثة ليس مجرد مصطلح يصلح تطبيقه على كل ادب مغرق فى الالغاز والاحاجى وانما هو مفهوم من اهم ميزاته انه " غير متبلور وغير قابل للتعريف" , لان فى التعريف صرامة هو يرفضها , اما عن كتاب ما بعد الحدث فهنالك العديد منهم وان اختلفت الاساليب فيما بينهم , واهم كتاب حركة ما بعد الحداثة Post Modernism **:
• جون بارث ........... John Barth .
• روبرت كوفر.......... Robert Coover .
• ايرنست جاينس ........ Emest Gaines .
• روبرت ايرفين ......... Robert Irwin .
• دينيس جونسون ........Denis Johnson .
• نورمان مايلر ....... Norman Mailer .
• جوزيف هيللر ........ Joseph Heller .
• بيتر ناداس ........... Peter Nadas .
• كريس كليف ......... Chris Cleave .
• هاينر موللر.......... Heiner Muller .
• توماس بيشون Thomas Pynchon .
• روبرت ويلسون........ Robert Wilson.
كمان ان هناك من النقاد من يضيف الى القائمة كتاب ما بعد الحداثة كتاب الرواية الجديدة بفرنسا ميشل بوتور , الان روب جرى , كلود مورياك , و كتاب جماعة " تل كل Tel Quel" ومن الادب الانجليزى جون فواس , والارجنتينى خوليو كورتازار.
هناك سمات تعد الاكثر عمقا واهمية فى الاعمال الادبية المنتمية لحركة ما بعد الحدث فمسبقا كانت الملامح العامة وكيفية التمييز بين الاعمال الادبية للحداثة , والاعمال الادبية لما بعد الحداثة وتلك السمات هى:
أ- السخرية والكوميديا السوداء Black humor &Irony
احدى اهم السمات فى النصوص المنتمية لما بعد الحداثة هو الاقتباس بهدف السخرية , و ذلك بوضع العديد من المفارقات بالنص جنبا الى جنب كالاقتباس من نص كلاسيكي ووضعه بجانب نص اخر منتمى لما بعد الحداثة يعتبر من اكثر الجوانب المميزة لأعمال ما بعد الحداثة فى النصوص والأدب.
حيث ان العمل لا يقتبس فحسب لإثارة السخرية بل يتضمن ذلك نوعا من الكوميديا السوداء والمفارقات الساخرة , ويمكن ان نجد السخرية والكوميديا السوداء مجتمعين معا فى أعمال المؤلف " دونالد بارثلمى BarthelmeDonald (7 ابريل 1931 – 23 يوليو 1989 ) " * فى النص " المدرسة The School " وايضا فى اعمال اخرى له مثل " مدينة الحياة City Life" و " متعة المذنبيين Guilty Pleasures" فى تركيبة معقدة تثير الذهن لدى المتلقى وتلقى الضوء على رؤى جديدة لمؤلفى ما بعد الحداثة .
من مؤلفى الاعمال الادبية المنتمية لما بعد الحداثة والذين وصفوا باصحاب الفكاهة السوداء : جوزيف هيلر , وليام جاديس , كورت فونيغوت , بروس جاى فريدمان , و جون بارث ..... الخ.
ب - الدمج بين النصوص Intertextuality
اعتمدت الكير من الاعمال الادبية لتيار ما بعد الحداثة على خاصية الدمج والجمع بين اكثر من نص داخل العمل الادبى الواحد فى نسيج متشابك بحكمه الاسلوب الادبى للمؤلف وليس من الضرورى ان يكون هذا التشابك متواقف بل على النقيض حيث كان يحيطه الغموض والتباس المعنى لعدم توافق كلا النصين داخل العمل وهذا ما يسمى بخاصية الدمج بين النصوص بمصطلح ال " Intertexualit" داخل اطارات تشبه الكليشيهات Cliché** وفى ادب ما بعد الحداثة يظهر هذا النوع من الكليشيهات على هيئة اشارات الى حكايات معروفة او شعبية متداولة مثلا كما هو الحال فى اعمال " مارغريت اتووت Margaret Atwood , و دونالد بارثلم Donald Barthelme "وكثير غيرهم .
ت- معارضة الادبية Pastiche
هى خاصية متصلة بالخاصية السابقة ( الدمج بين النصوص intertexualit ) , بمعنى الجمع بين العناصر , او لصق تلك العناصر " معا فى ادب ما بعد الحداثة يمكن ان يكون هذا بمحاكاة الانماط الماضية ( القوالب الكلاسيكية فى التاليف وسمة الحنين الى الماضى المعروف لدى الحركة الفنية لما بعد الحدثة بوجة عام ) , ويمكن ان ينظر اليها على انها تمثيل للفوضى والتعددية او بهدف المحاكاة الادبية الساخرة Parody ,ففيها يمكن الجمع بين اساليب متعددة لإنشاء بنية سردية فريدة من نوعها تتضمن صور متعددة مقتبسة من نصوص وعناصر مختلفة . ومن الأدباء المعروفين بتلك السمة فى أعمالهم " توماس بيشون Thomas Pynchon (1937- )* واعماله الأدبية المتضمنة معارضة ادبية مستخدما فيها العناصر القصصية المقتبسة من القصص البوليسية والألغاز والخيال العلمى ثقافة فن البوب وبعض كلمات الاغانى ومزجهم مع شخصيات مقتبسة من التاريخ ايضا فى تركيبة فنية ادبية معقدة.
ث- تنشيط الذهن Metafiction
القيام بوضع مواقف متعددة داخل النص تفاجئ القارئ وتنشيط الذهن من خلال استثارته بتحولات سردية غير متوقعة ( حوار غير مرتبط باخر ) , ومن المؤلفين الذى استخدموا تلك التقنية الكتابية فى اعمالهم الادبية " كيرت فونيجوت Kurt Vonnegut(1922-2007) "* فى رواياته المتعددة التى تعدد فيها السرد والدمج بين العديد من المواقف والكتابات الادبية الاخرى.
جـ - الاستعارة Poioumena
مصطلح اترحته الكاتبة الانجليزية " البستر فاولر Alastair Fowler " ويشير الى نوع محدد من الخاصية السابقة " تنشيط الذهن Metafiction" فية قصة تدور حول عملية الابداع من خلال الاستعانة بالاستعارة . ففى تلك الاعمال المستخدمة لخاصية الاستعارة الادبية يتم السرد على اساس ان الراوى لقصة ما ( واحيانا ما تكون مسجلة صوتيا ) يقصد بهذه القصة موضوعا اخر فى الحقيقة , وبذلك يصبح القارئ للعمل الادبى متحيرا ومستثار الذهن لمحاوله الوصول الى اجابة وافية وراء تلك الاقاويل المسرودة داخل النص.
ح - استرجاع الماضى والعودة اليه Historiographic Metafiction
فى تلك الخاصية يشار الى الاعمال والارقام والاحداث التى ترتبط بمواقف او شخصيات تاريخية معينة سياسية او اجتماعية او علمية لمحاكاة الماضى باستخدام مؤلفى الحركة للضد فى الوقف ذاته ( التناقض بين القديم والحديث ) ومن الرواد المستخدمين لتلك التقنية اعمال المؤلف والمصمم والمخرج الامريكى " روبرت ويلسون Ropert Wilson " على سبيل المثال فى اعماله التى حملت اسماء لاعلام مثل اوبرا حياة سيجموند فرويد , اينشتاين على شاطئ البحر , رسالة الى الملكة فيكتوريا . وان كانت تلك الاعمال ليست بالضرورة تناقش السيرة الذاتية لدى ايا من تلك الشخصيات التاريخية بل هى استعارة لشخصياتهم ( تناقض العنوان مع المضمون احدى سمات ما بعد الحداثة ).
خ - التشويه ببتر الاحداث Temporal distortion
اسلوب شائع فى الاعمال الادبية لما بعد الحداثة ويتم عن طريق تجزئة الاحداث وبترها , وكسر اى تسلسل منطقى لها فيترتب عليه احداث اخرى جديدة غير متوقعة بالنسبة للقارئ او المشاهد للعمل المسرحى , وهو يعتبر احدى سمات للحركة التى تتجه بها نحو الخروج من القيود والقوالب القديمة فى التاليف التى ارتبطت بالمقدمة والتعريف بالشخصيات فى العمل ومن ثم الأحداث التى ينشا عنها الصراع ليصل الى ذروته ثم الوصول الى النهاية . وهنا لا نجد تلك المراحل فما يحدث فى البداية لا يرتبط فيما بعده من أحداث وتعتبر تلك السمة شائعة فى الكتابات الادبية المنتمية للحركة غير قاصرة على مؤلف او كاتب معين.
د- جنون العظمة
وجدت تلك الخاصة فى اعمل كلا من " جوزيف هيللر Joseph Heller , وتوماس بيشون Thomas Pynchon ليقوموا بالسخرية من الاعتقاد بأن هناك نظاماً لديه السلطة الأمرة نحو ما يحدث فى العالم من فوضى لأن الما بعض حداثيين لا يعترفون بهذا ويجدون فكرة الأنظمة الآمرة نوعا من " العبثية Absurd" الغير مثمرة
مما سبق يتضح أن :
النص المسرحى فى ظل ما بعد الحداثة حدث له تغييراً جذرياً فى المعتقدات التى كانت سائدة فى العصور السابقة , و الاسلوب الادبى ايضاً فبالرغم من كل مؤلف له اسلوبه الخاص إلا ان الاعمال الادبية لما بعد الحداثة كان لها سمات شائعة بوجه عام وفى النص المسرحى بوجه خاص كما سبق التعرض لها .
وفيما يلى استعراض لبعض الاعمال الادبية كنماذج تطبيقية على تطور النص المسرحى فى ظل ما بعد الحداثة و الاعمال التى يوضح بها الدارس تطور النص المسرحى لرواد ما بعد الحداثة " روبرت ويلسون " وريتشارد فورمان وهاينز موللر "



#هاني_أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة وجماهيرية العمل الثقافي
- صناعة الصورة بين المسرح وفنون الشاشة
- صناعة الصورة في الفنون الأدائية
- المسرح أم السينما - مقال عن كتاب (جماليات الإخراج بين المسرح ...
- نصوص مسرحية في بؤرة التحليل
- الوجود والماهية - فاروق حسني بين عالمين -
- الكتابة المسرحية - موقف من العصر -
- توفيق الحكيم يفكك التراث في (سوق الحمير)
- المعارضة التفكيكية في المسرح المصري
- المثقفون المصريون وغواية المسرح
- جمالية الإضحاك في العرض الكوميدي
- دور التقنية في صناعة الصورة المسرحية
- لغة النص المسرحي الاحتفالي بين ثقافة المحاكاة وثقافة الحكي
- جماليات المؤثر الصوتي في إخراج الدراما الإذاعية
- تقنيات الممثل وتحليل دور مسرحي - أنتيجوني -
- أنظر حولك في غضب
- يوليوس قيصر بين النص والتصور الإطاري للعرض المسرحي
- دلالة اللقطة الأولي بين التكثيف والجمالية
- لغة الصورة في الإعداد الدرامي بين المسرح وفنون الشاشة
- -برشيد- يرى أمرئ القيس في باريس


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن سلام - الكتابة المسرحية المعاصرة - مسرح ما بعد الحداثة -