أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد حسين - ستقوم القيامة فى اغسطس














المزيد.....

ستقوم القيامة فى اغسطس


رائد حسين
(Hider Hider)


الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


فى رابعة
أشربُ قهوتى فى تمام الواحدة صباحاً ,
لا أصلى التهجد مع الناس ,
أدخن بكثافة ,أفكرُ بكم العبث المحيط وبالموت , أنتظر اتصالاً واحداً أخيراً من كائنٍ أحترقُ شوقاً لسماع نبرتهِ الحزينة حدَّ الإختناق, قبل أن أفارق العالم الغير مفهوم ,أنتظرُ دون جدوى .
أحب الصلاة وحدى ,
أرى الله فى سجودى أحياناً ,أخاطبه كأنى طفله العاق ,أسألهُ أن يرحم صديقاً قُتل منذو أيام ..
أُحب الحياة , والموت يُطلُ برأسه من خلف الخيام ,
القهقهة لا تنتهى ..
ومعلباتُ الأمل تُوزعُ مع معلبات الطعام ,وما زلتُ لا أشتهى شيأً سوى التبغ واليأس وصوت الكائن الذى لم يأتِ أبداَ ..
يمضى النهار غريباً كغربة قلبى فى أرضٍ أقرب لأرض المحشر ,
غسلت الشمسُ شعرها فى جهنم ونشرتهُ على وجهى ,يمر الناس بالماء البارد ينثرونه على المارة ,الماء يُبهج الناس ,كان سيبهجنى لو نُثر على قلبى
_ سيفعلها الرسول غداً .
تغرب الشمسُ من المغرب
وعلى المنصة يُعدد أحدهم ويَعد بحور الجنة ونعيمها ونصر الله القريب .
_ لا أريد حور الجنة أريد صوتك ,فلن تغفرى لى خيانتك مع حورية ..
على الجبهة الأخرى يعدد أحدهم ويعد ُ :
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم .
طوبى لمن قتلهم وقتلوه.. . إضرب فى المليان أنا أعرف القرآن والسنة والشيعة وكل الممل والاديان .
لم ترفعوا المصاحف على فوهات البنادق ولم أخرج ضد على !
ولكنى مستعدٌ للتحكيم ,
هل ينصفُ المصحف أحدنا ؟
_ربما من يستطيع المراوغة .
مات صديقٌ ثانٍ .
كالفراش نتساقط فى فوهة البركان ,
ليتنى لم أعرفهُ,ليتهُ تركنى وشأنى ولم يحاول أن يطرق باب قلبى .
ليتهُ مرَّ كالغرباء .
وقفتُ فوق دمه المحاط بالحجارة لأودعهُ بالصمت المُدهش ,أودعهُ بالقلب المندهش
وأنتظر صوت كائنى الذى يمنحنى إذناً بالبكاء
_ لعلهُ مات هو آلآخر .
بحثتُ عن وجهه فى صور الشهداء .
جثثٌ مشوهة بالنار ,وأخرى متفجرة بالرصاص,قرأت الوجوه كلها رغم المعاناة ,ولم أعثر على وجهِى,
فرحتُ وتوجعت ,
فرحتُ لأنه عاش وتوجعت لأنى أحتاج صوتهُ لأبكى بين نبراتهِ فمازلتُ أُكابر رغماً عنى ,كما أرتجفُ فى حضرتهِ كدمعةٍ حيرى,رغماً عنى .
ليت القيامة تقوم .
ولينادى المنادى : فركش . لن يعجب الفيلم النقاد .
باقى من الزمن نصف يوم .
يا اغسطس الجحيم كم أحبك وكم أكرهك ,ستقوم القيامة فى أغسطس , لتكون جهنم أشد تأججاً .
_ أحتاج صوتك, احتاجك كالوهم ..
أشرقت شمس الغد من الشرق
وكنت أنتظرها فى الغرب .
_ الظالمون هم بناةُ العالم ,القاتلون هم عظماء التاريخ
ونحن جميعاً مجرد حصوات عثرة فى طريق أحد الظالمين نحو حلمهِ ,دُهسنا ليحقق ما يريد وليصفق له الساديون والفاشلون . كان هذا آخر ما كُتبتهُ قبل أن أموت.
كرهتُ الحياة التى تدهسنا دون شعور ,وكرهتُ الكائن الذى خذلنى
كرهتُ من معى ومن ضدى .. أهداف من معى وأهداف من ضدى ..
كرهتُ أن أكون ما انا عليه . جريحٌ سيظلُ ينزف حتى ينتهى الدم ويُنهيهِ الزمن . جندى فى معركة لا خُطة لها ولا معالم .
الكراهيةُ تنفخ فى عروقى روحاً جديدة .. روحاً من الشيطان ,تسرى فى أصغر وعاء دموى برأسى وجسدى فأنتفض .
قد يحيا الميتُ ليثأر ,أو ليُعيد الإختيار من جديد ,
قررت أن أشرب القهوة فى الواحدة ظهراً .
أفكرُ بالعبث المحيط واتجاهل الموت , لا أنتظرُ إتصالاً من أحد ,لا يهمنى متى سأفارق هذا العالم المفضوح , أصلى وحدى أحياناً ,
ومازالت القهقهةُ لا تنتهى
والتبغ.



#رائد_حسين (هاشتاغ)       Hider_Hider#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخمايسى و الأقزام


المزيد.....




- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد حسين - ستقوم القيامة فى اغسطس