أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رسائل الطواحين والنواعير














المزيد.....

رسائل الطواحين والنواعير


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 17:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




في الصف الثاني متوسط قرأت الكتاب القصصي الساحر ( رسائل من طاحونتي ) للفرنسي الفونس دوديه ، وعلي أن اتخيل بتلك النثرية الجميلة لتفاصيل حياة الريف الفرنسي وهو حتما الريف الذي استنشق هواءه الان في مواويل سفر القطارات بين بروكسل وباريس عندما صيف باريس يغريني بشهية النوم تحت اجفان ذكرياتنا عندما قال لنا معلم أيام الابتدائية :من يشاهد منكم الموناليزا يستطيع أن يكون من صُناع الروعة في الخيال والكُتب.
أنه والطواحين التي على ضفاف نهر السين على امتداد الريف يشكل هاجسا لصنع الحياة والجُبنة والقصص الرومانسية ، وحين امضي معه وأسال صديقتيَّ فرنسية : الى أين ينتهي السين ؟
ترد : الى القنال الانكليزي حيث عليه مهمة الثأر لنابليون بونابرت ذات يوم .
أتذكر بستان جدي وناعوره ، والحمار الذي يدور بلاهوادة ليرفع الماء من النهر الى حقول الفجل والبصل الاخضر والكرفس والريحان ، وطالما أقارنه بتلك الطواحين التي اتخيلها تسبح في السماء في قصص الفونس دوديه حيث يتحول الحمار في قصصه الى ببغاء يردد احلام الفلاحين وسط عناق سري بين حقول الشوفان او تحت اشجار التفاح.
في الاهوار حيث قدري انتهى معلما لم اجد للنواعير أثرا ولا للطواحين ، وبالرغم من هذا يسكنني الحنين الى العيش في امكنة الرغبة التي كنا نقراها في الروايات ونشاهدها في أفلام السينما . فأخذت معي رسائل من طاحونتي لأعيد قراءته متى أردت أن اضيفَ الى مخيلتي وموهبتي شيئاً من دافع الكتابة ، ولآن الاهوار ليس فيها طواحين ولا حتى نواعير ابقيت في الكتاب آمال أن التقط صورا قرب تلك الطواحين وقد اغراني مشهدا رومانسيا كانت واحدة من طواحين الهواء مسرحا لقبلاته العاصفة والتصاقه الجسدي الذي جعل كل ارائك قاعة السينما تهتز كعاصفة يوم عشنا اغراءها وكان الفيلم من بطولة عمالقة ثلاث ، عندما يلجأ الشاب الهارب من القوات النازية آلن ديلون الى منزل في الريف الفرنسي الى بيت تسكنه الارملة سيمون سونريه وحفيدتها المذهلة الجمال الإيطالية اورنيلا موتي ، وهناك تبدأ طروادة حرب الجسد والقبلات .
هنا في الارض التي يسكنها الماء والقصب واطياف الهة اغلقت نوافذ جنائن عدن واسكنت خواطرها الى رعاة الجواميس ومسوحات رجال الاثار ، حين تشتاق الى طاحونة او ناعور يردون عليك :
طواحينا هنا هي ( الرُحى ) التي تطحن لنا القمح والرز ، فلا نحتاج الى الهواء مادامت سواعد نساءنا بقوة سواعد الرجال لتمسكها وتدير الصخرة الدائرية ليتحول الرز والحنطة بين اضراسها الى دقيق.
أما النواعير فنحن لا نحتاجها لأننا وسط الماء وحقولنا ينبتها الله فيه فلا تعطش كما البساتين .
دائما وأنا أراقب حياة هؤلاء الناس فأشعر انها حقا لا تحتاج الى الطواحين والنواعير ، وأن حياتهم لها نواعيرها الخاصة غير تلك التي تحدث عنها ( دودية ) في قصصه ، حيث تدور بهم لحظات اليوم نفسه بصمت ، وبدورة واحدة وليست عدة دورات كما في ناعور جديد الواقع في بستانه الذي زحف اليه الملح اليوم وصار مهجورا بعد أن مات فيه النخل واقفا .
هذه الدورة تبدأ من صياح الديك لأيقاظ النائمين على سوابيط القصب وحتى المساء الذي يعودون فيه من دوابهم.
الآن وأنا اشاهد الطواحين في دورتها الابدية في الأراضي المنخفضة والعالية على ضفاف نهري السين والراين .
اتذكر ناعور جدي ، وطواحين الرُحى التي تتراقص في دورتها الازلية بين أصابع نساء القرية وهن يرددن تلك الأنشودة الازلية : دللوه يا الولد يبني دللوه ... عدوك عليل وساكن الجول.........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة
- مليون عريف ومدينة واحدة
- الحلة والدلة
- براغيث قطار طوروس


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رسائل الطواحين والنواعير