أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد نعمان نوفل - مناورة أوباما في مواجهة تغير المناخ














المزيد.....

مناورة أوباما في مواجهة تغير المناخ


محمد نعمان نوفل

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 18:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أعلن الرئيس باراك أوباما يوم 3 أغسطس عن ما وصفة بخطة غير مسبوقة لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 32% من مستويات الانبعاثات عام 2005 خلال 15 سنة من محطات توليد الكهرباء، وذلك بإحلال مصادر الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية محل الفحم الحجري، وإن كانت مبادرة الرئيس الأمريكي لم توضح إن سوف يستخدم أنواع أخرى من الوقود الأحفوري بدلا من الفحم الحجري أم لا، وإن كان من المرجح أن يلجأ لاستخدام الغاز الصخري كمصدر أقل تلويثا من الفحم.
لقد طرح أوبا مشروعه كتحدي لمواجهة ظاهرة تغير المناخ والتزام أخلاقي على هذا الجيل وتعبير عن المسئولية العالمية للولايات المتحدة، بل أنه يعتبر المشروع بمثابة تحرك للولايات المتحدة لقيادة العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وحماية الكوكب.
واقع الحال أن الولايات المتحدة لم تصدق على بروتوكول كيوتو للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري منذ وقعت عليها حكومة الرئيس كلينتون عام 1998 ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ عام 2005 دون مشاركة من الولايات المتحدة التي كن عليها الالتزام بتخفيض الانبعاثات لأقل من مستوى انبعاثات عام 1990 بنسبة 93% طبقا للملحق (باء) من بروتوكول كيوتو. في عام 2009 في مؤتمر كوبنهاجن ذهب الرئيس الأمريكي أوباما كي يتحلل من التزامات كيوتو ويعد بتقديم تخفيض للانبعاثات بناء على مستوى الانبعاثات عام 2005، وهو ما رفض تماما في كوبنهاجن، ووصف وقتئذٍ بعدم مقدرة الدولة العظمي على تحمل مسئولياتها العالمية، ورغم المزايدات الصينية في كوبنهاجن إلا أن الصين لم تقدم أي التزامات جادة. والمعروف أن كل من الولايات المتحدة والصين مجتمعتين مسئولان عن 44% من جملة الانبعاثات العالمية المسببة للاحتباس الحراري (23% للصين، 19% للولايات المتحدة).
خطوة الرئيس الأمريكي الأخيرة لا تخرج كثيرا عن المناورة التي ذهب بها إلى كوبنهاجن عام 2009 حيث أبدى التزام الولايات المتحدة لتخفيض الانبعاثات من محطات توليد الطاقة بنسبة 23% على أساس حجم الانبعاثات عام 2005 وهو ما رفض بشدة، اليوم يرفع النسبة قليلا إلى 32%. وبحكم أن انبعاثات محطات توليد الطاقة مسئولة عن 31% من حجم الانبعاثات في الولايات المتحدة فإن القيمة العملية لخطة أوباما "الطموحة، والأخلاقية" لا تزيد عن تخفيض للانبعاثات الإجمالية بنسبة 10% تقريبا مقارنة بمستوى الانبعاثات عام 2005. إذا كان هذا هو منتهي ما تستطيع الولايات المتحدة تقديمة كثاني أكبر ملوث في العالم وما تريد أن تقود العالم تجاهه فإن تهديد كوكب الأرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري لا يزال قائما ولا توجد في الأفق، والأمر كذلك، بادرة أمل في حلول قريبة.
الرئيس الأمريكي بهذه المناورة المكشوفة يحاول استباق الأمور ووضع العالم أمام الأمر الواقع قبل مؤتمر تغير المناخ القادم في ديسمبر 2015 في باريس، بل يدعو الصين كي تحذو حذوه وربما قامت هذه الدعوة بناء على تفاهمات ما في مفاوضات المناخ التي حدثت مع الصين في الزيارة الأخيرة لأوباما.
إن هدف مؤتمر باريس 2015 وضع بروتوكول إطاري جديد بعد انتهاء بروتوكول كيوتو عام 2012 وبناء على طلب الولايات المتحدة سوف تضم للبروتوكول الجديد الدول النامية التي تحملها الولايات المتحدة مسئولية كبري عن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري (والتركيز هنا على الصين والهند بطبيعة الحال) لكن إذا دخلت الولايات المتحدة كقائدة للعالم كما أعلن أوباما يوم 3 أغسطس فإن البروتوكول القادم سوف يكون أضعف كثيرا عن بروتوكول كيوتو، ولن يقدم أي بارقة أمل لتخفيض معدلات تفاقم الظاهرة المناخية الخطرة، وسوف تفشل الجماعة الإنسانية بالتأكيد في الاستقرار عند هدف الوقوف بارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين فقط. ورغم اعتراضنا على هذا الهدف لكون غير أخلاقي ويرحل غالبية التأثيرات السالبة لظاهرة تغير المناخ إلى بلدان الجنوب، ويسمح لبلدان الشمال بالاستفادة من بعض مميزات تغير المناخ عند هذا المستوى من ارتفاع درجة الحرارة المتمثلة في زيادة إنتاج الحبوب بنسبة 20%، إلا أن مستوى 2 درجة مئوية هو أخر مستوى لارتفاع الحرارة قبل حدوث الكارثة، لذل هو رهان خطر جدا، وأناني جدا جدا.
خطة الرئيس الأمريكي لا تضمن، حتى، الاستقرار عند مستوى ارتفاع 2 درجة مئوية، وتعرض الكوكب للمزيد من الخطر، وإذا أضفنا لهذه الخطة العجيبة، نية مقاومتها من شركات محطات توليد الكهرباء المعتمدة على الفحم وكذلك نقابات العمال العاملين في هذه المحطات فنحن أمام خطة غير مضمونة النتائج، فضلا عن تواضعها الشديد، وهي لا تعدو في النهاية سوى مناورة مكشوفة جديدة لا تختلف كثيرا عن مناورة كوبنهاجن عام 2009.



#محمد_نعمان_نوفل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الأثيوبي، والانفراد الخاط ...
- مؤتمر شرم الشيخ والدخول عميقا نحو الليبرالية الجديدة


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد نعمان نوفل - مناورة أوباما في مواجهة تغير المناخ