أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دمتري تشومسكي - موقف الحزب الشيوعي المؤيد للاتفاق مع ايران هو الصحيح














المزيد.....

موقف الحزب الشيوعي المؤيد للاتفاق مع ايران هو الصحيح


دمتري تشومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*لو كان كارل ماركس وفلاديمير لينين ينظران اليوم الى الشرق الاوسط المنهار والمنقسم الى اجسام سياسية ضعيفة وبعيدة عن الاستقرار في الوعي الجماعي، لاعتبرا ان ايران هي الدولة الاكثر تقدما على خط الزمن الماركسي بالمقارنة مع محيطها القريب. ولما كانا سيستنكران موقف الحزب الشيوعي الاسرائيلي المؤيد لايران*



لقد وجد الكسندر يعقوبسون أن تأييد الحزب الشيوعي الاسرائيلي لايران هو عدم استقامة ايديولوجية في أعقاب التوقيع على الاتفاق بين ايران والقوى العظمى. (ما الذي كان سيقوله كارل ماركس؟ تساءل يعقوبسون في "هآرتس" في 22 تموز). كيف يعقل أن يقف الشيوعيون الذين يعتبرون أنفسهم مع التقدم من وراء نظام آيات الله الذي لم يكن في أي وقت مؤيدا للسوفييت؟
ولكن في نظرة تاريخية للتكتيك الايديولوجي للقرن السابق فان الحالة الايرانية بعيدة عن أن تكون مناقضة لمنطق التقدم الماركسي اللينيني. وبغض النظر عن مدى ثيوقراطيتها فان ايران وحدة سياسية يوجد فيها مبدأ التداخل بين الثقافة والهوية الموحدة الى حد معين. وفي داخل الحدود السياسية فان ايران بمفاهيم كثيرة هي دولة قومية بكل معنى الكلمة. الدين هو عنصر جوهري في الواقع السياسي الايراني، لكنه لا يسعى الى التغلب على القومية الايرانية، بل العكس، هو عمودها الفقري.
ما هي العلاقة بين كل ذلك وبين الشيوعية؟ بخلاف الصورة المناقضة للقومية التي مُنحت للايديولوجيا الشيوعية خلال الحرب الباردة، فقد اعتبر الشيوعيون القومية الجغرافية التي من شأنها ايجاد الوعي والانتماء الجماعي المستقر والمتجانس ثقافيا في اوساط السكان، مرحلة ضرورية لانشاء اقتصاد متطور ومجتمع عقلاني.
وحسب الموقف اللينيني فان القومية الجغرافية الراسخة في الوعي الذاتي التاريخي لشعب يعيش في وحدة جيوسياسية محددة، هي في جوهرها "أساس تقدمي"، ستناضل ضد الولاءات المحلية الانفعالية وستنتصر عليها، وفي نهاية المطاف "ستتآكل"، كما قال لينين، ولكنها ستترك وراءها مجتمعا موحدا ومستقرا من ناحية الوعي، وستشكل أساسا ملائما لاستكمال الصراع الطبقي الداخلي الذي لا مناص منه.
برأيي، ليست هذه الايديولوجية فقط لم تتحقق حسب التنبؤات الماركسية اللينينية بل وحدث العكس: الشيوعية هي التي "تآكلت" اما القومية فقد انتصرت. ولكن الامر المهم في الشأن الايراني هو أنه لو كان كارل ماركس وفلاديمير لينين ينظران اليوم الى الشرق الاوسط الاسلامي المنهار والمنقسم الى اجسام سياسية ضعيفة وبعيدة عن الاستقرار في الوعي الجماعي، لاعتبرا ان ايران هي الدولة الاكثر تقدما على خط الزمن الماركسي بالمقارنة مع محيطها القريب. ولما كانا سيستنكران موقف الحزب الشيوعي الاسرائيلي المؤيد لايران.
اضافة لذلك، فان طي العلم الامني الحربي، يفسح المجال لرفع العلم الاجتماعي والمدني، بروحية التفكير الماركسي الديالكتيكي، يمكن الافتراض انه مع رفع العقوبات والازدهار الاقتصادي، فان النخبة في ايران ستصبح غنية جدا الامر الذي سيزيد من الفجوات ويزيد التوتر الطبقي في المجتمع الايراني. هذا لا يعني انه ستحدث في ايران ثورة شيوعية. يعرف التاريخ على الاقل حالة واحدة للاوتوقراطية الدينية، والتي لا تقل أهمية عن نظام ايات الله، حدثت فيها ثورة كهذه قبل مئة عام. والنتائج كانت سيئة جدا. ولكن من الواضح انه كلما ضعف الصراع بين ايران والغرب، وكلما فقدت سياسة التخويف من الخطر الخارجي من فاعليتها، فان الشعب الايراني سيأخذ مصيره بيديه وسيسعى لتغيير النظام باتجاه احترام الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطن.
من هنا، فان بيان التضامن مع الشعب الايراني الذي اصدرته القائمة المشتركة والحزب الشيوعي الاسرائيلي على خلفية اتفاق فيينا، هو في محله: حيث ان رفع العقوبات الذي سيتم مع تطبيق الاتفاق، سيفتح أمام الشعب الايراني الامل باحداث التغيير الذي يطمح اليه كل انسان يعيش في ظل نظام ظلامي.



#دمتري_تشومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دمتري تشومسكي - موقف الحزب الشيوعي المؤيد للاتفاق مع ايران هو الصحيح