عندما يكون للعشيرة صوت..

رؤيا فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 03:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ يوم امس وانا احاول استيعاب تصريح وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الذي اكد خلاله بان المشاكل العشائرية تعرقل عودة النازحين الى محافظات صلاح الدين وديالى، واصفاً هذا الملف بالصعب.
قد يكون تصريحه صادماً لنا، خاصة اذا عرفنا ان عديد العوائل المسجل لدى وزارته يصل الى 584 الف عائلة اي ما يساوي اكثر من ثلاثة ملايين نازح ينتشرون في عدد من محافظات البلاد، ما يشكل كارثة بحد ذاتها، الامر الذي حدا بي بالبحث عن اجوبة لهذه المعضلة التي اتمنى تلاشيها من ذاكرة الفرد العراقي التي باتت تخزن احداثاً مؤلمة خلقت واقعاً في بعضه مشوه.
وبعد اتصالات حثيثة وجدت ان ما يجري مخالف لما يتم تداوله وان صح بعضه، وهو امر لا يمكن نكرانه مع حجم الماسي التي خلفها تنظيم داعش الارهابي في المدن التي كان يسيطر عليها ومنها ديالى وصلاح الدين اللتان تحاولان اعادة الحياة الى سابق عهدها. فالاوضاع وبحسب شهود عيان بدأت تستعيد وتيرتها السابقة الى هاتين المدينتين، ليس فقط بما افضت اليه الاتفاقات السياسية التي يعاب على بعضها تشنج خطاب بعض قادتها وطائفية البعض الاخر التي كانت احد اهم اسباب لجوء الاهالي الى العشائر لحل المشاكل التي افرزها تدخل داعش المرير، بل ولاصرار شيوخ العشائر لاعادة الحياة لهذه المدن.
ان قانون العشائر في مجمله قد يكون ملزماً للاهالي اكثر من القانون الذي تتبناه الحكومة الذي يعاب عليه انحيازه وعدم نزاهته (وهذا بحد ذاته طامة كبرى عندما نستغني عن القانون ونلجأ الى العشيرة!!!)، ولكن بالرغم من الم الحقيقة الا انه لا يمكن أن ننكر دور الشيوخ ووجهاء العشائر في عودة المئات من العوائل الى مناطقهم التي شهدت نزاعاً اقل ما يمكن ان يكون بديهياً وفقاً للظروف التي تحيط المناطق التي استغلت داعش بعض ابنائها وغررت بهم في محاولة لتحقيق موطأ قدم زائف لم يستمر طويلا. وكل هذا بسبب حنكة العشائر وفطنة الخيرين وارادة بعض القادة المعتدلين الذي اسهموا بالضغط على الحكومة من اجل اتخاذ خطوط سريعة لتخليص هذه المناطق من خطر ابتلاعها من قبل الارهاب.
وقد يكون ملف عودة النازحين صعب حقا، لكن ليس من الانصاف ان تكون صعوبته محصورة بسبب الخلافات العشائرية فقط، ونتناسى حجم الخراب الذي لحق بهذه المدن بسبب اجرام داعش.

#رؤيا_فاضل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل