أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غربي حبيب - قراءة في رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي للروائي بن جبار محمد














المزيد.....

قراءة في رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي للروائي بن جبار محمد


غربي حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


قراءة في رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي للكاتب بن جبار محمد
الكتابة السردية فنه وعشقه،واللغة ملعبه،كتب الكثير من القصص في بداية مشواره،وكانت كل تلك الكتابات،تنبئ بميلاد روائي وكاتب متمكن،يغوص بتؤدة في اعماق الواقع اليومي والحياتي لبسطاء الناس..سطر لنفسه مسارا واخلص للكتابة فمنحته من نفحاتها...
و هاهي باكورة أعماله في عمله الأول مطلا علينا بنص سردي محكم و احداث مشوقة..إنها رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي...حكاية بيبليوغرافية عن دار الأمل بتيزي وزو..
كنت من الأوائل الذين قرأوا الرواية و كانت في مخاضها الأول مخطوطا...استامنني عليه أخي وصديقي بن جبار محمد...كان ذات مساء بأحد مقاهي مدينة غليزان..جلسنا نحتسي أكوابا من القهوة...حيث اخبرني باكتمال روايته و يريد رأيي فيها...سلمني الرواية مخطوطا عبرCD قرص مضغوط...حملته معي متشوقا لقراءته...فتحت القرص وبدات القراءة...و كان انطباعي الأول قولي :هذا مشروع روائي كبير...
الرواية التي كتبها بن جبارهي عبارة عن سيرة ذاتية واقعية خيالية...ترصد يوميات البطل عواد مع الوظيفة خلال مدة الخدمة الممتدة طوال 24 سنة...يذرع فيها المسافة الموجودة بين مقر عمله ومحطة الحافلات...و ما صاحب هذا الذهاب والمجيء من حوادث أثرت في بطلنا وغيرت من نظرته للحياة التي اختصرها في لا وعيه في أربعمائة مترزمانا ومكانا...
عواد ذلك البطل من عامة الشعب البسيط..المكافح النزيه الباحث عن الحقيقة...المضحي بكل شيء من أجل مبادئه..لا يجد اجوبة شافية لكم هائل من الأسئلة التي دارت بذهنه...التاريخ....الحركى...النزاهة...الإخلاص...العربدة...
صدر بن جبار روايته بإهداء لكائن لطالما بحث عن كيفية إنصافه في مجتمع ذكوري لا يابه للمراة.الزوجة...فلم يبخل عليها بكلمات جميلة: لم يكن لهذا النص أن يرى النور في كتاب،لولا وجود استثنائي لامرأة في حياتي،إيمانها بموهبتي منحني القوة والحافز لأكتب و أستمر...زوجتي....إليك امتناني بمحبة ..بهذه الكلمات الجميلة جمال أسلوبه كانت اول صفحة من صفحات روايته.
استطاع بن جبار أن يأخذنا ويسحرنا في رحلة مشوقة (ثمانية فصول)..يسرد علينا فيها يومياته التي كان يعيشها بأسلوب سلس ولغة بسيطة وعميقة عبر أحداث متشابكة،واضعا أول معلم لها من خلال التكراراليومي للعب دور معين داخل مسافة ومكان معين..من مقر العمل و أول نقطة انتظار الحافلة....لم يتغير لا المكان ولا معالم المكان...
عواد ذلك الموظف العامل بالإدارة الموظب على عمله..المطيع لمرؤوسيه..المحافظ على أسرار إدارته..يحس بشعور مقرف روتيني ممل يجله ناقما من داخله على وضعه...
رسم بن جبار شخصياته بعناية كبيرة....عبد الهادي الكلوندستان اللغز...وردية العشيقة والمهرب...خديجة الزميلة المخدوعة في حبها لعواد...و أخير عمي الجيلالي المخزون التاريخي ....كل هذه الشخصيات استطاعت ان تترك أثرها في قارئ الرواية...و يتكاثف معها بطريقة ما...او يتعاطف معها بحب تارة و بشفقة تارة أخرى..
عبد الهادي اللغز المحير لعواد...جعله يغوض كثيرا في أسئلة غير منتهية عن السر وراء الاهتمام المبالغ فيه من طرفة لبطلنا عواد...يبحث..يقتفي الأثر...يسأل عمي الجيلالي...عن كل صغيرة وكبيرة توصله لشيفرة عبد الهادي...يصل ولا يصل وتبقى الكثير من الأسئلة مبهمة....و في خضم هذا يهرب عواد من واقعه اليومي ويرتمي في حضن وردية العشيقة ينسى همومه ويغسل آلامه...بجلسات حميمة عشقية...تنتهي بطرده من بيتها..بسبب طيبته الزائدة وعدم فطنته...
اما عمي الجيلالي فكان أرشيف لجأ إليه عواد لكشف خبايا دور الحركى في تاريخ الجزائر..وما قدموه لفرنسا..أراد عواد أن يكسر طابوها يخافه الكتاب...تاريخ الجزائر من يكتبه؟الحركى ودورهم في كتابة هذا التاريخ؟
أنهى بن جبار روايته بقوله:ركبت سيارة أجرة و أخبرته بوجهة لم يكن ينتظرها:حانة الكتوبية....
الرواية لمن لم يقرأها بعد...جديرة بالمطالعة...لخصوصية أسلوبها...و لموضوعها الذي يبدو من الوهلة الأولى معلوما و بسيطا..إلا أن الغوص في أحداثها يجعلك تغير رأيك في الحكم السابق...
تعتبر الرواية جريئة في بعض الفلاشات التي بثها بن جبار في ثنايا روايته... والتي تطرق اليها الراوي بذكاء استطاع من خلاله اطلاق العنان لخياله لخلق أجواء الرواية بأريحية كبيرة...
الجنس والخمر ثنائية تزين ديكور الرواية ...يعتقدهما الراوي كـOPTIONS ..لازمة للكاتب...الجنس عنده فن و ملهم...كما الخمر أيضا..
مستوى اللغة جاء سهلا ممتنعا مباشرا تخللته بعض الصور الشعرية التي عشنا من خلالها مهارة الروائي بن جبار محمد في وصف حميميته مع وردية وكأننا عشنا الحدث.. أخيرا تعتبر رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي رواية قيمة جديرة بالمطالعة والاهتمام والدراسة كغيرها من الروايات المرشحة للجوائز.



#غربي_حبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محمد رمضان في بيروت وهيفاء وهبي تشعل أجواء الحفل بالرقص والغ ...
- -بيت العبيد- بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي
- وزير الثقافة يفتتح معرضا للفن التشكيلي وجدارية أيقونة القدس ...
- -شومان- تعلن الفائزين بجائزة أدب الأطفال لعام 2025
- موغلا التركية.. انتشال -كنوز- أثرية من حطام سفينة عثمانية
- مريم أبو دقة.. مناضلة المخيمات التي جعلت من المسرح سلاحا للم ...
- هوليود تكتشف كنز أفلام ألعاب الفيديو.. لماذا يعشقها الجيل -ز ...
- الموسيقي نبيل قسيس يعلم السويديين والعرب آلة القانون
- صانعو الأدب ورافضو الأوسمة.. حين يصبح رفض الجائزة موقفا
- -الديفا تحلّق على المسرح-..أكثر من 80 ساعة عمل لإطلالة هيفاء ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غربي حبيب - قراءة في رواية أربعمائة متر فوق مستوى الوعي للروائي بن جبار محمد