أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - رأي آخر في مسألة تحرير الأوطان من المستعمرين !














المزيد.....

رأي آخر في مسألة تحرير الأوطان من المستعمرين !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(( العرب أمةٌ وحشية، أهل نهبٍ وعبث، وإذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب، يهدمون الصروح والمباني ليأخذوا حجارتها أثافي للقدور، ويخربون السقوف ليعمروا بها خيامهم، وليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد، وإنهم أبعد الناس عن العلوم والصناعات )) --- ابن خلدون

------------------------------------------------------

بعد أن خرجت من عند أبي الثمانيني قررت أن أكتب هذا المقال. تحدثنا أكثر من ثلاث ساعات. أبي يوافقني الرأي بأن القوميين لم يحسموا أمرهم في بناء الدولة بعد خروج المستعمر، وحدثني أبي أنه كان يحترم ثورة عبد الكريم قاسم ويراهن عليها وأنه لم يكن مسروراً من تصرفات عبد الناصر. تحدثنا كيف خسرت مصر 7000 خبير سوفييتي بقرار فردي من السادات وكيف كان من الممكن أن يكون لهم دور في بناء مصر العظمى، مثلما فعلت إيران على مدار السنوات العشر الماضية، حيث استغلت انهيار الاتحاد السوفييتي في استقدام الخبراء الذين حولوا إيران إلى دولة عظمى. لكني أقنعت أبي بأن حرب القوميين والإسلاميين لتحرير البلاد العربية من المستعمر لم يكن بدوافع علمية واقتصادية مدروسة تهدف إلى إقامة أوطان يتمتع فيها الناس بالتقدم والرخاء والرفاهية بل كان الدافع الأساسي هو كراهية الأجانب وغير العرب لأسباب قومية لا تخلو من العنصرية !
كمثال فقط، الجزائر التي دفعت مليون شهيد لكي تتحرر من استعمار فرنسا، تهرب غالبية كفاءاتها الآن للعيش في فرنسا نفسها !!! مصر في عصر الانتداب البريطاني كان بها صحافة حرة وبرلمان وانتخابات نزيهة وكان اقتصادها من أقوى اقتصاديات الشرق. لا نعلم كيف نجد تفسيراً لقوارب الموت المنطلقة من المغرب والمشرق إلى بلاد المستعمرين !
لماذا لم ينجح العرب في بناء دول توفر الكرامة الإنسانية والقانون والرفاهية والتقدم ؟؟ مصر مثلا كان الخرق التكنولوجي فيها في السبعينات يوازي مثيله في كوريا الجنوبية .. كيف تقدمت جميع الشعوب الأخرى وبقيت البلاد العربية ينهشها الفقر والبطالة ويفترسها الجهل والتطرف ؟؟!
هل كان على الشعوب العربية أن تجلس تلاميذ مطيعة في مقاعد الدراسة لدى المستعمر الأقوى والأكثر تطوراً ؟؟ لماذا تراجعت الحريات منذ خرج الاستعمار ؟! لا أتحدث هنا عن حريات مطلقة، بل عن حريات مدنية .. طبعا أعمال المقاومة كانت تجابه بعنف وقسوة ولا شك أن جيوش المستعمرين قد قتلت واضطهدت وعذبت ونكلت، ولكن كل هذا كان بسبب أعمال المقاومة العنيفة !
أحياناً أتساءل، لماذا الشعب الياباني الذي ضربته أمريكا بالقنابل الذرية لم يعتبرها معركة ثأرية مع الأمريكان، بل منذ معاهدة استسلام الإمبراطور الياباني لم يطلق الشعب الياباني رصاصة واحدة على المحتل الأمريكي ؟؟؟ كذلك في كوريا .. بالمقابل فيتنام التي طردت المحتل الأمريكي بالقوة ظلت لحد وقت قريب من أفقر بلدان آسيا وأقلها حظاً في التنمية !
الآن سأحدثكم عن غزة زمن الاحتلال، أي في الفترة ما بين 1967 ولغاية الانتفاضة الأولى 1987. مثلما ترك الاحتلال البريطاني منظومة السكك الحديدية والقطارات في الهند أيضا ترك الاحتلال الإسرائيلي آثاراً تنموية وصناعية كبيرة في غزة، فقد انتقلت إلى الشعب الغزي تقنيات زراعية حديثة مثل الدفيئات الزراعية وتقنيات زراعة التوت الأرضي، وكذلك تقنية وصناعة السخانات الشمسية التي ما زالت بعض الشعوب العربية لا تعرفها. كانت غزة في تلك الحقبة تصدر العمالة الماهرة المدربة إلى إسرائيل وهي التي نقلت العلوم الصناعية والخبرة والإتقان. كانت الطبقة العاملة البالغ عددها في ذلك الوقت نحو 120 ألف عامل تدخل إلى القطاع 10 مليون دولار أسبوعياً .. في عهد الاحتلال تعلمت غزة كيف تزرع وكيف تصنع وكيف تصدر .. عم الرخاء والازدهار لدرجة أن الفلسطينيين المقيمين بالخارج وعندما كانوا يأتون في إجازاتهم الصيفية لزيارة الأهل، يذهلون من الرخاء والنشاط وأنواع الفاكهة التي لم تكن معروفة في البلاد الأخرى .. الخوخ مثلا خمسة أنواع ! العامل العادي في عهد الاحتلال كان بمقدوره شراء قطعة أرض وبناء منزل فخم عليها .. كان للعمال سيارات خاصة يذهبون بها لأعمالهم في إسرائيل ويعودون بها في المساء. كان عمال غزة يشاركون العمال الإسرائيليين في المصانع والشركات والمزارع، وكانوا يتقاضون أجورهم بشكل قانوني لا يحرمهم من حقوق التأمين الصحي أو الادخار !!
ما حدث في الجزائر ومصر والمغرب وليبيا هو نفس ما حدث في غزة عندما تحرك الشعور الوطني والقومي والديني فأقنعوا الناس بأننا نريد دولة مستقلة ومن ساعتها بدأ الخراب والتراجع والدمار والقتل، تصاعدت البطالة وأنفق العمال في سنوات الانتفاضة مدخراتهم. الآن 80 % من شعب غزة يعيش في فقر مدقع، و 55 % يعيشون تحت خط الفقر !!!
إن الفوارق بين تعامل الشعوب الآسيوية مع مفهوم الاستعمار كقوة متطورة قادرة على تنمية البلاد، لم يكن هو نفسه في البلاد العربية التي طردت الاستعمار وطردت معه الصناعة والتجارة والزراعة وتحول الشعب بأسره إلى قطيع من المتسولين !
فقط تأملوا اليابان وكوريا الجنوبية المحتلتان، وتأملوا غزة بعد طرد الإسرائيليين منها أو الجزائر بعد طرد الفرنسيين أو مصر بعد طرد بريطانيا !
أخيراً، يبقى السؤال، هل كان ابن خلدون محقاً في توصيفه للعرب، ولماذا لم تفلح أي دولة عربية في دخول عجلة التقدم والازدهار رغم أنهم طردوا المستعمرين بالقوة المسلحة ورغم مواردهم الكبيرة ؟؟!
أعلم تماماً أن الكثيرين سيرفضوا منطق هذا المقال، رغم أنه واقع حي، يؤكده رغبة معظم أهل غزة في مغادرتها إلى أي مكان يوفر لهم الخبز والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد السلطة وبيع المنح الدراسية لغير مستحقيها: هل من نهاية ؟ ...
- الحقيقة الصادمة !
- شكرٌ وتقدير للحوار المتمدن وكتّابه وقرائه !
- لماذا يجب المطالبة بدولة واحدة ؟؟!
- من فرنسا إلى القدس: وخطيب الأقصى داعشي أيضاً !!!
- مطلوب حل السلطتين وجميع الفصائل بلا استثناء !
- حسن الرضيع والحوار المتمدن !
- عمّال غزة بين حكم الغوغاء والحصار الصهيوني !
- بعد اليونان: مطلوب استفتاء فلسطيني !
- نظام التوجيهي المتخلف متى ينتهي ؟!!
- وماذا عن دواعش إسرائيل ؟!
- نصف المجتمع داعش !
- رسالة عاجلة إلى الرأي العام الفلسطيني !
- ورقة للنقاش: هل كان العنف المسلح ضرورياً ؟؟!
- نحو الخيار الاستراتيجي .. الدولة الواحدة !
- دولة في غزة أم توطين للاجئين ؟؟!
- ال BDS حرية، عدالة، مساواة ! نظرة على مفهوم اليسار الجديد
- حل الدولتين ترسيخ للعزل العنصري الصهيوني !
- 22 عاماً على اتفاق الذل والعار !
- صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !!!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - رأي آخر في مسألة تحرير الأوطان من المستعمرين !