أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصير شمه - الموسيقار محمد الموجي.. عقد ياسمين لايذبل














المزيد.....

الموسيقار محمد الموجي.. عقد ياسمين لايذبل


نصير شمه

الحوار المتمدن-العدد: 4876 - 2015 / 7 / 24 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


كلما أشرع في كتابة نص عن الملحن العبقري محمد الموجي أجدني في حيرة شديدة، ومصدر حيرتي أسباب كثيرة جدا،ً فقد ولد محمد الموجي عام 1923 في كفر الشيخ، وهو عام رحيل سيد درويش أهم ملحن مصري أستطاع أن يخلّص الأغنية المصريّة من التبعية العثمانية، هذه مفارقة أم صدفة لاندري؟ جاء من بيئة فلاحية مختلفة ومع ذلك أصبح أحد المجددين البارزين جداً في الأغنية العربية.
كان يسعى حتى سن متأخرة إلى أن يكون مغنياً،لكنه وجد مايريدهفي صوت عبد الحليم حافظ، وتفرغ له، بل صنع جانباً كبيراً من مجدهما معاً وحددا مسارهما المهني، وماكان يمكن أن يكون مشوار عبد الحليم على ماكان عليه دون ملحن موهوب،تلقائي،مجدد،جريء مثل الموجي.
أن دخول الموجي عملياً لعالم الموسيقى يعتبر متأخراً وعلى كِبرْ ودون دراسة،مع أن طفولته حفلت بمتابعة كل ماله علاقة بالموسيقى ولكن لم يحترفها، بل أتجه لدراسةالزراعة وتخرج حاصلاًعلى الدبلوم عام 1944 في الحادية والعشرين من عمره. لم يعمل في مجال دراسته الزراعية بل ذهب إلى معسكرات الجيش البريطاني، وعُين في البوليس الحربي الإنكليزي،والمفارقة أنه تعّرف هناك على عازف العود جمعة محمد علي هذِهِ صدفة أخرى،أعادته لمساره.
تعلم العود وأكتشف ذاته ومصيره في عالم الموسيقى، حينها تفرغ للجمال الذي خلق من أجله وللأغنية الجديدة، ذات المضمون الحقيقي والتي ستغيّر الواقع الموسيقي فيما بعد. وما أن ترك الزراعة والبوليس حتى تقدم مطرباً لأختبار الأذاعة،رفضته اللجنة،أعاد المحاولةبعد حين وافقوا عليه ملحناً هذه المرة،كان ذلك بين عامي 1949-1950.
وزع حبه ورغبته للغناء على جيل كامل من الأصوات الجميلة مثل:
شادية: شباكنا ستايره حرير، شفت القمر ، كاللي الوداع ، غاب القمر يابن عمي.
محرم فؤاد: رمش عينه.
عزيزة جلال: هو الحب لعبة.
عفاف راضي: يهديك يرضيك.
ميادة الحناوي: جبت قلب منين، يا غائيًا لايغيب وأسمع عتابي.وأغنبة زي الربي.
نجاة الصغيرة: حبيبي لولا السهر، عيون القلب وهي من أجمل أغانيها.
محمد قنديل: منديل الحلو.
كمال حسني: غالي عليّ.
طلال مداح: ضايع في المحبة، لي طلب.
ابتسام لطفي: لا تطل بالله بعدك ( بعد الحبيبي ) للشاعر أحمد رامي.
ماهر العطار: بلغوه، داب داب، دوبوني الغمزتين.
سميرة سعيد: انا ليك، شط البحر، يادمعتي هدي.
علي الحجار: مقدمة ونهاية مسلسل عمر بن عبد العزيز من أشعار عبد السلام.
صباح:الحلو ليه تقلان قوي، الدوامة، زي العسل.
أكتشف هاني شاكر وقدمه في: حلوة يادنيا،كده بردو ياقمر.

كان الموجي يعمل من أجل حبه للفن وزرع قيما ظل يشكو من غيابها لدى كل الذين قدمهم وصنع نجوميتهم.
عاش الموجي حالة رفض لكل مايخالف قناعاته وذوقه حتى مع أكبر الأسماء في الشعر والغناء. لايشرع في لحن دون قناعة تامة بالنص، وحالة أنسجام مع الكلمات، مهما كان أسم الشاعر كبيراً.
يُصّر على جملته اللحنية ويرفض تغييرها حتى لو قادته لمقاطعة أم كلثوم.
واثق كثيراً من موهبته وقناعاته في توجيه بوصلة الأغنية للطريق الذي يرسمه. في سجله ألف وخمسمئة لحن ناجح، منها ثمانية وثمانين أغنية غناها له العندليب عبد الحليم حافظ،منذُ سماعه أول مرة عام 1951، كلها جميلة،مشهورة، ناجحة وجديدة على زمانها، أغنية صافيني مرةكانت بدأت رحلته مع رفيق مشروعه وأحلامه. من حينهاوهو يسير بأتجاه الكبار وسرعان ماوجد مكانه بينهم.من أعماله الكبيرة لرفيقه،رسالة من تحت الماء،جبار،كامل الأوصاف،أحضان الحبايب،وختم عبد الحليم وصديقه الموجي تعاونهما بعمل يُعد من أهم ماقدماه معاً «قارئة الفنجان»وأغلب نجاحات عبد الحليم قدمها له الموجي.
حين طلبته أم كلثوم لزيارتها في بيتها كانالقصبچي حاضراً، قال له: أنت القصبچي الجديد، ولم يُعرف عن القصبچي المجاملة أبداً.
قال عنه محمد عبد الوهاب: هذا الملحن يتمتع برأس مليء بالموسيقى بحيث لا أكاد أعرف من أين تأتيه هذه الجمل الرائعة التكوين.. واعتبره صانع النجوم. موسيقاه فيها ثراء فني كبير وفيها جديد يُثري مكتبتنا الموسيقية العربية ثراءً كبيراً عظيماً. أما كوكب الشرق فوصفته بأنه نهر لا يجف ولا يتوقف مليء بالموسيقى الجديدة الشرقية المتطورة.
غنت له أم كلثوم عدة أعمال منها للصبر حدود، أسأل روحك، الرضا والنور،حانة الأقدار،نشيد الجلاء وغيرها من الأعمال التي وضعته في مصاف قمم الملحنين.
حياة الموجي كما لاحظنا متقلبة، تقودها الصدفة كل مرة، نراه تائهاً في حياته المهنية قبل الموسيقىيبحث عن طريقه. الموجي لم يخلق ليكون في مكان غير مكانته الموسيقية لذلك ظلت الحياة تتجاذبه لحين وضع قدمه في طريق الموسيقى هناك فقط وجد ضالته،ذاته،أحلامه،وطريقه المضيء.
الموجي لم يقلد أحدا رغم تأثره بالسنباطي والقصبچي وَعَبَد الوهاب، ولم يشغل بالهكثيراً بفكرة الموسيقى الغربية بل حافظ على المسافة بين احترامه لتلك الموسيقى والحفاظ على هويته الشرقية الأصيلة.
الموجي كان في كل أغنية جديدة يمنح صك النجاح للمغني ويأذن له بدخول عالم الغناء بقوة وحضور.
ويمتاز بجملته اللحنية المستقلة عن التبعية ،جملة بسيطة سمعاً ،صعبة صنعةً ،له القدرة في أعطاء كل صوت الشكل الذي يلعب داخله وحين يشعر أن المغني يعمل ضد نفسه يتدخل لوضعه على الطريق الصحيح ،ربما كان عاطفياً متسرعاً في غضبه ولكنه كان كذلك في تسامحه.
لم تكن حياته ودخوله الفن أمراً يسيراً أبداً، لقد عانى طويلاً قبل أن يصبح أسمه سّر النجاح والحظ لكل الذين تعاملوا معه.
حيرتي لم تتبدد بعد وليس لكونه قامة كبيرة في سجل موسيقانا فقط ،بل تقلبات حياته المهنية والشخصية ،الصراع بين بيئة وأحلامه ،كونه زوج تقليدي وله ستة أبناء وأنسان يريد أن يتمرد على واقعه ،عاش مترادفات كثيرة في حياته، ولكن الشيء الثابت الوحيد في حياته هو ثبات فنه ،وتطور موهبته وحتى رحيله في القاهرة عام 1995عن 72 عاماً.
ظغ



#نصير_شمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذاكرة أذن.. عريب
- .. تواصلاً مع الشيخ زكريا أحمد
- مقام الحُب وآهات زكريا أحمد
- رحلة اكتشاف الموسيقا
- رحلتي.. أكتب لأنظر للجمال.. زوجتي معارضة سورية
- رحلتي مع العود
- حُلم مريم


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصير شمه - الموسيقار محمد الموجي.. عقد ياسمين لايذبل