الكائن الجديد...م/2 المبحث الثاني ..

ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 19:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

"بقلـــــــــــــــــــــم : ماجــــــــــــد أميــــــــن "
"الكائــــــــــــــــــن الجديــــــــــــــــــــــــد "..م/2 المبحث االثاني ..

الصراع مابين الغرائز .....ومابين الوعي ..

قبل الولوج في تاثير وفعل كل من الغرائز والحاجات على الوعي لابد من الاشارة الى مايلي :

مصدر الوعي ..."او الوعي الخام "...لم يكتسب الوعي اعتباطا فهو موجود في كل جزئيات الطبيعه ..

وهو اشبه بالبنك ....هو عبارة عن ثلاثيه متوائمه ...ظاهره ...صوره ...فعل او " حركه "..

هذه الثلاثيه هي من جعلت الانسان ينسج عنها مزيدا من الفرضيات ...مرت بمراحل عده بدءا من الاساطير وانتهاءا باتلنظريات العلميه ...فهي مطلقة على اطلاقها وهي غير خاضعه للمزاجيه ...

مجرده من الصفات التي نعرفها ..هي لاعلاقة لها بالرحمة او الانتقام وهي مجرده من المشاعر التي اكتسبها الانسان من خلال ترويض الغرائز وعلاقتها بوعيه ...
لذا تارة اطلق عليها تسمية الهه متعدده او اله واحد او رمز ميتافيزيقي ...واخر سماها بالطاقة ..الماده واخر ارجعها للعشوائيه وهناك من يعتقد بالثنائيه اوالثالوث ....وهناك من ينفي وجود مؤسس او خالق وهناك ...اللادريون ...كما ان هناك اصحاب العقائد الدينيه ..

وقد وقع اللاهوتيون بتناقضات لاسيما بين القدره ....والازليه ...الله القادر على كل شيء وهو حي لايموت ...لكنه يحيي ويميت ...فهذه الصفات تتعارض مع القدره ...فمن له القدره عليه مثلا ان يميت ذاته ...ويحيي ذاته ...

بكل الاحوال ...بدا الانسان باغتراف وعيه من خلال هذه الثلاثيه ...تاركا وراءه الوعي الفطري الحيواني والذي يكون عادة تابعا فقط للغرائز الحيوانيه ...وكانت لحظه تاريخيه اذ تصور القرود وخاصة بمولد السلف الاول المشترك بينها وبين جدنا الاول ...مما حدا به ترك الغابه والتوجه نحو السهوب والارض المنبسطه ....

ربما نظر القرود لجدنا بانه كان شاذا او متمردا او ربما انه كان خارجا عن القانون الطبيعي للحيوانيه ....كان قرارا جريئا برحلته التاريخيه من بيئة الحيونه في الغابه الى حيث السهوب والحريه ....قد تكون عوامل عدة قد اثرت بخروجه عن المالوق ...ولكنه حستا فعل لقد بدات اول بوادر الوعي المنتج والخلاق لديه ...

الوعي المكتسب ....:

من المعروف ان الوعي يمكن تصنيفه كالتاي :

.*الوعي الفطري او التلقائي ..

*الوعي التاملي ..

*الوعي الحدسي ..او الاستقرائي ..

* الوعي التحليلي .

بعد ان ترك الانسان ماضيه حمل بعض الاثار التي تذكره بماضيه منها الاظافر وهي المخالب السابقه ...كما حمل الكثير من الاخطاء ...لامجال لذكرها ..لكنه حمل شيئا مميزا هو رمز انسانيته وشهادة انعتاقه من الحيوانيه نحو عالمه الجديد ...

كان لديه الوعي الفطري او التلقائي مع شيء من الوعي التاملي ....خاض تجربة مريرة وكاد ان ينقرض بسبب او غير سبب ...

كانت النقلة النوعيه التي احدثها بعد سلسلة من الخيبا ت والامل ...هي ترويض وعيه من التامل الى الاستقراء والحدس ...واستطاع ان يصنع ثوره اذ تمكن من التحويل ..واعقبها بثورة اخرى عظيمه هي قدرته لترويض الارض والاستيطان واحدث الثورة الزراعيه ...كما لايغفل انتاجه بدايات التصوير والتدوين ...

لم يستطع القرود مثلا ان يقوموا بزراعة الارض والى يومنا هذا ...لانهم لم يغادرو وعيا بسيطا فطريا مقيدا بالغرائز ...بينما استطاع الانسان ان يروض تلك الغرائز وان بشكل بسيط لينتج وعيا

لقد كان مكافحا وصابرا ....كانت ثورة الزراعه والاستيطان هي الفيصل بان يكون سيدا ...ولكن ربما لم يستطع ان يغادر بعض المعالم التي ورثها من حيوانيته ...وهي الصراع مابيته ومابين بني جلدته ...

يتبع في مبحث قادم ....

#ماجد_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل