أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار (3) : علي جسر اللوزية














المزيد.....

اسهار بعد اسهار (3) : علي جسر اللوزية


محمد رفعت الدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


علي جسر اللوزية ، تحت وراق الفي

هب الغرب ، وطاب النوم ، وأخدتني الغفوية

وسألوا كتير علي ، علي جسر اللوزية

لا أريد الانزلاق في شرخ الحديث عن إشكالية الحبِّ والحرب .

وبذهن مسيّج ٍ بأفكار ٍ فولاذيةٍ ، أسمي السيدة فيروز ، قوقعة المثقفين من الماء إلي الماء وأبعد ، أو من المحيط الأطلسيِّ إلي الخليج الفارسيِّ وأبعد .

وبذهن مسيَّج بأفكار ٍ فولاذية أسمي الأنقياء ، والنقاءُ كاسمه ، أولئك المتواطئين علي حراسة جذور الإخلاص لقهوة الصباح الشهيرة ، وغلالة العطر المسائيِّ المسرفة من الماء إلي الماء وأبعد ، فهناك الكثيرون من الذين زهدوا في مياهنا الآثمة ، وارتجلت أصص المنافي لهم جذوراً ، وبعضَ الحنين .

وبذهن ٍ مسيَّج ٍ بأفكار ٍ فولاذيةٍ ، أؤكد ألا صوتَ يتَّحد بصوت السيدة فيروز نبلاً إلا صوت السيدة ميراي ماثيو ، وما يكتظُّ في أجراسه من العطر الفرنسيِّ الجارح .

ويلزمُ لبنان ، ويلزم اللبنانيون أن يمرُّوا منحنين ، ولكن بعدالةٍ صلبةٍ ، تحت أقواس هذه المرأة ، وعمارتها الفينيقية الطابع ، فما من مرةٍ تدقُّ أوقاتنا ، إلا وينحسر الصوت ُعن لبنان وقد أحرز نقاطاً إضافيًَّةً في مقاييسنا للجمال ، حقيقةٌ لا تحتاج إلي الوقائعية للحكم علي امتلائها.

ولقد أصغي اللبنانيون ، متأخرين ، إلي ماضي لبنان في ظلِّ صوتها الذي يعي لبنان بكلِّ جلال ، ويعكس تقويمه علي سطحه اللامع بذاكرةٍ مشتعلة ، فنوَّهوا عن خفاياهم ، وتزاحموا في لحظةٍ داخليَّةٍ ، ولكن جماعية ، حول جدل الفارغ والممتلئ ، فجعلوا من السيدة فيروز معادلاً إيجابيَّاً للشطربة الفارسيِّ في جنوب لبنان ، أو البالون المملوء بروث عبدالله بن سبأ ، أو السيد حسن نصرالله .

لست ُ أدري لماذا كلما رأيت وجه ذلك الرجل ، انتزع بعنفٍ ذهني ، وألقي به علي أطراف الكلمات الحادة ، في بيت الشاعر القديم ذي الإصبع العدوانيِّ ، الشهير :

لو يشربون دمي لم يرو شاربَهم : ولا دماؤهمو للغيظ تشفيني

لا لما ينطوي عليه البيتُ من عنفٍ فقط ، وإنما لإصبعه المدجج بالوعيد في كلِّ إطلالاته التي تستهدف القطيعَ من الماء إلي الماء ، والأعداء اللبنانيين خاصة ، لقد تجاوزت مذهبيةُ الرجل كلَّ الثوابت التي تحكم العلاقة بين الطوائف بشكل ٍ واضح ٍ ، حتي أنه غامض ، بل شديد الغموض ، كأنَّ الرجلَ يعتبر القومية اللبنانية تعبيراً محميَّاً ، فلا يحلُّ للبنانيٍّ خارج قناعاته هو ، أن يدَّعي صلاحيته للاختصاص بها ، وهو الذي يضبط إفطارَه في أيام الصوم الشيعيِّ علي توقيت "قم" !

مهزلة ، بل يقين المهزلة ، غير أنَّه كان داخل تقدير أبي تماماً ، العم عبدالباسط أيضاً ، لقد تسلل الرجل تحت درع ٍ كثيفٍ من الأوجه المرتعدة ، وحاجة البسطاء إلي أدني بقعةٍ من ظلِّ البطل ، وإن ِ البطل الضدّ ، إلي شغافهما ، واستطاع أن يعلق ببساطة صورة له تجاور صورة عائق نهضتنا المقدس ، أو السيد جمال عبدالناصر لا أكثر .

وأتذكر أنني لم أر أبي ، أو العم عبد الباسط في حالة من نار المرح الداخليِّ أكبر من حالتهما يوم انهيار البرجين الأمريكيين ، هذا دفعني إلي الانضمام إلي ائتلافهما لبعض الوقت ، والتقطت من حواسي بعض المشاعر الشريرة ، ونسجت منها قصيدة إطراء لأسامة بن لادن ، لقد نفق الرجلُ مؤخراً ، وتوقفت جرائمه إلي الأبد .

صبيحة نفوق السيد صدام حسين أيضاً ، ربما لتوقيت قتله المعاير بعناية شديدة ، ومهينة لكل المتوقفين وبني تميم ، فوق جذور واحدة .
أتذكر أيضاً أن العمَّ عبد الباسط ، كان ينشطُ كثيراً في ظروف تبادلات إطلاق النار الشهيرة بين السيد نصرالله وبين إسرائيل ، لا يكون فقط متحمساً بشكل ٍ رائع ، بل يكرس حنجرته نبعاً للشائعات التي تنشط علي الدوام في مثل هذه الظروف ، ويدعي صباحَ كلِّ يوم أنه في عصر ذاك اليوم سوف يحتل " تلَّ أبيب " ، ويقتل اليهود ، حتي الأطفال في بطون الأمهات اليهوديات ، ثم .. يصلي في المسجد الأقصي ، ياللنقاء !
وأسكتُ ، كنت أعرفُ أنه ينوِّه عن حلمه الأبيض كوجه هملايا ، وكنت أعرف أنَّ تشويه تلك اللحظات الشحيحة من وخزات الكبرياء في روحيهما المتعبين ، حماقةٌ ، لا تطاولها حماقة .

كنتُ أعرف أيضاً أن الرجلَ ، بفعل استحواذ حماقته الجديدة سوف يؤكد لبنان ، علبة بريد عالمية لتبادل الرسائل السياسية تماماً ، كما أكدت فيروز بطقس بسيط جسرَ اللوزية في شطربيته الجنوبية ، أثراً مؤجلا يتصدر قائمة المزارات السياحية اللبنانية ، ورغبة الكثيرين من الماء إلي الماء المتفاقمة في زيارته ، أتمني وأبي ، كما أتمني وأبي ، أن يعود الرجل إلي راية بلاده الناقصة ، أو أتمني وأبي ..
أن يصبح الإسرائيليون أشد خشونةً تدريجياً .

انتبه اللبنانيون أيضاً إلي حقيقة أن شادي فيروز لم يمت كما يتوهم الحمقي ، وإنما هو مفقودٌ لا أكثر ، بل أشهر المفقودين من الماء إلي الماء ، وكان تعقيب اللبنانيين نكتة ، وربما بدقةٍ أكثر ، كان تعقيب اللبنانيين جسراً يربط بين رائعتين من روائع فيروز بطريقة مضحكة ، لكنه الضحك الذي كالبكاء .
يقول اللبنانيون أن السيد أيهود باراك ، وزير دفاع اسرائيل ، اتصل بالسيدة فيروز أثناء حرب من حروب السيد نصرالله الآلهية ، وقال لها :
- قولي لنا وين جسر اللوزية ، واحنا نرد لك شادي !

صورة تعكس الصورة كاملة ، وتشوهها كصورة مرتجلة في نفس الوقت .

ذلك يعني ، أنهم يدركون تماماً ، أن مواطئ الخسائر اللبنانية أصبحت منعدمة تماماً ، ويدركون أيضاً ، أن شادي سوف يظل يلعب علي الثلج ، إلي الأبد..

محمد رفعت الدومي



#محمد_رفعت_الدومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسهار بعد اسهار (2) : ولادة مبكرة
- اسهار بعد اسهار (1): أدينُ بدين الحبّ
- نبّوت عبد الناصر المزيف
- إعدام الماضي / إعدام المستقبل
- الأردوغانية والأعراب
- النبيُّ ابراهيم.. الزِفَري آخر موضة!
- أوَّلُ المكيدة إنحناءة
- وداعًا فريناز خسرواني
- إن إزاري مُرَعْبل!
- إسم الله عليه.. إسم الله عليه
- حمير مصر
- الأنوثة للرغبة لا المرأة
- حبيبة
- بلطاي - مرسي!
- ويحبُّ ناقتها (بشيري)!
- خمسون درجة من الرمادي.. أو.. رماد النور!
- واذكر في الكتاب إسماعيل!
- وديارٌ كانت قديمًا ديارا
- أمان يا لاللي .. خنفس عُصْملِّي!
- فتِّش عن (الهوسبتاليين) في ليبيا!


المزيد.....




- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رفعت الدومي - اسهار بعد اسهار (3) : علي جسر اللوزية