أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى، جامعة مولاي اسماعيل مكناس المغرب - ردا على الأخ الصحفي توفيق بوعشرين















المزيد.....

ردا على الأخ الصحفي توفيق بوعشرين


المريزق المصطفى، جامعة مولاي اسماعيل مكناس المغرب

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علق الأخ الصحفي بوعشرين في جريدته الالكترونية "اليوم 24" مؤخرا، على إحدى الخرجات التواصلية لحزب الأصالة و المعاصرة مع سكان إحدى المناطق المغربية المثيرة للجدل بسبب زراعتها للقنب الهندي، و استغل موقعه الإعلامي ليصفي حساباته السياسية مع حزب سياسي لا يشاطره الرأي و لا الهوية و لا الإيمان بقضايا عادلة، كانت و لا تزال موضوعا سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا بامتياز.
إن للأخ الصحفي كامل الحق في التعبير عن مواقفه السياسية كلما رأى ذالك ضروريا، أو كلما طلب منه انتماءه السياسي ذلك، أو كلما رغب في ممارسة حقه في التدبير المفوض لإحدى المؤسسات التابعة لها، ما دامت حرية التعبير اليوم أصبحت ظاهرة عالمية يتوق لها الإنسان، و ما دامت شوق يلح عليه الجميع بإصرار.
و لكن نضج الحركة الديمقراطية يختصر علينا الطريق بايجابية تدعو إلى التفاؤل..خاصة إذا عرفنا أن نأخذ منها دروسا كافية، و أن نبذل الجهد الذهني اللازم لكي نملأ الفراغ الذي تركه الزمان السياسي اللعين، و الذي غطى مصلحة الشعب بقوى و جماعات مشبوهة استقطبت لصفوفها فاعلين مأجورين، ولدوا من رحيم البؤس الطبقي ليناصروا بقايا الاستبداد المغلف بالشعبوية و الرجعية.
و أنا أتفق مع الأخ الصحفي ليقول ما شاء عن حزب الأصالة و المعاصرة أو غيره، مادام أن أغلب دساتير العالم اليوم، و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينصان على أن كل شخص له الحق في التعبير، و أن الحق في إبداء الرأي، هو العربون الأمثل لتقدم الشعوب و الأمم، و هو (الحق في الرأي) سلاح - كذلك - لمحاربة الحكرة و الفقر و الجوع و التهميش و الاستبعاد الاجتماعي و الجهل و المرض و العنصرية..
و لهذا سأحاول أن أقتسم مع الأخ الصحفي هذه الحقوق، ما دمت أنتمي لجيل النضال من أجل الحق في إبداء الرأي و أديت من أجله الثمن باهظا، يوم كان (الأخ الصحفي) طالبا نجيبا، يكد و يجتهد لاجتياز زمنه الطلابي في صمت و طمأنينة...
فقبل أن أسترسل في التعبير عن آرائي بخصوص الظاهرة الإعلامية التي يمثلها الأخ الصحفي، أريد أن أذكر بنبل مهنة صاحبة الجلالة، و بخصوصيتها كعلم له قوانينه الخاصة، و له مناهج علمية محددة، مهما كان الاستعداد الطبيعي الذي قد يتوفر عليه، أو موهبة خارقة تجعله من بين الملاحظين و المراقبين لحياة الناس و أقوالهم و تحركاتهم.
لقد اعتبر المجري، مؤسس علم الصحافة الحديثة، و عميد "النيويورك ورلد"، جوزيف بوليتزر، أن كل ذكاء في حاجة إلى من يتعهده، و أن الأخلاق الصحفية ملزمة للصحفي، و لا يمكنها أن تكبر و تنمو من دون علم و تجربة.
و بناء عليه، فإن ما قاله الأخ الصحفي في حق الأصالة و المعاصرة لا علاقة له بالتحليلات السياسية و الصحفية المعلنة، بل هو التستر على واقع لم يعد ينكر خصوصيته أي كان، و لن يكون بإمكان أي أحد أن يخفيه.
و المقصود بهذا الواقع مجموع التوازنات، و الخيارات السياسية و الاقتصادية و الأمنية التي نبعت منه، و التي سادت و قادت منطقة الريف و جبالة للحكرة و حددت مصيرها لقرن من الزمن.
و قد نشأ هذا الواقع كما هو معروف على اثر هزيمة جيل الاستقلال الشكلي و انهيار الحلم الوطني الكبير، بعد الضربة الموجعة الاجهاضية التي وجهت لخط التحرير الوطني التقدمي، و في موازاة الاخفاق المحقق لتجارب التنمية و التصنيع.
و ربما الأخ الصحفي لا يتذكر الوضع آنذاك و لا يريد أن يبذل أي جهد فكري لتتبع أخبار مناطق الريف و جبالة و الفرضيات العلمية المرتبطة بوجودهما كجغرافية، و ككيونة و كهوية، و المتعلقة ببدايات البحث عن مسار الخلاص من مجالات الصراع من أجل البحث عن بدائل التنمية الحقيقية و المستدامة.
إن المرارة التي تدعونا للتعامل مع مناطق "اقتصاد القنب الهندي" بنوع من الموضوعية الموجعة، لازالت تقوم على مبدئين أساسيين: المبدأ الأول، هو ما تجرعناه من سم التخلي عن تحرير كل المناطق المستعمرة و الانسحاب من جبهة المقاومة؛ و المبدأ الثاني، هو دفن الخيار المغربي الوحدوي، التنموي و الاقتصادي و الثقافي.
هكذا، أيها الأخ الصحفي، و في سياق تاريخي معين، تم استبعاد الريف و جبالة و مناطق أخرى من المغرب العميق من دائرة الاستفادة من خيرات الوطن، بل و تمت ملاحقة و معاقبة كل فرد أو جماعة يطالب بحقوقه أسوة بكل جهات المملكة، و توج خلفاء الامتيازات سياستهم هذه بمعاقبة جماعية لهذه المناطق، و التاريخ شاهد على ذلك...
و معلوم كذلك، أيها الأخ الصحفي، آن أحلام و تطلعات المغاربة جميعا، في أغلب هذه المناطق، لم تتحقق في ظل نظام ما بعد الاستقلال، و هذا يجب إن نعلمه لكل الأجيال الصاعدة حتى تعلم أن المشكل الحقيقي ليس مع الدرك الملكي، بل مع الفقر و الجوع و العطش و الهشاشة و الاستبعاد الاجتماعي.
إن "اقتصاد العتمة" و "اقتصاد الحدود" و "اقتصاد الريع" هو ما يهمنا من موضوع ما صرح به أحد المسؤولين الباميين، لأن عوائد هذه الأنواع من الاقتصاديات أصبحت على شكل رشاوي أو فرص، و أداة منهجية في تحقيق أهداف السياسة التي اتبعت على مدار قرن من الزمن، و بشكل أساسي في تثبيت الوضع القائم و شراء سكوت النخب و بناء أحزاب و قوى سياسية مهمتها إفساد الدولة ومؤسساتها.
لقد ظلت العديد من مناطق الريف و جبالة ممنوعة من الحق في التعبير، و من الحق في التنمية المستدامة، و أدت الثمن باهظا. فما العيب في الدفاع عن هذه المناطق؟
إن ما ورد في مقالكم، الأخ الصحفي، يميل بشكل مفضوح إلى إسباغ الغموض على نظرتنا إلى الواقع. و نتساءل أيضا عما إذا كان خطابكم هو الذي يحرض فعلا على العنف. و الجواب عن ذلك هو نعم بداهة.
إن الشعارات الديماغوجية التي يطلقها خطابكم تختبئ وراء الدفاع عن المؤسسات الرجعية و المحافظة، و تتناسى التمايز الطبقي في صورته الجديدة بين الشمال و الوسط. و هو ما يولد صراعا طبقيا حقيقيا تزداد حدته على مر الأيام، تخوضه جماهير الفلاحين الفقراء ضد من يستغلهم و يضهدهم.
لقد أصبحت قضية زراعة القنب الهندي و تحرير الفلاحين قضية و طنية، كما أنها مشكلة لا يمكن حلها بزغاريد صحفية منحازة للتحالف الممأسس ضد الفلاحين و العمال الزراعيين الفقراء. و لهذا، فإن مهام الدفاع عن الريف و جبالة لن تقل، بل ستتزايد، و أن ما يقوم به حزب الأصالة و المعاصر الآن لا زال في بدايته.
طبعا، لن نطالب بإطلاق حرية التنظيم السياسي لهؤلاء المزارعين، و لن نطالب بإلغاء القوانين و التشريعات المقيدة لحريات التنظيمات السياسية الجهوية، و لن نترككم تتهمون المناضلين بالعداء للدرك أو لرجال الأمن..فالعدو الرئيسي تعرفونه جيدا: انه الحكرة.
و لا شك أن غياب الدور القيادي لهؤلاء الفلاحين المزارعين هو السبب في تعطيل الإصلاحات الضرورية و المستعجلة المطلوبة.
إن التاريخ يلقي على عاتقنا اليوم مسؤولية كبرى و هي إعادة بناء الأحزاب السياسية على قاعدة مصالح فئات واسعة من أبناء الشعب حتى يصبح للنضال الحزبي و السياسي له معنى، و لكي تلعب هذه الأحزاب الأدوار الحقيقية المنوطة بها. اذ أن نضالنا في السنين السابقة كان يراعي الإمكانيات الراهنة. و قد ازدادت اليوم هذه الإمكانيات زيادة كبرى، فمن الواجب أن تزداد مطالبنا علوا و بعدا و أن يرتفع مستواها بنسبة ازدياد إمكانياتنا النضالية.
و لهذا، أيها الأخ الصحفي، فالضغط الشعبي لا يضر الحكومة عندما تكون تدافع عن الشعب. و كل حكومة تبقى مذعورة من الضغط، إذا كان نقص الصدق في سياستها.
إن ما يهمنا أساسا من هذا الرد هو أن نوضح بأن الأمر يتعلق بالدفاع عن قضية مشروعة، تطالب كل الغيورين على الريف و جبالة و عموم القوى الحية بالدفاع عنها حتى العظم في إطار أسئلة الحاضر المعيش في المنطقة و معضلاته الكبرى و المخاطر التي تحدق به.
لكن، ماذا يهم الأخ الصحفي من موضوع الكيف و "الجدارمية"؟ هل هدفه هو المزايدة، أم التهافت على استغلال التقارب و التناغم الصحفي مع الحزب الأغلبي و تصفيات حسابات سياسية ذاتية لا علاقة لها بالإعلام المسؤول و الملتزم بقضايا الشعب.
فطبيعي جدا أن ننشر دفاعنا عن الوطن، و من مسؤوليتنا نقد المؤسسات من أجل إصلاحها، و من صلاحيتنا التنبيه إلى قطع الروابط بين المغاربة و التعامل مع القضايا الأساسية للحياة الاجتماعية. و من حقنا النضال من منطلق التحدي المستمر إلى حين الإنصاف و المصالحة الشاملين.
ربما كان علي الأخ الصحفي أن يدعو إلى ندوة في الموضوع بحضور الفاعلين الأساسيين و المهتمين و المتخصصين، حتى ينشر الاجتهادات العلمية و خلاصات الأبحاث و الدراسات و المقاربات الاجتماعية.
و في الأخير، إن هجوم الأخ الصحفي على "البام" يعد مسا بالمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية التي تقر بالحق في التعبير و الرأي، و يشمل هذا الحق حرية التماس مختلف ضروب المعلومات و تلقيها و نقلها للآخرين.
د. المريزق المصطفى، فاعل سياسي



#المريزق_المصطفى،_جامعة_مولاي_اسماعيل_مكناس_المغرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الشمال بالمركز عار على جبين الحاكمين.. و فين كاين المش ...
- دعوة لانتفاضة النساء بمدينة مكناس تحت شعار: -ضد الميزوجينية ...
- المنتدى الوطني للمدينة بالمغرب ينهي أشغال مؤتمره الدولي
- بنكيران و درجة الصفر في السياسة


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى، جامعة مولاي اسماعيل مكناس المغرب - ردا على الأخ الصحفي توفيق بوعشرين