أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منظمة العمل الشيوعي - تونس / جريدة الشيوعي - الفلسفة الماركسية: أداة للفهم وللتغيير















المزيد.....

الفلسفة الماركسية: أداة للفهم وللتغيير


منظمة العمل الشيوعي - تونس / جريدة الشيوعي

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 10:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفلسفة الماركسية: أداة للفهم وللتغيير
--------------------------------------------
مقال نشر في العدد الأول من جريدة "الشيوعي" الصادرة عن منظمة العمل الشيوعي _تونس
--------------------------------------------

تطارحت إتجاهات ومدارس فكرية عدة مسألة موقع الفلسفة من البناء الفكري الإنساني وماهيتها ودورها لنشهد نقلات معرفية وفكرية مهمة في سيرورة بحث البشرية عن الحقيقة وعن فهم حركة المجتمعات والتاريخ والطبيعة والمعرفة. وإن كانت الأسس الفلسفية الأولى التي تبلورت مع اليونانيين القدامي وخاصة أرسطو- والذي إعتبره ماركس أعظم مفكري العصور القديمة- مقدمة مهمة ولبنة أساسية إرتكز عليها البناء الفكري والفلسفي طوال قرون إلاّ أنّ هذا التأثير يتواصل إلى اللحظة ليشهد الأثر اللاحق لفلسفة المنطق الأرسطي (والتي إعتبرها لينين تتأرجح بين المثالية والمادية رغم أنها بنيت على نقد فلسفة أفلاطون ومثاليتها) توسعا للعناصر المثالية في فلسفته وحصارًا للإتجاهات المادية فيها،
و رغم إدعائها بتجاوز الفلسفة اليونانية ومنطقها في التفكير ومنهجها في التحليل إلا أنّ أغلب المدارس الفلسفية الحديثة بقيت محكومة بالمنطق الفلسفي الأرسطي (الذي يرى في الصورة بداية الحركة وغايتها وفي المادة مجرد الإنفعال) حيث كان هاجسها الرئيسي هو التحليل المفاهيمي للظواهر والأفكار مع ميل للبحث والتدقيق لفهم الأشياء وبلورة المفاهيم الفكرية والنظريات المعرفية التي تنتج القوانين والمبادئ العامة التي تسمح للفلسفة بفكّ التناقض الذي طرحته على نفسها في مرحلة تاريخية محددة أيْ أنّها أداة لفهم الحياة والوسيلة للمعرفة وغايتها القصوى هي تعريف الموضوع.
"لكن خلال هذه الحقبة الطويلة التي إمتدت من ديكارت إلى هيغل، ومن هوبس إلى فيورباخ، لم تدفع الفلاسفة إلى الأمام قوة الفكر المحض وحدها كما كانوا يتصورون بل على العكس،فإن ما دفعهم في الحقيقة إلى الأمام،إنما على الأخص تطور العلوم الطبيعية و الصناعة تطورا قويا عاصفا متسارعا"(1).
لتشهد المعرفة الفلسفية في إرتباطها بالنشاط التاريخي للبشرية نقلة معرفية غير مسبوقة مع تبلور النظرية الماركسية مع كل من كارل ماركس وفريدريك إنجلز ومع تشكلها كمدرسة فكرية قامت على القطع مع مثالية جدل هيغل وربط قوانين الجدل بالنظرة المادية للظواهر والوقائع والأشياء متشكلة في المنهج الفلسفي المادي الجدلي الذي يشكل «جوهر النظام الفلسفي للماركسية وأساسها المنهجي».
لقد تحولت الفلسفة مع ماركس وإنجلز إلى نظرية علمية شاملة، ومنحازة، تبحث في كينونة الأشياء وماهيتها وقوانين تطورها وحركتها إلى جانب بحثها الدائم في شروط تحولها أو فنائها و الدفع بحركتها في هذا الإتجاه أو ذاك فالمادية الجدلية كما عرفها بليخانوف "هي أكثر من وجهة نظر هي فلسفة الفعل". والمطلوب من الفلسفة كما أكد ماركس "ليس فقط تفسير العالم ولكن الأهم هو تغييره."
تعتبر اذا إحدى أهم ميزات الفلسفة الماركسية مقارنة بالفلسفة الكلاسيكية السابقة لها أنها أتت لتحمل الفلسفة والعلوم بصفة عامة إلى مرحلة أرقى متجاوزة الهدف الذي كانت الفلسفة الكلاسيكية ترسمه لنفسها وهو «محاولة فهم حركة الطبيعة والتاريخ والمجتمعات» لتطرح وتعلن بوضوح أنها ليست فقط فلسفة لفهم الواقع الموضوعي وإنما هي أيضا أداة لتغييره تغييرا ثوريًا وتعتبر «دراسة المراحل التاريخية والأحداث المفصلية (النقلات النوعية) وجملة التناقضات والصراعات المتداخلة والمتشابكة والمترابطة التي تحركها وتنتجها وتحديد طبيعتها وأطرافها وتبويبها إلى ما هو أساسي و رئيسي و ثانوي» جوهر المنهج المادي الجدلي عبر قانون أساسي «التناقض» والذي يؤسس صحبة بقية قوانين الجدل المادي وحدة نظرية تمثل أداة الفهم والتغيير الثوري للواقع. هذه الأداة النظرية وعند التحامها وتفاعلها الجدلي مع المعطيات والإحصاءات والدراسات حول الواقع الملموس وموازين القوى التي تحكمه خلال مرحلة تاريخية معينة تفرز برامجًا وخططا للتغيير الثوري هي في حدّ ذاتها عند تطبيقها تنتج تفاعلا وتطويرا لهذه البرامج والخطط وحتى للمرجعية النظرية (في ظروف وشروط محددة) لتفرز ثنائية وحدة/صراع النظرية والممارسة في أبهى تجلياتها.
كما أن النظرية الماركسية ومنذ بلورة أسسها الأولى مع كل من كارل ماركس وفريدريك إنجلز أكدت أنها تحمل في طياتها بذور تطورها وتجاوز نقائصها لتشهد الماركسية ومع تفاعلها مع الواقع وبفضل مجهود قادة عظماء وأنتلجنسيا ثورية وتضحيات شعبية وعمالية تطويرًا كميًا ونوعيًا للنظرية في مختلف مجالاتها لتصبح ماركسية العصر هي: الماركسية اللينينية الماوية والتي أسست فهمًا ثوريًا لعدد هام من إشكالات الثورة (كموضوع الدولة، الحزب والطبقة، الجبهة، البناء الاشتراكي والثورات الثقافية، القيادة التكتيكية والقيادة الإستراتيجية، الحرب الشعبية، الرأسمالية وآليات تطورها والامبريالية، المسألة القومية، المثقف الثوري، الفن والثقافة..). (2)
ومع إحتدام الصراع الطبقي والنضال الشعبي والعمالي تسارع الرجعية والرأسمالية في سعيها المحموم للحفاظ على سيطرتها على العالم إلى القمع والتشويه وإلى دمج وإحتواء الشيوعيين وتحويلهم إلى طابور خامس وإلى رجال مطافئ دورهم الوحيد محاصرة لهيب الثورة ونشر الوهم في صفوف أوسع الجماهير... وعندما إقتضى الأمر إعلان الإنحياز إلى هذا الخندق أو ذاك و خوض المعركة عبر كل الأسلحة بما فيها الأسلحة الفلسفية -ولكن هذه المرة ليس في سبيل الأهداف الفلسفية المجردة بل من أجل مقارعة الفلسفة والإيديولوجيا السائدتين بهدف تحصين سيرورة الفعل الجماهيري بالفكر المحايث لحركتها والمنحاز لها عمدت عدة أحزاب تسمي نفسها شيوعية وعدة مثقفين ينسبون نفسهم لخندق الثورة إما إلى التملص من الماركسية بدعوى تجاوزها أو بدعوى عدم أهليتها لأن تكون إجابة لواقعنا وأنّها أصبحت من الماضي وإما إلى التمسك الشكلاني بالنظرية الماركسية والتعامل معها بجمود وتكلس وتحويلها إلى عقيدة منغلقة وجامدة وغير قادرة على التأثير في الواقع.
إننا اليوم ونحن نعلي راية الماركسية اللينينية الماوية ونعلن تبنينا وانخراطنا في مشروع التغيير الثوري للواقع من أجل الهدف الأسمى وهو الشيوعية وانتفاء اضطهاد الإنسان للإنسان نجد أنفسنا مسلحين بمعارف ثورية وبتجربة تاريخية هامة لشعوب ناضلت من أجل نفس هذا الهدف وهو الشيوعية، ولكن نجد أنفسنا أيضا أمام تحديات وإشكالات جديدة أنتجها تطور حركة الصراع الطبقي والوطني وخصوصيات الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي في الوطن العربي.

هذه التحديات والإشكالات النظرية والعملية تفرض علينا السير في طريق وعر يتهددنا السقوط إما في مستنقع التحريفية أو الجمود العقائدي.
« إن الجمود العقائدي والتحريفية كلاهما يتناقض مع الماركسية. والماركسية لا بد أن تتقدم، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملي ولا يمكنها أن تكف عن التقدم. فإذا توقفت عن التقدم وظلت كما هي في مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها، إلا أنّ المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا، وإنْ نقضت فسترتكب أخطاء. إنّ النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقية واعتبارها شيئا جامدًا، هو جمود عقائدي، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية وإنكار حقيقتها العامة هو تحريفية، والتحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجيا البرجوازية. إنّ المحرّفين ينكرون الفرق بين الاشتراكية والرأسمالية والفرق بين دكتاتورية البروليتاريا ودكتاتورية البرجوازية. والذى يدعون إليه ليس بالخطّ الاشتراكي فى الواقع بل الخطّ الرأسمالي. » (ماو تسي تونغ، خطاب في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية1957 ) .
إنّ شق طريقنا في اتجاه الثورة دون السقوط في هذه المستنقعات يستوجب منا عند بلورة أي موقف أو تكتيك أو خطة إستراتيجية إيلاء أهمية لثنائية المنهج المادي الجدلي/ الواقع الموضوعي والنظرية/ الممارسة وهو ما يعني التركيز على:
- الممارسة النظرية: في ارتباط بالطبيعة المزدوجة للماركسية بما أنها من ناحية نظرية تتطور وتنفي نقائصها جزئيًا في سيرورة تطور لولبية في اتجاه نفي هذه النقائص بصفة كلية، ومن ناحية أخرى بما أنّها نظرية للتغيير الثوري وليست نظرية إصلاحات. وهو ما يعني أن خوضنا للصراع على الجبهات الاديولوجية والسياسية والاقتصادية يستوجب تطوير معارفنا بالمنهج المادي الجدلي وارتكازنا على فهم هذا المنهج لإشكالات الثورة وسعينا الدؤوب من أجل حلّ الإشكالات والتحديات العالقة والمتجددة المعيقة لمشروع الثورة.
تعميق دراستنا للواقع الموضوعي وارتباطنا بحركة الصراع الطبقي والوطني والنبش والحفر عميقا في التناقضات والصراعات وموازين القوى التي تحكمه وعدم الارتهان للهواجس والمخاوف والأوهام التي تنشرها الطبقات السائدة خاصة عبر أدوات السيطرة الإيديولوجية (وفي مقدمتها الإعلام) والتي تطور تأثيرها في مرحلة العولمة مع الثورة التكنولوجية والعلمية. إنّ الممارسة السياسية للشيوعيين بدون معرفة ثورية ليست سوى تخبط وفوضى وإنْ أخذت شكل تمرد مؤقت على السائد والتي عادة ما يكون نتيجتها الفشل والانعزال عن الجماهير وانتشار الإحباط في صفوف المناضلين. أمّا المعرفة الثورية فهي تزود الشيوعي بالخطط اللازمة للتغيير الثوري وتعزز وعيه بأنّ الطريق لن يكون قصيرًا وخاليا من التضحيات وهو ما يعمق اقتناعه بأنّ «الأحلام» ممكنة التحقق مهما بدت مستحيلة وتعزز المعرفة الثورية ارتباط الشيوعي بالجماهير وانغراسه في صفوف الكادحين وتمكنه من تحقيق الانتصار تلو الانتصار على درب التغيير الجذري فالمعرفة الثورية هي النبراس الذي ينير طريق الثورة كما لخصها الرفيق لينين في مقولته «لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية»


1/ ليدوفغ فويارباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية: فريدريك انجلز
2/ أرضية منظمة العمل الشيوعي- تونس



#منظمة_العمل_الشيوعي_-_تونس_/_جريدة_الشيوعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منظمة العمل الشيوعي - تونس / جريدة الشيوعي - الفلسفة الماركسية: أداة للفهم وللتغيير