أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيهاب الدمشقي - المقامة الرمضانية














المزيد.....

المقامة الرمضانية


إيهاب الدمشقي

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


في سالف العصر والآوان، حدثني كافر بن علمان، الذي يقطن في حي الميدان*، عن مأساته في رمضان،فقال:
أحسست مرة بالعطش والحرمان، وكنت على سيجارة خرمان، وكانت الحرارة في أقصى درجاتها في النهار ، وعماد خميس قد قطع التيار، وأهلي في المنزل قاعدون، وأنا أكلم نفسي كالمجنون، وفجأة خطرت ببالي فكرة رهيبة، ففتحت خزانتي العجيبة، وأخذت منها قنينة ماء والباكيت والقداحة، وشرعت في تنفيذ فكرتي اللماحة، فصعدت إلى سطح البناء، وأنا اتنفس الصعداء، وأخرجت القنينة وشريت دمعتين، ثم أشعلت سيجارة وشرعت بالتدخين، ورحت أجول بناظري باستمتاع، وأنفث الدخان في السماء، وفجأة وقعت عيني على مئذنة الجامع المجاور للبناء، فرأيت ماتشيب له الولدان وينوء بحمله الثقلان، إنه مؤذن الجامع قد رآني، فاحمر وجهه غيظا وناداني:
أتعصي الرحمن وتفطر وفي رمضان! أيها الكافر اللعين، أنت وأمثالك من أوصلنا إلى هذا الوضع الحزين، وأغضب علينا رب العالمين، ثم صرخ بصوت راعش: والله لأسلمنك لداعش، ليقيمو عليك الحد، فمالك من عقاب الشرع بد، وهرول باتجاه السلم وغاب عن النظر، فأحسست بأني في خطر، ونظرت في الآفاق، فوجدت ذلك المجنون الأفاق يهرول في الزقاق، حاملا بيده الساطور وهو يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويشير للناس باتجاه بيتي: فاطر فاطر!!!
فقررت أن أخاطر، وقفزت على سطح البناء المجاور، وعندما أصبحت خارج المنطقة اللعينة، كفكفت دموعي الحزينة، وأدركت بأني لن أكون في أمان إذا بقيت في هذا المكان، فقررت التقدم بطلب لجوء إلى إحدى الدول الكافرة، ومازلت حتى الآن انتظر فرصتي النادرة، فما رأيك دام فضلك؟!

* حي الميدان في دمشق هو من أكثر الأحياء تشددا إسلاميا بأهله وتقاليده






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات جدي.. والكهرباء.. وداعش


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيهاب الدمشقي - المقامة الرمضانية